دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+82
برنس الرومانسيه
!KIMO!
ahmed larini
shahd
prince sakr
واحد من الناس
قنبلة 66
pr!nce
dody99
yhya music
ABOOD
CREATIVE
alitaly
سارة بوزيان
سوبرمان حمودي
مستشار الحكومة
zakariaxh2d
cubo
mohamed alshwaily
x promise
AmEeR AlSaiDi
diyaa
walidca1
كسار الجماجم
w1x1y1
sabona
الدعمـ الفنيـ
temmar
MoHaMeD EgY
ابن الوطن
allawee
راجية رضى الله
مدونة ابداع
meelad_sd
saleh al-lakany
Mr.Jad
المستبده
S A F I R
ابو عمر 1233
ملك القراصنة 1
Mr.Micheal
tymor123456
walid2009
jubyar
امير الاشواك
bayoo466
الكااسر
فارس الدعاية
معاذ هداية
{رضوان}
الملك العاشق
عبدُالله
نداوى
x123
rim majidi
كابتن
Ashraf ELNaDY
THE M@STER
ام محمود
ahmed.s.e
yazan3
shehab3000
TMUOZ
RiYOX
منتديات شباب الجزائر
كينج ادهم
منتدى عرتوف
Goweto Bilobed
مهـ مع الأحزان ـاجر
miami
DeSiGnEr GoLd
mechoo
TawwaT
aljna
ALI ALIRAQI
The Professor
محمد كتانه
&محسن&
نور المستقبل
MarwanSoudies
ReeF
ALEXA
86 مشترك

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

السلام عليكم أخوانى و أخواتى
المسابقة يومية تختص بالقرآن الكريم و ستكون عباره عن أيه مطلوب ذكر الرقم الخاص بها و أسم السورة
أو أيه قرآنية مطلوب شرحها أو شرح لأية تبحث عنها لتكتبها لنا
لذا المسابقة متنوعة و كل يوم فكرة جديدة مما يجعلنا نتمسك بكتاب الله بين يدينا من أجل البحث و المعرفة و الإطلاع لذا فجوائز هذة المسابقة ليست فقط ال 100 إعتماد يوميا إنما هى معرفة لكتاب الله و البحث و التدقيق به و بالتأكيد لابد و سنخرج كلنا فائزين بمعلومة او كلمة طيبة من كل يوم
لذا هنيئا لنا جميعا و ألف مبروك لصاحب النصيب يوميا و سيتم الإختيار عشوائيا من أول 10 إجابات صحيحة بالموضوع
مع ملاحظه كلمة صحيحة أى الإجابة الخاطئة لن تحسب كمشاركة و بالتالى سيتم الإنتقال لصاحب المساهمة التى يليها
لذا لا تعتمدوا ان مادام 10 ردوا على الموضوع ان الفائز منهم فربما أحدهم خاطىء لا تنسوا ذلك
أنتظرونى كل يوم فى تمام العاشرة مساءا بتوقيت مصر أى الثامنة مساءا بتوقيت جرينتش لوضع السؤال اليومى للمتشاركين
إرضاءا لكل العرب فى كل البلاد العربية جدول مواعيد المسابقات اليومية على منتدى الدعاية و الإشهار


رمضان كريم عليكم و علينا
و أتقدم بخالص شكرى لفارس الدعاية عن تلك المسابقات الأكثر من رائعة
و فى إنتظار مشاركاتكم معنا


بسم الله الرحمان الرحيم
اليوم الأول 11 أغسطس
سؤال اليوم
ما الأعداد التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ موضحا السور و أرقام الآيات التى تم ذكر الأرقام بها

الفائز عن اليوم الأول
منتدى عرتوف


اليوم الثانى 12 أغسسطس
سؤال اليوم
ما أقسام القرآن الكريم ؟

الفائز عن اليوم الثانى
shehab3000

اليوم الثالث 13 أغسسطس
سؤال اليوم
من هم الذين ذكرت تبرئتهم فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور الداله على تبرئتهم
الفائز عن اليوم الثالث
أبو كيندا

اليوم الرابع : 14أغسطس
ما السور التى بدأت بحروف مقطعة ؟
الفائز عن اليوم الرابع
نور المستقبل
الاجابه هى 29 سورة و ليس 27 كما كتب البعض أرجعوا للمواقع الكبيرة و ليس أى موضوع على جوجل
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Icon_biggrin

اليوم الخانس 15أغسطس
ما أسماء الكفار التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
موضحا أسماء السور و أرقام الآيات المذكور بها الأسم

الفائز عن اليوم الخامس
ام محمود

اليوم السادس 16أغسطس
ما الآيات التى ذكر فيها أركان الإسلام الخمسة - موضحا نص الآيه و رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم السادس
temmar


اليوم السابع 17أغسطس
ما الأدوية التى ذكرت فى القرآن الكريم - موضحا الآيات و أرقامها و أسماء السور التى دلت على ذلك
الفائز عن اليوم السابع
لو هو السؤال الأدوية كما هو موجود بالسؤال الأساسى الفائز
ام محمود
أما لأن الأغلبية أجاب عن الأودية رغم انها مش مكتوبه بالسؤال كده
هاندى جائزة ثانية للسؤال و هى أيضا 100 اعتماد تانية للفائز
ابو عمر 1233
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 126274

اليوم الثامن 18أغسطس
ما الآية التى اشتملت على أكبر عدد من لفظ الجلالة الله ؟
مع ذكر الايه و رقمها والسورة الواردة بها

الفائز عن اليوم الثامن
احمد مصراوي

اليوم التاسع 19أغسطس
ما أعضاء جسم الإنسان التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم التاسع
diyaa

اليوم العاشر 20 أغسطس
كم مرة ذكرت مصر فى القرآن الكريم مع ذكر الأيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم العاشر
نداوى
اليوم الحادى عشر 21 أغسطس
في أي سورة من سور القراَن الكريم وردت الأحداث الآتية :
قصة المعراج ؟
قصة الإسراء ؟
أصحاب الفيل ؟
بيعة الرضوان ؟
عباد الرحمن وصفاتهم ؟
تحويل القبلة ؟
الفائز عن اليوم الحادى عشر
zakariaxh2d


اليوم الثانى عشر 22 أغسطس
ماالاتجاهات التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكرالآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثانى عشر
allawee

اليوم الثالث عشر 23 أغسطس
ما القصص التى ذكرت فى القرآن الكريم ؟
الفائز عن اليوم الثالث عشر
yhya music

اليوم الرابع عشر 24 أغسطس
الحيوان البرئ الذى ذكر فى القرآن الكريم - الحشرة التى تكلمت فى القرآن الكريم - الحشرة التى أوحى الله إليها فى القرآن الكريم
أذكر ما أسماءهم الآيات التى ذكروا بها مع أرقامها و أسماء السور

الفائز عن اليوم الرابع عشر
temmar

اليوم الخامس عشر 25 أغسطس
ما هى اول آية نزلت فى القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيه و أسم السورة و شرح الآيه بالكامل و المناسبه التى نزلت فيها
الفائز عن اليوم الخامس عشر
أبو كيندا

اليوم السادس عشر 26 أغسطس
ما معنى هذه الأيه الكريمه ؟؟ وماهو سبب النزول ؟؟ ذاكرا أسم السورة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تُطِعْ كُلَّ
حَلَّافٍ مَّهِينٍ
(10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ
أَثِيمٍ
(12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13)
صدق الله لبعظيم

الفائز عن اليوم السادس عشر
نداوى

اليوم السابع عشر 27 أغسطس
من الذى أغرقة الله – تعالى – ثم
نجاه ببدنه ؟
مع ذكر الآيه الكريمة و رقمها و أسم السورة و معناها
الفائز عن اليوم السابع عشر
meelad_sd

اليوم الثامن عشر 28 أغسطس
ماهي آيات الحج في القرآن الكريم ؟ مع ذكر الآيات و أرقامها و أسماء السور
الفائز عن اليوم الثامن عشر
MarwanSoudies

اليوم التاسع عشر 29 أغسطس
ما هى آية الكرسي أذكر الآية و رقمها و أسم السورة مع شرح كامل للآية
و ذكر فوائدها
الفائز عن اليوم التاسع عشر
قنبلة 66

اليوم العشرون 30 أغسطس
" يوم ترجف الراجفة ".. ما المقصود بالراجفة ؟
" تتبعها الرادفة " ما المقصود بالرادفة ؟
ما المعنى و أرقام الآية و أسم السورة و شرح الآيه
الفائز عن اليوم العشرون
temmar

اليوم الواحد و العشرون 31 أغسطس
ما الآبة التى نزلت في ذي نواس وجُنده ؟
مع ذكر الايه و رقمها و اسم السورة و شرح كامل لها و ذكر سبب النزوار و مناسبته
الفائز عن اليوم الواحد و العشرون
!KIMO!
اليوم الثانى و العشرون 1 سبتمبر
ما هما الآيتان اللتان أعطيا النبي صلى الله عليه وسلم وهما من كنوز العرش ؟
مع ذكر الآيتان و أرقامهما و أسم السورة و شرح موجز عنهما

الفائز عن اليوم اثانى و العشرون
احمد مصراوي

اليوم الثالث و العشرون 2 سبتمبر
ورد في القران الكريم هذه الأية (ياموسى انزع نعليك انك في الوادي المقدس طوى)
ما المقصود بهذه الأية و ما رقمها و أسم السورة و سبب نزول الآية مع شرح كامل لها
الفائز عن اليوم اثالث و العشرون
اعصار

اليوم الرابع و العشرون 3 سبتمبر
ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ( 0 ) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ( 0 ) قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ( 0 ) قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ( 0 ) قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ( 0 ) قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ( 0 ) ) .
أشرح الآيات موضحا أسم السورة و أرقام الآيات المذكورة مع توضيح لأسباب النزول
الفائز عن اليوم الرابع و العشرون

dody99

اليوم الخامس و العشرون 4 سبتمبر
ما هي السورة التي تبدأ بقوله تعالى " يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما "
مع شرح الآية الكريمة
الفائز عن اليوم الخامس و العشرون
أبو كيندا

اليوم السادس و العشرون5 سبتمبر
ما هو سر الرقم 7 فى الدين الآسلامى؟
ذكر الرفم 7 فى الكثير من الشروحات و فى القرآن و فى التفاسير لعدة أشياء بالدين الآسلامى
أذكر ما هو سر الرقم 7 مستعينا بالاىيات القرآنية التى لها علاقة بالرفم 7 مع ذكر أسماء السور و أرقام أيات و أيضا أذكر التفسيرات حول الرقم 7 من الفقه و التفاسير الآسلامية

السؤال ده يا جماعه سؤال مهم جدا و اجابته لازم تجمع من اكتر من مكان و عن علم و ليس نقل و بس
أفهموا و أقرأوا قبلالنقل للفائدة العامة

الفائز عن اليوم السادس و العشرون 5 سبتمبر
ام محمود
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Icon_cyclops

اليوم السابع و العشرون 6 سبتمبر
كلما
ارتفع الإنسان في أجواء السماء قلت نسبة الأكسجين وشعر بصعوبة في التنفس ،
حقيقة علمية أشار إليها القرآن الكريم ، اذكر الآية و رقمها واسم السورة و شرح الآية الكريمة

الفائز عن اليوم السابع و العشرون
sabona


اليوم الثامن و العشرون
{ إنا أنزلناهُ في
ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح
فيها بإذن ربهم من كلِ
أمر
*سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
مطلوب أسم السورة و شرحها و أسباب النزول

الفائز عن اليوم الثامن و العشرون
واحد من الناس

اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ


  1. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

  2. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ
أذكر أسم السورة و شرحها الكامل

الفائز عن اليوم التاسع و العشرون 8 سبتمبر
(الأمير)

اليوم الثلاثون و الأخير 9 سبتمبر
كل عام و أنتم ببخير و أنتظرونا بمسابقة عيد الفطر من الغد
اليوم أخر أيام رمضان المبارك أحببت فعلا أن يسعى كل منكم لإيجاد الإجابة بدون نقل
أكتب الآية الكريمة التى كلما أستمعت إليها ترتاح نفسك و تطمئن مع شرحها و إظهار رقمها و أسم السورة
الفائز عن اليوم الأخير
mohyou

ملاحظه : لتوسيع فرصة المكسب الاختيار سيتم من بين أول 10 إجابات صحيحة و ليس أول 5 قثط
تنويه لكل الأعضاء المسابقات غدا سيكون مواعيدها الجديدة العاشرة بتوقيت جرينتش الثانية عشر بتوقيت مصر
حتى
يستطيع الكل أن يؤدى صلاة العشاء و التراويح و يتواجد ساعة المسابقة و قد
تم أختيار التوقيت بناءا على تصويتكم لمواعيد المسابقة اليومية


تسلم الهدايا للفائزين فى نهاية شهر رمضان المبارك
: شكر خاص للعضة إعصار على تحيته و كل عام و أنت بخير أخى
https://www.pubarab.com/montada-f25/topic-t92845.htm


عدل سابقا من قبل ALEXA في السبت 11 سبتمبر 2010 - 4:33 عدل 37 مرات

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
3

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
4

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
2

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
1

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
المسابقة هاتتأخر 10 دقائق بالظبط المتصفحات قفلت كلها بتحضير الاسئله

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
1

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
ALEXA كتب:
المسابقة هاتتأخر 10 دقائق بالظبط المتصفحات قفلت كلها بتحضير الاسئله


اوكــــــــــى يا اليكســا


فى الانتظار ... gg444g

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
بسيطة حننتظر 10 دقائق

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
الله المستعان
جزاكم الله خيرا

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
نعد شباب

9

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
تمت الاضافة

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر



تفسير سورة القدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر



تفسير سورة القدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر



تفسير سورة القدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم الثامن و العشرون


الإجابة :



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( 2 ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( 3 ) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ( 4 ) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( 5 )

البسملة تقدم الكلام عليها‏.‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في قوله ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأحيانًا يذكر نفسه بصيغة الواحد مثل ‏{‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏ وذلك لأنه واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي ضمير الواحد‏.‏ والضمير في قوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ ضمير المفعول به وهي الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر؛ لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة القدر

فما معنى إنزاله في ليلة القدر‏؟‏ الصحيح أن معناها‏:‏ ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا ودليل ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ فإذا جمعت هذه الآية أعني ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ تبين أن ليلة القدر في رمضان، وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند بعض العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شهر شعبان لا أصل له، ولا حقيقة له، فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحرم وغيرهن من الشهور لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النصف من شعبان بصيام فإنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء - رحمهم الله - يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل‏:‏ فضائل الأعمال، أو الشهور، أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل شيء ما، فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح، وينسبه إلى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا شيء كبير،

فالمهم أن يوم النصف من شعبان وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلّم - يكثر الصيام فيه حتى لا يفطر منه إلا قليلًا وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلّم - إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي أيام البيض‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ من العلماء من قال‏:‏ القدر هو الشرف كما يقال ‏(‏فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير‏)‏ أي ذو شرف كبير، ومن العلماء من قال‏:‏ المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏}‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 3، 4‏]‏‏.‏ أي يفصل ويبين‏.‏ والصحيح أنه شامل للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير، وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك‏.‏ ثم قال جل وعلا‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ هذه الجملة بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وهي مطردة في القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ‏}‏ ‏[‏الانفطار‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ 1 - 3‏]‏‏.‏ ‏{‏الْقَارِعَة مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ أي ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين هذا بقوله‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها، وهو قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ الجواب‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ أي من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها، وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة،

ولذلك كان من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة فقال‏:‏ ‏{‏تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا‏}‏ أي تنزل شيئًا فشيئًا؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة، ونزولهم خير وبركة‏.‏ ‏{‏وَالرُّوحُ‏}‏ هو جبريل عليه السلام خصه الله بالذكر لشرفه وفضله، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره، والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله - أي أمره - ينقسم إلى قسمين‏:‏ إذن كوني، وإذن شرعي،

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ أي ما لم يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدرًا، فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره القدري وقوله‏:‏ ‏{‏مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏ قيل إن ‏{‏مِنْ‏}‏ بمعنى الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة‏.‏ ‏{‏سَلامٌ هِيَ‏}‏ الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم، والتقدير‏:‏ ‏"‏هي سلام‏"‏ أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من يسلم فيها من الاثام وعقوباتها،

قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ‏}‏ أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر‏.‏ تنبيه‏:‏ سبق أن قلنا إن ليلة القدر في رمضان، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله، أو وسطه، أو آخره‏؟‏ نقول في الجواب على هذا‏:‏ إن النبي - صلى الله عليه وسلّم - اعتكف العشر الأول، ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له‏:‏ إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذًا فليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان‏.‏ وفي أي ليلة منها‏؟‏ الله أعلم قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو في ليلة الثلاثين، أو فيما بينهما، فلم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل عام، ولهذا أري النبي - صلى الله عليه وسلّم - ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - في مسجده، وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد النبي - صلى الله عليه وسلّم - صباحها أي في صلاة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ذلك قال‏:‏ ‏(‏التمسوها في العشر الأواخر‏)‏،

وفي رواية‏:‏ ‏(‏في الوتر من العشر الأواخر‏)‏، ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر، فقال - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر‏)‏، يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر، فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ‏(‏مثلًا‏)‏ في هذا العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏ وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين‏:‏ الفائدة الأولى‏:‏ بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة‏.‏ الفائدة الثانية‏:‏ كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏ وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - لم يخصصها بعمرة في فعله، ولم يخصصها أي ليلة سبع وعشرين بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر، ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة، بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلّم - أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم‏.‏


وفي هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر‏:‏ الفضيلة الأولى‏:‏ أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والاخرة‏.‏ الفضيلة الثانية‏:‏ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏‏.‏ الفضيلة الثالثة‏:‏ أنها خير من ألف شهر‏.‏ الفضيلة الرابعة‏:‏ أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة‏.‏ الفضيلة الخامسة‏:‏ أنها سلام، لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل‏.‏ الفضيلة السادسة‏:‏ أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة‏.‏ ومن فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، فقوله‏:‏ ‏"‏إيمانًا واحتسابًا‏"‏ يعني إيمانًا بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها، واحتسابًا للأجر وطلب الثواب‏.‏ وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر‏.‏ وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر‏.‏



descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
اليوم الثامن و العشرون


الإجابة :



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( 2 ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( 3 ) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ( 4 ) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( 5 )

البسملة تقدم الكلام عليها‏.‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في قوله ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأحيانًا يذكر نفسه بصيغة الواحد مثل ‏{‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏ وذلك لأنه واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي ضمير الواحد‏.‏ والضمير في قوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ ضمير المفعول به وهي الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر؛ لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة القدر

فما معنى إنزاله في ليلة القدر‏؟‏ الصحيح أن معناها‏:‏ ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا ودليل ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ فإذا جمعت هذه الآية أعني ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ تبين أن ليلة القدر في رمضان، وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند بعض العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شهر شعبان لا أصل له، ولا حقيقة له، فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحرم وغيرهن من الشهور لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النصف من شعبان بصيام فإنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء - رحمهم الله - يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل‏:‏ فضائل الأعمال، أو الشهور، أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل شيء ما، فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح، وينسبه إلى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا شيء كبير،

فالمهم أن يوم النصف من شعبان وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلّم - يكثر الصيام فيه حتى لا يفطر منه إلا قليلًا وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلّم - إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي أيام البيض‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ من العلماء من قال‏:‏ القدر هو الشرف كما يقال ‏(‏فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير‏)‏ أي ذو شرف كبير، ومن العلماء من قال‏:‏ المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏}‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 3، 4‏]‏‏.‏ أي يفصل ويبين‏.‏ والصحيح أنه شامل للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير، وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك‏.‏ ثم قال جل وعلا‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ هذه الجملة بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وهي مطردة في القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ‏}‏ ‏[‏الانفطار‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ 1 - 3‏]‏‏.‏ ‏{‏الْقَارِعَة مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ أي ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين هذا بقوله‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها، وهو قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ الجواب‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ أي من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها، وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة،

ولذلك كان من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة فقال‏:‏ ‏{‏تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا‏}‏ أي تنزل شيئًا فشيئًا؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة، ونزولهم خير وبركة‏.‏ ‏{‏وَالرُّوحُ‏}‏ هو جبريل عليه السلام خصه الله بالذكر لشرفه وفضله، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره، والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله - أي أمره - ينقسم إلى قسمين‏:‏ إذن كوني، وإذن شرعي،

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ أي ما لم يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدرًا، فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره القدري وقوله‏:‏ ‏{‏مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏ قيل إن ‏{‏مِنْ‏}‏ بمعنى الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة‏.‏ ‏{‏سَلامٌ هِيَ‏}‏ الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم، والتقدير‏:‏ ‏"‏هي سلام‏"‏ أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من يسلم فيها من الاثام وعقوباتها،

قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ‏}‏ أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر‏.‏ تنبيه‏:‏ سبق أن قلنا إن ليلة القدر في رمضان، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله، أو وسطه، أو آخره‏؟‏ نقول في الجواب على هذا‏:‏ إن النبي - صلى الله عليه وسلّم - اعتكف العشر الأول، ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له‏:‏ إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذًا فليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان‏.‏ وفي أي ليلة منها‏؟‏ الله أعلم قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو في ليلة الثلاثين، أو فيما بينهما، فلم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل عام، ولهذا أري النبي - صلى الله عليه وسلّم - ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - في مسجده، وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد النبي - صلى الله عليه وسلّم - صباحها أي في صلاة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ذلك قال‏:‏ ‏(‏التمسوها في العشر الأواخر‏)‏،

وفي رواية‏:‏ ‏(‏في الوتر من العشر الأواخر‏)‏، ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر، فقال - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر‏)‏، يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر، فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ‏(‏مثلًا‏)‏ في هذا العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏ وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين‏:‏ الفائدة الأولى‏:‏ بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة‏.‏ الفائدة الثانية‏:‏ كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏ وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - لم يخصصها بعمرة في فعله، ولم يخصصها أي ليلة سبع وعشرين بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر، ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة، بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلّم - أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم‏.‏


وفي هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر‏:‏ الفضيلة الأولى‏:‏ أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والاخرة‏.‏ الفضيلة الثانية‏:‏ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏‏.‏ الفضيلة الثالثة‏:‏ أنها خير من ألف شهر‏.‏ الفضيلة الرابعة‏:‏ أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة‏.‏ الفضيلة الخامسة‏:‏ أنها سلام، لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل‏.‏ الفضيلة السادسة‏:‏ أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة‏.‏ ومن فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، فقوله‏:‏ ‏"‏إيمانًا واحتسابًا‏"‏ يعني إيمانًا بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها، واحتسابًا للأجر وطلب الثواب‏.‏ وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر‏.‏ وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر‏.‏

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
السورة هي سورة القدر
الشرح
سورة القدر المباركة من السور التي تتناول شأناً من شؤون الرسالة الإلهية الخاتمة التي بعث الله عزّوجلّ بها خاتم الأنبياء محمّد بن عبدالله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فهي تتناول الزمن (الليلة) التي تنزل فيها كتاب الحق والرشاد والهدى لإنقاذ العباد من ضلالتهم وبؤسهم، وبعدهم عن الخير والنور والخلاص...

كما تتحدث السورة الكريمة عما رافق هذه العملية الجليلة الكبرى "عملية الإنزال القرآني" من احتفاء الملائكة والروح الأعظم بهذه المناسبة العظيمة، حيث يشيع السلام والبركة والخير في هذا الكوكب الأرضي المحظوظ ?سلام هي حتّى مطلع الفجر?.

وتشير السورة ـ وهي تستعرض حدثاً من أعظم الأحداث في تاريخ الأرض كله ـ إلى أن هذه الليلة العظيمة بما فيها من تقدير وتدبير لشؤون الخلق، قد فاقت في عظمتها وشرفها وخيرها آلاف الليالي مما ليس فيها "ليلة القدر" بسبب ما جرى فيها من فيض ورحمة وبركات..

لقد خصصت هذه السورة على وجازتها، ما عممته سورة البقرة ?شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن* هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان..? ولقد حددت مضمون الليلة المباركة التي نزل فيها القرآن الكريم، والتي تحدثت عنها سورة الدخان في مطلعها: ?..إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منزلين، فيها يفرق كلّ أمر حكيم..? "الدخان: 3".

وسورة القدر تتحدث عن إحدى الحالتين التي نزل فيها القرآن الكريم من عند الله عزّوجلّ، فهي تتحدث عن حالة "الإنزال" للقرآن الكريم لا عن حالة "التنزيل"، إذ أن الحالة الثانية تحدثت عنها سورة الإسراء في آخرها: ?وقرآناً فرقناه، لتقرأه على الناس على مكث، ونزلناه تنزيلاً? حتّى استفاد بعض علماء الأمة الأبرار(1) من هذه السياقات التي وردت في سورة القدر وسورة الإسراء وغيرهما أن للقرآن الكريم نزولين: نزولاً كلياً لصياغة الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ باعتباره قائد

العملية التغييرية الكبرى في هذا الكوكب، وكان هذا "الإنزال" على شكل أفكار وقيم بعيدة عن المكان والزمان لصنع القائد الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ في ضوء إرادة الله عزّوجلّ.

أما النزول الثاني وهو ما حكته سورة الإسراء في الآية السادسة بعد المائة، فكان "التنزيل" التفصيلي وهو الذي امتطى صهوة الأحداث التي مرت بها تجربة الدعوة والدولة والأمة عبر قرابة قرن من الزمان.

إن هذه الحقائق قد غفل عنها كثير من الأقدمين، ولذا عبروا عن حالة "الإنزال" بطريقة لا تخلو من غموض، فقد تحدث الصحابي الجليل عبدالله بن عباس (رض) حول ذلك بما يلي: "انزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في الليلة القدر، ثم كان ينزله جبريل ـ عليه السلام ـ على محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نجوماً..." (2).

وفسر الشعبي هذا الإنزال الذي جرى في ليلة القدر بقوله: "أنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر..." (3).

وفسره مقاتل بقوله: "أنزله من اللوح المحفوظ إلى السفرة وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا"(4).

بيد أن عدداً من العلماء يرون ـ كما أشرنا ـ أن القرآن نزل مرتين، مرة على الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ كمعارف إلهية وإسرار كبرى، ثم نزل مرة أخرى من أجل الأمة على سبيل التفصيل بألفاظه المحددة المعروفة.

والعملية الأولى كانت لأعداد النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لحمل الأمانة الإلهية الكبرى، والعملية الثانية لأعداد الأمة (5) وفتح قلوبها على حقائق الرسالة الإلهية الخاتمة..

وقد استفاد هؤلاء العلماء إضافة إلى استفادتهم من مداليل آيات سورة الدخان وسورة القدر والبقرة وسورة الإسراء... استفادوا من المدلول الدقيق الموحي الذي يحمله قوله تعالى:

?كتاب أحكمت آياته، ثم فصلت من لدن حكيم خبير?."هود:1".

إذ الآية تشير إلى مرحلتين من وجود القرآن الكريم: مرحلة الأحكام، وهي المرحلة الأولى، ثم تلتها المرحلة الثانية، وهي مرحلة التفصيل التي يعبر عنها المفسرون عادة بنزول القرآن الكريم نجوماً على مدى ثلاثة وعشرين عاماً..

ويبدو أن بين مرحلة "الإنزال" الأولى، ومرحلة "التنزيل" التدريجي مسافة زمنية طويلة، ولعل الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ قد أشار إلى فترة الإنزال المجمل على النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لأفكار القرآن الكريم في هذه المقاطع من خطبته المسماة بالقاصعة، حيث يقول: "ولقد قرن الله به ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره"(6).

أما مرحلة النزول التدريجي فقد بدأت بنزول مطالع سورة "العلق" وعمر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ يومها قد بلغ الأربعين عاماً، وبين مرحلة الصبا ومرحلة الكهولة مسافة زمنية طويلة جداً!



فضل السورة ومكانتها:

لا نريد أن نتكلم عن القيمة الثقافية التي تحتلها سورة القدر المباركة، حيث تبين شيء من هذه القيمة العظيمة في ثناياً ما قدمنا من حديث حولها، على أن الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وأئمة المسلمين ـ عليهم السلام ـ قد ذكرت لهذه السورة منزلة متميزة بين سور القرآن الكريم، فقد ورد عن أبي بن كعب عن

النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله: "من قرأها أعطي من الأجر كمن صام رمضان، وأحيا ليلة القدر"(7).

وعن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عن آبائه ـ عليهم السلام ـ قال: "من قرأ أنا أنزلناه في ليلة القدر، فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عزّوجلّ، ومن قرأها سراً كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرأها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه"(Cool؟

وفي سنة المعصوم ـ عليه السلام ـ الكثير من الأحاديث التي تؤكد على أهمية هذه السورة المباركة وفضلها، وموقعها المعنوي السامي بين سائر سور الكتاب العزيز.



أسباب النزول:

تتحدث سورة القدر المباركة عن جملة من المفاهيم والأفكار المرتبطة بالرسالة الإسلاميّة الخاتمة، وتطورات مسيرتها، وأهمية القرآن الكريم، وجلالته، ومكانة الليلة التي تنزل فيها كتاب الله العزيز..

وهذه السورة رغم أن أسلوب أدائها، وجرس آياتها تنسجم مع حالة السور المكية، إلاّ أن عدداً من الآثار الصحيحة تفيد أن السورة نزلت في "المدينة" المنورة لحادثة يذكرها المفسرون، وأصحاب أسباب النزول.

ويلاحظ أن أغلب المفسرين يذكرون في مؤلفاتهم أن السورة "مكية أو مدنية" كما يلاحظ ذلك عند الإمام الزمخشري (ت 528 هـ) في كشافه والإمام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي "من علماء القرن السادس الهجري" في مجمع البيان، وتفسير الجلالين وتفسير الميزان للسيد محمّد حسين الطباطبائي وغيرهم من علماء التفسير وخبراء التنزيل المبارك..

وإذا كان المرجحون لنزول سورة القدر في مكة يعتمدون على طريقة أدائها المألوفة في السور المكية من حيث جزالة الألفاظ وقصر الآيات وما إلى ذلك، فأن القائلين بنزولها في المدينة المنورة يستندون إلى نصوص نبوية صريحة كالحديث الذي أخرجه الترمذي والحاكم في مستدرك الصحيحين وابن جرير وغيرهم عن الحسن بن علي بن أبي طالب سبط النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ عن جده رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رأى بني أمية على منبره فساءه ذلك، فنزلت "إنا أعطيناك الكوثر"، ونزلت ?إنا أنزلناه في ليلة القدر* وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر? تملكها بعدك بنو أمية، قال القاسم الحراني: فعددنا، وإذا هي ألف شهر لا تزيد، ولا تنقص..." (9). كما يستندون إلى الأحاديث التي وردت شبيهة بذلك في الدر المنثور للعلامة السيوطي برواية الخطيب البغدادي عن سعيد بن المسيب عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : "أريت بني أمية يصعدون منبري، فشق ذلك علي، فأنزل الله: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).

هذا، وقد روى مثل ذلك الخطيب في تاريخه عن ابن عباس (رض)، كما أورد مثله الطبراني والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي، وأئمة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ... هذا، وليس مستبعداً أن تكون السورة قد نزلت مرتين: مرة في مكة المكرمة، ومرة في المدينة المنورة، فأن مثل هذه الحالة مألوفة في بعض سور القرآن الكريم، حيث تتعدد المقاصد التي تحملها بعض السور، حتّى أن بعض العلماء ذهبوا إلى أن من أسباب تسمية سورة الفاتحة بالمثاني لنزولها مرتين: مرة في مكة ومرة في المدينة.



المقاصد والأهداف العليا:

رغم قصر هذه السورة المباركة (خمس آيات فحسب) إلاّ أن ألفاظها تكاد تنوء بما حملت من مبادئ وأفكار ومعلومات تتعلق كلها بتاريخ الرسالة

وحيثياتها، ومجريات الأمور في هذا الكون عند نزول القرآن الكريم على المصطفى المختار ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، لتبدأ انعطافه جديدة في تاريخ الإنسان وتاريخ هذا الكوكب.

فما هي الحقائق العظمى التي أشرقت بها هذه السورة المباركة ؟

ولنأخذ السورة قطعة قطعة أو آية آية لنتدبر فيها ونتملى آثارها العظيمة الممتدة في الزمان حتّى قيام الساعة:

"إنا أنزلناه": الهاء في "أنزلناه" تشير إلى القرآن الكريم وأن لم يجر له ذكر في السورة، حيث لم يشك أحد أبداً من خلال مضمون خطاب السورة الكريمة إلى أن المقصود من النازل هو القرآن الكريم.

وقد قطع بعض من العلماء في أن المراد هنا هو جملة القرآن الكريم لا جزء منه اعتماداً على أن لفظ "الإنزال" يفيد الدفعة الواحدة خلافا للتنزيل الذي يفيد التدرج (10). والتتابع في النزول، إضافة إلى استفادة هذا الفريق من بعض الآثار الصحيحة ـ كما أشرنا في مقدمة الحديث ـ وأصحاب هذه الوجهة ـ كما قدمنا ـ يستعينون بالآيات الكريمة الواردة حول نزول القرآن الكريم في كلّ من سورة البقرة والدخان والإسراء والقدر ليميزوا بين مرحلتين من نزول القرآن المجيد، مرة على الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ على شكل أسرار ومفاهيم كبرى، ومرة من أجل صناعة الأمة على عين الحق من خلال التنزيل التدريجي الذي يمتطي المناسبات والأسباب ـ كما قدمنا ـ.

"في ليلة القدر": والمقصود بليلة القدر هي الليلة المعلومة المشهودة التي نزل فيها القرآن الكريم، في واحدة من أشرف وأجل ليالي هذا الشهر الفضيل: شهر رمضان المبارك.

وقد سماها المولى جل وعلا بليلة القدر لأنها ليلة التقدير والتدبير والمقام والرفعة والسمو والجلالة، فهي ليلة جرى فيها أعظم حدث شهده هذا الكوكب

الأرضي منذ خلقه الله عزّوجلّ حيث نزول أعظم رسالة إلهية لهذا الإنسان الذي كرمه الله تعالى وأعظم كتاب من كتب الله النازلة على الإطلاق وهو القرآن المجيد.

ثم هي ليلة يقدر الله تعالى فيها حوادث الوجود على مدار عام إلى السنة القادمة من حياة وموت ورزق وسعادة وشقاء وخير ونكد وما إلى ذلك، كما تشير إلى ذلك سورة الدخان بقوله تعالى:?فيها يفرق كلّ أمر حكيم أمراً من عندنا إنا كنا مرسلين رحمة من ربك...?.

والقدر ليست ليلة واحدة في الزمان، وإنّما هي ليلة متكررة بتكرر السنين كما يفيد الفعل المضارع "فيها يفرق..".

عن أبي ذر الغفاري أنّه قال: "قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شيء تكون على عهد الأنبياء ينزل فيها، فإذا قبضوا رفعت قال: لا بل هي إلى يوم القيامة"(11).

والإجماع على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد روى أصحاب السنن أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر ـ إشارة للاجتهاد في العبادة ـ واجتنب النساء وأحيا الليل، وتفرغ للعبادة.

وقد وقع خلاف بين العلماء حول الليلة بذاتها، فقيل: هي ليلة إحدى وعشرين كما هو مذهب الصحابي أبي سعيد الخدري، واختاره الشافعي 2.

وقيل: هي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وهو ما اختاره الخليفة عمر وولده عبدالله.

عن عبدالله بن عمر قال: "جاء رجل إلى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال يا رسول الله إني رأيت في النوم كأن ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى فقال ـ صلى الله عليه وآله ـ أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئاً فليقم ليلة ثلاث وعشرين قال معمر كان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيباً

وسأل عمر بن الخطاب أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فقال قد علمتم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال في ليلة القدر، اطلبوها في العشر الأواخر وتراً ففي أي الوتر ترون فأكثر القوم في الوتر قال ابن عباس فقال لي مالك لا تتكلم يا ابن عباس فقلت رأيت الله أكثر من ذكر لسبع في القرآن فذكر السماوات سبعاً و الأرضين سبعاً والطواف سبعاً والجمار سبعاً وما شاء الله من ذلك خلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة فقال كلّ ما ذكرت عرفت فما قولك خلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبعة فقلت خلق الإنسان من سلالة من طين إلى قوله خلقاً آخر ثم قرأت أنا صببنا الماء صبا إلى قوله وفاكهة وأبا فما أراها إلاّ ليلة ثلاث وعشرين لسبع بقين فقال عمر عجزتم أن تأتوا بما جاء به هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه قال: وقال عمر وافق رأيي رأيك ثم ضرب منكبي"(13).

وهو ما يراه الإمام أبو عبدالله جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ كما يورده عنه الشيخ الصدوق (رض):

"عن علي بن حمزة قال كنت عند أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ فقال له أبو بصير جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يجرى أي ليلة هي، فقال: هي ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين قال فأن لم أقو على كلتيهما فقال ما أيسر ليلتين فيما تطلب"(14).

وذهب آخرون إلى أنها ليلة سبع وعشرين كما هو رأي أبي بن كعب وعائشة أم المؤمنين، وكما رووا عن ابن عمر وابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ قوله: "تحروها ليلة سبع وعشرين"(15).

وقد أخفيت "القدر" في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ليزداد الناس خيراً وتقرباً إلى الله تعالى بالعبادة والتماس الثواب.

"وما أدراك ما ليلة القدر": وما أدراك ـ يا رسول الله ـ ما جلالة قدر هذه الليلة ومكانتها، وهي الليلة التي وضعت فيها قيم الحق، ونصبت موازين الخير

والعدل، وأقدار الحقائق والأوضاع والقلوب..

ولذا، فهي في مقاييس القرب إلى الله تعالى، والتعبد له، والتذلل والتخشع والاستكانة خير من عبادة ألف شهر ليس فيها مثل هذه الليلة إنها قمة سامقة لم يوفق لإعطائها حقها إلاّ السعداء، وأصحاب الحظوظ العظيمة حقاً من البشر.

"تنزل الملائكة والروح فيها..": أن جلالة هذه الليلة ومقامها العظيم لكونها وعاء لأعظم الأحداث وأجلها تشهد حالة من نزول أفواج الملائكة والروح بأذن الله عزّوجلّ، احتفاء وتكريماً وأداء للأمور الكبيرة الكبيرة الموكلة إليها من الخالق الجليل في هذه الليلة الجليلة باعتبار الملائكة وسائط للخير، والحق، والبركة والسلام وتقدير مسيرة الوجود بما فيه ومن فيه

ولذا، فأن هذه الليلة يعمها السلام والخير العميم على الأرض ومن فيها، بعيداً عن كلّ سوء وبلية وآفات وشياطين "سلام هي حتّى مطلع الفجر" والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz

إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ ( 2 ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( 3 )
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ ( 4 ) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( 5 )

البسملة
تقدم الكلام عليها‏.‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في
قوله ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم
منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ومثل قوله تعالى‏:‏
‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏
‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ
أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأحيانًا يذكر نفسه
بصيغة الواحد مثل ‏{‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏ وذلك لأنه
واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي
ضمير الواحد‏.‏ والضمير في قوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ ضمير المفعول به وهي
الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر؛ لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري
أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة
القدر

فما معنى إنزاله في ليلة القدر‏؟‏ الصحيح أن معناها‏:‏
ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا ودليل
ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏
‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ فإذا جمعت هذه الآية أعني ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ تبين أن ليلة القدر في رمضان،
وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند بعض العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من
شهر شعبان لا أصل له، ولا حقيقة له، فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف
من شعبان كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحرم وغيرهن من الشهور
لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم
بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النصف من شعبان بصيام فإنها
أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء - رحمهم الله - يتساهلون في
ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل‏:‏ فضائل الأعمال، أو الشهور،
أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل
شيء ما، فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح، وينسبه إلى الرسول - صلى الله
عليه وآله وسلم - وهذا شيء كبير،

فالمهم أن يوم النصف من شعبان
وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص
بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم
شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلّم - يكثر الصيام فيه
حتى لا يفطر منه إلا قليلًا وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي
- صلى الله عليه وسلّم - إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل
شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي أيام البيض‏.‏

وقوله
تعالى‏:‏ ‏{‏فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ من العلماء من قال‏:‏ القدر هو
الشرف كما يقال ‏(‏فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير‏)‏ أي ذو شرف كبير،
ومن العلماء من قال‏:‏ المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في
السنة لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ
مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ‏}‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 3، 4‏]‏‏.‏ أي يفصل ويبين‏.‏ والصحيح أنه شامل
للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير، وأنه يقدر فيها
ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك‏.‏ ثم قال جل
وعلا‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ هذه الجملة بهذه
الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وهي مطردة في القرآن الكريم، قال
الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ
مَا يَوْمُ الدِّينِ‏}‏ ‏[‏الانفطار‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏
‏{‏الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ‏}‏
‏[‏الحاقة‏:‏ 1 - 3‏]‏‏.‏ ‏{‏الْقَارِعَة مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قال‏:‏
‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ أي ما أعلمك ليلة القدر
وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين هذا بقوله‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها، وهو
قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ الجواب‏:‏
‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ أي من ألف شهر ليس
فيه ليلة القدر، والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها، وما ينزل الله
تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة،

ولذلك كان من قامها
إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة
فقال‏:‏ ‏{‏تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا‏}‏ أي تنزل شيئًا
فشيئًا؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى
الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على
الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك
دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير
والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة،
يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر
العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه
لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة،
ونزولهم خير وبركة‏.‏ ‏{‏وَالرُّوحُ‏}‏ هو جبريل عليه السلام خصه الله
بالذكر لشرفه وفضله، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره،
والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله - أي أمره - ينقسم إلى قسمين‏:‏ إذن
كوني، وإذن شرعي،

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعُوا لَهُم مِّنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ أي ما لم
يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدرًا، فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن
الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي
بأمره القدري وقوله‏:‏ ‏{‏مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏ قيل إن ‏{‏مِنْ‏}‏ بمعنى
الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول
إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة‏.‏ ‏{‏سَلامٌ
هِيَ‏}‏ الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم، والتقدير‏:‏
‏"‏هي سلام‏"‏ أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من
يسلم فيها من الاثام وعقوباتها،

قال النبي - صلى الله عليه وسلّم -
‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏،
ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ‏}‏ أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى
مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر‏.‏ تنبيه‏:‏ سبق أن قلنا إن
ليلة القدر في رمضان، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله، أو وسطه، أو
آخره‏؟‏ نقول في الجواب على هذا‏:‏ إن النبي - صلى الله عليه وسلّم - اعتكف
العشر الأول، ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له‏:‏ إنها في
العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذًا فليلة القدر في العشر الأواخر من
رمضان‏.‏ وفي أي ليلة منها‏؟‏ الله أعلم قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو
في ليلة الثلاثين، أو فيما بينهما، فلم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل
عام، ولهذا أري النبي - صلى الله عليه وسلّم - ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين
ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك
الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - في مسجده،
وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد النبي - صلى الله
عليه وسلّم - صباحها أي في صلاة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي
الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى
وعشرين، ومع ذلك قال‏:‏ ‏(‏التمسوها في العشر الأواخر‏)‏،

وفي
رواية‏:‏ ‏(‏في الوتر من العشر الأواخر‏)‏، ورآها الصحابة ذات سنة من
السنين في السبع الأواخر، فقال - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع
الأواخر‏)‏، يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر،
فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ‏(‏مثلًا‏)‏ في هذا
العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام
الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏ وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين
عظيمتين‏:‏ الفائدة الأولى‏:‏ بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن
الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل
يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة‏.‏ الفائدة الثانية‏:‏ كثرة ثواب
المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏ وبهذه المناسبة
أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع
وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص
بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله -
صلى الله عليه وسلّم - لم يخصصها بعمرة في فعله، ولم يخصصها أي ليلة سبع
وعشرين بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه في عام
الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر، ولم يقل للأمة تحروا
ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام
فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس
ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد
الله إلا على بصيرة، بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه
وسلّم - أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم‏.‏


وفي
هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر‏:‏ الفضيلة الأولى‏:‏ أن
الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والاخرة‏.‏
الفضيلة الثانية‏:‏ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله‏:‏
‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏‏.‏ الفضيلة الثالثة‏:‏ أنها
خير من ألف شهر‏.‏ الفضيلة الرابعة‏:‏ أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا
ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة‏.‏ الفضيلة الخامسة‏:‏ أنها سلام، لكثرة
السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل‏.‏
الفضيلة السادسة‏:‏ أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم
القيامة‏.‏ ومن فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر
إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، فقوله‏:‏ ‏"‏إيمانًا
واحتسابًا‏"‏ يعني إيمانًا بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها،
واحتسابًا للأجر وطلب الثواب‏.‏ وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا
الأجر‏.‏ وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر‏.‏

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ( 2 ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( 3 ) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ( 4 ) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( 5 )

البسملة تقدم الكلام عليها‏.‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في قوله ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏ ‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأحيانًا يذكر نفسه بصيغة الواحد مثل ‏{‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏ وذلك لأنه واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي ضمير الواحد‏.‏ والضمير في قوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ ضمير المفعول به وهي الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر؛ لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة القدر

فما معنى إنزاله في ليلة القدر‏؟‏ الصحيح أن معناها‏:‏ ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا ودليل ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ فإذا جمعت هذه الآية أعني ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ تبين أن ليلة القدر في رمضان، وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند بعض العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شهر شعبان لا أصل له، ولا حقيقة له، فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحرم وغيرهن من الشهور لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النصف من شعبان بصيام فإنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء - رحمهم الله - يتساهلون في ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل‏:‏ فضائل الأعمال، أو الشهور، أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل شيء ما، فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح، وينسبه إلى الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهذا شيء كبير،

فالمهم أن يوم النصف من شعبان وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلّم - يكثر الصيام فيه حتى لا يفطر منه إلا قليلًا وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلّم - إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي أيام البيض‏.‏

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ من العلماء من قال‏:‏ القدر هو الشرف كما يقال ‏(‏فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير‏)‏ أي ذو شرف كبير، ومن العلماء من قال‏:‏ المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في السنة لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ‏}‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 3، 4‏]‏‏.‏ أي يفصل ويبين‏.‏ والصحيح أنه شامل للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير، وأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك‏.‏ ثم قال جل وعلا‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ هذه الجملة بهذه الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وهي مطردة في القرآن الكريم، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ‏}‏ ‏[‏الانفطار‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ 1 - 3‏]‏‏.‏ ‏{‏الْقَارِعَة مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قال‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ أي ما أعلمك ليلة القدر وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين هذا بقوله‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها، وهو قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ الجواب‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ أي من ألف شهر ليس فيه ليلة القدر، والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها، وما ينزل الله تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة،

ولذلك كان من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة فقال‏:‏ ‏{‏تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا‏}‏ أي تنزل شيئًا فشيئًا؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة، ونزولهم خير وبركة‏.‏ ‏{‏وَالرُّوحُ‏}‏ هو جبريل عليه السلام خصه الله بالذكر لشرفه وفضله، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره، والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله - أي أمره - ينقسم إلى قسمين‏:‏ إذن كوني، وإذن شرعي،

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ أي ما لم يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدرًا، فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره القدري وقوله‏:‏ ‏{‏مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏ قيل إن ‏{‏مِنْ‏}‏ بمعنى الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة‏.‏ ‏{‏سَلامٌ هِيَ‏}‏ الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم، والتقدير‏:‏ ‏"‏هي سلام‏"‏ أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من يسلم فيها من الاثام وعقوباتها،

قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ‏}‏ أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر‏.‏ تنبيه‏:‏ سبق أن قلنا إن ليلة القدر في رمضان، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله، أو وسطه، أو آخره‏؟‏ نقول في الجواب على هذا‏:‏ إن النبي - صلى الله عليه وسلّم - اعتكف العشر الأول، ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له‏:‏ إنها في العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذًا فليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان‏.‏ وفي أي ليلة منها‏؟‏ الله أعلم قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو في ليلة الثلاثين، أو فيما بينهما، فلم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل عام، ولهذا أري النبي - صلى الله عليه وسلّم - ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - في مسجده، وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد النبي - صلى الله عليه وسلّم - صباحها أي في صلاة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى وعشرين، ومع ذلك قال‏:‏ ‏(‏التمسوها في العشر الأواخر‏)‏،

وفي رواية‏:‏ ‏(‏في الوتر من العشر الأواخر‏)‏، ورآها الصحابة ذات سنة من السنين في السبع الأواخر، فقال - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر‏)‏، يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر، فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ‏(‏مثلًا‏)‏ في هذا العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏ وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين عظيمتين‏:‏ الفائدة الأولى‏:‏ بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة‏.‏ الفائدة الثانية‏:‏ كثرة ثواب المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏ وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - لم يخصصها بعمرة في فعله، ولم يخصصها أي ليلة سبع وعشرين بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه في عام الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر، ولم يقل للأمة تحروا ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد الله إلا على بصيرة، بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلّم - أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم‏.‏


وفي هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر‏:‏ الفضيلة الأولى‏:‏ أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والاخرة‏.‏ الفضيلة الثانية‏:‏ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏‏.‏ الفضيلة الثالثة‏:‏ أنها خير من ألف شهر‏.‏ الفضيلة الرابعة‏:‏ أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة‏.‏ الفضيلة الخامسة‏:‏ أنها سلام، لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل‏.‏ الفضيلة السادسة‏:‏ أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة‏.‏ ومن فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، فقوله‏:‏ ‏"‏إيمانًا واحتسابًا‏"‏ يعني إيمانًا بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها، واحتسابًا للأجر وطلب الثواب‏.‏ وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر‏.‏ وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر‏.‏

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر



تفسير سورة القدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر



تفسير سورة القدر


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*
سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة
القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية،
والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين،
تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع
الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج
ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من
ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا
أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج
ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم
يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك
الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا
هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر
لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
تفسير سورة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية، والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين، تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال: أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !! فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر، جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر، هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
الإجابة :



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( 1 ) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ ( 2 ) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ( 3 )
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ
أَمْرٍ ( 4 ) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ( 5 )

البسملة
تقدم الكلام عليها‏.‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ الضمير هنا يعود إلى الله عز وجل، والهاء في
قوله ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ يعود إلى القرآن، وذكر الله تعالى نفسه بالعظمة
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ‏}‏ لأنه سبحانه وتعالى العظيم الذي لا شيء أعظم
منه، والله تعالى يذكر نفسه أحيانًا بصيغة العظمة مثل هذه الآية الكريمة
‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ ومثل قوله تعالى‏:‏
‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ‏}‏
‏[‏الحجر‏:‏ 9‏]‏‏.‏ ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي
الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ
أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ‏}‏ ‏[‏يس‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأحيانًا يذكر نفسه
بصيغة الواحد مثل ‏{‏إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا
فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 14‏]‏‏.‏ وذلك لأنه
واحد عظيم، فباعتبار الصفة يأتي ضمير العظمة، وباعتبار الوحدانية يأتي
ضمير الواحد‏.‏ والضمير في قوله‏:‏ ‏{‏أَنزَلْنَاهُ‏}‏ ضمير المفعول به وهي
الهاء يعود إلى القرآن وإن لم يسبق له ذكر؛ لأن هذا أمر معلوم، ولا يمتري
أحد في أن المراد بذلك إنزال القرآن الكريم، أنزله الله تعالى في ليلة
القدر

فما معنى إنزاله في ليلة القدر‏؟‏ الصحيح أن معناها‏:‏
ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، وليلة القدر في رمضان لا شك في هذا ودليل
ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ
هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ‏}‏
‏[‏البقرة‏:‏ 185‏]‏‏.‏ فإذا جمعت هذه الآية أعني ‏{‏شَهْرُ رَمَضَانَ
الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ‏}‏ إلى هذه الآية‏:‏ ‏{‏إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ تبين أن ليلة القدر في رمضان،
وبهذا نعرف أن ما اشتهر عند بعض العامة من أن ليلة القدر هي ليلة النصف من
شهر شعبان لا أصل له، ولا حقيقة له، فإن ليلة القدر في رمضان، وليلة النصف
من شعبان كليلة النصف من رجب، وجمادى، وربيع، وصفر، ومحرم وغيرهن من الشهور
لا تختص بشيء، حتى ما ورد في فضل القيام فيها فهو أحاديث ضعيفة لا تقوم
بها حجة، وكذلك ما ورد من تخصيص يومها وهو يوم النصف من شعبان بصيام فإنها
أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة، لكن بعض العلماء - رحمهم الله - يتساهلون في
ذكر الأحاديث الضعيفة فيما يتعلق بالفضائل‏:‏ فضائل الأعمال، أو الشهور،
أو الأماكن وهذا أمر لا ينبغي، وذلك لأنك إذا سقت الأحاديث الضعيفة في فضل
شيء ما، فإن السامع سوف يعتقد أن ذلك صحيح، وينسبه إلى الرسول - صلى الله
عليه وآله وسلم - وهذا شيء كبير،

فالمهم أن يوم النصف من شعبان
وليلة النصف من شعبان لا يختصان بشيء دون سائر الشهور، فليلة النصف لا تختص
بفضل قيام، وليلة النصف ليست ليلة القدر، ويوم النصف لا يختص بصيام، نعم
شهر شعبان ثبتت السنة بأن النبي - صلى الله عليه وسلّم - يكثر الصيام فيه
حتى لا يفطر منه إلا قليلًا وما سوى ذلك مما يتعلق بصيامه لم يثبت عن النبي
- صلى الله عليه وسلّم - إلا ما لسائر الشهور كفضل صوم ثلاثة أيام من كل
شهر وأن تكون في الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، وهي أيام البيض‏.‏

وقوله
تعالى‏:‏ ‏{‏فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‏}‏ من العلماء من قال‏:‏ القدر هو
الشرف كما يقال ‏(‏فلان ذو قدر عظيم، أو ذو قدر كبير‏)‏ أي ذو شرف كبير،
ومن العلماء من قال‏:‏ المراد بالقدر التقدير، لأنه يقدر فيها ما يكون في
السنة لقول الله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ
مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ
حَكِيمٍ‏}‏ ‏[‏الدخان‏:‏ 3، 4‏]‏‏.‏ أي يفصل ويبين‏.‏ والصحيح أنه شامل
للمعنيين، فليلة القدر لا شك أنها ذات قدر عظيم، وشرف كبير، وأنه يقدر فيها
ما يكون في تلك السنة من الإحياء والإماتة والأرزاق وغير ذلك‏.‏ ثم قال جل
وعلا‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ هذه الجملة بهذه
الصيغة يستفاد منها التعظيم والتفخيم، وهي مطردة في القرآن الكريم، قال
الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ
مَا يَوْمُ الدِّينِ‏}‏ ‏[‏الانفطار‏:‏ 17، 18‏]‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏
‏{‏الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ‏}‏
‏[‏الحاقة‏:‏ 1 - 3‏]‏‏.‏ ‏{‏الْقَارِعَة مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الْقَارِعَةُ‏}‏ فهذه الصيغة تعني التفخيم والتعظيم فهنا قال‏:‏
‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ أي ما أعلمك ليلة القدر
وشأنها وشرفها وعظمها، ثم بين هذا بقوله‏:‏ ‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ وهذه الجملة كالجواب للاستفهام الذي سبقها، وهو
قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏ الجواب‏:‏
‏{‏لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ‏}‏ أي من ألف شهر ليس
فيه ليلة القدر، والمراد بالخيرية هنا ثواب العمل فيها، وما ينزل الله
تعالى فيها من الخير والبركة على هذه الأمة،

ولذلك كان من قامها
إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ثم ذكر ما يحدث في تلك الليلة
فقال‏:‏ ‏{‏تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا‏}‏ أي تنزل شيئًا
فشيئًا؛ لأن الملائكة سكان السموات، والسموات سبع فتتنزل الملائكة إلى
الأرض شيئًا فشيئًا حتى تملأ الأرض، ونزول الملائكة في الأرض عنوان على
الرحمة والخير والبركة، ولهذا إذا امتنعت الملائكة من دخول شيء كان ذلك
دليلًا على أن هذا المكان الذي امتنعت الملائكة من دخوله قد يخلو من الخير
والبركة كالمكان الذي فيه الصور، فإن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة،
يعني صورة محرمة؛ لأن الصورة إذا كانت ممتهنة في فراش أو مخدة، فأكثر
العلماء على أنها جائزة، وعلى هذا فلا تمتنع الملائكة من دخول المكان، لأنه
لو امتنعت لكان ذلك ممنوعًا، فالملائكة تتنزل في ليلة القدر بكثرة،
ونزولهم خير وبركة‏.‏ ‏{‏وَالرُّوحُ‏}‏ هو جبريل عليه السلام خصه الله
بالذكر لشرفه وفضله، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي بأمره،
والمراد به الإذن الكوني؛ لأن إذن الله - أي أمره - ينقسم إلى قسمين‏:‏ إذن
كوني، وإذن شرعي،

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏شَرَعُوا لَهُم مِّنَ
الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 21‏]‏‏.‏ أي ما لم
يأذن به شرعًا، لأنه قد أذن به قدرًا، فقد شرع من دون الله، لكنه ليس بإذن
الله الشرعي، وإذن قدري كما في هذه الآية ‏{‏بِإِذْنِ رَبِّهِم‏}‏ أي
بأمره القدري وقوله‏:‏ ‏{‏مِّن كُلِّ أَمْرٍ‏}‏ قيل إن ‏{‏مِنْ‏}‏ بمعنى
الباء أي بكل أمر مما يأمرهم الله به، وهو مبهم لا نعلم ما هو، لكننا نقول
إن تنزل الملائكة في الأرض عنوان على الخير والرحمة والبركة‏.‏ ‏{‏سَلامٌ
هِيَ‏}‏ الجملة هنا مكونة من مبتدأ وخبر، والخبر فيها مقدم، والتقدير‏:‏
‏"‏هي سلام‏"‏ أي هذه الليلة سلام، ووصفها الله تعالى بالسلام، لكثرة من
يسلم فيها من الاثام وعقوباتها،

قال النبي - صلى الله عليه وسلّم -
‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏،
ومغفرة الذنوب لا شك أنها سلامة من وبائها وعقوباتها‏.‏ ‏{‏حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ‏}‏ أي تتنزل الملائكة في هذه الليلة حتى مطلع الفجر، أي إلى
مطلع الفجر، وإذا طلع الفجر انتهت ليلة القدر‏.‏ تنبيه‏:‏ سبق أن قلنا إن
ليلة القدر في رمضان، لكن في أي جزء من رمضان أفي أوله، أو وسطه، أو
آخره‏؟‏ نقول في الجواب على هذا‏:‏ إن النبي - صلى الله عليه وسلّم - اعتكف
العشر الأول، ثم العشر الأوسط تحريًا لليلة القدر، ثم قيل له‏:‏ إنها في
العشر الأواخر فاعتكف العشر الأواخر، إذًا فليلة القدر في العشر الأواخر من
رمضان‏.‏ وفي أي ليلة منها‏؟‏ الله أعلم قد تكون في ليلة إحدى وعشرين، أو
في ليلة الثلاثين، أو فيما بينهما، فلم يأت تحديد لها في ليلة معينة كل
عام، ولهذا أري النبي - صلى الله عليه وسلّم - ليلة القدر ليلة إحدى وعشرين
ورأى في المنام أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، فأمطرت السماء تلك
الليلة أي ليلة إحدى وعشرين، فصلى النبي - صلى الله عليه وسلّم - في مسجده،
وكان مسجده من عريش لا يمنع تسرب الماء من السقف، فسجد النبي - صلى الله
عليه وسلّم - صباحها أي في صلاة الفجر في الماء والطين، ورأى الصحابة رضي
الله عنهم على جبهته أثر الماء والطين، ففي تلك الليلة كانت في ليلة إحدى
وعشرين، ومع ذلك قال‏:‏ ‏(‏التمسوها في العشر الأواخر‏)‏،

وفي
رواية‏:‏ ‏(‏في الوتر من العشر الأواخر‏)‏، ورآها الصحابة ذات سنة من
السنين في السبع الأواخر، فقال - صلى الله عليه وسلّم - ‏:‏ ‏(‏أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع
الأواخر‏)‏، يعني في تلك السنة، أما في بقية الأعوام فهي في كل العشر،
فليست معينة، ولكن أرجاها ليلة سبع وعشرين، وقد تكون ‏(‏مثلًا‏)‏ في هذا
العام ليلة سبع وعشرين، وفي العام الثاني ليلة إحدى وعشرين، وفي العام
الثالث ليلة خمس وعشرين وهكذا‏.‏‏.‏ وإنما أبهمها الله عز وجل لفائدتين
عظيمتين‏:‏ الفائدة الأولى‏:‏ بيان الصادق في طلبها من المتكاسل، لأن
الصادق في طلبها لا يهمه أن يتعب عشر ليال من أجل أن يدركها، والمتكاسل
يكسل أن يقوم عشر ليال من أجل ليلة واحدة‏.‏ الفائدة الثانية‏:‏ كثرة ثواب
المسلمين بكثرة الأعمال؛ لأنه كلما كثر العمل كثر الثواب‏.‏ وبهذه المناسبة
أود أن أنبه إلى غلط كثير من الناس في الوقت الحاضر حيث يتحرون ليلة سبع
وعشرين في أداء العمرة، فإنك في ليلة سبع وعشرين تجد المسجد الحرام قد غص
بالناس وكثروا، وتخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة من البدع، لأن رسول الله -
صلى الله عليه وسلّم - لم يخصصها بعمرة في فعله، ولم يخصصها أي ليلة سبع
وعشرين بعمرة في قوله، فلم يعتمر ليلة سبع وعشرين من رمضان مع أنه في عام
الفتح ليلة سبع وعشرين من رمضان كان في مكة ولم يعتمر، ولم يقل للأمة تحروا
ليلة سبع وعشرين بالعمرة، وإنما أمر أن نتحرى ليلة سبع وعشرين بالقيام
فيها لا بالعمرة، وبه يتبين خطأ كثير من الناس، وبه أيضًا يتبين أن الناس
ربما يأخذون دينهم كابرًا عن كابر، على غير أساس من الشرع، فاحذر أن تعبد
الله إلا على بصيرة، بدليل من كتاب الله، أو سنة رسوله - صلى الله عليه
وسلّم - أو عمل الخلفاء الراشدين الذين أمرنا باتباع سنتهم‏.‏


وفي
هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر‏:‏ الفضيلة الأولى‏:‏ أن
الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والاخرة‏.‏
الفضيلة الثانية‏:‏ ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله‏:‏
‏{‏وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ‏}‏‏.‏ الفضيلة الثالثة‏:‏ أنها
خير من ألف شهر‏.‏ الفضيلة الرابعة‏:‏ أن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا
ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة‏.‏ الفضيلة الخامسة‏:‏ أنها سلام، لكثرة
السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل‏.‏
الفضيلة السادسة‏:‏ أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم
القيامة‏.‏ ومن فضائل ليلة القدر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي
الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلّم - قال‏:‏ ‏(‏من قام ليلة القدر
إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه‏)‏، فقوله‏:‏ ‏"‏إيمانًا
واحتسابًا‏"‏ يعني إيمانًا بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها،
واحتسابًا للأجر وطلب الثواب‏.‏ وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا
الأجر‏.‏ وبهذا انتهى الكلام على سورة القدر‏.‏

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
تفسير سورة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
سورة الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة
القدر على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية،
والنفحات الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين،
تكريماً لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع
الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج
ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من
ذلك، فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا
أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ*} التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج
ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم
يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك
الرجل.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا
هذا القرآن المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر
لعظمها وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ} تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟ قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر، فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 126274

انا رقم 10 يلا ادخل القرعة

داليا اكتبي اسمي بورقة كبيرة واختاريني هعهعهع

مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 557207

descriptionمسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا - صفحة 36 Emptyرد: مسابقة القرآن الكريم على منتدى الدعاية و الإشهار مسابقة يومية و الجائزة 100 اعتماد يوميا

more_horiz
سورة القدر
تفسير سورة القدر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
سورة
الْقَدْر مكية، وقد تحدثت عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة
القدر
على سائر الأيام والشهور، لما فيها من الأنوار والتجليات القدسية،
والنفحات
الربانية، التي يفيضها الباري جل وعلا على عباده المؤمنين،
تكريماً
لنزول القرآن المبين، كما تحدثت عن نزول الملائكة الأبرار حتى طلوع

الفجر، فيا لها من ليلةٍ عظيمة القدر، هي خير عند الله من ألف شهر !!



بدء
نزول القرآن، وفضائل ليلة القدر

[عزيزي الزائر يتوجب عليك التسجيل
لمشاهدة الرابط للتسجيل اضغط هنا]

سبب النزول:
نزول الآية (1):
أخرج
ابن أبي حاتم والواحدي عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
رجلاً
من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من
ذلك،
فأنزل الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا
أَدْرَاكَ
مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ
شَهْرٍ*}
التي لبس ذلك الرجل السلاح فيها في سبيل الله.

نزول الآية (3):
أخرج
ابن جرير عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح، ثم
يجاهد
العدو بالنهار حتى يمسي، فعمل ذلك ألف شهر، فأنزل الله: {لَيْلَةُ
الْقَدْرِ*
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عملها ذلك
الرجل.

{إِنَّا
أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي نحن أنزلنا
هذا القرآن
المعجز في ليلة القدر والشرف قال المفسرون: سميت ليلة القدر
لعظمها
وقدرها وشرفها، والمرادُ بإِنزال القرآن إِنزالهُ من اللوح المحفوظ
إِلى
السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل إِلى الأرض في مدة ثلاث وعشرين سنة
كما
قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملةً واحدة من اللوح المحفوظ إِلى بيت
العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة
على
رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ}
تعظيمٌ وتفخيمٌ لأمرها أي وما أعلمك يا محمد ما ليلةُ القدر
والشرف ؟
قال الخازن: وهذا على سبيل التعظيم لها والتشويق لخبرها كأنه قال:
أي
شيء يبلغ علمك بقدرها ومبلغ فضلها ؟! ثم ذكر فضلها من ثلاثة أوجه فقال
تعالى
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي ليلة القدر في
الشرف
والفضل خيرٌ من ألف شهر، لما اختصت به من شرف إِنزال القرآن الكريم
فيها
قال المفسرون: العمل الصالح في ليلة القدر خيرٌ من العمل في ألف شهر
ليس
فيها ليلة القدر، وقد روي أن رجلاً لبس السلاح وجاهد في سبيل الله ألف
شهر،
فعجب رسول الله والمسلمون من ذلك، وتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأُمته فقال يا رب: جعلت أُمتي أقصر الأمم أعماراً، وأقلها أعمالاً !!
فأعطاه
الله ليلة القدر، وقال: ليلةُ القدر خيرٌ لك ولأمتك من ألف شهر،
جاهد
فيها ذلك الرجل قال مجاهد: علمها وصيامها وقيامها خيرٌ من ألف شهر،
هذا
هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى {تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ
وَالرُّوحُ
فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ} أي تنزل
الملائكةُ
وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ
قدَّره الله
وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من
فضلها،
والوجه الثالث قوله تعالى {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
أي
هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على
المؤمنين،
ولا يُقدّر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي