القسط الهندي يُعدّ القسط الهندي أحد النباتات الطبيّة واسعة الاستخدام في الهند، ينمو في المناطق الدائمة الخضرة، والرّطبة، وذات درجات الحرارة المنخفضة، مثل: سريلانكا، وماليزيا، والهند، ويمكن أن يصل طوله إلى ثلاثة أمتار، وهو نبات مُهدَّد بالانقراض؛ وذلك بسبب الحصاد غير المنتظم والجائر. استُخدِم القسط الهندي قديماً كغذاء ودواء في الهند، مثل: استخدامه لعلاج الزّحار (بالإنجليزيّة: Dysentery)، والحمّى، ويكثر الطلب على هذا النبات في الأسواق المحلّية والإقليمية والدوليّة؛ بسبب كثرة استهلاكه، واستخدامه كدواء نباتيّ. يتمّ حصاد نبات القسط الهنديّ للاستفادة من جذوره، التي تتميّز برائحة عطرية قوية وطعم مرّ، كما أنّ شكلها مُشابه لنبات الجزر، وعادةً ما تكون الجذور قويّةً ويصل طولها إلى 60 سم تقريباً. من الممكن استخدام القسط الهندي كمطهر ومبيد للحشرات؛ لحماية الأقمشة الصوفية، أمَّا الزيت المُستخرَج منه فيُستخدَم عادةً في صناعة العطور وزيوت الشعر.[١][٢][٣] Volume 0% فوائد القسط الهنديّ استُخدِم القسط الهندي منذ قديم الزمان لعلاج العديد من الأمراض، مثل: الربو (بالإنجليزيّة: Asthma)، والسعال، وعدوى الحلق، والسّل (بالإنجليزيّة: Tuberculosis)، والملاريا، والجذام (بالإنجليزيّة: Leprosy)، والإصابة بالديدان الطفيلية (بالإنجليزيّة: Helminthic Infestations)، والشلل، والصداع، والروماتيزم، والوذمة (بالإنجليزيّة: Edema)؛ وذلك بسبب احتوائه على العديد من المركّبات والعناصر الغذائيّة المهمّة التي تُكسبه الكثير من الفوائد الصحيّة لجسم الإنسان،[١] ومن هذه الفوائد ما يأتي:[٢] يمتلك خصائص مضادّة للبكتيريا والفطريات والديدان، لذا فإنَّه لديه القدرة على مقاومة الأمراض المختلفة. يمتلك خصائص مضادّة للالتهابات، كما يُعدّ مسكّناً طبيعياً وخافضاً للحرارة، وقد استُخدِم بشكل تقليدي لعلاج مجموعة من الأمراض الالتهابية المُؤلمة. يساعد على خفض مستوى السكر في الدم. يساعد على تخفيف الإجهاد اليومي الذي يؤثر بشكل سلبيّ على عمليات التمثيل الغذائي (بالإنجليزيّة: Metabolism)، ووظائف الناقلات العصبية في الجهاز العصبي المركزي. يساعد على إدرار البول. يمتلك خصائص مضادة للأكسدة؛ حيث تشير الأدلة العلميّة إلى أنّ مضادات الأكسدة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب،[٢] وقد أظهرت الدراسات تأثير القسط الهندي القوي والمضاد لمجموعة من السرطانات، مثل: سرطان الدم، وسرطان الغُدد الليمفاوية،[٤] وسرطان البنكرياس، والرّئة، والثدي، والبروستاتا، والمعدة، والقولون.[١] يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على قرحة المعدة والاثني عشر.[٤] يمكن أن يساعد على خفض مستوى الدهون الثلاثية، ورفع مستوى الكولسترول الجيّد (بالإنجليزيّة: HDL) في الدم.[٤] ومن الجدير بالذكر أنَّه يجب إجراء المزيد من الأبحاث العلميّة لدراسة المكونات النشطة والمفيدة في نبات القسط الهندي، وتأثيرها العلاجي، وسلامة استخدام القسط الهندي بالتفصيل؛ حيث إنَّ هذه المركبات يمكن أن تدخل في صناعة أدوية جديدة التي يمكن أن تستخدم في علاج الأورام، والأمراض الفيروسيّة والبكتيريّة، والأمراض الجلديّة المزمنة.[١] التأثيرات الجانبيّة للقسط الهنديّ تعدّ جذور القسط الهندي والزيت المُستخرَج منه أيضاً آمنَين للاستخدام بكميّات معتدلة، وبالطرق المناسبة للاستخدام، ولكنّ استخدامه قد يسبّب المشاكل في بعض الحالات، منها ما يأتي:[٥] التلوث بحمض أريستولوشيك (بالإنجليزيّة: Aristolochic Acid): يمكن أن يحتوي القسط الهندي على مادة ملوّثة تُدعى حمض أريستولوشيك، قد تؤدي هذه المادة إلى تدمير الكِلى، كما أنَّها تعدّ من المواد المسرطنة التي يمكن أن تسبب السرطان، لذا يجب تجنُّب منتجات القسط الهندي التي لا تحتوي على معلومات حول خلوّها من هذه المادة. الحمل والرضاعة: تجدر الإشارة إلى أنّه لا توجد معلومات كافية حول سلامة استخدام القسط الهندي أثناء فترة الحمل والرضاعة، لذا يجب تجنّب استخدامه أثناء هذه الفترة. التحسُّس: من الممكن أن يسبّب القسط الهندي ردّ فعل تحسّسي لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية نباتات الفصيلة النجمية (بالإنجليزيّة: Asteraceae)، ومن النباتات التي تندرج تحت هذه الفصيلة نبات الأقحوان. القسط الهنديّ في الإسلام ورد ذكر القسط في السُّنة النبويّة؛ ومن الأحاديث النبويّة التي ذكرته حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنّ أمثَلَ ما تَداوَيتُم به الحِجامَةُ، والقُسطُ البَحْرِيُّ، وقال: لا تُعَذِّبوا صِبيانَكُم بالغَمزِ مِن العُذْرَةِ، وعليكم بالقُسطِ)،[٦] وحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛ حيث قال: (دخلَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- على أُمِّ سَلَمَةَ -رضيَ اللهُ عَنْها- وعندَها صَبِيٌّ يَنْبَعِثُ مَنْخَرَاهُ دَماً، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما هذا؟ قالوا: بهِ العُذْرَةُ، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: عَلامَ تُعَذِّبَنَّ أوْلادَكُنَّ إِنَّما يَكْفي إِحْدَاكُنَّ أنْ تَأْخُذَ قُسْطاً هِنْدِيّاً فتُحلهُ بِماءٍ سبعَ مراتٍ، ثُمَّ تُوجِرَهُ إيَّاهُ، قال: فَفَعَلوا فَبَرَأَ).[٧] وقد قال النوويّ في شرح صحيح مسلم مبيّناً منافع القسط الهنديّ: (قد أطبق الأطبّاء في كتبهم على أنّه يدرّ الطمث والبول، وينفع من السّموم، ويحرّك شهوة الجِماع، ويقتل الدود وحبّ القرع في الأمعاء إذا شُرِب بعسل، ويُذهِب الكلف إذا طُلي عليه، وينفع من برد المعدة والكبد ويردّهما، ومن حمّى الورد والرّبع، وغير ذلك)، وقد قال ابن القيّم أيضاً عن القسط: (القسط نوعان: أبيض؛ يُقال له: البحريّ، وأسود: وهو الهنديّ، وهو أشدّهما حرارةً، والأبيض ألينُهما، ومنافعهما كثيرة: ينشفان البلغم، قاطعان للزّكام، وإذا شُرِبا نفعا من ضعف الكبد والمعدة، وقطعا وجع الجنب، ونفعا من السّموم، وإذا طُلِي الوجه بمعجونه مع الماء والعسل قلع الكلف).[٨]