يحتاج جسم الإنسان إلى توازن دقيق في الشوارد، وهذا يخضع لتنظيم معقد يشارك فيه الدماغ والقلب والكلية والأمعاء والغدتان الكظريتان، وذلك من خلال الوظائف التي تقوم بها هذه الأعضاء والأهمُّ من ذلك من خلال الهرمونات والمواد المنظمة التي تفرزها، وفي هذا المقال سيتمُّ الحديث عن فرط بوتاسيوم الدم بشكلٍ أساسي، حيث يلعب هذا الأخير دورًا مساعدًا للقلب وللعضلات الأخرى، إلا أنَّ زيادته بشكلٍ مفرطٍ ستؤدي إلى تغيرات خطيرة وقد تكون قاتلة ولا سيما على القلب. أسباب فرط البوتاسيوم إنَّ السبب الأكثر شيوعًا لفرط البوتاسيوم هو الأذية الكلوية، فالكلية تقوم بشكلٍ عامٍ بطرح الزائد من جميع الشوارد وتحافظ من خلال الهرمونات الأخرى على مستوى طبيعي لها في الدم، وإضافة لذلك تشمل الأسباب الأخرى لفرط البوتاسيوم على:[١] الأدوية: مثل السبيرونولاكتون الذي يستخدم في حالات قصور القلب. الأمراض التي تنقص من تركيز الألدوستيرون: كقصور الكظر أو ما يعرف بداء أديسون حيث يحصل فيه نقص شديد في هرمون الألدوستيرون والكورتيزون، وللأول دورٌ أهمُّ من الثاني في تنظيم توازن البوتاسيوم حيث يعمل على حث الكلية لطرح الفائض منه. الأغذية المتناولة: هناك أدوية غنية بالبوتاسيوم كالبطيخ والموز وعصير البرتقال وفي حال وجود وظيفة مضطربة للكلية فإنَّ الأغذية المتناولة الحاوية عليه بكميات كبيرة ستشكل مشكلةً أكثرَ جديَةً. خروج البوتاسيوم من داخل الخلايا إلى الأوعية: هنا ينبغي معرفة أمرٍ مهمٍ وهو أنَّ شاردة البوتاسيوم تتوضع بشكلٍ أساسيٍّ داخل الخلايا، لذلك فإنَّ أي سبب يؤدي إلى خروجها منها سيؤدي إلى ارتفاعها في الدم كما هو الحال في فقر الدم الانحلالي، انحلال العضلات، الحروق، الرضوض، السكري غير المضبوط. بعض الأمراض التي تؤثر على وظيفة الكلية: الاضطرابات الهرمونية، الذئبة الحمامية الجهازية والقصور الكلوي. أعراض فرط بوتاسيوم الدم قد يكون فرط بوتاسيوم الدم بدون أعراض، لكن في بعض الأحيان قد يؤدي إلى أعراضٍ مبهمةٍ تشمل الغثيان، الإعياء، ضعف العضلات وحس وخز، أمَّا الأعراض الأكثر خطورةً لزيادة البوتاسيوم فتتضمّن بطء ضربات القلب وضعف نبض، وقد يؤدي فرط بوتاسيوم الدم الشديد إلى توقف قلبٍ قاتلٍ، وعمومًا يكون تأثير ارتفاع البوتاسيوم المتدرج كما الحال في القصور الكلوي المزمن أقلُّ شدةً من الارتفاع المفاجئ والشديد فيه، وما لم تكن الزيادة في البوتاسيوم سريعةً جدًا فإنَّه لا تظهر أعراض الزيادة حتى تبلغ حدًا عاليًا وعادةً ما تكون 7.0 ميكروليتر / لتر أو أعلى، وبالإضافة إلى هذه الأعراض قد تكون أعراض السبب المؤدي إلى ارتفاع البوتاسيوم موجودة.[٢] تشخيص فرط بوتاسيوم الدم يعتمد التشخيص على القصة المرضية والفحص الفيزيائي من قبل الطبيب وتشمل القصة على السجل الطبي للمريض والنظام الغذائي والأدوية المتناولة وكذلك الأعشاب التي تحتوي البوتاسيوم ولا يحتاج استعمالها إلى وصفةٍ طبيةٍ، وبعد ذلك يتمُّ إجراء:[٢] فحوص مخبرية للدم والبول للتحقق من مستوى البوتاسيوم، حيث يبلغ مستواه الطبيعي في الدم 3.5-5.0 mEq / L وتعكس مستويات البوتاسيوم بين 5.1 mEq / L إلى 6.0 mEq / L زيادةً خفيفةً فيه، أمَّا من 6.1 mEq / L إلى 7.0 mEq / L فتعكس زيادةً متوسطةً والمستويات التي تزيد عن 7 mEq / L تعني زيادةً شديدةً في بوتاسيوم الدم. تخطيط كهربائي للقلب لرؤية التبدلات التخطيطية التي يمكن وجودها في عدد من الحالات. علاج فرط بوتاسيوم الدم يتمُّ علاج الحالات الشديدة من فرط بوتاسيوم الدم عن طريق إجراء غسيل للكلى، وخصوصًا مرضى القصور الكلوي، أمَّا في الحالات الأقل شدةً فيمكن استخدام غلوكونات الكالسيوم وريديًا، أو يمكن تسريب محلول سكري مع الأنسولين وهذه الطريقة هي الأكثر موثوقيةً، حيث يتمُّ إعطاء 10 وحدات من الأنسولين و 25 غرامًا من الغلوكوز، وهناك دواء الألبوتيرول لكنَّه فعالٌ فقط عند مجموعات معينة من الناس وبالمشاركة مع علاجات أخرى، أمَّا بالنسبة للزيادة المزمنة في بوتاسيوم الدم فيتمُّ تدبيرها بتغيير الأدوية وتجنب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية وتقليل استهلاك البوتاسيوم، واستخدام مدرات البول العروة التي قد تكون أيضًا علاجًا مفيدًا لبعض أنواع فرط بوتاسيوم الدم المزمن.[٣] الوقاية من فرط بوتاسيوم الدم يُوصى بالوقاية في حال كان هناك خطر لحدوث زيادة مفرطة في البوتاسيوم، ويشمل ذلك على الحدِّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من البوتاسيوم، ولا بدَّ عندئذٍ من استشارة أخصائي تغذية للإرشاد حول الأطعمة التي ينبغي تجنبها أو التخفيف منها والتي تشمل على:[٣] اللبن. البطاطا الحلوة. منتجات الطماطم المعلبة. عصير لخوخ والجزر والطماطم. الشمندر الأخضر والفاصولياء البيضاء. بعض الفواكه مثل الإجاص والمشمش والخوخ. البروتينات مثل الفاصوليا البيضاء، فول الصويا، سمك البطلينوس، سمك الهلبوت، التونة، حبوب ليما، وسمك القد. وفي حال وجود اضطرابات قد تسبب ارتفاعًا في البوتاسيوم، فهنا يجب تدبير هذه الاضطرابات أولًا ومراقبة مستويات البوتاسيوم بشكلٍ دوريٍّ، وكذلك ينبغي تجنب المكملات الغذائية الحاوية على البوتاسيوم في حال وجود قصور كلوي