لا تأتوا الكهان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تأتوا الكُّهان". رواه مسلم، والكُّهان هم الذينَ يشتغلونَ بالإخبار عما يحدثُ في المستقبل اعتماداً على الجنّ، وعلى النظر في النجوم أو على مُقدماتٍ وأسباب كالنظر في خطوط الكفِّ، أو النظر في كتاب "قرعةِ الأنبياء"، أو إمساك جزءٍ من حبَّات المسبحة وَعَدِّها كأن يقول على حبةٍ: أقبل ولا تخف، وعلى حبةٍ بعدها: يوسف أعرِض عن هذا، فان وقف على أقبِل، قال هذه الحاجة تنجح. وإن وقفَ على أعرض يقول لا تنجح فيخبِرُ الشخص بمقتضى ذلك على رأيه ليفعلَ الشئَ الذي أراد أو يتركَهُ للزواج أو للسفر أو غير ذلك، أو يمسكُ المصحفَ فيفتح ويَعُدُّ إلى سبعة أسطر، فان وصلَ إلى ءاية تبشير قال للشخص هذه الحاجةُ تنجح فامضِ فيها، وإن وقف على ءاية تخويف قال له أعرض عن هذا الشىء، وكذلك النظر في كتاب أبي معشر الفلكي ليخبرَ الشخصَ في الأمور المستقبلية بعد حسابِ اسمه واسم أمه بعددِ الجُمَّل.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أتى عرّافاً فسأله عن شئٍ لم تُقبل صلاتُهُ أربعين ليلة".
والعرافُ هو الذي يخبر عن المسروقِ أو الغائبِ أو الضالّ بأنه سرقه مَن صفته كذا أو غير ذلكَ من الأمور الماضية.
وهذا من المحرماتِ الكبائر فمن سُرِقَ له شئ أو ضاع له شئ لا يذهب إلى هؤلاء بل يتوكلُ على الله ويطلبُ بطريقِ الظاهر.
فالمسلم إذا أصيب بمصيبةِ سرقةِ مالٍ أو ضياعِهِ فَصبرَ على المصيبة له أجرٌ كبير عند الله.
وأما إذا ذهب إلى العرّاف ليُخبرَه بطريقتهِ رجعَ بذنبٍ كبير يستحق أن يعذب به في الآخرة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن تكهنَ أوتُكهِنَ له أو سَحَرَ أو سُحِرَ له فليس منا". رواه الطبراني، معناه أنّ الكاهِنَ الذي يخبرُ الناسَ بما يحصلُ بالمستقبل والذي يطلبُ ذلك منهُ مخالفانِ لشريعةِ الرسولِ وكذلك الذي يعمل السحرَ للناسِ والذي يطلبُ من الساحِر أن يعمل له السحر، والسحرُ من أحرَمَ الحرام إن كان للتفريق بين متحابّينِ كالزوجينِ أو للتحبيب بين اثنين كالمرأةِ والرجُلِ أو ليصابَ الشخصُ بالمرضِ أو الجنونِ حَسَداً.
وأما كتابةُ شئٍ من القرءان أو أسماءِ الله لايقاعِ المحبةِ بين الزوج والزوجة فهو ليس سحراً والسحرُ بعضُ أنواعه كفرٌ لا يكون إلا بعمل الكفر وبعض أنواعهِ يحصل بلا كفر وأَخذُ الأجرةِ على الكهانةِ والعرّافةِ والسحر حرامٌ لا يَحِلُ للذي أخذه.
وأما أخذُ الأُجرة على قرءاة القرءان أو أسماء الله على المريض أو كتابةِ حرزٍ في ضمنِهِ قرءان أو أسماءُ اللهِ فهو جائزٌ؛ وكلّ من يدعي المشيخة ويعملُ السحر فذنبه أعظم.
ومما يسلَمُ به الانسان أن يقرأ كُلَّ يوم بعد الفجر وبعد غروبِ الشمس: "بسم اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمهِ شئٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهُوَ السميع العليم" [ثلاث مرات] مع تصحيح اللفظ والحرف فانه يُحفظ في ذلك اليوم وتلك الليلة. ومَن يقرأ: "حَسبيَ اللهُ لا إله إلاّ هو عليه توكلتُ وهو ربُّ العرش العظيم" [سبع مرات] وهذا نافعٌ أيضاً لمن قرأه بعد الفجر وبعد الغروب. فمن داوم على ذلك مع تصحيحِ الحروف سَلِمَ من السحرِ ونحوه.