مرض المفصل التنكسي أو ما يعرف لدى الكثيرين بالاحتكاك أو التخشن هو نوع من اعتلال المفاصل المزمن يكاد يصيب معظم الناس مع تقدم العمر ولكن بدرجات متفاوتة. تتمثل المشكلة في هذا المرض بتغيرات تصيب الغضروف الذي يشكل سطحا ماصا للصدمات وناعما لحركة المفصل في |
الأحوال الطبيعية , فيصيبه التآكل والاهتراء وهذا بدوره يؤدي
إلى تغيرات في المفصل ونمو نتوءات عظمية.
من أعراض هذا المرض الألم الذي ينشأ مع الحركة
والعمل ويعيق نشاط الانسان ثم يتطور فيكون مستمرا حتى
مع فترات الراحة ومن الأعراض الأخرى تيبس المفصل خاصة
بعد فترات الراحة ولكن هذا التيبس يدوم لفترة قصيرة فقط.
تورم المفصل دليل على حدوث التهاب مصاحب للخشونة
وتكوين سائل زلالي في داخل المفصل كنتيجه للالتهاب.
هناك أشكال مختلفة من مرض الخشونة، فمنها ما يصيب
مفاصل الأصابع مؤديا الى عقد وألم واحمرار خاصة في
المراحل الأولى ثم ما يلبث الألم أن يزول تدريجيا، وتبقى
المشكلة التي تهم المريض هي تغير شكل الأصابع بسبب
العقد العظمية لا سيما وأن هذا النوع يصيب النساء عادة في
سن مبكر نسبيا، والملاحظ أن هذا النوع قد يصيب أكثر من
شخص في نفس الأسرة.
أما الشكل الآخر والأكثر شيوعا خاصة في منطقة الخليج
فهو ما يصيب المفاصل التي تحمل الجسم مثل الركبتين
والوركين وهذا النوع له ارتباط مباشر بالسمنه وقلة الحركه
ويؤدي مع مرور الزمن الى الاعاقة وعدم القدرة على المشي
وممارسة نشاطات الحياة اليومية.
النوع الأخير من الخشونة هو الذي يصيب فقرات الرقبة
وأسفل الظهر مؤديا الى تأكل الغضاريف التي تفصل الفقرات
عن بعضها البعض كما يمكن أن تؤدي الخشونة الى ضغط على
الأعصاب وحالة عرق النساء.
يتمثل العلاج بإزالة الألم باستخدام المسكنات أو مضادات
الالتهاب، ومن الضروري الإشارة الى أن مضادات الالتهاب
تمثل خطرا على المرضى الذين يعانون من مرض قرحة
المعدة والاثنى عشر ومرض القصور الكلوي وضعف عضلة
القلب لذا ينصح طبيا بتناولهم مسكنات اخرى.
الجزء الآخر والهام من العلاج هو العلاج الطبيعي خاصة
التمارين المقوية لحركة المفصل والمقوية للعضلات حول
المفصل وينصح بممارسة هذه التمارين بشكل مستمر.
الحمية الغذائية وفقدان الوزن من الخطوات المهمة جدا في
تقليل تقدم خشونة الركبة وأعراضها وقد ثبت ذلك علميا في
الكثير من الدراسات.
وهناك إجراءات تكون مفيدة في بعض الحالات مثل سحب
السائل الزلالي إذا وجد بكمية قد تعيق الحركة، وحقن المفصل
بالكورتيزون في حالات معينة مع مراعاة عدم تكرارها بشكل
كبير.
وهناك نوع آخر من الحقن يحتوي على مادة الهياليورونيك
(الإبر الزيتية) أثبتت الدراسات حتى الآن فائدتها في بعض
الحالات لتخفيف الألم فقط ولمده تختلف من شخص الى
آخر.
أما في الحالات المتقدمة فقد يحتاج المريض إلى التدخل
الجراحي إما باستبدال المفصل أو بإجراءات أخرى. ومعظم
هذه العمليات تتكلل بالنجاح ولكنها تحتاج الى تعاون كبير من
المريض مع الطبيب الجراح واخصائي العلاج الطبيعي