الأدب كما عرَّفه المحدثون هو ما يُنتِجُه عقل البشر ويؤثّر في النفس من شعر ونثر، والغاية منه التعبيرُ عن العواطفِ والمشاعر والأفكار وخواطر النفس بأسلوب أنيق، ومن أهمِّ مَن عرَّف الأدب عند العرب عميد الأدب العربي طه حسين إذ قال عنه: "فنٌّ جميل يتوسّلُ بِلُغة"، وقد كَثُر الجدل حولَ هذا التعريف فقد تأثَّر طه حسين بأرسطو ونظرته للأدب الذي كان يرى أنَّ الأدب فنٌّ من الفنون، أمّا الأدب عند العرب فيشمل فنَّ الشعر والرواية والقصّة والمسرحيّة، وقد تأثّر الأدب العربي بكلِّ عصر من العصور العربيّة التي مرَّ بها من جاهلي وإسلاميّ وأمويّ وعباسيّ وبقيّة العصور، ومع تطوّر الأدب العربي ظهرَ علم النقد وكان الغرض منه تقويمَ الأعمال الأدبيّة، وأصبح علمًا مكتوبًا بعد أن كان شفهيًا.[١] نبذة عن عميد الأدب العربي هو طه حسين، وُلد عام 1889م، في قرية الكيلو في محافظة المينا في الصعيد المصريّ، وأصيبت عيونُه بداء الرّمَد عندما كان في الرابعة من عمره، ممّا جعله يُصاب بالعمى بقيّة حياته، وكان ذلك بسبب جهل أهله الذين لم يذهبوا به للطبيب للعلاج، حيث أحضروا له طبيبًا شعبيًا وصف له دواءً أطفأَ بصرَهُ، ودخل طه حسين كُتَّاب القرية وتعلَّم اللغة العربية وتلاوة القرآن والحساب، وقد حفظ القرآن في مدّة قصيرة فاجأتْ أستاذه وعائلته، دخل طه حسين إلى الأزهر لدراسة الدين الإسلاميّ والعلوم العربيَّة في عام 1902م، ونال شهادةً تسمح له بالدراسة في الجامعة، ودخل الجامعة المصريَّة عندما فُتحت في العام 1908م، ودرس فيها التاريخ والجغرافيا وعلوم العصر بالإضافة إلى الحضارة الإسلاميَّة، ودرس اللغات الشرقيَّة كاللغة العبريَّة والسريانيَّة والحبشية، وقد ظلَّ يذهب في هذه الفترة إلى الأزهر وينهل العلومَ الدينيّة والإسلاميَّة، وفي عام 1914م نال شهادة الدكتوراه بأطروحة تحمل عنوان "ذكرى أبي العلاء"، وقد أثارت جدلًا عظيمًا في أوساط مصر الدينيَّة، واتُّهمَ من قبل أحد أعضاء البرلمان المصريّ بالزندقة والخروج عن مبادئ الإسلام، حصل على دبلوم الدراسات العُليا في القانون الرومانيّ بدرجة الامتياز، وقد تزوّج الفرنسيَّة سوزان بريسو، التي ساعدته على إتقان الفرنسيَّة واللاتينية، ممّا جعله يتمكّن من ثقافة الغرب، وقد كان لزوجته سوزان أثرٌ كبير في حياة عميد الأدب العربي طه حسين حيث كانت تقرأ له الكتب والمراجع، وكان له منها من الأبناء أمينة ومؤنس، حاز طه على جوائز ومناصب عديدة منها انتخابُه ليكون عضوًا في المجلس الهندي المصري الثقافيّ، والإشراف على معهد الدراسات العربيَّة العُليا، وقد رشّحته الحكومة لنيل جائزة نوبل، ومُنح الدكتوراه الفخريّة من جامعة الجزائر عام 1964م، وحصل على قلادة النيل عام 1965م، كما أنَّه كان وزير التربية والتعليم في مصر، وقد توفّي طه حسين بعد حياة زاخرة بالعطاء والعلم في عام 1973م عن عمر يناهز 84 عامًا. [٢] مؤلفات طه حسين ترك عميد الأدب العربيّ طه حسين نتِاجًا ضخمًا من كتب الأدب العربيّ، ما يزيدُ عن خمسين كتابًا في الأدب والفلسفة والقصّة والتاريخ، وقد تُرجمَت الكثير من كتبِه إلى لغات أجنبيّة عديدة؛ لأهميّتِها ولِما أغنَتْ به التراث الإنسانيّ، وفيما يأتي بعض من أهم مؤلفات طه حسين: [٣] كتاب على هامش السيرة. كتاب الفتنة الكبرى: عثمان. كتاب الحياة الأدبيّة في جزيرة العرب. كتاب مستقبل الثقافة في مصر. كتاب تجديد ذكرى أبي العلاء. كتاب من آثار مصطفى عبد الرزاق. كتاب مذكّرات طه حسين. كتاب حديث الأربعاء. كتاب حافظ وشوقي. كتاب الأيام. كتاب صحف مختارة من الشعر التمثيليّ عند اليونان. كتاب أيام العمر، وهو رسائل خاصّة بين طه حسين وتوفيق الحكيم-. كتاب في الأدب الجاهليّ