شاعرٌ مصريّ، يعدُّ من أشهر الشعراء العرب في العصر الحديث، وهو الشاعر محمّد صلاح عبد الصبور يوسُف الحكواتي، وُلد في عام 1931م ودرس اللغة العربية في جامعة القاهرة، عملَ في التدريس بعد أن حصل على البكالوريوس في اللغة العربيّة، ثمَّ عمل في مجال الصحافة، وعُيِّن بعد ذلك مستشارًا ثقافيًا لمصر في الهند، ثمَّ تقلَّد منصب رئيس الهيئة العامّة للكتب في مصر، وهو أحد أهم روَّاد الشعر الحرّ إلى جانب بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، توفّي عام 1981م نتيجة أزمة قلبيّة حادّة، وهذا المقال سيتحدث عن خصائص شعر صلاح عبد الصبور وبعض قصائده. [١] خصائص شعر صلاح عبد الصبور قبلَ معرفة خصائص شعر صلاح عبد الصبور سيُشار إلى المصادر الأولى التي تأثّر بها الشاعر خلال مسيرته الأدبيّة الكاملة، فقد تأثّر بدايةً بالشعراء الصعاليك وأشعارهم إضافةً إلى أشعار الحكمة عند العرب، وبعد ذلك تأثّر بأفكار أعلام الصوفيين الكبار وسِيرهم مثل بِشْر الحافي والحلاج وغيرهم، وظهر ذلك جليًّا في أعمالِه، فاستخدمهم أقنعةً ورموزًا لتصوّراته وبعض أفكاره في المسرحيّات والقصائد، وخلال إقامته في الهند نهَل من ثقافات الهند المتعدّدة وفلسفتها، وسيتمُّ إدراج أهمّ خصائص شعر صلاح عبد الصبور فيما يأتي: [٢] تضمين شعرِه مشاعرَ اليأس والحزن والألم. الابتعاد عن التَّكرار والصّنعة والنمط التقليديّ عمومًا. الاستلهام من التراث الأدبي العربي. المبالغة في الاستفادة من الموروث الصوفي في قصائده. استخدام العديد من الشخصيّات التاريخية في تصوير رموز القصيدة والتعبير عن بعض الأفكار. التأثّر بالشعر الإنجليزيّ الفلسفي خاصّةً عند ت.س.إليوت وجون دون. التأثّر بالشعر الرمزيّ الألماني والفرنسيّ خاصّةً عند ريلكه وبودلير. اتِّخاذ القصائد عنده بُعدًا قصصيًا. التأثّر بالحركة الرومنطيقية وخصائصها. قصائد صلاح عبد الصبور كَتبَ صلاح عبد الصبور الشعر التقليديّ في البداية، ثمَّ ما لبثَ أنْ ودَّعه إلى الأبد، وبدأ يخوض غمارَ الشعر الحر الحديث، وصار ينشرُ قصائده في الجرائد والمجلات، وأخذ شهرتَه بعد أن نشر قصيدة شنق زهران، وبعد أن صدَرَ ديوانُه الأول الناس في بلادي عُدّ عبد الصبور أحدَ روَّاد الشعر الحرّ وأعمدته الثابتة، وفيما يأتي بعض قصائد صلاح عبد الصبور: قصيدة شنق زهران: [٣] وثوَى فى جبهةِ الأرضِ الضياءْ ومشَى الحزنُ إلى الأكواخِ تنينٌ له ألفُ ذراعْ كلُّ دهليزٍ ذراعْ من أذانِ الظهرِ حتَّى الليلِ يا الله! في نصفِ نهارْ كلُّ هذي المحنِ الصَّماء في نصفِ نهَارْ مُذْ تدلَّى رأسُ زهرانَ الوَديع كان زهرانُ غلاما أمُّه سمراءُ، والأبُ مولّد وبعينيهِ وسامَهْ وعلَى الصدغِ حمامَهْ وعلى الزندِ أبو زيدٍ سلامَهْ ممسكًا سيفًا، وتحتَ الوشم نبشٌ كالكتابَهْ. قصيدة مرثية رجل عظيم: [٤] كان يريدُ أنْ يرَى النظامَ في الفَوضى وأنْ يرَى الجمالَ في النظامْ وكان نادرَ الكلامْ كأنَّهُ يبصرُ بينَ كلِّ لفظَتَين أكذوبةً ميِّتةً يخافُ أنْ يبعَثها كلامُهُ ناشرةَ الفَودين مرخاة الزمامْ وكانَ في المسَا يطيلُ صحبةَ النجومْ ليبصرَ الخيطَ الذي يلمُّها مختبئًا خلفَ الغيومْ ثمَّ ينادِي اللهَ قبلَ أنْ ينامْ الله، هبْ ليْ المقلةَ التي ترَى خلفَ تشَتُّتِ الشكولِ والصُّورْ تغيُّرَ الألوانِ والظلال خلفَ اشتباهِ الوَهم والمَجازِ والخيالْ وخلفَ ما تسدِلُه الشمس على الدُّنيا. وما ينسجُه القمرْ قصيدة أغنية للشتاء: [٥] ينْبئُني شتاءُ هذا العامْ أنَّني أموتُ وَحدي ذاتَ شتاءٍ مثلَهُ ذاتَ شتاءْ يُنْبئُني هذا المساءُ أنَّني أموتُ وحدي ذاتَ مساءِ مثلهُ ذاتَ مساءْ وأنَّ أعوامِي التي مضَت كانَت هباءْ وأنَّني أقيمُ في العراءْ ينبئُني شتاءُ هذا العامَ أنَّ داخلِي مرتجفٌ بردا وأن قلبي ميتٌ منذُ الخريفْ قد ذوَى حينَ ذوَتْ أوَّلُ أوراقِ الشجرْ ثمَّ هوَى حينَ هوتْ أوَّلُ قطرةٍ منَ المطرْ وأنَّ كلَّ ليلةٍ باردةٍ تزيدُه بُعدا في باطنِ الحَجرْ وأنَّ دفءَ الصَّيفِ إنْ أتَى ليوقظَهْ فلَن يمدَّ من خلالِ الثلجِ أذرعَهْ حاملةً وردا