بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعمة الضحك والبكاء،
قال الله تعالى(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين،وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)الذاريات ،
أودعهما الله النفس الإنسانية،في بني البشر من النعمتين العظيمتين،ألا وهما نعمة الضحك والبكاء،
(وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى،وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)النجم ،
الضحك،أودعه الله النفس البشرية،لتعبر به عن فرحها ،ورضاها به،وأنسها بما يسر،
والبكاء،أودعته النفس لتعبر به عن الخشية والفرق،والخوف والوجل،فهي تبكي في الأفراح والأحزان،
إن الله عز وجل،أنشأ للإنسان دواعي الضحك،ودواعي البكاء، وجعلها وفق أسرار أودعها فيه يضحك لهذا،ويبكي لذاك،
وأنعم عليكم بنعمة البكاء لتشكروه عليها،إذ كيف يعيش من لا يبكي كيف تتفاعل نفسه مع الأحداث والمواقف،بالحزن والأسى، بماذا يعبر عن الخشية والخوف من الله جل وعلا ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع ومن دعوة لا يستجاب لها)
لقد أثنى الله جل وعلا،في كتابه على البكائين من خشية الله ،وفي طاعة الله،
هم الأتقياء،ذوي الحساسية المرهفة،الذين لا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم،من حب لله،وتعظيم له،وخشية وإجلال،فتفيض عيونهم بالدموع،قربةً إلى الله(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ )المائدة،
البكاء من خشية الله وصف شريف،ومسعى حميد،به وصف الله أنبياءه،والذين أوتوا العلم من عباده،وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه،
ويمتاز البكاء في الخلوة،فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه،فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله،
قال رسول الله صلى الله عليه،وسلم(عينان لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله،وعين باتت تحرس في سبيل الله )رواه الترمذي،
ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال له اقرأ علي القرآن فقال،أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل،قال،إني أحب أن أسمعه من غيري،فقرأ من سورة النساء حتى بلغ قول الله(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)النساء،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،حسبك فإذا عيناه تذرفان،
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم(أنه كان إذا صلى سمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء،أي كصوت القدر إذا اشتد غليانه)رواه ابو داود،واحمد،والنسائي،
إن هذه الدموع الزكية التي سالت من عينه صلى الله عليه وسلم ،تمثل إحساساً نبيلاً،للمحزونين والمكروبين،
وبكاء المصطفى الكريم،في مواطن الرحمة والإشفاق،ومن لا يرحم لا يرحم(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)الفتح،
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال،قلت يا رسول الله،ما النجاة ،قال(أمسك عليك لسانك،وليسعك بيتك،وابك على خطيئتك)رواه أحمد،والنسائي،
هذه حال النبي صلى الله عليه وسلم،في بكائه من خشية الله ، أخذها الصحابة رضوان الله عليهم،
قام محمد بن المنكدر،ذات ليلة فبكى،ثم اجتمع عليه أهله ليستعلموا عن سبب بكائه،فاستعجم لسانه،فدعوا أبا حازم،فلما دخل أبو حازم هدأ محمد بن المنكدر بعض الشيء،فسأله عن سبب بكائه فقال،تلوت قول الله تعالى(وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)الزمر،
فبكى أبو حازم،وعاد محمد بن المنكدر إلى البكاء،فقالوا،أتينا بك لتخفف عنه فزدته بكاء،هذا بكاء السلف،وهذه دموع البكائين تسيل،
أنه لا بد من البكاء،إما في زاوية التعبد والطاعة،
أو في هاوية الطرد والإبعاد،
أو أن تحرق قلبك بنار الدمع على التقصير،
والشوق إلى لقاء العلي القدير،
الحث على البكاء والتباكي خشية لله،ولا إلى ما يقوله أحدهم،
(ما ضحكت منذ أربعين سنة)
فرسول الله صلى الله عليه وسلم،إمام الأمة،كان يضحك ويبتسم ولكنه لا يفرط في الضحك،فقد ثبت عنه،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )رواه ابن ماجه،والبخاري،
وقد يغرق البعض في الضحك،حتى إنه لا يلين قلبه،ولا تبكي عينه ،ولا يتأثر بشيء ولو وعظه لقمان،أو تليت عليه آيات القرآن،قد نزع الله من قلبه الرحمة،وجرده من الخوف والرجاء،جفت مآقيه عن الدموع،
يضحك للمصيبة الذي تنال أخاه،إذا مر بذي صلاح غمز،وإن ذكر عنده ذو علم لمز(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ،وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ،وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِين)
فهؤلاء ضحكوا هنا فبكوا هناك وهؤلاء بكوا هنا وسيضحكون هناك(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)الرحمن،
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع،ومن عين لا تدمع،وان يجعلنا من الخاشعين البكائين لذكره.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعمة الضحك والبكاء،
قال الله تعالى(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِين،وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)الذاريات ،
أودعهما الله النفس الإنسانية،في بني البشر من النعمتين العظيمتين،ألا وهما نعمة الضحك والبكاء،
(وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى،وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)النجم ،
الضحك،أودعه الله النفس البشرية،لتعبر به عن فرحها ،ورضاها به،وأنسها بما يسر،
والبكاء،أودعته النفس لتعبر به عن الخشية والفرق،والخوف والوجل،فهي تبكي في الأفراح والأحزان،
إن الله عز وجل،أنشأ للإنسان دواعي الضحك،ودواعي البكاء، وجعلها وفق أسرار أودعها فيه يضحك لهذا،ويبكي لذاك،
وأنعم عليكم بنعمة البكاء لتشكروه عليها،إذ كيف يعيش من لا يبكي كيف تتفاعل نفسه مع الأحداث والمواقف،بالحزن والأسى، بماذا يعبر عن الخشية والخوف من الله جل وعلا ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع ومن دعوة لا يستجاب لها)
لقد أثنى الله جل وعلا،في كتابه على البكائين من خشية الله ،وفي طاعة الله،
هم الأتقياء،ذوي الحساسية المرهفة،الذين لا تسعفهم الكلمات للتعبير عما يخالج مشاعرهم،من حب لله،وتعظيم له،وخشية وإجلال،فتفيض عيونهم بالدموع،قربةً إلى الله(وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ )المائدة،
البكاء من خشية الله وصف شريف،ومسعى حميد،به وصف الله أنبياءه،والذين أوتوا العلم من عباده،وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم،من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله(رجلاً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه،
ويمتاز البكاء في الخلوة،فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها ، واستشعر عظمة الله فاضت عيناه،فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله،
قال رسول الله صلى الله عليه،وسلم(عينان لا تمسهما النار،عين بكت من خشية الله،وعين باتت تحرس في سبيل الله )رواه الترمذي،
ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال له اقرأ علي القرآن فقال،أقرأ عليك القرآن وعليك أنزل،قال،إني أحب أن أسمعه من غيري،فقرأ من سورة النساء حتى بلغ قول الله(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)النساء،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم،حسبك فإذا عيناه تذرفان،
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم(أنه كان إذا صلى سمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء،أي كصوت القدر إذا اشتد غليانه)رواه ابو داود،واحمد،والنسائي،
إن هذه الدموع الزكية التي سالت من عينه صلى الله عليه وسلم ،تمثل إحساساً نبيلاً،للمحزونين والمكروبين،
وبكاء المصطفى الكريم،في مواطن الرحمة والإشفاق،ومن لا يرحم لا يرحم(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ)الفتح،
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال،قلت يا رسول الله،ما النجاة ،قال(أمسك عليك لسانك،وليسعك بيتك،وابك على خطيئتك)رواه أحمد،والنسائي،
هذه حال النبي صلى الله عليه وسلم،في بكائه من خشية الله ، أخذها الصحابة رضوان الله عليهم،
قام محمد بن المنكدر،ذات ليلة فبكى،ثم اجتمع عليه أهله ليستعلموا عن سبب بكائه،فاستعجم لسانه،فدعوا أبا حازم،فلما دخل أبو حازم هدأ محمد بن المنكدر بعض الشيء،فسأله عن سبب بكائه فقال،تلوت قول الله تعالى(وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)الزمر،
فبكى أبو حازم،وعاد محمد بن المنكدر إلى البكاء،فقالوا،أتينا بك لتخفف عنه فزدته بكاء،هذا بكاء السلف،وهذه دموع البكائين تسيل،
أنه لا بد من البكاء،إما في زاوية التعبد والطاعة،
أو في هاوية الطرد والإبعاد،
أو أن تحرق قلبك بنار الدمع على التقصير،
والشوق إلى لقاء العلي القدير،
الحث على البكاء والتباكي خشية لله،ولا إلى ما يقوله أحدهم،
(ما ضحكت منذ أربعين سنة)
فرسول الله صلى الله عليه وسلم،إمام الأمة،كان يضحك ويبتسم ولكنه لا يفرط في الضحك،فقد ثبت عنه،من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال( لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )رواه ابن ماجه،والبخاري،
وقد يغرق البعض في الضحك،حتى إنه لا يلين قلبه،ولا تبكي عينه ،ولا يتأثر بشيء ولو وعظه لقمان،أو تليت عليه آيات القرآن،قد نزع الله من قلبه الرحمة،وجرده من الخوف والرجاء،جفت مآقيه عن الدموع،
يضحك للمصيبة الذي تنال أخاه،إذا مر بذي صلاح غمز،وإن ذكر عنده ذو علم لمز(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ،وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ،وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِين)
فهؤلاء ضحكوا هنا فبكوا هناك وهؤلاء بكوا هنا وسيضحكون هناك(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)الرحمن،
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع،ومن عين لا تدمع،وان يجعلنا من الخاشعين البكائين لذكره.