حديث سيد الاستغفار
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك...)
عَنْ شَدَّادِ بْنُ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ[1] لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)).
قَالَ: ((وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ)).
1- صحيح: أخرجه البخاري (6306، 6323)، وفي ((الأدب المفرد)) (617، 620)، والنسائي في ((المجتبى)) (8/ 279)، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (19، 464، 580)، وفي ((الكبرى)) (7908، 10298)، وابن حبان (932، 933)، والحاكم (2/ 458) فوهم في استدراكه، وابن أبي حاتم في ((العلل)) (2/ 194، 195)، وأحمد (4/ 122، 124 – 125)، وابن أبي شيبة (10/ 296)، والبزار (3488)، والطبراني في ((الكبير)) (7/ رقم:7172 – 47174)، وفي ((الأوسط)) (1018)، وفي ((الدعاء)) (312، 313)، والبيهقي في ((الشعب)) (667)، وفي ((القضاء والقدر)) (ص232)، وفي ((الدعوات الكبير)) (140)، والخطيب في ((تلخيص المتشابه)) (1/ 143)، والبغوي في ((شرح السنة)) (1308)، وبحشل في ((تاريخ واسط)) (ص156)، وابن منده في ((التوحيد)) (218، 257)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (10/ 318)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 338، 339)، وغيرهم من طرق عن حسين بن ذكوان المعلم عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:... فذكره.
وانظر: ((علل ابن أبي حاتم)) (2077).
قلت: وقد خالف حسيناً فيه:
1- حماد بن سلمة: فرواه عن ثابت البناني، وأبي العوام فائد، عن عبد الله بن بريدة أن ناساً من أهل المدينة كانوا في سفر ومعهم شداد بن أوس وذكر الحديث.
أخرجه النسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (581)، وفي ((الكبرى)) (5/ 104)، ورواه النسائي (465)، وفي ((الكبرى)) (10299) أيضاً من طريق حماد بن سلمة ثنا ثابت عن عبد الله بن بريدة أن نفراً صحبوا شداداً بن أوس، فقالوا: حدثنا بشيء سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-... فحدثهم بالحديث.
قلت: فلم يذكر بشير بن كعب بين ابن بريدة وشداد بن أوس، ولعل الوهم فيه من أبي العوام فائد بن كيسان.
2- الوليد بن ثعلبة: فرواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة بن الحصيب عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ((من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي...)) فذكره بنحوه إلى أن قال: ((فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة)).
أخرجه أبو داود (5070)، والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) (20، 466، 579)، وابن ماجة (3872)، وابن حبان (1035)، والحاكم (1/ 514، 515)، وأحمد (5/ 356)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (465 – المنتقى)، والطبراني في ((الدعاء)) (309)، والبيهقي في ((الدعوات)) (31)، والبغوي في ((شرح السنة)) (1309)، وعبد الغني في ((الدعاء)) (90)، والبزار (564 – كشف الأستار)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (28/ 500، 501)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 323).
قال الحاكم: صحيح الإسناد.
قال ابن حبان: سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه، وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس، فالطريقان جميعاً محفوظان.
وقال النسائي: حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب.
وانظر: ((تهذيب الكمال)) للمزي؛ حيث قال: وهو المحفوظ.
وقال الحافظ في ((فتح الباري)) (11/ 102): كأن الوليد سلك الجادة؛ لأن جل رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وكأن من صححه جوَّز أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين، والله أعلم.
فلم يرجح هنا؛ ورجح في ((نتائج الأفكار)) (2/ 322)، فقال: ورواه الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، والأول هو المحفوظ، والله أعلم.
يعني: رواية حسين المعلم، إلا أنه بعد أن جزم بذلك عاد فنقضه بقوله: وكنت أظن أن روايته هذه شاذة، وأنه سلك الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن الحديث عن بريدة أصلًا. ((نتائج الأفكار)) (2/ 324).
قلت: وما جزم به أولًا هو الصواب – موافقاً في ذلك لقول الإمام النسائي – والمتابعة التي ذكرها وهية: فقد أخرجها ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (43) قال: أخبرنا أبو عروبة ثنا معلل بن نفيل ثنا موسى بن أعين عن ليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعاً بنحوه، وفي آخره: ((مات شهيداً)) بدل ((دخل الجنة)).
قلت: إسناده ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
1- عثمان - غير منسوب - شيخ ليث بن أبي سليم - لم أر فيمن اسمه عثمان - حسب اطلاعي -: يروي عنه ليث بن أبي سليم سوى اثنين:
الأول: عثمان بن عمير: وقد ضعفوه.
انظر: ((تهذيب التهذيب)) (5/ 507).
الثاني: عثمان الطويل: قال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن حبان: ربما أخطأ.
انظر: ((الجرح والتعديل)) (6/ 173)، و((الثقات)) (5/ 157)، و((التاريخ الكبير)) (6/ 258)، و((اللسان)) (4/ 183).
2- ليث بن أبي سليم: ضعيف؛ لاختلاطه.