طه حسين أحدُ أعمدة الأدب العربيّ في العصر الحديث ولُقّب عميدَ الأدب العربي، وُلد الأديب طه حسين في عام 1889م في صعيد مصر، والتحقَ بالكتَّاب كحالِ معظم الصغار في تلك المرحلة، انتقلَ بعد ذلك إلى الأزهر لمتابعة دراسة الأدب العربي والشريعة، فقدَ بصرَه في عمر الثلاث سنوات، لكنّه رغم ذلك سافر إلى فرنسا وتابع دراسته هناك، وتعرَّف على شريكة عمره التي كانت معلّمته وهي سوزان برسو، وقد توفّي الأديب الكبير طه حسين عام 1973م، وهذا المقال سيتناول بعضًا من مؤلفات طه حسين الشهيرة التي تركَها خلفه إضافةً إلى أشهر أقواله. [١] من مؤلفات طه حسين تركَ الأديب الكبير طه حسين إرثًا أدبيًّا عظيمًا يربو عن أكثر من خمسين كتابًا في الأدب والرواية والقصة والفلسفة إضافةً إلى النقد والدّين والحياة، لذلك فقد كان ميراثه الأدبيّ ذا أهمية كبيرة وكان طه حسين من رموز النهضة الحداثية في الوطن العربي عمومًا ومصر خصوصًا، وقد تُرجمت الكثير من مؤلفاته إلى اللغة الإنجليزية، وسيتمُّ ذكر بعض من مؤلفات طه حسين فيما يأتي:[٢] في الشعر الجاهلي: أكثر كتب طه حسين إثارةً للجدل، اتَّبع فيه منهج ديكارت في التحليل والاستنتاج وتوصَّل فيه إلى أنَّ الشعر الجاهلي منحولٌ وليس جاهليًّا بل كُتب في العصور الإسلاميّة، وقد تصدّى له الكثيرُ من العلماء أشهرُهم مصطفى صادق الرافعي ومحمود شاكر وغيرهم، وتعرَّضَ أيضًا للمحاكمة بسبب اتِّهامات وُجِّهت إليه تتمثّل في الإساءة إلى القرآن الكريم، لكنّه خرج منها بريئًا، وعدَّل اسم الكتاب من "في الشعر الجاهلي" إلى "في الأدب الجاهلي"، وحذفَ منه المقاطع التي أُخِذت عليه.[٣] على هامش السيرة: من مؤلفات طه حسين التي تتناولُ سردًا مبسطًا لسيرة النبي محمد، وقد قال طه حسين في هذا الكتاب أنه لم يأتِ فيه بجديد عما وردَ في كتب السيرة، إلا أنّه قام بكتابة الخواطر التي خطَرَت له أثناء القراءة فكتبَها بأسلوبِه وجمعها في هذا الكتاب.[٤] حديث الأربعاء: من أشهر كتب طه حسين، ينتقل به طه حسين إلى أيّام امرئ القيس وطرفة بن العبد وبقيّة شعراء العصر الجاهلي، ويشكِّل دراسات أدبية للشعر القديم الذي عدَّه طه حسين عمادًا للثقافة وتغذيةً للعقول.[٥] المعذَّبون في الأرض: عبارة عن مجموعة قصصيّة تحتوي على 11 قصّة تتناول معاناة الناس من فقر أو مرض أو غيره، صوَّرت أزمة الحياة في مصر في أربعينيّات القرن العشرين، وتميَّزت كتابات طه حسين بالجرأة والحريّة في الفكر بأسلوب أدبيّ فريد.[٦] الأيّام: من مؤلفات طه حسين المهمّة تناول فيه سيرة حياته من مراحل الطفولة، ثمَّ تطرَّق إلى الحديث عن الانتقال إلى الأزهر، واتَّخذ فيها الكاتب الأسلوبَ الحياديّ الموضوعيّ، متميِّزًا بالتواضع والاعتراف بالخطأ والصبر على متاعب الحياة ومصاعبها.[٧] مستقبل الثقافة في مصر: من أهمّ مؤلفات الكاتب، نشرَه عام 1938م، تحدَّث فيه عن مستقبل الثقافة في مصر بعد المعاهدة التي وقِّعت بين مصر وبريطانيا عام 1936م، فكتب ما يجب على مصر القيام به بعد الاستقلال حسب وجهة نظره، وما زال الكتاب يُناقَش إلى اليوم وتدورُ حوله الندوات.[٨] دعاء الكروان: من أشهر الروايات التي كتبها طه حسين، نشرها عام 1942م منتقدًا فيها المجتمع المتزمِّت المُحافظ وما يلحق فيه المرأةَ من ظلم وانتقاص، حيث يُنظر إليها على أنها عورة ويجب حجبها عن العالم. [٩] أشهر أقوال طه حسين بعد ذكر بعض من مؤلفات طه حسين، لا بدَّ من المرور بأشهر أقوالِه التي تَمثَّلها الناس في حياتهم نظرًا لسَعة أفق ذلك الكاتب وعمقِ نظرته، وفيما يأتي أشهر أقوال طه حسين: [١٠] الذين لا يعملون يؤذي نفوسَهم أنْ يعملَ النَّاس. ولكنَّ المرأة لا تُغلب إلا إذا أحبَّتْ، ولا تُقهر إلا إذا أرادَتْ، ولا تُذعِن إلا إذا رغبَت في الإذعان. لو أدَّبه الشعبُ حين كذبَ كذبَته الأولَى لمَا عاد إلى الكَذب مرَّة أخرَى. إيَّاك والرّضا عن نفسك فإنَّه يضطرّك إلى الخمول، وإيَّاك والعجب فإنَّه يورّطك في الحمق، وإيَّاك والغرور فإنّه يُظهر للناس كلِّهم نقائصك كلَّها ولا يُخفيها إلا عليك. أن نسيرَ سيرة الأوروبيّين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أندادًا، ولنكونَ لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرِّها، حُلوِها ومُرِّها، وما يُحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يُعاب. ليس أخطر على المودَّة الخالصة من دخول المَنفعة بين صديقَيْن