عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط حديث حسن رواه أبو داود
الشرح
هذه الأحاديث فيها الإشارة إلى ما سبق عن المؤلف رحمه الله بإكرام أهل العلم وأهل الفضل الكبير فمن ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلني منكم أولوا # الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم قال ذلك ثلاثا وإياكم وهيشات الأسواق وفي قوله ليلني منكم اللام لام الأمر والمعنى أنه في الصلاة ينبغي أن يتقدم أولوا # الأحلام والنهى وأولوا # الأحلام يعني الذين بلغوا الحلم وهم البالغون والنهى جمع نهية وهي العقل يعني العقلاء فالذي يجب أن يتقدم في الصلاة العاقلون البالغون لأن ذلك أقرب إلى فهم ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يفعله من الصغار ونحوهم فلهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقدم هؤلاء حتى يلوا الإمام وليس معنى الحديث لا يلني إلا أولوا # الأحلام والنهى بحيث نطرد الصبيان عن الصف الأول فإن هذا لا يجوز فلا يجوز طرد الصبيان عن الصف الأول إلا أن يحدث منهم أذية فإن لم يحدث منهم أذية فإن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد أحق به وهناك فرق بين أن تكون العبارة النبوية لا يلني إلا أولوا # الأحلام وبين قوله ليلني أولوا # الأحلام فالثانية تحت الكبار العقلاء على التقدم والأولى لو قدر أنها نص الحديث لكان ينهى أن يلي الإمام من ليس بالغا أو ليس عاقلا ولهذا نقول إن أولئك الذين يطردون الصبيان عن الصف الأول أخطأوا من جهة أنهم منعوا ذوي الحقوق حقوقهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له ومن جهة أخرى أنهم يكرهون الصبيان المساجد وهذا يؤدي إلى أن ينفر الصبي عن المسجد إذا كان يطرد عنه ومنها أن هذه لا تزال في نفسه عقدة من الذي طرده فتجده يكرهه ويكره ذكره فمن أجل هذه المفاسد نقول لا تطردوا الصبيان من أوائل الصفوف ثم إننا لو طردناهم من أوائل الصفوف حصل منهم لعب لو كانوا كلهم في صف واحد كما يقوله من يقوله من أهل العلم لحصل منهم من اللعب ما يوجب اضطراب المسجد واضطراب أهل المسجد ولكن إذا كانوا مع الناس في الصف الأول ومتفرقين فإن ذلك أسلم من الفوضى التي تحصل بكونهم يجتمعون في صف واحد وقوله صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولوا # الأحلام والنهى يستفاد منه أن الدنو من الإمام له شأن مطلوب ولهذا قال ليلني أي يكون هو الذي يليني وعلى هذا نقول إذا كان يمين الصف بعيدا وأيسر الصف أقرب منه بشكل واضح فإن الصف الأيسر أفضل من الأيمن من أجل دنوه من الإمام ولأنه لما كان الناس في أول & الأمر إذا كان إمامهم واثنان معه فإنهما يكونان عن يمينه واحد وعن شماله واحد ولا يكون كلاهما عن اليمين فدل هذا على مراعاة الدنو من الإمام وتوسط الإمام من المأمومين ولكن هذا الأمر أي كون الإمام واثنان معه يكونان في صف واحد هذا نسخ وصار الإمام إذا كان معه اثنان يصفان خلفه ولكن كونه حين كان مشروعا يجعل أحدهما عن اليمين والثاني عن اليسار يدل على أنه ليس الأيمن أفضل مطلقا بل أفضل من الأيسر إذا كان مقاربا أو مثله أما إذا تميز بميزة بينة فاليسار مع الدنو من الإمام أفضل وفي حديث الرؤيا التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم يتسوك بسواك فجاءه رجلان فأراد أن يعطيه الأصغر فقيل له كبر كبر فيه دليل أيضا على اعتبار الكبر وأنه يقدم الأكبر في إعطاء الشيء ومن ذلك إذا قدمت الطعام مثلا أو القهوة أو الشاي فلا تبدأ باليمين بل ابدأ بالأكبر الذي أمامك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعطيه الأصغر قيل له كبر ومعلوم أنه لو كان الأصغر هو الأيسر ما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه إياه فالظاهر أنه أعطي الأيمن من أجل التيامن لكن قيل له كبر يعني أعطه الأكبر فهذا إذا كان الناس أمامك تبدأ بالكبير لا تبدأ اليمين أما إذا كانوا جالسين عن اليمين وعن الشمال فابدأ باليمين وبهذا يجمع بين الأدلة الدالة على اعتبار التكبير أي مراعاة الكبير وعلى اعتبار الأيمن أي مراعاة الأيمن فنقول إذا كانت القصة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معه إناء يشرب منه وعلى يساره الأشياخ وعلى يمينه غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان هكذا فأعطه من على يمينك أما الذين أمامك فابدأ بالكبير كما تدل عليه السنة وهذا هو وجه الجمع بينهما ثم إن الإنسان إذا أعطى الشراب الكبير فمن يعطي بعده هل يعطي الذي على يمين الكبير ويكون عن يسار الصاب أم الذي عن يمين الصاب نقول يبدأ بالذي عن يمين الصاب وإن كان على يسار الكبير لأننا إذا اعتبرنا التيامن بعد مراعاة الكبر فالذي عن يمينك هو الذي عن يسار مقابلك فتبدأ به ما لم يسمح بعضهم لبعض ويقول أعطه فلانا . . . أعطه فلانا فالحق لهم ولهم أن يسقطوه
الشرح
هذه الأحاديث فيها الإشارة إلى ما سبق عن المؤلف رحمه الله بإكرام أهل العلم وأهل الفضل الكبير فمن ذلك حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليلني منكم أولوا # الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم قال ذلك ثلاثا وإياكم وهيشات الأسواق وفي قوله ليلني منكم اللام لام الأمر والمعنى أنه في الصلاة ينبغي أن يتقدم أولوا # الأحلام والنهى وأولوا # الأحلام يعني الذين بلغوا الحلم وهم البالغون والنهى جمع نهية وهي العقل يعني العقلاء فالذي يجب أن يتقدم في الصلاة العاقلون البالغون لأن ذلك أقرب إلى فهم ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يفعله من الصغار ونحوهم فلهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم أن يتقدم هؤلاء حتى يلوا الإمام وليس معنى الحديث لا يلني إلا أولوا # الأحلام والنهى بحيث نطرد الصبيان عن الصف الأول فإن هذا لا يجوز فلا يجوز طرد الصبيان عن الصف الأول إلا أن يحدث منهم أذية فإن لم يحدث منهم أذية فإن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد أحق به وهناك فرق بين أن تكون العبارة النبوية لا يلني إلا أولوا # الأحلام وبين قوله ليلني أولوا # الأحلام فالثانية تحت الكبار العقلاء على التقدم والأولى لو قدر أنها نص الحديث لكان ينهى أن يلي الإمام من ليس بالغا أو ليس عاقلا ولهذا نقول إن أولئك الذين يطردون الصبيان عن الصف الأول أخطأوا من جهة أنهم منعوا ذوي الحقوق حقوقهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو له ومن جهة أخرى أنهم يكرهون الصبيان المساجد وهذا يؤدي إلى أن ينفر الصبي عن المسجد إذا كان يطرد عنه ومنها أن هذه لا تزال في نفسه عقدة من الذي طرده فتجده يكرهه ويكره ذكره فمن أجل هذه المفاسد نقول لا تطردوا الصبيان من أوائل الصفوف ثم إننا لو طردناهم من أوائل الصفوف حصل منهم لعب لو كانوا كلهم في صف واحد كما يقوله من يقوله من أهل العلم لحصل منهم من اللعب ما يوجب اضطراب المسجد واضطراب أهل المسجد ولكن إذا كانوا مع الناس في الصف الأول ومتفرقين فإن ذلك أسلم من الفوضى التي تحصل بكونهم يجتمعون في صف واحد وقوله صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولوا # الأحلام والنهى يستفاد منه أن الدنو من الإمام له شأن مطلوب ولهذا قال ليلني أي يكون هو الذي يليني وعلى هذا نقول إذا كان يمين الصف بعيدا وأيسر الصف أقرب منه بشكل واضح فإن الصف الأيسر أفضل من الأيمن من أجل دنوه من الإمام ولأنه لما كان الناس في أول & الأمر إذا كان إمامهم واثنان معه فإنهما يكونان عن يمينه واحد وعن شماله واحد ولا يكون كلاهما عن اليمين فدل هذا على مراعاة الدنو من الإمام وتوسط الإمام من المأمومين ولكن هذا الأمر أي كون الإمام واثنان معه يكونان في صف واحد هذا نسخ وصار الإمام إذا كان معه اثنان يصفان خلفه ولكن كونه حين كان مشروعا يجعل أحدهما عن اليمين والثاني عن اليسار يدل على أنه ليس الأيمن أفضل مطلقا بل أفضل من الأيسر إذا كان مقاربا أو مثله أما إذا تميز بميزة بينة فاليسار مع الدنو من الإمام أفضل وفي حديث الرؤيا التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم يتسوك بسواك فجاءه رجلان فأراد أن يعطيه الأصغر فقيل له كبر كبر فيه دليل أيضا على اعتبار الكبر وأنه يقدم الأكبر في إعطاء الشيء ومن ذلك إذا قدمت الطعام مثلا أو القهوة أو الشاي فلا تبدأ باليمين بل ابدأ بالأكبر الذي أمامك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعطيه الأصغر قيل له كبر ومعلوم أنه لو كان الأصغر هو الأيسر ما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه إياه فالظاهر أنه أعطي الأيمن من أجل التيامن لكن قيل له كبر يعني أعطه الأكبر فهذا إذا كان الناس أمامك تبدأ بالكبير لا تبدأ اليمين أما إذا كانوا جالسين عن اليمين وعن الشمال فابدأ باليمين وبهذا يجمع بين الأدلة الدالة على اعتبار التكبير أي مراعاة الكبير وعلى اعتبار الأيمن أي مراعاة الأيمن فنقول إذا كانت القصة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معه إناء يشرب منه وعلى يساره الأشياخ وعلى يمينه غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان هكذا فأعطه من على يمينك أما الذين أمامك فابدأ بالكبير كما تدل عليه السنة وهذا هو وجه الجمع بينهما ثم إن الإنسان إذا أعطى الشراب الكبير فمن يعطي بعده هل يعطي الذي على يمين الكبير ويكون عن يسار الصاب أم الذي عن يمين الصاب نقول يبدأ بالذي عن يمين الصاب وإن كان على يسار الكبير لأننا إذا اعتبرنا التيامن بعد مراعاة الكبر فالذي عن يمينك هو الذي عن يسار مقابلك فتبدأ به ما لم يسمح بعضهم لبعض ويقول أعطه فلانا . . . أعطه فلانا فالحق لهم ولهم أن يسقطوه