قال تعالى : ( إنّا كفيناك المستهزئين ) .
حينما يرى المؤمن تطاول الأقزام واللئام على مقام النبوة العظيم ، وإمام المتقين وسيد ولد
آدم أجمعين ، صلى الله عليه وآله وصحبه الطيبين الطاهرين ..
لا يسعه إلا أن يسطر بغضه وكرهه وغضبه ، من تلك النفوس المظلمة بكفرها ، المعلنة
لحقدها ..
حيث قد نبأنا الله من أخبارهم ، فقد بدت البغضاء من أفواههم ، وما تخفي صدورهم
أكبر ..
وصدق الله جل وعلا إذ قال في كتابه العزيز : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى
حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم
ما لك من الله من ولي ولا نصير ) .
يشهدُ الله ما اكفهرتْ سماءُ // وتراءتْ على المدى الجوزاءُ
وأضاء الزمان دهراً وباتـت // ترقبُ المجدَ والعُلى العليـاءُ
أنك البدر في ظلام الليالـي // وسماء ما طاولتها السمـاءُ
يا رسولَ الإله هـذا بيانـي // أثقلَ الحرفَ موقفي والحياءُ
ما مقامي سوى مقام فـؤادٍ // أرهقتهُ الذنـوبُ والأخطـاءُ
نطق السادرون كفراً وقبحـاً // خسأ الكفر واستبانَ العـداءُ
أيها الكافر الحقيـر رويـداً // أعلى خيرِنَـا يقـالُ الغثـاءُ
قبح الله فعلكم يـا نصـارى // وجزاكم بعدلـه مـا يشـاءُ
يا زعيم التثليث خابتْ خطاكم // قِبْلةُ الحقِّ عنـدكَ الأهـواءُ
تعبدون الصليب كفراً وجهراً // كم ستأبى فسوقكَ الأنقيــاءُ
تنحرون الحياء في كل صقعٍ // وعلـى داره يقـوم البِغـاءُ
حَمَلتْ حقدَكم عظيـمُ جبـالٍ // وخفاء القلوب بئس الخَفَـاءُ
أيها السادر الزنيم ستلقـى // صادق الوعد إذ يحلُّ الجزاءُ
إن تطاولتَ ذات قبحٍ وغـدرٍ // ستنال الجزاءَ يـا خنفسـاءُ
يا زعيم الضلال قد بان فجرٌ // ستحنّي به السيوفَ الدمـاءُ
وسنقتص للحبيب ونمضـي // شرعة الله أيهـا السفهـاءُ
هيه يا أمتي أجيبـي نـداءً // مزقَ الصمتَ واكتساه الحُداءُ
قد سمونا بشرعِنَا ذاتَ دهرٍ // قادنا النور والهدى والنقـاءُ
وحكمنـا بعدلنـا كـلّ أرضٍ // فتوارى عن السنا الأشقياءُ
وكتبنا سطورنا من حديـثٍ // ليس يدري بصدقه الأدعياءُ
أيها المسلمون هيـا أفيقـوا // ربّ يومٍ يزول فيـه العنـاءُ
حين نحدو نفوسنـا للمنايـا // في سبيل الإله طابَ الفـداءُ
اللهم عليك ببابا الصليب فإنه قد آذى المسلمين ، وتجرأ على خير الخلق أجمعين ،
اللهم فاجعله عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين ، يا قوي يا متين ..