كتابة إنشاء عن الأمل هي بمثابة رسالة إلى جميع من يقرأ بأن يتّخذ من الأمل أسلوبًا دائمًا في الحياة، فالأمل كلمة صغيرة بحروفٍ قليلة، لكنها تضمّ جميع معاني الحياة، فمعاني الأمل أروع ما يُقدّمه الإنسان لنفسه وللآخرين، وكتابة إنشاء عن الأمل تعني شَحن الآخرين بالطاقة الإيجابية بكلماتٍ قليلة، وأسمى ما يمكن أن يفعله الإنسان للآخرين هو أن يزرع في نفوسهم البهجة وحبّ الحياة، وأن يُوضّح لهم الجوانب الإيجابية في كلّ شيء، كي يَرَوا النصف الممتلئ دائمًا ولا يروا أي أنصافٍ فارغة فيتشوّه في أذهانهم مفهوم الأمل، فيحبون الحياة مهما كانت الظروف والأحوال، ويحتفظون بأملٍ دفينٍ في أعماقهم لا يموت أبدًا ولا يتبدّل. الحياة بلا أمل تشبه انتظار الموت؛ لأن الإنسان يعيش على أمل تحقيق كل ما يتمنى، فإن انطفأ هذا الأمل فلا يعد لحياته أيّ معنى؛ لأن عدم الترقب والانتظار وضياع الأمل يُولّد شعورًا كبيرًا بالإحباط واليأس، وكأنّ الإنسان أصبح يعيش بلا فائدة، ويجعل الشخص خاويًا من كلّ شيء، فلا يرى إلّا الأشياء السلبية، ولا يلمح إلا الموت والدمار والإحباط والفشل، على عكس الأمل الذي يُعطي دافعًا كبيرًا للنجاح، ويجعل من الكسول نشيطًا ومن البليد يقظًا، فالأمل هو رشة العطر التي توقظ الشخص من غيبوبته، فيعرف أن شيئًا ما بانتظاره، وأن أملًا ما يختبئ في إحدى زوايا الحياة، ولا بدّ له من أن ينهض ويركض خلفه ليلحق به ويحقق أحلامه المزيّنة بالأمل، لهذا يجب أن يكون الأمل متجددًا وغير قابلٍ للنضوب. كتابة إنشاء عن الأمل تتطلّب ذكر التفاصيل الجميلة التي يشعر بها كل من يسعى لتحقيق أحلامه وطموحاته؛ لأنه يولد شعورًا بالحب والاندفاع، ويجعل من الأيام تمرّ بطريقة جميلة لا يشوبها الملل، ولهذا فإنّ جميع من يُصابون بالإحباط واليأس هم في الحقيقة أشخاصٌ فقدوا الأمل ولم يعودوا ينتظرون تحقيق أيّ شيء، وهذا ينعكس على جميع جوانب حياتهم، وفي الوقت نفسه فإن الاحتفاظ بالأمل أمرٌ لا بدّ منه كي تصبح الحياة محتمَلة بكلّ ما فيها من صعوبات، بشرط ألّا يكون هذا الأمل مبنيًّا على وهمٍ كاذب أو فراغ، بل يجب أن يكون أملًا مصحوبًا بالعمل والجدّ والاجتهاد، فالأمل وحده لا يكفي، إنما من الواجب أن يكون مُتوّجًا بالعمل والعزيمة كي يتحقق، فقد قالوا قديمًا: "ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ"، فالأمل هو ثمرة التفكير السليم الذي يجبُ ألّا يموتَ أبدًا.