من أهوال يوم القيامة وعظائمه ما ورد في النصوص الصحيحة من دك الجبال الشاهقة وجعلها ترابا وتسويتها بالأرض.
قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ (سورة النَّمْلِ: 88) الْآيَةَ, وَقال تعالى: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ (سورة الْوَاقِعَةِ: 5 6) وقال تعالى: ﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ (سورة الْمَعَارِجِ: 9) وَفِي سُورَةِ الْقَارِعَةِ ﴿ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾ (سورة الْقَارِعَةِ: 5) وقال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴾ (سورة طه/105-107).
قال العلامة السعدي رحمه الله: يخبر تعالى عن أهوال القيامة، وما فيها من الزلازل والقلاقل، فقال: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ ﴾ (سورة طه آية: 105) أي: ماذا يصنع بها يوم القيامة، وهل تبقى بحالها أم لا؟ ﴿ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴾ (سورة طه آية: 105) أي: يزيلها ويقلعها من أماكنها فتكون كالعهن وكالرمل، ثم يدكها فيجعلها هباء منبثا، فتضمحل وتتلاشى، ويسويها بالأرض، ويجعل الأرض قاعا صفصفا، مستويا لا يرى فيه أيها الناظر عِوَجًا، هذا من تمام استوائها ﴿ وَلا أَمْتًا ﴾ (سورة طه آية: 107) أي: أودية وأماكن منخفضة، أو مرتفعة فتبرز الأرض، وتتسع للخلائق، ويمدها الله مد الأديم، فيكونون في موقف واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر.
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: واعلم أنه جلّ وعلا بين الأحوال التي تصير إليها الجبال يوم القيامة في آيات من كتابه. فبيّن أنه ينزعها من أماكنها. ويحملها فيدكّها دكّاً. وذلك في قوله: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ (سورة الحاقة آية: 13).
ثم بيّن أنه يسيّرها في الهواء بين السماء والأرض. وذلك في قوله ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ (سورة النمل آية: 87- 88)، وقوله: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً ﴾ (سورة الكهف آية: 47)، وقوله: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ (سورة التكوير آية: 3)، وقوله تعالى: ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ﴾ (سورة النبأ آية: 20)، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ﴾ (سورة الطور آية:9- 10).
ثم بيّن أنه يفتتها ويدقها كقوله ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً ﴾ (سورة الواقعة آية: 5) أي: فتت حتى صارت كالبسيسة، وهي دقيق ملتوت بسمن أو نحوه على القول بذلك، وقوله: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ (سورة الحاقة آية: 14).
ثم بيّن أنه يصيّرها كالرمل المتهايل، وكالعن المنفوش؟ وذلك في قوله: ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً ﴾ (سورة المزمل آية: 14)، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ (سورة المعارج آية: 8- 9) في "المعارج، والقارعة". والعهن: الصوف المصبوغ...
ثم بيّن أنها تصيّر كالهباء المنبث في قوله: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً ﴾ (سورة الواقعة آية: 5- 6) ثم بيّن أنها تصيّر سراباً، وذلك في قوله: ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ﴾ (سورة النبأ آية: 20) وقد بيّن في موضع آخر: أن السراب لا شيء. وذلك قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ﴾ (سورة النور آية: 39) وبيّن أنه ينسفها نسفاً في قوله هنا: ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ﴾ (سورة طه آية: 105).
قال تعالى: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ (سورة النَّمْلِ: 88) الْآيَةَ, وَقال تعالى: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ (سورة الْوَاقِعَةِ: 5 6) وقال تعالى: ﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ (سورة الْمَعَارِجِ: 9) وَفِي سُورَةِ الْقَارِعَةِ ﴿ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾ (سورة الْقَارِعَةِ: 5) وقال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ﴾ (سورة طه/105-107).
قال العلامة السعدي رحمه الله: يخبر تعالى عن أهوال القيامة، وما فيها من الزلازل والقلاقل، فقال: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ ﴾ (سورة طه آية: 105) أي: ماذا يصنع بها يوم القيامة، وهل تبقى بحالها أم لا؟ ﴿ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ﴾ (سورة طه آية: 105) أي: يزيلها ويقلعها من أماكنها فتكون كالعهن وكالرمل، ثم يدكها فيجعلها هباء منبثا، فتضمحل وتتلاشى، ويسويها بالأرض، ويجعل الأرض قاعا صفصفا، مستويا لا يرى فيه أيها الناظر عِوَجًا، هذا من تمام استوائها ﴿ وَلا أَمْتًا ﴾ (سورة طه آية: 107) أي: أودية وأماكن منخفضة، أو مرتفعة فتبرز الأرض، وتتسع للخلائق، ويمدها الله مد الأديم، فيكونون في موقف واحد، يسمعهم الداعي، وينفذهم البصر.
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: واعلم أنه جلّ وعلا بين الأحوال التي تصير إليها الجبال يوم القيامة في آيات من كتابه. فبيّن أنه ينزعها من أماكنها. ويحملها فيدكّها دكّاً. وذلك في قوله: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ (سورة الحاقة آية: 13).
ثم بيّن أنه يسيّرها في الهواء بين السماء والأرض. وذلك في قوله ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ﴾ (سورة النمل آية: 87- 88)، وقوله: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً ﴾ (سورة الكهف آية: 47)، وقوله: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ (سورة التكوير آية: 3)، وقوله تعالى: ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ﴾ (سورة النبأ آية: 20)، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْراً ﴾ (سورة الطور آية:9- 10).
ثم بيّن أنه يفتتها ويدقها كقوله ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً ﴾ (سورة الواقعة آية: 5) أي: فتت حتى صارت كالبسيسة، وهي دقيق ملتوت بسمن أو نحوه على القول بذلك، وقوله: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ (سورة الحاقة آية: 14).
ثم بيّن أنه يصيّرها كالرمل المتهايل، وكالعن المنفوش؟ وذلك في قوله: ﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً ﴾ (سورة المزمل آية: 14)، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ (سورة المعارج آية: 8- 9) في "المعارج، والقارعة". والعهن: الصوف المصبوغ...
ثم بيّن أنها تصيّر كالهباء المنبث في قوله: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً ﴾ (سورة الواقعة آية: 5- 6) ثم بيّن أنها تصيّر سراباً، وذلك في قوله: ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ﴾ (سورة النبأ آية: 20) وقد بيّن في موضع آخر: أن السراب لا شيء. وذلك قوله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ﴾ (سورة النور آية: 39) وبيّن أنه ينسفها نسفاً في قوله هنا: ﴿ وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ﴾ (سورة طه آية: 105).