أحمد حسنين باشا
أحمد حسنين باشا يضم التاريخ المصري العديد من الشخصيات المهمة ، والبارز دورها في شتى المجالات حينذاك ، فمن بين الشخصيات التي أثرت في المجال السياسي والرياضي أيضا هي أحمد حسنين باشا.
نشأ أحمد باشا وسط عائلة عُرفت بحبها للعلم والتجارة ، حيث كان والده محمد حسنين أحد علماء الأزهر ، وأيضا بارعا في التجارة ، حيث كان يلقب بأمير التجار ، سعى والده لإرسال نجله أحمد إلى بريطانيا للالتحاق بصفوف جامعة أكسفورد البريطانية ، بعدما أنهى دراسته الجامعية شغل عدة مناصب وظيفية ، كان بدايتها منصب مساعد مفتش بوزارة الداخليه سنة 1920م ، ثم مفاوضا لمفاوضة دولة إيطاليا بشأن الحدود الغربية المصرية ، عُرف أحمد باشا بذكائه وعبقريته وولائه التام لمصر ، حيث تم تعيينه أخيرا رئيسا للديوان الملكي للملك فاروق ، وكان ذلك في عام 1940م .
وبعد توليه منصب رئيس الديوان الملكي ، أصبح دوره السياسي في ظل الاحتلال الإنجليزي يظهر بشكل قوي ، حيث كان يعتمد عليه الملك فاروق في كل شيء ، بسبب كون الملك فاروق صغيرا في السن ، لم تتشكل لديه الخبرة السياسيه الكافية بعد ، فكان ينظر لأحمد باشا على أنه العمود الفقري للقصر الملكي ، وذو خبرة سياسية مُحكنة لا يستهان بها .
تَزوج أحمد باشا من طليقة الملك فؤاد ، وتدعى (لطيفة سري) ، ورزقه الله بأربع ابناء، وهم: (هشام، طارق، جيدة، نازلي) ، وبعد تقربه من الملك فاروق تزوج بالسر من أمه الملكه نازلي ، ولم يشأ أن يخبر أحد للسرية وحفاظا على قصر الملك فيما يبدو .
كان أحمد باشا يَهوى الرحلات والاستكشاف والرياضة أيضا ، فقد استطاع أن يستكشف لأول مرة في الصحراء الغربية التي تفصل بين مصر وليبيا ، استطاع أن يكتشف واحتي (العوينات، وأركنو) ، وتم منحه عالميا لقب الرحالة ، وقام على إثر ذلك الاكتشاف بإصدار كتاب من تأليفه تحت عنوان: (الواحات المفقوده) ، قام كتابته باللغة الإنجليزية ، وكذلك باللغة العربية .
وسَطر له أمير الشعراء (أحمد شوقي) قصيدة يصفه بها ، ويصف إنجازاته وهواياته المفضله .
وعلى الجانب الرياضي تم مشاركته في الأولمبياد ، إذ يُعد أول إنسان عربي يشارك في الأولمبياد لأول مرة ، حيث تم اشتراكه في رياضة (الشيش) المقامة على أرض استكهولم عام 1912م ، وكان شغوف في الطيران ، فله عدة محاولة للطيران من مصر إلى بلاد أوروبا .
توفي أحمد باشا سنة 1946م ، في حادث غريب من أمره ، حيث خرج من قصر عابدين متجها إلى منزله في الدقي ، في فترة الظهيرة ، وعندما حاول سائق أحمد باشا العبور من على كوبري قصر النيل ، إذ أتت سيارة من الجيش البريطاني ، وصدمت سيارته من الخلف بصدمة قوية ، وقام بمحاولة إسعافه وزير الزراعة ، حيث كان مارا من هناك بالصدفة ، ولكن توفي قبل وصوله المستشفى .
بعد وفاته تزعزع قصر الملك فاروق ، حيث كما أشرت بأن أحمد باشا كان يمثل العمود الفقري للقصر ، وكان يعتمد عليه الملك فاروق في كل شيء ، ولكن بعد وفاته، أصيب القصر في حالة من الارتباك والفوضى ، وأصبحت القرارات الخاطئة هي سيدة الموقف ، إذ قام الملك فاروق بعدة إقالات طالت العديد من الوزراء ، وعلى إثره تدهور الوضع الحاكم