هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+82
برنس الرومانسيه
!KIMO!
ahmed larini
shahd
prince sakr
واحد من الناس
قنبلة 66
pr!nce
dody99
yhya music
ABOOD
CREATIVE
alitaly
سارة بوزيان
سوبرمان حمودي
مستشار الحكومة
zakariaxh2d
cubo
mohamed alshwaily
x promise
AmEeR AlSaiDi
diyaa
walidca1
كسار الجماجم
w1x1y1
sabona
الدعمـ الفنيـ
temmar
MoHaMeD EgY
ابن الوطن
allawee
راجية رضى الله
مدونة ابداع
meelad_sd
saleh al-lakany
Mr.Jad
المستبده
S A F I R
ابو عمر 1233
ملك القراصنة 1
Mr.Micheal
tymor123456
walid2009
jubyar
امير الاشواك
bayoo466
الكااسر
فارس الدعاية
معاذ هداية
{رضوان}
الملك العاشق
عبدُالله
نداوى
x123
rim majidi
كابتن
Ashraf ELNaDY
THE M@STER
ام محمود
ahmed.s.e
yazan3
shehab3000
TMUOZ
RiYOX
منتديات شباب الجزائر
كينج ادهم
منتدى عرتوف
Goweto Bilobed
مهـ مع الأحزان ـاجر
miami
DeSiGnEr GoLd
mechoo
TawwaT
aljna
ALI ALIRAQI
The Professor
محمد كتانه
&محسن&
نور المستقبل
MarwanSoudies
ReeF
ALEXA
86 مشترك

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

السلام عليكم أخوانى و أخواتى
المسابقة يومية تختص بالقرآن الكريم و ستكون عباره عن أيه مطلوب ذكر الرقم الخاص بها و أسم السورة
أو أيه قرآنية مطلوب شرحها أو شرح لأية تبحث عنها لتكتبها لنا
لذا المسابقة متنوعة و كل يوم فكرة جديدة مما يجعلنا نتمسك بكتاب الله بين يدينا من أجل البحث و المعرفة و الإطلاع لذا فجوائز هذة المسابقة ليست فقط ال 100 إعتماد يوميا إنما هى معرفة لكتاب الله و البحث و التدقيق به و بالتأكيد لابد و سنخرج كلنا فائزين بمعلومة او كلمة طيبة من كل يوم
لذا هنيئا لنا جميعا و ألف مبروك لصاحب النصيب يوميا و سيتم الإختيار عشوائيا من أول 10 إجابات صحيحة بالموضوع
مع ملاحظه كلمة صحيحة أى الإجابة الخاطئة لن تحسب كمشاركة و بالتالى سيتم الإنتقال لصاحب المساهمة التى يليها
لذا لا تعتمدوا ان مادام 10 ردوا على الموضوع ان الفائز منهم فربما أحدهم خاطىء لا تنسوا ذلك
أنتظرونى كل يوم فى تمام العاشرة مساءا بتوقيت مصر أى الثامنة مساءا بتوقيت جرينتش لوضع السؤال اليومى للمتشاركين
إرضاءا لكل العرب فى كل البلاد العربية جدول مواعيد المسابقات اليومية على منتدى الدعاية و الإشهار


رمضان كريم عليكم و علينا
و أتقدم بخالص شكرى لفارس الدعاية عن تلك المسابقات الأكثر من رائعة
و فى إنتظار مشاركاتكم معنا


بسم الله الرحمان الرحيم
اليوم الأول 11 أغسطس
سؤال اليوم
ما الأعداد التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ موضحا السور و أرقام الآيات التى تم ذكر الأرقام بها

الفائز عن اليوم الأول
منتدى عرتوف


اليوم الثانى 12 أغسسطس
سؤال اليوم
ما أقسام القرآن الكريم ؟

الفائز عن اليوم الثانى
shehab3000

اليوم الثالث 13 أغسسطس
سؤال اليوم
من هم الذين ذكرت تبرئتهم فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور الداله على تبرئتهم
الفائز عن اليوم الثالث
أبو كيندا

اليوم الرابع : 14أغسطس
ما السور التى بدأت بحروف مقطعة ؟
الفائز عن اليوم الرابع
نور المستقبل
الاجابه هى 29 سورة و ليس 27 كما كتب البعض أرجعوا للمواقع الكبيرة و ليس أى موضوع على جوجل
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Icon_biggrin

اليوم الخانس 15أغسطس
ما أسماء الكفار التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
موضحا أسماء السور و أرقام الآيات المذكور بها الأسم

الفائز عن اليوم الخامس
ام محمود

اليوم السادس 16أغسطس
ما الآيات التى ذكر فيها أركان الإسلام الخمسة - موضحا نص الآيه و رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم السادس
temmar


اليوم السابع 17أغسطس
ما الأدوية التى ذكرت فى القرآن الكريم - موضحا الآيات و أرقامها و أسماء السور التى دلت على ذلك
الفائز عن اليوم السابع
لو هو السؤال الأدوية كما هو موجود بالسؤال الأساسى الفائز
ام محمود
أما لأن الأغلبية أجاب عن الأودية رغم انها مش مكتوبه بالسؤال كده
هاندى جائزة ثانية للسؤال و هى أيضا 100 اعتماد تانية للفائز
ابو عمر 1233
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 126274

اليوم الثامن 18أغسطس
ما الآية التى اشتملت على أكبر عدد من لفظ الجلالة الله ؟
مع ذكر الايه و رقمها والسورة الواردة بها

الفائز عن اليوم الثامن
احمد مصراوي

اليوم التاسع 19أغسطس
ما أعضاء جسم الإنسان التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم التاسع
diyaa

اليوم العاشر 20 أغسطس
كم مرة ذكرت مصر فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم العاشر
نداوى
اليوم الحادى عشر 21 أغسطس
في أي سورة من سور القراَن الكريم وردت الأحداث الآتية :
قصة المعراج ؟
قصة الإسراء ؟
أصحاب الفيل ؟
بيعة الرضوان ؟
عباد الرحمن وصفاتهم ؟
تحويل القبلة ؟
الفائز عن اليوم الحادى عشر
zakariaxh2d


اليوم الثانى عشر 22 أغسطس
ماالاتجاهات التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكرالآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثانى عشر
allawee

اليوم الثالث عشر 23 أغسطس
ما القصص التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم الثالث عشر
yhya music

اليوم الرابع عشر 24 أغسطس
الحيوان البرئ الذى ذكر فى القرآن الكريم - الحشرة التى تكلمت فى القرآن الكريم - الحشرة التى أوحى الله إليها فى القرآن الكريم
أذكر ما أسماءهم الآيات التى ذكروا بها مع أرقامها و أسماء السور

الفائز عن اليوم الرابع عشر
temmar

اليوم الخامس عشر 25 أغسطس
ما هى اول آية نزلت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيه و أسم السورة و شرح الآيه بالكامل و المناسبه التى نزلت فيها
الفائز عن اليوم الخامس عشر
أبو كيندا

اليوم السادس عشر 26 أغسطس
ما معنى هذه الأيه الكريمه ؟؟ وماهو سبب النزول ؟؟ ذاكرا أسم السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَّهِينٍ
(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ
أَثِيمٍ
(12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)
صدق الله لبعظيم

الفائز عن اليوم السادس عشر
نداوى

اليوم السابع عشر 27 أغسطس
من الذى أغرقة الله – تعالى – ثم
نجاه ببدنه ؟
مع ذكر الآيه الكريمة و رقمها و أسم السورة و معناها
الفائز عن اليوم السابع عشر
meelad_sd

اليوم الثامن عشر 28 أغسطس
ماهي آيات الحج في القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثامن عشر
MarwanSoudies

اليوم التاسع عشر 29 أغسطس
ما هى آية الكرسي أذكر الآية و رقمها و أسم السورة مع شرح كامل للآية
و ذكر فوائدها
الفائز عن اليوم التاسع عشر
قنبلة 66

اليوم العشرون 30 أغسطس
" يوم ترجف الراجفة ".. ما المقصود بالراجفة ؟
" تتبعها الرادفة " ما المقصود بالرادفة ؟
ما المعنى و أرقام الآية و أسم السورة و شرح الآيه
الفائز عن اليوم العشرون
temmar

اليوم الواحد و العشرون 31 أغسطس
ما الآبة التى نزلت في ذي نواس وجُنده ؟
مع ذكر الايه و رقمها و اسم السورة و شرح كامل لها و ذكر سبب النزوار و مناسبته
الفائز عن اليوم الواحد و العشرون
!KIMO!
اليوم الثانى و العشرون 1 سبتمبر
ما هما الآيتان اللتان أعطيا النبي صلى الله عليه وسلم وهما من كنوز العرش ؟
مع ذكر الآيتان و أرقامهما و أسم السورة و شرح موجز عنهما

الفائز عن اليوم اثانى و العشرون
احمد مصراوي

اليوم الثالث و العشرون 2 سبتمبر
ورد في القران الكريم هذه الأية (ياموسى انزع نعليك انك في الوادي المقدس طوى)
ما المقصود بهذه الأية و ما رقمها و أسم السورة و سبب نزول الآية مع شرح كامل لها
الفائز عن اليوم اثالث و العشرون
اعصار

اليوم الرابع و العشرون 3 سبتمبر
ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ( 0 ) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ( 0 ) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ( 0 ) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ( 0 ) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ( 0 ) قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ( 0 ) ) .
أشرح الآيات موضحا أسم السورة و أرقام الآيات المذكورة مع توضيح لأسباب النزول
الفائز عن اليوم الرابع و العشرون

dody99

اليوم الخامس و العشرون 4 سبتمبر
ما هي السورة التي تبدأ بقوله تعالى " يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما "
مع شرح الآية الكريمة
الفائز عن اليوم الخامس و العشرون
أبو كيندا

اليوم السادس و العشرون5 سبتمبر
ما هو سر الرقم 7 فى الدين الآسلامى؟
ذكر الرفم 7 فى الكثير من الشروحات و فى القرآن و فى التفاسير لعدة أشياء بالدين الآسلامى
أذكر ما هو سر الرقم 7 مستعينا بالاىيات القرآنية التى لها علاقة بالرفم 7 مع ذكر أسماء السور و أرقام أيات و أيضا أذكر التفسيرات حول الرقم 7 من الفقه و التفاسير الآسلامية

السؤال ده يا جماعه سؤال مهم جدا و اجابته لازم تجمع من اكتر من مكان و عن علم و ليس نقل و بس
أفهموا و أقرأوا قبلالنقل للفائدة العامة

الفائز عن اليوم السادس و العشرون 5 سبتمبر
ام محمود
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Icon_cyclops

اليوم السابع و العشرون 6 سبتمبر
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة

الفائز عن اليوم السابع و العشرون
sabona


اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح
فيها بإذن ربهم من كلِ
أمر
*سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
مطلوب أسم السورة و شرحها و أسباب النزول

الفائز عن اليوم الثامن و العشرون
واحد من الناس

اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ


  1. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

  2. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ
أذكر أسم السورة و شرحها الكامل

الفائز عن اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر
(الأمير)

اليوم الثلاثون و الأخير 9 سبتمبر
كل عام و أنتم ببخير و أنتظرونا بمسابقة عيد الفطر من الغد
اليوم أخر أيام رمضان المبارك أحببت فعلا أن يسعى كل منكم لإيجاد الإجابة بدون نقل
أكتب الآية الكريمة التى كلما أستمعت إليها ترتاح نفسك و تطمئن مع شرحها و إظهار رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم الأخير
mohyou

ملاحظه : لتوسيع فرصة المكسب الاختيار سيتم من بين أول 10 إجابات صحيحة و ليس أول 5 قثط
تنويه لكل الأعضاء المسابقات غدا سيكون مواعيدها الجديدة العاشرة بتوقيت جرينتش الثانية عشر بتوقيت مصر
حتى
يستطيع الكل أن يؤدى صلاة العشاء و التراويح و يتواجد ساعة المسابقة و قد
تم أختيار التوقيت بناءا على تصويتكم لمواعيد المسابقة اليومية


تسلم الهدايا للفائزين فى نهاية شهر رمضان المبارك
: شكر خاص للعضة إعصار على تحيته و كل عام و أنت بخير أخى
https://www.pubarab.com/montada-f25/topic-t92845.htm


عدل سابقا من قبل ALEXA في السبت 11 سبتمبر 2010 - 4:33 عدل 37 مرات

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
متبقي 8 دقائق لوضع الإسئلة

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
2

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تمت الاضافة

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ] ، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : " أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف فيه ، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان - يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب " قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ، حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقي الموت "

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل الجنة فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها ، وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء ، قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا ) بفتح الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال عمر ، رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا ) شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال ابن المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس : الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
كلما ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ، حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية واسم السورة ؟

كلما ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ، حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم في سورة الأنعام الآية 125في قوله تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون".

ان شاء الله هكسب

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ] ، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : " أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف فيه ، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان - يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب " قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ، حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقي الموت "

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل الجنة فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها ، وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء ، قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا ) بفتح الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال عمر ، رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا ) شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال ابن المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس : الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره
ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا
يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله
أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه
علامة على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور
من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر :
22 ] ، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره
إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال
ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه
للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال
عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي
جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : "
أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف فيه
، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : "
الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل
لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان -
يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ،
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو
بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل
لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار
الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو
بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب "
قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟
قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد
للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ، حدثنا
سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم عن
زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل النور
القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال : " الإنابة
إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقي الموت
"

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن مسعود متصلا
مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن
يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره
للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل الجنة
فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن دار
الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله
تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها ،
وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء ،
قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا ) بفتح
الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء ما
ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله
عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي الشجرة
تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال عمر ،
رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال
العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك
حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما
جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا )
شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال ابن
المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا تستطيع أن
تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال
عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا
يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن
ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن
يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله
الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال
الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة
تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول
الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه
عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا
حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله
ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس
: الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه . وقال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125

تفسير قوله تعالى:﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:
لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).
تفسيرقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن,وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).
وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.
وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).
أقوال بعض المفسرين المتأخرين:
لاحظنا وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي يعلو الأرض(11).
ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).

شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:
تقول الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟
والحقيقة هي أن (يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير..... يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:
(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".
الجواب: لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء الإسلام.
فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه. والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).
أما عن الصعود في كتب اللغة:
فصعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛ قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125] يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15).ومن هنا يتبين أن العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).
فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد. الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود، والمشقّة من الأمر(17).
أسباب ضيق التنفس عند الصعود:
أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:
1 ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .
2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس، وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).
التفسير العلمي لصعوبة الصعود:
من الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله 76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى 10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ (19) .
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي (الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك(20).
الإعجاز في الحشرات
وجه الإعجاز:
إن ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93) عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .
ثانياً: صحة التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.
والتشبيه في الحقيقة لا يكون بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس، وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. والله تعالى أعلم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره
ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا
يؤمنون " ..

سورة الأنعام آية 125.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم السابع و العشرون 6 سبتمبر


سورة الأنعام الآية 125في قوله تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون".


تفسير قوله تعالى:﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:
لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).
تفسيرقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن,وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).
وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.
وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).
أقوال بعض المفسرين المتأخرين:
لاحظنا وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي يعلو الأرض(11).
ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).

شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:
تقول الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟
والحقيقة هي أن (يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير..... يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:
(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".
الجواب: لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء الإسلام.
فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه. والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).
أما عن الصعود في كتب اللغة:
فصعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛ قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125] يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15).ومن هنا يتبين أن العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).
فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد. الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود، والمشقّة من الأمر(17).
أسباب ضيق التنفس عند الصعود:
أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:
1 ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .
2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس، وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).
التفسير العلمي لصعوبة الصعود:
من الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله 76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى 10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ (19) .
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي (الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك(20).
الإعجاز في الحشرات
وجه الإعجاز:
إن ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93) عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .
ثانياً: صحة التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.
والتشبيه في الحقيقة لا يكون بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس، وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. والله تعالى أعلم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية واسم السورة ؟

كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم في سورة الأنعام الآية 125في قوله
تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين
لايؤمنون".
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Lol

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً
حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون "
.. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله أن
يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة
على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من
ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ]
، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم
الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال
ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه
للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال
عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي
جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : "
أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف
فيه ، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : "
الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل
لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان -
يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ،
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو
بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل
لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار
الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو
بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب "
قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟
قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد
للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ،
حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد
الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا
دخل النور القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال
: " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت
قبل لقي الموت "

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن
مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن
الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن
مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل
الجنة فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن
دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل
الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله
تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها
، وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء
، قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا )
بفتح الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء
ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي
الله عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي
الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال
عمر ، رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال
العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك
حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما
جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا )
شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال
ابن المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا
تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال
عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا
يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن
ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن
يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله
الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال
الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة
تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول
الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه
عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله
ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان
بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن
ابن عباس : الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة


من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن
يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125






descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره
ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا
يؤمنون " .. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله
أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه
علامة على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور
من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر :
22 ] ، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره
إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال
ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه
للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال
عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي
جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : "
أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف فيه
، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : "
الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل
لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان -
يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ،
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو
بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل
لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار
الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو
بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب "
قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟
قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد
للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ، حدثنا
سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم عن
زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل النور
القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال : " الإنابة
إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقي الموت
"

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن مسعود متصلا
مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن
يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره
للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل الجنة
فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن دار
الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله
تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها ،
وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء ،
قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا ) بفتح
الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء ما
ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله
عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي الشجرة
تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال عمر ،
رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال
العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك
حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما
جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا )
شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال ابن
المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا تستطيع أن
تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال
عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا
يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن
ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن
يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله
الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال
الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة
تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول
الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه
عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا
حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله
ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس
: الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه . وقال عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الأنعام الآية 125في قوله تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون".


تفسير قوله تعالى:﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:
لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).
تفسيرقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن,وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).
وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Icon_cool.
وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).
أقوال بعض المفسرين المتأخرين:
لاحظنا وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾[الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي يعلو الأرض(11).
ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).

شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:
تقول الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟
والحقيقة هي أن (يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير..... يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:
(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".
الجواب: لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء الإسلام.
فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه. والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).
أما عن الصعود في كتب اللغة:
فصعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛ قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125] يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15).ومن هنا يتبين أن العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).
فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد. الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود، والمشقّة من الأمر(17).
أسباب ضيق التنفس عند الصعود:
أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:
1 ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .
2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس، وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).
التفسير العلمي لصعوبة الصعود:
من الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله 76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى 10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ (19) .
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي (الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.
كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك(20).
الإعجاز في الحشرات
وجه الإعجاز:
إن ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93) عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .
ثانياً: صحة التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.
والتشبيه في الحقيقة لا يكون بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس، وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. والله تعالى أعلم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الأنعام الآية 125في قوله تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء
كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون".


تفسير قوله تعالى:﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:
لا
شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان،
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا
يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن
يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا
الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به
رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ
وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ
إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ
»(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله
لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال
تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ
فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ
وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن
عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك
وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح»,
قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث:
شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر
غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان
في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه
ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة:
سعة الصدر"(4).
تفسيرقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:
قرئ
بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما
لغتان كهَيِّن وهَيْن,وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى
آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء
وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان
ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل
البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها
راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل
إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام
ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ
مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد
والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس
للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا
الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).
وقال القرطبي: شبه الله الكافر في
نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود
السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن
يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة
الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود
والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً
عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.
وفي
تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول
الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه
مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته،
وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ
يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله
ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان
بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب
علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة،
دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه
الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول
إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في
جانب الحق والإسلام(10).
أقوال بعض المفسرين المتأخرين:
لاحظنا
وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر
الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه
لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا
المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في
لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة
أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿قُل
لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ﴾[الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي
يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله
تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع
المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول
ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه
فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا
تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء
يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي
يعلو الأرض(11).
ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق
ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير
الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه
وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه،
إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي
ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم
كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط
عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).

شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:
تقول
الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه
كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما
يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في
ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في
الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ
فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟
والحقيقة هي أن
(يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير.....
يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء
صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:
(تَصَعَّدَ)
يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي
التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ:
صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية
هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في
السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".
الجواب:
لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني
القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء
الإسلام.
فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق
النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية
فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من
ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور
به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه.
والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).
أما عن الصعود في كتب اللغة:
فصعد
السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد،
وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض:
ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ
إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع
من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛
قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125]
يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15).ومن هنا يتبين أن العرب
استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب
المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).

فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء
في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ
ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد.
الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود،
والمشقّة من الأمر(17).
أسباب ضيق التنفس عند الصعود:
أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:
1
ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من
الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر
الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في
ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .

2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض
مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز
للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس،
وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو
الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي
أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء
بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة
لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).
التفسير العلمي لصعوبة الصعود:
من
الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو
الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما
يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح
البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله
76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل
الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء
من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته
إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على
ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك
بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس
صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف
وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء
في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما
ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص
الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر
كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى
10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن
نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب
به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق
الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ
(19) .
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في
طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي
أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة
الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار
صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي
(الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى
حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل
نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص
كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند
ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر
الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن
مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين
اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد
ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة
عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف
جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.

كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون
الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ،
ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار
البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين
موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو
العليا سوى الظلام الحالك(20).
الإعجاز في الحشرات
وجه الإعجاز:
إن
ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في
دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند
الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر
من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93)
عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم
جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى
الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية
ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان
في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من
الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه
الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .
ثانياً: صحة
التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً
بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ
وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي
بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة
الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف
إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في
القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو
ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.
والتشبيه في الحقيقة لا يكون
بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه
شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما
يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى
لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس،
وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة
الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه
أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي
يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني
مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة
الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين
في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا
جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي
هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ
أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. والله تعالى أعلم

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً
حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون "
.. سورة الأنعام آية 125.


يقول تعالى : ( فمن يرد الله أن
يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة
على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من
ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ]
، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم
الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال
ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه
للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال
عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي
جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : "
أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف
فيه ، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : "
الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل
لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان -
يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ،
قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو
بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد
الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل
لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار
الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو
بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام )
قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب "
قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟
قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد
للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ،
حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد
الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله
بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا
دخل النور القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال
: " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت
قبل لقي الموت "

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن
مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن
الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن
مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه
يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل
الجنة فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن
دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل
الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله
تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء )
قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها
، وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء
، قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا )
بفتح الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء
ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي
الله عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي
الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال
عمر ، رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال
العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك
حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما
جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا )
شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال
ابن المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا
تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال
عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا
يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن
ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن
يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله
الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال
الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة
تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول
الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه
عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله
الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله
ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان
بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن
ابن عباس : الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة



قال تعالى:

" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الانعام125)
قال تعالى: ﴿ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: 125].

تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:

لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).

تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:

قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن, وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).

وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.

وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).

أقوال بعض المفسرين المتأخرين:

لاحظنا وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي يعلو الأرض(11).

ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).



شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:

تقول الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟

والحقيقة هي أن (يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير..... يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:

(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)

كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".

الجواب: لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء الإسلام.

فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه. والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).

أما عن الصعود في كتب اللغة:

فصعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛ قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125] يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15). ومن هنا يتبين أن العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).

فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له. فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.

جاء في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد. الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود، والمشقّة من الأمر(17).

أسباب ضيق التنفس عند الصعود:

أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:

1 ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .

2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس، وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).

التفسير العلمي لصعوبة الصعود:

من الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله 76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى 10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ (19) .

لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي (الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.

وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.

كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك(20).

الإعجاز في الحشرات

وجه الإعجاز:

إن ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93) عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:

أولاً: صعود الإنسان في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .

ثانياً: صحة التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.

والتشبيه في الحقيقة لا يكون بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس، وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿ قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. والله تعالى أعلم


فتبارك الله احسن الخالقين

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz

قال تعالى:

" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الانعام125)


تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:

لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).

تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:

قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن, وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).

وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.

وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
قال تعالى:

" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الانعام125)


تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:

لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).

تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:

قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن, وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).

وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.

وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz

قال تعالى:

" فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (الانعام125)


تفسير قوله تعالى: ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:

لا شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ »(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح», قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث: شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة: سعة الصدر"(4).

تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:

قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما لغتان كهَيِّن وهَيْن, وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).

وقال القرطبي: شبه الله الكافر في نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.

وفي تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته، وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام(10).

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم السابع و العشرون 6 سبتمبر
[size=25]كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة

الاجابة

الآية 125
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " ..
سورة الأنعام
آية 125.
الشرح

( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ( 125 ) ) .

يقول تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) أي : ييسره له وينشطه ويسهله لذلك ، فهذه علامة على الخير ، كقوله تعالى : ( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) [ الزمر : 22 ] ، وقال تعالى : ( ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ) [ الحجرات : 7 ] .

قال ابن عباس : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به وكذا قال أبو مالك ، وغير واحد . وهو ظاهر .

وقال عبد الرزاق : أخبرنا الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أكيس؟ قال : " أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم لما بعده استعدادا " قال : [ ص: 335 ] وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) وقالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال : " نور يقذف فيه ، فينشرح له وينفسح " قالوا : فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت

وقال ابن جرير : حدثنا هناد ، حدثنا قبيصة ، عن سفيان - يعني الثوري - عن عمرو بن مرة ، عن رجل يكنى أبا جعفر كان يسكن المدائن ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) فذكر نحو ما تقدم .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا ابن إدريس ، عن الحسن بن الفرات القزاز ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا : يا رسول الله ، هل لذلك من أمارة؟ قال : " نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت "

وقد رواه ابن جرير عن سوار بن عبد الله العنبري ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن مرة ، عن أبي جعفر فذكره .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن المسور قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، ما هذا الشرح؟ قال : " نور يقذف به في القلب " قالوا : يا رسول الله ، فهل لذلك من أمارة ؟ قال " نعم " قالوا : وما هي؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت

وقال ابن جرير أيضا : حدثني هلال بن العلاء ، حدثنا سعيد بن عبد الملك بن واقد ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح " قالوا : فهل لذلك من علامة يعرف بها؟ قال : " الإنابة إلى دار الخلود ، والتنحي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقي الموت "

[ ص: 336 ] وقد رواه ابن جرير من وجه آخر ، عن ابن مسعود متصلا مرفوعا فقال : حدثني ابن سنان القزاز ، حدثنا محبوب بن الحسن الهاشمي ، عن يونس ، عن عبد الرحمن بن عبيد الله بن عتبة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ) قالوا : يا رسول الله ، وكيف يشرح صدره؟ قال : " يدخل الجنة فينفسح " قالوا : وهل لذلك علامة يا رسول الله؟ قال : " التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل الموت

فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة ، يشد بعضها بعضا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) قرئ بفتح الضاد وتسكين الياء ، والأكثرون : ( ضيقا ) بتشديد الياء وكسرها ، وهما لغتان : كهين وهين . وقرأ بعضهم : " حرجا " بفتح الحاء وكسر الراء ، قيل : بمعنى آثم . وقال السدي . وقيل : بمعنى القراءة الأخرى ) حرجا ) بفتح الحاء والراء ، وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى ، ولا يخلص إليه شيء ما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه .

وقد سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلا من الأعراب من أهل البادية من مدلج : ما الحرجة؟ قال هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها راعية ، ولا وحشية ، ولا شيء . فقال عمر ، رضي الله عنه : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وقال العوفي عن ابن عباس : يجعل الله عليه الإسلام ضيقا ، والإسلام واسع . وذلك حين يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) [ الحج : 78 ] ، يقول : ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق .

وقال مجاهد والسدي : ( ضيقا حرجا ) شاكا . وقال عطاء الخراساني : ( ضيقا حرجا ) ليس للخير فيه منفذ . وقال ابن المبارك ، عن ابن جريج ( ضيقا حرجا ) بلا إله إلا الله ، حتى لا تستطيع أن تدخله ، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وقال سعيد بن جبير : يجعل صدره ( ضيقا حرجا ) قال : لا يجد فيه مسلكا إلا صعدا .

وقال السدي : ( كأنما يصعد في السماء ) من ضيق صدره .

وقال عطاء الخراساني : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد [ ص: 337 ] في السماء . وقال الحكم بن أبان عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( كأنما يصعد في السماء ) يقول : فكما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يستطيع أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه ، حتى يدخله الله في قلبه .

وقال الأوزاعي : ( كأنما يصعد في السماء ) كيف يستطيع من جعل الله صدره ضيقا أن يكون مسلما .

وقال الإمام أبو جعفر بن جرير : وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة تضييقه إياه عن وصول الإيمان إليه . يقول : فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه ، مثل امتناعه من الصعود إلى السماء وعجزه عنه; لأنه ليس في وسعه وطاقته .

وقال في قوله : ( كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) يقول : كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله ضيقا حرجا ، كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله ورسوله ، فيغويه ويصده عن سبيل الله .

قال ابن أبي طلحة عن ابن عباس : الرجس : الشيطان . وقال مجاهد : الرجس : كل ما لا خير فيه . وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الرجس : العذاب .


descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة الأنعام الآية 125في قوله تعالى:" فمن يرد الله أن يهديه يشرح
صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء
كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون".


تفسير قوله تعالى:﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ﴾:
لا
شك أن الإسلام أعظم نعمة يمنها الله على عباده الذين وفقهم للإيمان،
فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
والإيمان نور يلقيه الله في قلب العبد ويشرح صدره له ويحببه إليه، فلا
يتصور أنه يمكن أن يعيش لحظة بدون هذا الحصن الرباني العجيب فهو بعد أن
يذوق حلاوة الإيمان يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار، وهذا
الوصف يجده كل مؤمن ذاق حلاوة هذا الإيمان، وهو عين الوصف الذي أخبرنا به
رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: « ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ
وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا
لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ
إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ
»(1)، وعودة إلى تفسير الآية يقول ابن كثير: أي ييسره له وينشطه ويسهله
لذلك فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ
لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [الزمر: 22] الآية، وقال
تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ
فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ
وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ﴾ [الحجرات : 7], وقال ابن
عباس رضي الله عنهما: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، وكذا قال أبو مالك
وغير واحد وهو ظاهر(2)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية:
قالوا: كيف يشرح صدره يا رسول الله؟ قال: «نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح»,
قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال: «الإنابة إلى دار الخلود
والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل لقاء الموت»(3)، وقال الليث:
شرح الله صدره فانشرح، أي: وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر
غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو: أنه إذا اعتقد الإنسان
في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوي طلبه
ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة:
سعة الصدر"(4).
تفسيرقوله تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء﴾:
قرئ
بفتح الضاد وتسكين الياء، والأكثرون ضيِّقاً بتشديد الياء وكسرها وهما
لغتان كهَيِّن وهَيْن,وقرأ بعضهم حَرِجاً بفتح الحاء وكسر الراء، قيل بمعنى
آثم، قاله السدي، وقيل: بمعنى القراءة الأخرى حَرَجاً بفتح الحاء والراء
وهو الذي لا يتسع لشيء من الهدى، ولا يخلص إليه شيء ما؛ ينفعه من الإيمان
ولا ينفذ فيه، وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً من الأعراب من أهل
البادية من مدلج عن الحرجة فقال: هي الشجرة تكون بين الأشجار لا تصل إليها
راعية ولا وحشية ولا شيء فقال عمر رضي الله عنه: كذلك قلب المنافق لا يصل
إليه شيء من الخير، وقال العوفي: عن ابن عباس يجعل الله عليه الإسلام
ضيقاً، والإسلام واسع وذلك حين يقول: ﴿مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ
مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78] يقول: ما جعل عليكم في الإسلام من ضيق، وقال مجاهد
والسدي: ضيقاً حرجاً شاكاً، وقال عطاء الخراساني: ضيقاً حرجاً أي ليس
للخير فيه منفذ، وقال ابن المبارك عن ابن جريج: ضيقاً حرجاً بلا إله إلا
الله حتى لا يستطيع أن تدخل قلبه(5).
وقال القرطبي: شبه الله الكافر في
نفوره من الإيمان وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود
السماء لا يطاق(6). وقال الآلوسي: المراد المبالغة في ضيق صدره حيث شبه بمن
يزاول ما لا يقدر عليه فان صعود السماء مثل فيما هو خارج عن دائرة
الاستطاعة، وفيه تنبيه على أن الإيمان يمتنع منه كما يمتنع منه الصعود
والامتناع في ذلك عادي(7)، وعن الزجاج معناه كأنما يتصاعد إلى السماء نبواً
عن الحق وتباعداً في الهرب منه(Cool.
وفي
تفسير ابن كثير: وهذا مثل ضربه الله لقلب هذا الكافر في شدة ضيقه عن وصول
الإيمان إليه يقول: فمثله في امتناعه من قبول الإيمان وضيقه عن وصوله إليه
مثل امتناعه عن الصعود إلى السماء وعجزه عنه لأنه ليس في وسعه وطاقته،
وقال: في قوله: ﴿كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ
يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام : 125] يقول: كما يجعل الله صدر من أراد إضلاله
ضيقاً حرجاً كذلك يسلط الله الشيطان عليه وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان
بالله ورسوله فيغويه ويصده عن سبيل الله(9)، وقال الليث:وإن حصل في القلب
علم أو اعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راجحة،
دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس نبوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه
الحال "ضيق الصدر" لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول
إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه, وأكثر استعمال شرح الصدر في
جانب الحق والإسلام(10).
أقوال بعض المفسرين المتأخرين:
لاحظنا
وبوضوح تفسير بعض المفسرين السابقين, وكيف كان عندهم المعنى أن مثل الكافر
الذي أراد الله أن يضله كمثل من يصعب عليه أن يصعد في السماء، أي فكما أنه
لا يستطيع أن يصعد في السماء فكذلك لا يستطيع أن يؤمن أو كما في هذا
المعنى، وما هذه المعاني التي اختاروها إلا لأنهم ما كانوا ليتخيلوا في
لحظة أن الإنسان سيستطيع أن يطير في السماء ويخترق أجواء الفضاء، والحقيقة
أن في هذا الأمر وقفة وهي أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كما قال تعالى: ﴿قُل
لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ
وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ
يُؤْمِنُونَ﴾[الأعراف : 188]، والله تعالى وحده عالم الغيب والشهادة الذي
يصف الأمور على حقيقتها وبدقة تامة، وسيأتي المعنى الذي يوافق كلام الله
تعالى بصورة شديدة ودقيقة تماماً، ولعلنا نورد بعض أقوال علماء الشرع
المتأخرين، ونرى الفرق بين تفاسيرهم وتفاسير القدماء الذين سبقوهم, يقول
ابن عاشور: في مثل حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه
فيتأمل في دعوة الإسلام بحال الصاعد فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود، وهذا
تمثيل هيئة معقولة بهيئة متخيلة لأن الصعود في السماء غير واقع, والسماء
يجوز أن يكون بمعناه المتعارف ويجوز أن يكون السماء أطلق على الجو الذي
يعلو الأرض(11).
ويقول الدكتور حجازي: فمن يرد الله أن يهديه للحق
ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير
الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه
وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه،
إذا طلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإنه يجد في صدره ضيقاً، وأي
ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم
كحال الصاعد في طبقات الجو... والمرتفع في السماء... كلما ارتفع وخف الضغط
عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب(12).

شبهة حول دلالة كأنما يصعد في السماء:
تقول
الشبهة: يدًعي الإعجازيون أن هذه الآية قد أخبرت بالحقيقة العلمية؛ أنه
كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأوكسجين مما
يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث أن التغير الهائل في
ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في
الصدر وحرجاً. وتعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء: (يَصّعّدُ
فِي السَّمَاءِ) هل فعلاً تعني الصعود إلى أعلى؟
والحقيقة هي أن
(يَصّعّدُ فِي) معناها ليس ما يحاول أن يلصقها بها العالم الكبير.....
يصّعد بتشديد الصاد -ملحقة ب:"في كذا" - تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء
صعب أو مستحيل...و لك أن تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك:
(تَصَعَّدَ)
يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي
التنـزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ. و- النَّفَسُ:
صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه فالمراد من الآية
هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول الصعود في
السماء فلا يستطيع لاستحالة هذا (!)
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَصّعّدُ فِي) كذا، لا علاقة له إطلاقاً بالصعود وإنما المحاولة على مشقة في عمل شيء مستحيل".
الجواب:
لا يُعَد فهم عالم ما في زمن ما، حُجة على فهم باقي المسلمين لمعاني
القرآن الكريم, بل لا يشترط لتحقق الإعجاز القرآني، أن يقول به كل علماء
الإسلام.
فالأفهام والنظرات إلى الأمور تتغير بتغير الثقافة، وآفاق
النظر إلى الآيات تختلف، فهناك من ينظر إلى الآيات من الزاوية الأخلاقية
فيخرج بفهم ما، وهناك من ينظر إليها من حيث الإعجاز البياني، وهنالك من
ينظر إليها بحسب ما يستنبط منها فقهياً.. وكل ذلك صواب، مأجور عليه، مأمور
به.. لا يعيب من سلك إحداها منهم على الآخرين، كما لا يعيبون عليه.
والحَكَمُ هو النص القرآني المعجز، لا كلام العلماء(13).
أما عن الصعود في كتب اللغة:
فصعد
السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد،
وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض:
ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى(14). وصعد: إذا ارتقى، واصَّعَّد يَصَّعَّدُ
إصّعّاداً فهو مصَّعَّد: إذا صار مستقبل حدور أو نهر أو وادٍ أو أرض أرفع
من الأخرى. وصعّد في الوادي إذا انحدر.. والاصِّعَّاد عندي مثل الصُعُود؛
قال الله تعالى: ﴿كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125]
يقال: صَعَدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد(15).ومن هنا يتبين أن العرب
استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب
المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها(16).

فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فلا تنافي بين الأمرين، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء
في معجم مقاييس اللغة: الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ
ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد.
الإِصعاد: مقابلة الحَدُور من مكانٍ أرفع. والصَّعود: العقَبة الكَؤود،
والمشقّة من الأمر(17).
أسباب ضيق التنفس عند الصعود:
أما أسباب الضيق الذي يحصل لمن صعد للأعلى فله عدة أسباب هي:
1
ـ انخفاض نسبة الأوكسجين في الارتفاعات العالية، فهي تعادل 21% تقريباً من
الهواء فوق سطح الأرض، وتنعدم نهائياَ في علو 67ميلاً، ويبلغ توتر
الأوكسجين في الأسناخ الرئوية عند سطح البحر 100 مم، ولا يزيد عن 25 مم في
ارتفاع 8000 متر حيث يفقد الإنسان وعيه بعد دقيقتين أو ثلاث دقائق ثم يموت .

2 ـ انخفاض الضغط الجوي: ينخفض هذا الضغط كلما ارتفعنا عن سطح الأرض
مما يؤدي لنقص معدل مرور غازات المعدة والأمعاء، التي تدفع الحجاب الحاجز
للأعلى فيضغط على الرئتين ويعيق تمددها، وكل ذلك يؤدي لصعوبة في التنفس،
وضيق يزداد حرجاً كلما صعد الإنسان عالياً، حتى أنه تحصل نزوف من الأنف أو
الفم تؤدي أيضاً للوفاة. لقد أدى الجهل بهذه الحقيقة العلمية الهامة التي
أشار إليها القرآن، إلى حدوث ضحايا كثيرة خلال تجارب الصعود إلى الجو سواء
بالبالونات أو الطائرات البدائية، أما الطائرات الحديثة فأصبحت تجهز بأجهزة
لضبط الضغط الجوي والأوكسجين(18).
التفسير العلمي لصعوبة الصعود:
من
الثابت علمياً أن الغلاف الغازي كأي غاز مرن متغير الحجم قابل للتمدد أو
الانكماش أو التضاغط وبذلك يصبح له وزن ضغط فهو يضغط على سطح الأرض بما
يسمى الضغط الجوي الذي يقدر بثقل كيلو جرام على كل 1سم2 وذلك عند مستوى سطح
البحر، وهو ما عبر عنه مكتشفه تورشيلي علمياً بوزن عمود من الزئبق طوله
76سم ومساحة مقطعة 1سم أو 29.92 بوصة مربعة منه. ولذلك فإننا نتوقع أن يقل
الضغط الجوي كلما ارتفعنا عن سطح الأرض وصعدنا إلى السماء لقصر عمود الهواء
من جهة ولزيادة تخلخله كلما ارتفعنا من جهة أخرى حيث ينخفض إلى نصف قيمته
إذا صعدنا إلى ارتفاع 3.5 ميل فيصبح 38سم3 ثم يقل ويصبح 19سم3 زئبق على
ارتفاع 18ميل (29كم). حيث يتأثر الضغط الجوي زيادة أو نقصاً إلى جانب ذلك
بحرارة الهواء، فكلما زادت درجة حرارة الهواء تمدد وقلت كثافته والعكس
صحيح. كما يتأثر بكمية الماء العالقة في الهواء حيث نجد أن بخار الماء أخف
وزناً من الهواء ولهذا ينخفض الوزن ويقل الضغط كلما زادت كمية بخار الماء
في الهواء وذلك بسبب الحرارة؛ ولذا فنحن نشعر بالاختناق التدريجي كلما
ارتفعنا عن سطح البحر إلى عنان السماء، حيث يصبح التنفس صعباً بسبب نقص
الضعط الجوي ونقص كميات الأوكسجين التي تستقبلها الرئتين حتى يضيق الصدر
كما جاء في الآية السابقة .. بل ويمكن أن يختنق الأنسان عندما يرتفع إلى
10.5 كم. كما أن الدم يندفع من أجسامنا لو خف الضغط عليه .. ولهذا فنحن
نلاحظ أن الطيارين يصابون بما يسمى (بدوار الجبال) وهو تأثير فسيولوجي يصاب
به الإنسان إذا صعد إلى ارتفاع كبير سواء كان الصعود في طيارة أو تسلق
الجبال حيث يحس الشخص بضيق في حركات التنفس وفي النبض وفقدان لحظي مفاجئ
(19) .
لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في
طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي
أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة
الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار
صناعية لدراسة طبقات الجو العليا، وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي
(الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى
حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل
نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً. كما تتناقص
كثافة الهواء بدورها تناقصاً سريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند
ارتفاع 1000كيلو متراً تقريباً من سطح الأرض.
وهكذا، يمكن أن يضيق صدر
الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن
مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص الأوكسجين
اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد
ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة
عليه من خلال الغلاف الجوي ... ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف
جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.

كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون
الاحتماء في غرفة مكيفة بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ،
ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار
البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات " الهلوسة البصرية "، إذ الأعين
موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو
العليا سوى الظلام الحالك(20).
الإعجاز في الحشرات
وجه الإعجاز:
إن
ارتفاعاً بحوالي (3000) متر أو أكثر عن سطح البحر يصحبه فقدان الوعي في
دقائق قليلة. إن كتاب الله قد جاء بمعجزة في ذكر ضيق النفس البالغ عند
الارتفاع في الجو وهو ما لم يكن معروفاً قط يومئذ. جاءت هذه الآية قبل أكثر
من (1400) عام، ولكن لم يكتشف الإنسان ما جاء فيها عملياً إلا منذ(93)
عاماً عندما حلّق الأخوان ((رايت)) بأول طائرة وشعرا بالضيق في صدريهما ثم
جاء العلم ليكشف عن انخفاض كمية الأوكسجين وضغطه عند الصعود إلى
الأعالي(21)، هذه الآية الكريمة معجزة من وجوه عدة، وهي تعرض حقيقة علمية
ثابتة بأسلوب بلاغي دقيق، ومن وجوه هذا الإعجاز:
أولاً: صعود الإنسان
في السماء ، فيوم سمع الناس بهذه الآية اعتبروا الصعود في السماء ضرباً من
الخيال، وأن القرآن إنما قصد الصعود مجازاً لا حقيقةً ، والواقع أن هذه
الآية تعتبر نبوءة تحققت، في حياة الناس فيما بعد .
ثانياً: صحة
التشبيه: فالارتفاع في الجو لمسافة عالية يسبب ضيقاً في التنفس وشعوراً
بالاختناق يزيد كلما زاد الارتفاع ﴿يصّعد﴾، حتى يصل الضيق إلى درجةٍ حرجةٍ
وصعبةٍ جداً. معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي
بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة
الاختناق، فتكون الآية تشبيه حالة معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف
إلا في عصرنا الحاضر. ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذه الظاهرة إلا في
القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو
ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية.
والتشبيه في الحقيقة لا يكون
بشيء لا يمكن رؤيته أو ضرباً من الخيال، وبعبارة أخرى أنه لا يصح أن أشبه
شيئاً رأيته بشيء لا وجود له ولا أصل له في الموجودات، لأن التشبيه كما
يعرفه أهل البلاغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى(22)، وهذا المعنى
لا يمكن الشعور به إلا إذا كان المشبه به محسوساً بآلة من آلات الإحساس،
وعليه فالمعنى القريب لحالة المعاند الذي لا يوفق للإيمان هو شبيه بحالة
الصعود التي يرافقها الضيق والحرج، لا حالة استحالة الصعود الذي لا يرافقه
أي من هذه العوارض ابتداءًا، ومن هنا كان المعنى الذي ذكر في الآية هو الذي
يوافق المعنى العلمي الذي اكتشفه علماء العصر، والذي تؤكده هذه المعاني
مجتمعة، فالحمد لله الذي شرح صدرونا للإيمان وهدانا لأسمى نعمة وهي نعمة
الإسلام التي بها تنشرح صدور الذين آمنوا بتوفيق الله سبحانه، ويزداد الذين
في قلوبهم مرض ضيقاً وحرجاً، وصدق الله القائل: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا
جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي
هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ
أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
متبقي 10 دقائق لوضع الأسئلة

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
5

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 35 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
3



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي