القرآن الكريم نزل القرآن الكريم لهداية النّاس بواسطة الوحي جبريل عليه السّلام، وليكون نوراً وهُدىً للعالم أجمع، كما أنّه منبع الاطمئنان والسّكينة في قلب الإنسان؛ حيث إنّ في قراءة القرآن الكريم إحساسٌ بالرّاحة والاستقرار، كما أنّ فيه راحةً من التّفكير والتعب الذي تحمله مشاغل الدّنيا، وبالقرآن تنشرح القلوب، ويزداد الإيمان بعظمة الخالق والتوكّل عليه والالتجاء والاستعانة به، وفيه تدبُّرٌ للإعجاز العظيم الذي أوجده الخالق وأورد ذكره في كتاب الله، أو دعانا للتفكّر فيه في طيات كتابه الكريم. الجدير ذكره أنّ جميع ما ورد في القرآن الكريم عَظيمٌ بلا استثناء، وجميع آياته تحمل معانٍ كبيرة، كما أنّها جميعها مُعجزة مفصّلة ومُجملة؛ كلّ سورةٍ من سوره وكل آيةٍ من آياته، ويكفي للاستدلال على ذلك أنّ مصدره هو الله عزَّ وجل خالق السّماوات والأرض، المُبدع لكلّ شيءٍ خلقه والمتمّم لكل ما أوجد، وقد تكلّف الله عزّ وجل بحفظ كتابه من التزييف أو التّحريف أو التبديل، بعكس باقي الكتب السماويّة الأخرى. سر سورة الواقعة التعريف بسورة الواقعة عدد آيات سورة الواقعة سبعٌ وتسعون، وقيل ستٌ وتسعون آية، وهِي سورةٌ مكيَّة بكامل آياتها في قول الحسن البصري وعكرمة وجابر وعطاء، وقال ابن عباس وقتادة إنّها مكيّة باستثناء آية منها نزلت بالمدينة وهي قوله تعالى: (وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون)،[١] وقال الكلبي: إنها مكية إلا أربع آيات منها،[٢]. المتدبر في سورة الواقعة، يجد أنّها قد ساقت بأسلوبٍ بليغٍ مؤثرٍ، ممّا يؤثّر في القَارئين ويحملهم على حسن الاستعداد ليوم القيامة، عن طريق التعمّق بالإيمان، والسعي لإرضاء الله بالعمل الصالح، وفي السورة أيضاً ما يُبيّن للناس عن طريق المُشاهدة مَظاهر قدرة الله - تعالى- ووحدانيته، وما يكشف لهم النقاب عن أقسام الناس في يوم القيامة عند الحساب، وما هي عاقبة كل قسمٍ، والأسباب التي وصلت بكل فريقٍ منهم إلى ما وصل إليه من جنّة أو نار، وكذلك فإنّ سورة الواقعة من خلال آياتها تُري الناس عَجزهم المُطلق أمام قدرة الله - تعالى - وأمام قضائه وقدره وإرادته ومشيئته. من دلائل ضعف الناس أمام قدرة الله أنّهم يَرون أمام أعينهم أعزّ الناس إليهم - أب أو أم أو ابن أو أخ أو زوج أو زوجة - تُنتَزعُ روحه من جسده، ويُعاني سكرات الموت، ومع ذلك فهم عاجزون عن أن يُخفّفوا عنه سكرات الموت فضلاً عن أن يمنعوا عنه الموت،[٣] وقد ظهر ذلك جلياً في قوله تعالى: (فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ* وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ* فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ* تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).[٤] فضائل وأسرار سورة الواقعة سورة الواقعة هي واحدةٌ من السّور القرآنيّة التي تَحمل في طيّاتها إعجازاً كبيراً وفضائل جليلة عديدة، وقد وردت الكَثير من فضائلها في الأحاديث النبويّة الشريفة، ولكنّ الكثير من تلك الأحاديث يتخلّلها شيءٌ من الضعف، كما أنَّ في بعضها مقالاً نَاهيك عن وجود بعض الأحاديث الموضوعة في فَضائل سورة الواقعة، وقد اشتهرت تلك الأحاديث بين النّاس حتى اعتقد قسمٌ كبيرٌ من الناس أنها صحيحة، أمّا ما ورد من الأحاديث الصّحيحة والضعيفة في فضل سورة الواقعة فمنها: الأحاديث الصحيحة ما رواه ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: (شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ)،[٥] لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة. روى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: (قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ).[٦] من أصحّ ما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ)،[٧] فقراءة الواقعة بابٌ من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سُمّيت في موضعٍ آخر بسورة الغِنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر. الأحاديث الضعيفة قول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا لِلنِّسَاءِ: (لَا تَعْجَزْ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَقْرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ).[٨] فضائل بعض سور القرآن إنّ لبعض السّور في القرآن الكريم فضلاً خاصّاً ذُكر في الحديث الشّريف، منها الصّحيح ومنها الضّعيف، وهي على النّحو الآتي: سورة الفاتحة: هي من أعظَم سور كتاب الله عزّ وجل؛ حيث جاء في ذكر فَضائلها العديد من الأحاديث النبوية؛ منها ما رُوي عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ المعلَّى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (كُنْتُ أُصَلِّي فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ حَتَّى صلّيت، قال: فأتيته، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي؟ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قَالَ: ألم يقل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُوا للَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ ثُمَّ قَالَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قُلْتَ لأعلمنَّك أَعْظَمَ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: نَعَمْ {الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ)،[٩] أيضاً جاء في فضلها حديثٌ قدسيّ وجاء فيه أنّ الله عزَّ وجلَّ يقول: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: نصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي أو قال: فوض إلي عبدي، وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)،[١٠] ومن أهم فضائلها أنًّ فيها شفاءٌ من كل داءٍ وسقم، وقيل: إن موضع الاستشفاء منها في قوله تعالى:(إياك نستعين).[١١] ســـورة البقرة: جاء من فضائل سورة البقرة الكثيرة أنّ الشيطان يخرج مطروداً نافِراً من البيت الذي تُقرأ فيه،[١٢] من ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)،[١٣] كما أنَّ في قراءتها بركةٌ للبيت الذي تُقرأ فيه لقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة).[١٤] سورة آل عمران: من أهمّ فضائل هذه السورة أنها تأتي حُجَّةً عن أصحابها يوم القيامة،[١٢] فقد روى أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما).[١٤] سورة الإسراء: جاء من فضائل سورة الإسراء ما روي: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ)،[١٥] والمسبحات هُنّ السور التي تبدأ بقوله تعالى: سَبَّحَ، أو يُسبِّحُ، ومنهن سورة الإسراء. سورة الكهف: من فَضائل سورة الكهف أنّ من حفظ عشر آياتٍ عُصِم من فتنة الدجال؛ ومنها: أنَّ من قرأها يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين؛[١٢] فعن أبي الدرداء أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف عُصم من الدجال)،[١٦] كما روى أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين الجمعتين).[١٧] ســـورة الفتح: ذُكر من فضائل سورة الفتح أنّ سبب نزولها كان لنقل البُشرى للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - بوعد الله بفتح مكة ولذلك فقد أحبها النبي - صلى الله عليه وسلم - حُباً خاصاً من بين السور، حيث رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم - (كان يسير فِى بعض أسفاره وعمر بن الخطاب يَسير معه ليلاَ، فَسَأَلَهُ عُمَرُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، نَزَرْتَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ثَلاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ لا يُجِيبُكَ، قَالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حَتَّى كُنْتُ أَمَامَ النَّاسِ، وَخَشِيتُ أَنْ يَنْزِلَ فِيّ قُرْآنٌ، فَمَا فَجِئْتُ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: (لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَىَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِي أَحَبُّ إِلَيّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ) ، ثُمَّ قَرَأَ: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا").[١٨] سـورة يس: يصعب حصر فضائل سورة يس لكثرتها؛ فهي تمتاز بإثبات يوم الحشر بشكلٍ أظهر مما في غيرها من السور؛ لذلك تُسمى بقلب القرآن، وقد رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (قلبُ القرآنِ يس، لا يقرؤها رجلٌ يريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غفر اللهُ له اقرؤوها على موتاكم)،[١٩] وقال الغزالي في بيان سبب تسميتها بقلب القرآن: (وذلك لأن الإيمان يحصل بالاعتراف بالحشر، وهو مقررٌ في هذه السورة بأبلغ مما في غيرها، فلذا جُعِلَت قلبا).[٢٠] سـورة الحشر: جاء في فضل سورة الحشر ما أورده الترمذي في سننه من حديث معقل بن يسار أنّه روي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من قال حين يصبح ثلاثَ مراتٍ أعوذُ بالله السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، وقرأ ثلاثَ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ، وكَّل اللهُ به سبعين ألفَ ملَكٍ يصلُّون عليه حتى يُمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها حين يُمسي كان بتلك المنزلةِ).[٢١] سـورة تبارك: من فضائل سورة البقرة أنّها تشفع لصاحبها يوم القيامة، كما أنّها تُنجيه من عذاب القبر، فعن عبد الله بن عباس - رضي الله عنه - قال: (سورة تبارك هي المانعة هي المنجية من عذاب القبر)،[٢٢] وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: (مِنَ القُرْآنِ سُورَةٌ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ")،[٢٣] وقد ردَّ بعض العلماء فضلها الذي ذُكر سابقاً لكونها افتُتِحت بعظائم عَظَمَة الله تعالى، ثم بباهِرِ قدرته عزّ وجل، وإتقانِ صنعته، ثم بذمِّ من نازع أو شكَّ في ذلك، أو أعرض عنه، ثم بذكرِ عقابهم، وما له عليهم من النِّعم.[٢٤] سورة الإخلاص: ممّا ورد في فضل سورة الإخلاص قوله صلى الله عليه وسلم: (قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن)،[٢٥] ومنها أيضاً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حتى يختمَها عشرَ مراتٍ بنى اللهُ له قصراً في الجنَّةِ ومن قرأها عشرين مرةً بني له قصرانِ ومن قرأها ثلاثينَ مرَّةً بُنِيَ له ثلاثٌ)،[٢٦] ومن أهمِّ فضائلها اشتمالها على توحيد الاعتقاد، وأنها تثبت لله تعالى جميع صفات الكمال ونفي الوالد والولد، ونفى المشابه والمُماثل والنَّظير؛ ولذا فهي تعدل ثلث القرآن.[٢٧] سورتا الفلق والناس: عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نَطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُصلّي لنا، قال: فأدركته فقال: قل فلم أقل شيئاً ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: (قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء)،[٢٨] وقد ذكر رسول الله من فَضلهنّ أنه لا توجد مثلهن في القرآن ولا في غيره من الكتب السماوية؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: (يا عقبةُ بنُ عامرٍ ألَا أُعَلِّمُكَ سُوَرًا ما أُنزِلَ في التوراةِ ولا في الزبورِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقانِ مثلُهُنَّ لَا تَأْتِي ليلةً إلَّا قرأْتَ بِهِنَّ فِيها قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعَوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)[٢٩]