هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

تفسيرالقران

descriptionتفسيرالقران Emptyتفسيرالقران

more_horiz
السسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هاذا موضوع مخصص لتفسير القراان كامل

وباذن الله بضع التفسيرات كامله

وجزاكم الله خير




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:26 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz

تفسير
الجزء الأول




1-


تفسير
سورة
الفاتحة

عدد آياتها 7

وهي مكية



{

1 - 7


}
{

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ
نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضَّالِّينَ

}



{
بِسْمِ اللَّهِ

}
أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى, لأن لفظ {

اسم

}
مفرد مضاف, فيعم جميع الأسماء [الحسنى]. {

اللَّهِ

}
هو المألوه المعبود, المستحق لإفراده بالعبادة, لما اتصف به من صفات الألوهية
وهي صفات الكمال. {

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

}
اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء, وعمت
كل حي, وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة,
ومن عداهم فلهم نصيب منها.




واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها, الإيمان بأسماء الله
وصفاته, وأحكام الصفات.




فيؤمنون مثلا, بأنه رحمن رحيم, ذو الرحمة التي اتصف بها, المتعلقة بالمرحوم.
فالنعم كلها, أثر من آثار رحمته, وهكذا في سائر الأسماء. يقال في العليم: إنه
عليم ذو علم, يعلم [به] كل شيء, قدير, ذو قدرة يقدر على كل شيء.



{
الْحَمْدُ لِلَّهِ

}
[هو] الثناء على الله بصفات الكمال, وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل, فله
الحمد الكامل, بجميع الوجوه. {

رَبِّ الْعَالَمِينَ

}
الرب, هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم, وإعداده لهم
الآلات, وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة, التي لو فقدوها, لم يمكن لهم البقاء.
فما بهم من نعمة, فمنه تعالى.




وتربيته تعالى لخلقه نوعان: عامة وخاصة.




فالعامة: هي خلقه للمخلوقين, ورزقهم, وهدايتهم لما فيه مصالحهم, التي فيها
بقاؤهم في الدنيا.




والخاصة: تربيته لأوليائه, فيربيهم بالإيمان, ويوفقهم له, ويكمله لهم, ويدفع
عنهم الصوارف, والعوائق الحائلة بينهم وبينه, وحقيقتها: تربية التوفيق لكل خير,
والعصمة عن كل شر. ولعل هذا [المعنى] هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ
الرب. فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.




فدل قوله {

رَبِّ الْعَالَمِينَ

}
على انفراده بالخلق والتدبير, والنعم, وكمال غناه, وتمام فقر العالمين إليه,
بكل وجه واعتبار.



{
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

}
المالك: هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى, ويثيب ويعاقب,
ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات, وأضاف الملك ليوم الدين, وهو يوم
القيامة, يوم يدان الناس فيه بأعمالهم, خيرها وشرها, لأن في ذلك اليوم, يظهر
للخلق تمام الظهور, كمال ملكه وعدله وحكمته, وانقطاع أملاك الخلائق. حتى [إنه]
يستوي في ذلك اليوم, الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.




كلهم مذعنون لعظمته, خاضعون لعزته, منتظرون لمجازاته, راجون ثوابه, خائفون من
عقابه, فلذلك خصه بالذكر, وإلا, فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.




وقوله {

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

}
أي: نخصك وحدك بالعبادة




والاستعانة, لأن تقديم المعمول يفيد الحصر, وهو إثبات الحكم للمذكور, ونفيه عما
عداه. فكأنه يقول: نعبدك, ولا نعبد غيرك, ونستعين بك, ولا نستعين بغيرك.




وقدم العبادة على الاستعانة, من باب تقديم العام على الخاص, واهتماما بتقديم
حقه تعالى على حق عبده.



و
{

العبادة

}
اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال, والأقوال الظاهرة والباطنة. و {

الاستعانة

}
هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع, ودفع المضار, مع الثقة به في تحصيل
ذلك.




والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية, والنجاة من
جميع الشرور, فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما. وإنما تكون العبادة عبادة,
إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله. فبهذين
الأمرين تكون عبادة, وذكر {

الاستعانة

}
بعد {

العبادة

}
مع دخولها فيها, لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
فإنه إن لم يعنه الله, لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر, واجتناب النواهي.




ثم قال تعالى: {

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

}
أي: دلنا وأرشدنا, ووفقنا للصراط المستقيم, وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله,
وإلى جنته, وهو معرفة الحق والعمل به, فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام, وترك ما سواه من الأديان, والهداية في
الصراط, تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا. فهذا الدعاء من أجمع
الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من
صلاته, لضرورته إلى ذلك.




وهذا الصراط المستقيم هو: {

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ

}
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. {

غَيْرِ

}
صراط {

الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ

}
الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم. وغير صراط {

الضَّالِّينَ

}
الذين تركوا الحق على جهل وضلال, كالنصارى ونحوهم.




فهذه السورة على إيجازها, قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن,
فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية يؤخذ من قوله: {

رَبِّ الْعَالَمِينَ

}




وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة, يؤخذ من لفظ: {

اللَّهِ

}
ومن قوله: {

إِيَّاكَ نَعْبُدُ

}
وتوحيد الأسماء والصفات, وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى, التي أثبتها لنفسه,
وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه, وقد دل على ذلك لفظ {

الْحَمْدُ

}
كما تقدم. وتضمنت إثبات النبوة في قوله: {

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

}
لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.




وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: {

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ

}
وأن الجزاء يكون بالعدل, لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.




وتضمنت إثبات القدر, وأن العبد فاعل حقيقة, خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت
الرد على جميع أهل البدع [والضلال] في قوله: {

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

}
لأنه معرفة الحق والعمل به. وكل مبتدع [وضال] فهو مخالف لذلك.




وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى, عبادة واستعانة في قوله: {

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

}
فالحمد لله رب العالمين.


عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:09 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الناس
عدد آياتها
6

(



آية


1-6 )
وهي مدنية






{

1 - 6


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *
مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ
الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ
الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ


}




وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان
الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور
الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم
لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو
دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على
دفعه.




فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.




وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.




وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد
أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من
أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {

مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ


} .




والحمد لله رب العالمين أولًا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.



ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت بيننا وبين
كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته. ونرجوه ونأمل
منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله
إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون. وصلى الله
وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلامًا دائمين
متواصلين أبد الأوقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. تم تفسير
كتاب الله بعونه وحسن توفيقه، على يد جامعه وكاتبه، عبد الرحمن بن ناصر
بن عبد الله المعروف بابن سعدي، غفر الله له ولوالديه وجميع المسلمين،
وذلك في غرة ربيع الأول من سنة أربع وأربعين وثلثمائة وألف من هجرة محمدً
صلى الله عليه وسلم في ب: ووقع النقل في شعبان 1345 ربنا تقبل منا واعف
إنك أنت الغفور الرحيم.




تم بحمد الله لاتنسونا من دعوه بظهر الغيب


عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:10 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الفلق
عدد آياتها
5

(



آية


1-5 )
وهي مكية






{

1 - 5


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *
مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ
شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ


}




أي: {

قل


} متعوذًا {

أَعُوذُ


} أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم {

بِرَبِّ الْفَلَقِ


} أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.




{

مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ


} وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها،
من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: {

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ


} أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من
الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.




{

وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ


} أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي
يعقدنها على السحر.




{

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ


} والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر
عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل
في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث
النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا
وخصوصًا.




ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله].



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:11 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الإخلاص
عدد آياتها
4

(



آية


1-4 )
وهي مكية






{

1 - 4


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *
اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ


}




أي {

قُلْ


} قولًا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، {

هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ


} أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له
الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير
له ولا مثيل.




{

اللَّهُ الصَّمَدُ


} أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه
غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل
في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه،
الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه،
ومن كماله أنه {

لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ


} لكمال غناه {

وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ


} لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.




فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:11 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
المسد
عدد آياتها
5

(



آية



1-
5 )
وهي مكية






{

1 - 5


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا
ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا
حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ


}




أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية]
للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله-
فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: {

تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ


} أي: خسرت يداه، وشقى {

وَتَبَّ


} فلم يربح، {

مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ


} الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ
نزل به، {

سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ


} أي: ستحيط به النار من كل جانب، هو {

وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ


} .




وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي
وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية
الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع
حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلًا {

مِنْ مَسَدٍ


} أي: من ليف.




أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلًا من مسد،
وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه
السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا
بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:12 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
النصر
عدد آياتها
3

(



آية




1-3
)
وهي مدنية






{

1 - 3


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ
أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ
تَوَّابًا


}




في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على
ما يترتب على ذلك.




فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين
الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من
أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر
رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في
ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين ، ويزداد عند حصول
التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: {

لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ


} وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر
الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل
فيه، ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث،
فابتلاهم الله بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.




[ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر
بالبال، أو يدور في الخيال.




وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.




وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.




فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد
انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله
وسلامه عليه.




فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول
في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:13 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
- تفسير سورة الكافرون عدد آياتها 6 ( آية 1-6 )
وهي مكية

{ 1 - 6 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ }

أي: قل للكافرين معلنا ومصرحًا { لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ } أي: تبرأ مما كانوا يعبدون من دون الله، ظاهرًا وباطنًا.

{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } لعدم إخلاصكم في عبادته ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمى عبادة، ثم كرر ذلك ليدل الأول على عدم وجود الفعل، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا.

ولهذا ميز بين الفريقين، وفصل بين الطائفتين، فقال: { لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } كما قال تعالى: { قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ } { أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } .

عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:15 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الكوثر
عدد آياتها
3

(



آية




1-3
)
وهي مكية






{

1 - 3


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ


}




يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه: {

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ


} أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه
صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له {

الكوثر


} ومن الحوض




طوله شهر، وعرضه شهر، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته
كنجوم السماء في كثرتها واستنارتها، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
أبدًا.




ولما ذكر منته عليه، أمره بشكرها فقال: {

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ


} خص هاتين العبادتين بالذكر، لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات.




ولأن الصلاة تتضمن الخضوع [في] القلب والجوارح لله، وتنقلها في أنواع
العبودية، وفي النحر تقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر،
وإخراج للمال الذي جبلت النفوس على محبته والشح به.




{

إِنَّ شَانِئَكَ


} أي: مبغضك وذامك ومنتقصك {

هُوَ الْأَبْتَرُ


} أي: المقطوع من كل خير، مقطوع العمل، مقطوع الذكر.




وأما محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الكامل حقًا، الذي له الكمال الممكن
في حق المخلوق، من رفع الذكر، وكثرة الأنصار، والأتباع صلى الله عليه
وسلم.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:16 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الماعون
عدد آياتها
7

(



آية



1-
7 )
وهي مكية






{

1 - 7


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ
بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى
طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ
صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ


}




يقول تعالى ذامًا لمن ترك حقوقه وحقوق عبادة: {

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ


} أي: بالبعث والجزاء، فلا يؤمن بما جاءت به الرسل.




{

فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ


} أي: يدفعه بعنف وشدة، ولا يرحمه لقساوة قلبه، ولأنه لا يرجو ثوابًا،
ولا يخشى عقابًا.




{

وَلَا يَحُضُّ


} غيره {

عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ


} ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين، {

فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ


} أي: الملتزمون لإقامة الصلاة، ولكنهم {

عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ


} أي: مضيعون لها، تاركون لوقتها، مفوتون لأركانها وهذا لعدم اهتمامهم
بأمر الله حيث ضيعوا الصلاة، التي هي أهم الطاعات وأفضل القربات، والسهو
عن الصلاة، هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم وأما السهو في الصلاة، فهذا
يقع من كل أحد، حتى من النبي صلى الله عليه وسلم.




ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: {

الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ


} أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس.




{

وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ


} أي: يمنعون إعطاء الشيء، الذي لا يضر إعطاؤه على وجه العارية، أو
الهبة، كالإناء، والدلو، والفأس، ونحو ذلك، مما جرت العادة ببذلها
والسماحة به .




فهؤلاء -لشدة حرصهم- يمنعون الماعون، فكيف بما هو أكثر منه.




وفي هذه السورة، الحث على إكرام اليتيم، والمساكين، والتحضيض على ذلك،
ومراعاة الصلاة، والمحافظة عليها، وعلى الإخلاص [فيها و] في جميع
الأعمال.




والحث على [فعل المعروف و] بذل الأموال الخفيفة، كعارية الإناء والدلو
والكتاب، ونحو ذلك، لأن الله ذم من لم يفعل ذلك، والله سبحانه وتعالى
أعلم بالصواب والحمد لله رب العالمين.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:16 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
قريش
عدد آياتها
4

(



آية



1-
4 )
وهي مكية






{

1 - 4


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ *
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ
هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ
خَوْفٍ


}




قال كثير من المفسرين: إن الجار والمجرور متعلق بالسورة التي قبلها أي:
فعلنا ما فعلنا بأصحاب الفيل لأجل قريش وأمنهم، واستقامة مصالحهم،
وانتظام رحلتهم في الشتاء لليمن، والصيف للشام، لأجل التجارة والمكاسب.




فأهلك الله من أرادهم بسوء، وعظم أمر الحرم وأهله في قلوب العرب، حتى
احترموهم، ولم يعترضوا لهم في أي: سفر أرادوا، ولهذا أمرهم الله بالشكر،
فقال: {

فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ


} أي: ليوحدوه ويخلصوا له العبادة، {

الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ


} فرغد الرزق والأمن من المخاوف، من أكبر النعم الدنيوية، الموجبة لشكر
الله تعالى.




فلك اللهم الحمد والشكر على نعمك الظاهرة والباطنة، وخص الله بالربوبية
البيت لفضله وشرفه، وإلا فهو رب كل شيء..



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:17 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الفيل
عدد آياتها
5

(



آية




1-5
)
وهي مكية






{

1 - 5


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ
رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي
تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ
بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ


}




أي: أما رأيت من قدرة الله وعظيم شأنه، ورحمته بعباده، وأدلة توحيده،
وصدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما فعله الله بأصحاب الفيل، الذين
كادوا بيته الحرام وأرادوا إخرابه، فتجهزوا لأجل ذلك، واستصحبوا معهم
الفيلة لهدمه، وجاءوا بجمع لا قبل للعرب به، من الحبشة واليمن، فلما
انتهوا إلى قرب مكة، ولم يكن بالعرب مدافعة، وخرج أهل مكة من مكة خوفًا
على أنفسهم منهم، أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل أي: متفرقة، تحمل حجارة
محماة من سجيل، فرمتهم بها، وتتبعت قاصيهم ودانيهم، فخمدوا وهمدوا،
وصاروا كعصف مأكول، وكفى الله شرهم، ورد كيدهم في نحورهم، [وقصتهم معروفة
مشهورة] وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فصارت من جملة إرهاصات دعوته، ومقدمات رسالته، فلله الحمد والشكر.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:17 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الهمزة
عدد آياتها
9

(



آية



1-
8 )
وهي مكية






{

1 - 9


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ
* الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ
أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ
مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى
الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ


}




{

وَيْلٌ


} أي: وعيد، ووبال، وشدة عذاب {

لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ


} الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز: الذي يعيب الناس،
ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز: الذي يعيبهم بقوله.




ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة
به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك، {

يَحْسَبُ


} بجهله {

أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ


} في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي
عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في
العمر.




{

كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ


} أي: ليطرحن {

فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ


} تعظيم لها، وتهويل لشأنها.




ثم فسرها بقوله: {

نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ


} التي وقودها الناس والحجارة {

الَّتِي


} من شدتها {

تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ


} أي: تنفذ من الأجسام إلى القلوب.




ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها،
ولهذا قال: {

إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ


} أي: مغلقة {

فِي عَمَدٍ


} من خلف الأبواب {

مُمَدَّدَةٍ


} لئلا يخرجوا منها {

كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا


} .




[نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية].



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:17 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
العصر
عدد آياتها
3

(



آية



1-
3 )
وهي مكية






{

1 - 3


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ


}




أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم أن
كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.




والخسار مراتب متعددة متفاوتة:




قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم،
واستحق الجحيم.




وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل
إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:




الإيمان بما أمر الله بالإيمان به، ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع
عنه لا يتم إلا به.




والعمل الصالح، وهذا شامل لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة، المتعلقة
بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.




والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح، أي: يوصي بعضهم بعضًا
بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.




والتواصي بالصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله
المؤلمة.




فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه، وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره،
وبتكميل الأمور الأربعة، يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح
[العظيم].



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:18 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
التكاثر
عدد آياتها
8

(



آية




1-8
)
وهي مكية






{

1 - 8


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *
حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ
* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ *
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ


}




يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا
شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء: {

أَلْهَاكُمُ


} عن ذلك المذكور {

التَّكَاثُرُ


} ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر
به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود،
والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس
المقصود به الإخلاص لله تعالى.




فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم] {

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ


} فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.




ودل قوله: {

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ


} أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية ، أن الله سماهم
زائرين، ولم يسمهم مقيمين.




فدل ذلك على البعث والجزاء بالأعمال في دار باقية غير فانية، ولهذا
توعدهم بقوله: {

كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ
تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ


} أي: لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر،
ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.




ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون، {

لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ


} أي: لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.




{

ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ


} أي: رؤية بصرية، كما قال تعالى: {

وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا
وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا


} .




{

ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ


} الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم
تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.




أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله
فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى: {

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ
طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا
فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ


} الآية.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:18 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
القارعة
عدد آياتها
11

(



آية



1-
11 )
وهي مكية






{

1 - 11


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ
* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ * يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ
كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنْفُوشِ * فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي
عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ
هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ


}




{

الْقَارِعَةُ


} من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها،
ولهذا عظم أمرها وفخمه بقوله: {

الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ
يَكُونُ النَّاسُ


} من شدة الفزع والهول، {

كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث


} أي: كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش: هي الحيوانات
التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها
نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول، وأما الجبال
الصم الصلاب، فتكون {

كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ


} أي: كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال
تعالى: {

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ
السَّحَابِ


} ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد،
فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين: سعداء وأشقياء، {

فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ


} أي: رجحت حسناته على سيئاته {

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ


} في جنات النعيم.




{

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ


} بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته.




{

فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ


} أي: مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم
الملازمة كما قال تعالى: {

إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا


} .




وقيل: إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على
رأسه.




{

وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ


} وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله هي: {

نَارٌ حَامِيَةٌ


} أي: شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا.
نستجير بالله منها.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:20 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
العاديات
عدد آياتها
11

(



آية



1-
11 )
وهي مكية






{

1 - 11


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *
فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ
نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ
لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ
الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي
الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ
يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ


}




أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه
الظاهرة، ما هو معلوم للخلق.




وأقسم [تعالى] بها في الحال التي لا يشاركها [فيه] غيرها من أنواع
الحيوانات، فقال: {

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا


} أي: العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في
صدرها، عند اشتداد العدو .




{

فَالْمُورِيَاتِ


} بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار {

قَدْحًا


} أي: تقدح النار من صلابة حوافرهن [وقوتهن] إذا عدون، {

فَالْمُغِيرَاتِ


} على الأعداء {

صُبْحًا


} وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا، {

فَأَثَرْنَ بِهِ


} أي: بعدوهن وغارتهن {

نَقْعًا


} أي: غبارًا، {

فَوَسَطْنَ بِهِ


} أي: براكبهن {

جَمْعًا


} أي: توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم.




والمقسم عليه، قوله: {

إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ


} أي: لمنوع للخير الذي عليه لربه .




فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها
كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية
والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء
الحقوق، {

وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ


} أي: إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا
يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله
تعالى أي: إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد،
والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.




{

وَإِنَّهُ


} أي: الإنسان {

لِحُبِّ الْخَيْرِ


} أي: المال {

لَشَدِيدُ


} أي: كثير الحب للمال.




وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على
حق ربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا
قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد:




{

أَفَلَا يَعْلَمُ


} أي: هلا يعلم هذا المغتر {

إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ


} أي: أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم.




{

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ


} أي: ظهر وبان [ما فيها و] ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر،
فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.




{

إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ


} أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم
عليها. وخص خبره بذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد
بذلك، الجزاء بالأعمال الناشئ عن علم الله واطلاعه
.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:21 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الزلزلة
عدد آياتها
8

(



آية


1-8 )
وهي مدنية






{

1 - 8


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ
زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ
الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ
رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا
لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا
يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ


}




يخبر تعالى عما يكون يوم القيامة، وأن الأرض تتزلزل وترجف وترتج، حتى
يسقط ما عليها من بناء وعلم .




فتندك جبالها، وتسوى تلالها، وتكون قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.




{

وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا


} أي: ما في بطنها، من الأموات والكنوز.




{

وَقَالَ الْإِنْسَانُ


} إذا رأى ما عراها من الأمر العظيم مستعظمًا لذلك: {

مَا لَهَا


} ؟ أي: أي شيء عرض لها؟.




{

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ


} الأرض {

أَخْبَارَهَا


} أي: تشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر، فإن الأرض من
جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، ذلك {

بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا


} [أي] وأمرها أن تخبر بما عمل عليها، فلا تعصى لأمره .




{

يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ


} من موقف القيامة، حين يقضي الله بينهم {

أَشْتَاتًا


} أي: فرقًا متفاوتين. {

لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ


} أي: ليريهم الله ما عملوا من الحسنات والسيئات، ويريهم جزاءه موفرًا.




{

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ


} وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي
أحقر الأشياء، [وجوزي عليها] فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى، كما قال
تعالى: {

يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا
عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا
بَعِيدًا


} {

وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا


}




وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلًا، والترهيب من فعل
الشر ولو حقيرًا.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:21 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
البينة
عدد آياتها
8

(



آية


1-8 )
وهي مدنية






{

1 - 8


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا
مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى
تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا
مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ *
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ
شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ
رَبَّهُ


}




يقول تعالى: {

لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ


} أي: [من] اليهود والنصارى {

وَالْمُشْرِكِينَ


} من سائر أصناف الأمم.




{

مُنْفَكِّينَ


} عن كفرهم وضلالهم الذي هم عليه، أي: لا يزالون في غيهم وضلالهم، لا
يزيدهم مرور السنين إلا كفرًا.




{

حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ


} الواضحة، والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال: {

رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ


} أي: أرسله الله، يدعو الناس إلى الحق، وأنزل عليه كتابًا يتلوه، ليعلم
الناس الحكمة ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ولهذا قال: {

يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً


} أي: محفوظة عن قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون، لأنها في أعلى
ما يكون من الكلام.




ولهذا قال عنها: {

فِيهَا


} أي: في تلك الصحف {

كُتُبٌ قَيِّمَةٌ


} أي: أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، فإذا
جاءتهم هذه البينة، فحينئذ يتبين طالب الحق ممن ليس له مقصد في طلبه،
فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة.




وإذا لم يؤمن أهل الكتاب لهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك ببدع من
ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا وصاروا أحزابًا {

إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ


} التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق، ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم، لم
يزدهم الهدى إلا ضلالًا، ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها جاءت
بأصل واحد، ودين واحد فما أمروا في سائر الشرائع إلا أن يعبدوا {

اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ


} أي: قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى
لديه، {

حُنَفَاءَ


} أي: معرضين [مائلين] عن سائر الأديان المخالفة لدين التوحيد. وخص
الصلاة والزكاة [بالذكر] مع أنهما داخلان في قوله {

لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ


} لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما قام بجميع
شرائع الدين.




{

وَذَلِكَ


} أي التوحيد والإخلاص في الدين، هو {

دِينُ الْقَيِّمَةِ


} أي: الدين المستقيم، الموصل إلى جنات النعيم، وما سواه فطرق موصلة إلى
الجحيم.




ثم ذكر جزاء الكافرين بعدما جاءتهم البينة، فقال: {

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ


} قد أحاط بهم عذابها، واشتد عليهم عقابها، {

خَالِدِينَ فِيهَا


} لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيها مبلسون، {

أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ


} لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وخسروا الدنيا والآخرة.




{

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ


} لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة، {

جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ


} أي: جنات إقامة، لا ظعن فيها ولا رحيل، ولا طلب لغاية فوقها، {

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ


} فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه، ورضوا عنه، بما أعد لهم من أنواع
الكرامات وجزيل المثوبات {

ذَلِكَ


} الجزاء الحسن {

لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ


} أي: لمن خاف الله، فأحجم عن معاصيه، وقام بواجباته




[تمت بحمد لله]



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:21 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
القدر
عدد آياتها
5

(



آية



1-
5 )
وهي مكية






{

1 - 5


} {

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ
حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ


}




يقول تعالى مبينًا لفضل القرآن وعلو قدره: {

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ


} كما قال تعالى: {

إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ


} وذلك أن الله [تعالى] ، ابتدأ بإنزاله في رمضان [في] ليلة القدر، ورحم
الله بها العباد رحمة عامة، لا يقدر العباد لها شكرًا.




وسميت ليلة القدر، لعظم قدرها وفضلها عند الله، ولأنه يقدر فيها ما يكون
في العام من الأجل والأرزاق والمقادير القدرية.




ثم فخم شأنها، وعظم مقدارها فقال: {

وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ


} أي: فإن شأنها جليل، وخطرها عظيم.




{

لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ


} أي: تعادل من فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في
ألف شهر [خالية منها]، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول،
حيث من تبارك وتعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون
العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل معمر عمرًا طويلًا، نيفًا
وثمانين سنة.




{

تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا


} أي: يكثر نزولهم فيها {

مِنْ كُلِّ أَمْر سَلَامٌ هِيَ


} أي: سالمة من كل آفة وشر، وذلك لكثرة خيرها، {

حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ


} أي: مبتداها من غروب الشمس ومنتهاها طلوع الفجر .




وقد تواترت الأحاديث في فضلها، وأنها في رمضان، وفي العشر الأواخر منه،
خصوصًا في أوتاره، وهي باقية في كل سنة إلى قيام الساعة.




ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعتكف، ويكثر من التعبد في العشر
الأواخر من رمضان، رجاء ليلة القدر [والله أعلم].



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:22 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
العلق
عدد آياتها
19

(



آية




1-19
)
وهي مكية






{ 1 - 19 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ
وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ
الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ * كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى *
أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ
الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى
الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ
وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَّا لَئِنْ
لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ
خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا
لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }




هذه السورة أول السور القرآنية نزولًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.




فإنها نزلت عليه في مبادئ النبوة، إذ كان لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان،
فجاءه جبريل عليه الصلاة والسلام بالرسالة، وأمره أن يقرأ، فامتنع، وقال:


{ ما أنا بقارئ }

فلم يزل به حتى قرأ. فأنزل الله عليه:


{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ }

عموم الخلق، ثم خص الإنسان، وذكر ابتداء خلقه


{ مِنْ عَلَقٍ }

فالذي خلق الإنسان واعتنى بتدبيره، لا بد أن يدبره بالأمر والنهي، وذلك
بإرسال الرسول إليهم ، وإنزال الكتب عليهم، ولهذا ذكر بعد الأمر
بالقراءة، خلقه للإنسان.




ثم قال:


{ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ }

أي: كثير الصفات واسعها، كثير الكرم والإحسان، واسع الجود، الذي من كرمه
أن علم بالعلم .




و


{ عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }

فإنه تعالى أخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئًا، وجعل له السمع والبصر
والفؤاد، ويسر له أسباب العلم.




فعلمه القرآن، وعلمه الحكمة، وعلمه بالقلم، الذي به تحفظ به العلوم،
وتضبط الحقوق، وتكون رسلًا للناس تنوب مناب خطابهم، فلله الحمد والمنة،
الذي أنعم على عباده بهذه النعم التي لا يقدرون لها على جزاء ولا شكور،
ثم من عليهم بالغنى وسعة الرزق، ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه
غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى، ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف
الجزاء، بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو [غيره] إلى
تركه، فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا
المتمرد العاتي:


{ أَرَأَيْتَ }

أيها الناهي للعبد إذا صلى


{ إِنْ كَانَ }

العبد المصلي


{ عَلَى الْهُدَى }

العلم بالحق والعمل به،


{ أَوْ أَمْرٍ }

غيره


{ بِالتَّقْوَى }

.




فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟ أليس نهيه، من أعظم المحادة لله،
والمحاربة للحق؟ فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى،
أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.




{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ }

الناهي بالحق


{ وَتَوَلَّى }

عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟




{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }

ما يعمل ويفعل؟.




ثم توعده إن استمر على حاله، فقال:


{ كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ }

عما يقول ويفعل


{ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ }

أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها


{ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }

أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.




{ فَلْيَدْعُ }

هذا الذي حق عليه العقاب


{ نَادِيَهُ }

أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزله به،


{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ }

أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟ فهذه
حالة الناهي وما توعد به من العقوبة، وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا
يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال:


{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ }

[أي:] فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين،


{ وَاسْجُدْ }

لربك


{ وَاقْتَرَبَ }

منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات، فإنها كلها تدني من رضاه
وتقرب منه.




وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه، وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة، وعبث به وآذاه. تمت ولله
الحمد.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:22 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
التين
عدد آياتها
8

(



آية


1-8 )
وهي مكية






{ 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ *
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ
رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ * فَمَا يُكَذِّبُكَ
بَعْدُ بِالدِّينِ * أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }





(التين) هو التين المعروف، وكذلك


{ الزَّيْتُونَ }

أقسم بهاتين الشجرتين، لكثرة منافع شجرهما وثمرهما، ولأن سلطانهما في أرض
الشام، محل نبوة عيسى ابن مريم عليه السلام.




{ وَطُورِ سِينِينَ }

أي: طور سيناء، محل نبوة موسى صلى الله عليه وسلم.




{ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ }

وهي: مكة المكرمة، محل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فأقسم تعالى بهذه
المواضع المقدسة، التي اختارها وابتعث منها أفضل النبوات وأشرفها.




والمقسم عليه قوله:


{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ }

أي: تام الخلق، متناسب الأعضاء، منتصب القامة، لم يفقد مما يحتاج إليه
ظاهرًا أو باطنًا شيئًا، ومع هذه النعم العظيمة، التي ينبغي منه القيام
بشكرها، فأكثر الخلق منحرفون عن شكر المنعم، مشتغلون باللهو واللعب، قد
رضوا لأنفسهم بأسافل الأمور، وسفساف الأخلاق، فردهم الله في أسفل سافلين،
أي: أسفل النار، موضع العصاة المتمردين على ربهم، إلا من من الله عليه
بالإيمان والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة العالية،


{ فَلَهُمْ }

بذلك المنازل العالية، و


{ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ }

أي: غير مقطوع، بل لذات متوافرة، وأفراح متواترة، ونعم متكاثرة، في أبد
لا يزول، ونعيم لا يحول، أكلها دائم وظلها،


{ فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ }

أي: أي: شيء يكذبك أيها الإنسان بيوم الجزاء على الأعمال، وقد رأيت من
آيات الله الكثيرة ما به يحصل لك اليقين، ومن نعمه ما يوجب عليك أن لا
تكفر بشيء مما أخبرك به،


{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ }

فهل تقتضي حكمته أن يترك الخلق سدى لا يؤمرون ولا ينهون، ولا يثابون ولا
يعاقبون؟




أم الذي خلق الإنسان أطوارًا بعد أطوار، وأوصل إليهم من النعم والخير
والبر ما لا يحصونه، ورباهم التربية الحسنة، لا بد أن يعيدهم إلى دار هي
مستقرهم وغايتهم، التي إليها يقصدون، ونحوها يؤمون. تمت ولله الحمد.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:23 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الشرح
عدد آياتها
8

(



آية




1-8
)
وهي مكية






{ 1 - 8 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ *
وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ
فَارْغَبْ }




يقول تعالى -ممتنًا على رسوله-:


{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ }

أي: نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله، والاتصاف بمكارم الأخلاق،
والإقبال على الآخرة، وتسهيل الخيرات فلم يكن ضيقًا حرجًا، لا يكاد ينقاد
لخير، ولا تكاد تجده منبسطًا.




{ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ }

أي: ذنبك،


{ الَّذِي أَنْقَضَ }

أي: أثقل


{ ظَهْرَكَ }

كما قال تعالى:


{ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ
}

.




{ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ }

أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد
من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في
الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور
التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.




وله في قلوب أمته من المحبة والإجلال والتعظيم ما ليس لأحد غيره، بعد
الله تعالى، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيًا عن أمته.




وقوله:


{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }

بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو
دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى:


{ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا }

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر
يسرا " .




وتعريف " العسر " في الآيتين، يدل على أنه واحد، وتنكير " اليسر " يدل
على تكراره، فلن يغلب عسر يسرين.




وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل
عسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير ملازم له.




ثم أمر الله رسوله أصلًا، والمؤمنين تبعًا، بشكره والقيام بواجب نعمه،
فقال:


{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ }

أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة
والدعاء.




{ وَإِلَى رَبِّكَ }

وحده


{ فَارْغَبْ }

أي: أعظم الرغبة في إجابة دعائك وقبول عباداتك .




ولا تكن ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربهم وعن ذكره، فتكون من
الخاسرين.




وقد قيل: إن معنى قوله: فإذا فرغت من الصلاة وأكملتها، فانصب في الدعاء،
وإلى ربك فارغب في سؤال مطالبك.




واستدل من قال بهذا القول، على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات
المكتوبات، والله أعلم بذلك تمت ولله الحمد.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:23 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الضحى
عدد آياتها
11

(



آية



1-
11 )
وهي مكية






{ 1 - 11 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالضُّحَى *
وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى *
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ
ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ
فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }




أقسم تعالى بالنهار إذا انتشر ضياؤه بالضحى، وبالليل إذا سجى وادلهمت
ظلمته، على اعتناء الله برسوله صلى الله عليه وسلم فقال:


{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ }

أي: ما تركك منذ اعتنى بك، ولا أهملك منذ رباك ورعاك، بل لم يزل يربيك
أحسن تربية، ويعليك درجة بعد درجة.




{ وَمَا قَلا }

ك الله أي: ما أبغضك منذ أحبك، فإن نفي الضد دليل على ثبوت ضده، والنفي
المحض لا يكون مدحًا، إلا إذا تضمن ثبوت كمال، فهذه حال الرسول صلى الله
عليه وسلم الماضية والحاضرة، أكمل حال وأتمها، محبة الله له واستمرارها،
وترقيته في درج الكمال، ودوام اعتناء الله به.




وأما حاله المستقبلة، فقال:


{ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى }

أي: كل حالة متأخرة من أحوالك، فإن لها الفضل على الحالة السابقة.




فلم يزل صلى الله عليه وسلم يصعد في درج المعالي ويمكن له الله دينه،
وينصره على أعدائه، ويسدد له أحواله، حتى مات، وقد وصل إلى حال لا يصل
إليها الأولون والآخرون، من الفضائل والنعم، وقرة العين، وسرور القلب.




ثم بعد ذلك، لا تسأل عن حاله في الآخرة، من تفاصيل الإكرام، وأنواع
الإنعام، ولهذا قال:


{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }

وهذا أمر لا يمكن التعبير عنه بغير هذه العبارة الجامعة الشاملة.




ثم امتن عليه بما يعلمه من أحواله [الخاصة] فقال:




{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى }

أي: وجدك لا أم لك، ولا أب، بل قد مات أبوه وأمه وهو لا يدبر نفسه، فآواه
الله، وكفله جده عبد المطلب، ثم لما مات جده كفله الله عمه أبا طالب، حتى
أيده بنصره وبالمؤمنين.




{ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى }

أي: وجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلمك ما لم تكن تعلم، ووفقك
لأحسن الأعمال والأخلاق.




{ وَوَجَدَكَ عَائِلًا }

أي: فقيرًا


{ فَأَغْنَى }

بما فتح الله عليك من البلدان، التي جبيت لك أموالها وخراجها.




فالذي أزال عنك هذه النقائص، سيزيل عنك كل نقص، والذي أوصلك إلى الغنى،
وآواك ونصرك وهداك، قابل نعمته بالشكران.




[ولهذا قال:]


{ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ }

أي: لا تسيء معاملة اليتيم، ولا يضق صدرك عليه، ولا تنهره، بل أكرمه،
وأعطه ما تيسر، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك.




{ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }

أي: لا يصدر منك إلى السائل كلام يقتضي رده عن مطلوبه، بنهر وشراسة خلق،
بل أعطه ما تيسر عندك أو رده بمعروف [وإحسان].




وهذا يدخل فيه السائل للمال، والسائل للعلم، ولهذا كان المعلم مأمورًا
بحسن الخلق مع المتعلم، ومباشرته بالإكرام والتحنن عليه، فإن في ذلك
معونة له على مقصده، وإكرامًا لمن كان يسعى في نفع العباد والبلاد.




{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ }

[وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية


{ فَحَدِّثْ }

أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة.




وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها،
وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة
المحسن.




عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:24 عدل 1 مرات

descriptionتفسيرالقران Emptyرد: تفسيرالقران

more_horiz
-
تفسير
سورة
الليل
عدد آياتها
21

(



آية


1-21 )
وهي مكية






{
1 - 21 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى *
وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا
تَرَدَّى * إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ
وَالْأُولَى * فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى *







لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى *
وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى }





هذا قسم من الله بالزمان الذي تقع فيه أفعال العباد على تفاوت أحوالهم،
فقال:


{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى }

[أي: يعم] الخلق بظلامه، فيسكن كل إلى مأواه ومسكنه، ويستريح العباد من
الكد والتعب.




{ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى }

للخلق، فاستضاءوا بنوره، وانتشروا في مصالحهم.




{ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى }

إن كانت " ما " موصولة، كان إقسامًا بنفسه الكريمة الموصوفة، بأنه خالق
الذكور والإناث، وإن كانت مصدرية، كان قسمًا بخلقه للذكر والأنثى، وكمال
حكمته في ذلك أن خلق من كل صنف من الحيوانات التي يريد بقاءها ذكرًا
وأنثى، ليبقى النوع ولا يضمحل، وقاد كلا منهما إلى الآخر بسلسلة الشهوة،
وجعل كلًا منهما مناسبًا للآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.




وقوله:


{ إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى }

هذا [هو] المقسم عليه أي: إن سعيكم أيها المكلفون لمتفاوت تفاوتا كثيًرا،
وذلك بحسب تفاوت نفس الأعمال ومقدارها والنشاط فيها، وبحسب الغاية
المقصودة بتلك الأعمال، هل هو وجه الله الأعلى الباقي؟ فيبقى السعي له
ببقائه، وينتفع به صاحبه، أم هي غاية مضمحلة فانية، فيبطل السعي
ببطلانها، ويضمحل باضمحلالها؟




وهذا كل عمل يقصد به غير وجه الله تعالى، بهذا الوصف، ولهذا فصل الله
تعالى العاملين، ووصف أعمالهم، فقال:


{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى }

[أي] ما أمر به من العبادات المالية، كالزكوات، والكفارات والنفقات،
والصدقات، والإنفاق في وجوه الخير، والعبادات البدنية كالصلاة، والصوم
ونحوهما.




والمركبة منهما، كالحج والعمرة [ونحوهما]


{ وَاتَّقَى }

ما نهي عنه، من المحرمات والمعاصي، على اختلاف أجناسها.




{ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }

أي: صدق بـ " لا إله إلا الله " وما دلت عليه، من جميع العقائد الدينية،
وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.




{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }

أي: نسهل عليه أمره، ونجعله ميسرا له كل خير، ميسرًا له ترك كل شر، لأنه
أتى بأسباب التيسير، فيسر الله له ذلك.




{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ }

بما أمر به، فترك الإنفاق الواجب والمستحب، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب
لله،


{ وَاسْتَغْنَى }

عن الله، فترك عبوديته جانبًا، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى
ربها، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح، إلا بأن يكون هو محبوبها
ومعبودها، الذي تقصده وتتوجه إليه.




{ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى }

أي: بما أوجب الله على العباد التصديق به من العقائد الحسنة.




{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }

أي: للحالة العسرة، والخصال الذميمة، بأن يكون ميسرًا للشر أينما كان،
ومقيضًا له أفعال المعاصي، نسأل الله العافية.




{ وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ }

الذي أطغاه واستغنى به، وبخل به إذا هلك ومات، فإنه لا يصحبه إلا عمله
الصالح .




وأما ماله [الذي لم يخرج منه الواجب] فإنه يكون وبالًا عليه، إذ لم يقدم
منه لآخرته شيئًا.




{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى }

أي: إن الهدى المستقيم طريقه، يوصل إلى الله، ويدني من رضاه، وأما
الضلال، فطرق مسدودة عن الله، لا توصل صاحبها إلا للعذاب الشديد.




{ وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى }

ملكًا وتصرفًا، ليس له فيهما مشارك، فليرغب الراغبون إليه في الطلب،
ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين.




{ فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى }

أي: تستعر وتتوقد.




{ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ }

بالخبر


{ وَتَوَلَّى }

عن الأمر.




{ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى }

بأن يكون قصده به تزكية نفسه، وتطهيرها من الذنوب والعيوب ، قاصدًا به
وجه الله تعالى، فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب،
كدين ونفقة ونحوهما، فإنه غير مشروع، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من
العلماء، لأنه لا يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب.




{ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى }

أي: ليس لأحد من الخلق على هذا الأتقى نعمة تجزى إلا وقد كافأه بها،
وربما بقي له الفضل والمنة على الناس، فتمحض عبدًا لله، لأنه رقيق إحسانه
وحده، وأما من بقي عليه نعمة للناس لم يجزها ويكافئها، فإنه لا بد أن
يترك للناس، ويفعل لهم ما ينقص [إخلاصه].




وهذه الآية، وإن كانت متناولة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بل قد قيل
إنها نزلت في سببه، فإنه -رضي الله عنه- ما لأحد عنده من نعمة تجزى، حتى
ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا نعمة الرسول التي لا يمكن جزاؤها،
وهي [نعمة] الدعوة إلى دين الإسلام، وتعليم الهدى ودين الحق، فإن لله
ورسوله المنة على كل أحد، منة لا يمكن لها جزاء ولا مقابلة، فإنها
متناولة لكل من اتصف بهذا الوصف الفاضل، فلم يبق لأحد عليه من الخلق نعمة
تجزى، فبقيت أعماله خالصة لوجه الله تعالى.




ولهذا قال:


{ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى }

هذا الأتقى بما يعطيه الله من أنواع الكرامات والمثوبات، والحمد لله رب
العالمين.



عدل سابقا من قبل PriNcE A7MeD في الأربعاء 3 أكتوبر 2012 - 12:24 عدل 1 مرات



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي