داء الثعلبة Alopecia areata هو اضطراب جلدي يسبب تساقط الشعر، ويكون عادةً على شكل بقع، وينتشر غالبًا في فروة الرأس، تظهر بقع الصلع المصابة بالثعلبة عادةً بشكل مفاجئ وبمناطق محدودة فقط، ويعود الشعر للنمو غالبًا خلال 12 شهر أو أقل، ولكن بالنسبة لبعض المصابين يمكن أن تستمر البقع لفترة أطول، وفي معظم الحالات تكون البقع الخالية من الشعر بحجم عملة معدنية صغيرة، ويكون فقدان الشعر عندهم لا يتجاوز بضع بقع، ولكن يمكن أن تكون المشكلة أكثر حدةً، مسببةً إمّا الصلع الكلّي alopecia totalis أو فقدان كامل لشعر الجسم alopecia universalis، وتصيب الثعلبة حوالي 6.8 مليون شخص في الولايات المتحدّة الأمريكية وحدها، وسيتحدث هذا المقال عن أسباب داء الثعلبة وطرق علاجها والوقاية منها.[١] حقائق سريعة عن داء الثعلبة إنّ تساقط الشعر اليومي يعدّ أمرًا طبيعيًا، فوفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية يفقد البشر ما بين 50 و100 شعرة يوميًا، والتي يتم استبدالها عادةً بنمو شعر جديد، لكن في حال حدوث اضطرابٍ ما في نمو الشعر كالثعلبة، يجب على الشخص المصاب أن يتنبّه ويحاول حل هذه المشكلة، وهذه بعض الحقائق عن داء الثعلبة:[٢] واحد من كل خمسة أشخاص مصابين بالثعلبة لديه أيضًا أحد أفراد الأسرة الذي كان قد عانى من هذه الحالة. داء الثعلبة غالبًا ما يتطور فجأة على مدار بضعة أيام فقط. بعض الأدلة العلمية تقول أن الثعلبة ناتجة عن الإجهاد والتوتر stress. إنّ الأشخاص الذين يعانون من داء الثعلبة والذين لديهم عدة بقع من تساقط الشعر غالبًا ما يحصلون على الشفاء التلقائي الذاتي الكامل، دون الحاجة إلى العلاج الدوائي. لا يوجد علاج شافي وكامل لداء الثعلبة، إنما هو علاج لأعراضها. أسباب داء الثعلبة تحدث الثعلبة عندما تقوم كريات الدم البيضاء بمهاجمة الخلايا الموجودة في بصيلات الشعر، مما يتسبب في تقلّص وإبطاء إنتاج الشعر بشكل كبير، وما زال سبب مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم واستهدافه لبصيلات الشعر بهذه الطريقة غير معروف بالتحديد، ولكن يرجّح بعض العلماء أنّ الوراثة يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بداء الثعلبة، حيث أنّه من المحتمل أن يصاب شخص بالثعلبة أذا كان أحد أفراد عائلته مصابًا بها سابقًا، كما أنّ شخص من بين كل خمسة أشخاص مصابين بالمرض تبيّن أنّه لديه فرد من عائلته كان مصابًا بالثعلبة، وقد توصلت أبحاث أخرى إلى أنّ العديد من الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من داء الثعلبة لديهم تاريخ شخصي أو عائلي لاضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل التهاب الغدة الدرقية thyroiditis والبهاق vitiligo والتأتبية atopy، وهو اضطراب يتميّز بالميل إلى الحساسية المفرطة، وعلى الرغم ممّا يعتقده الكثير من الناس، فلا يوجد سوى القليل من الأدلة العلمية لدعم نظرية بأن الثعلبة ناتجة عن الإجهاد، حيث يمكن أن يؤدي الإجهاد الشديد إلى حدوث هذا المرض، ولكن معظم الأبحاث الحديثة تعزي سبب حدوثها إلى الوراثة.[٢] علاج داء الثعلبة في الحقيقة لا يمكن الشفاء من داء التعلبة بشكل كامل، لكن يمكن علاجها بإعادة نمو الشعر في المنطقة المصابة من جديد، فهناك عدة مركبات دوائية يمكن استخدامها إمّا موضعيًا أو جهازيًا، كالأدوية الآتية:[٣] الستيروئيدات القشرية Corticosteroids: وهي الأدوية المضادّة للالتهاب غير الستيروئيدية التي توصف لعلاج أمراض المناعة الذاتية، ويمكن أن تستخدم هذه الأدوية عن طريق حقن فروة الرأس أو المنطقة المصابة بها، كما يمكن إعطاءها على شكل حبوب فمويًا، أو على شكل مراهم وكريمات لفرك منطقة الثعلبة بها، ومن سيئات هذه الأدوية أنّها قد تحتاج لمدة طويلة لإعطاء المفعول المطلوب. العلاج المناعي الموضعي Topical immunotherapy: ويكون استخدامه عند تساقط الشعر بكميات كبيرة، أو عند تساقطه أكثر من مرة، ويتم تطبيق المواد الكيميائية على فروة الرأس لإنتاج رد فعل تحسّسي، فإنّ رد الفعل الذي يحدث هو ما يجعل الشعر ينمو مرة أخرى، إلّا أنّه قد يسبب طفح جلدي وحكة مزعجة، وعادةً يتم المعالجة به عدة مرات للحفاظ على نمو الشعر الجديد. المينوكسيديل Minoxidil: ويكون على شكل بخاخ يطبّق على فروة الرأس، كما يستخدم لعلاج الصلع النمطي الذي يصيب الرجال عادةً، إلّا أنّه لا يعطي مفعولًا في إنتبات إلّا بعد مرور حوالي 12 أسبوع من بدء استخدامه. طرق الوقاية من الثعلبة إنّ الثعلبة ليست حالة طبية خطيرة، لكنّها قد تسبب الكثير من القلق والتوتر لدى الأشخاص المصابين، وبالتالي قد تساعد مجموعات الدعم في التعامل مع الآثار النفسية للحالة، كما أنّ الحفاظ على صحة الشعر من الأمور الضرورية للوقاية من داء الثعلبة من خلال تناول كميات كافية من البروتين والحديد، وذلك يفيد في زيادة معدل نمو الشعر، حيث تشمل المصادر الجيدة للحديد الفول والمكسرات والأرز البني واللحوم والخضروات الورقية مثل السبانخ، وقد تساعد النصائح الآتية على الوقاية من داء الثعلبة:[٤] تخفيف شد الشعر خلال تصفيفه. تغيير تسريحة الشعر كل عدة أسابيع. اختيار أشرطة الشعر المصنوعة من النسيج، بدلًا من الأشرطة المطاطية والضيقة. بقاء الشعر رخوًا قدر الإمكان. استعمال فرشاة شعر ناعمة ومناسبة لتسريحه. تجنّب التوتر والإرهاق الذي يمكن أن يكون مسببًا لداء الثعلبة. الحفاظ على نظام صحي متوازن وبالتالي الحفاظ على شعر صحي من خلال إدخال كميات مناسبة من الحديد والبروتين والكربوهيدرات إلى الجسم