الفوبيا اضطراب نفسي ـ سلوكي يظهر على شكل خوف مبالغ فيه وغير مبرر، كأن يخاف الشخص من الماء أو الأماكن الضيقة أو المرتفعات أو من حيوانات صغيرة ووديعة… إنه خوف يبدو تافه وغير منطقي حتى بالنسبة للمصاب به حيث لا يستطيع أن يوقف الأعراض التي ترافق شعوره الضاغط كالتصبب عرقا والخفقان القوي للقلب ومحاولة الهرب… إلخ. ومرضه هذا يعرضه للإحراج الشديد وللسخرية من قبل الآخرين.
لتقريب الصورة أكثر، نسوق المثال التالي؛ كانت سيدة تخاف خوفا شديدا من الدجاج بحث كانت تضطرب لرؤيته أو لسماع صوته، وأثناء تسَوقها كانت تتحاشى كل المسالك التي تؤدي إلى محلات الدجاج…زميلاتها كن يحاولن إقناعها بأن ما تخاف منه ليس إلا طيرا وديعا يخاف من ظله ولا يقوى على إيذاء أحد… طبعا لم يكن هذا ليغير من شيء في سلوكها، حتى إن إجابتها كانت على شكل (( نعم، أعلم كل هذا وأكثر، لكن ما باليد حيلة فأنا لا أستطيع منع نفسي من الهرب من الدجاج رغم درايتي التامة بلامعقولية هذا))
الفهم السيكولوجي للفوبيا
تمة تجربة بسيطة (تجربة الطفل ألبرت) عرف من خلالها علم النفس نقلة نوعية في تعاطيه مع مختلف الاضطرابات؛ فقد تم تقديم فأر لطفل صغير لا يفرق بعد بين ما هو مخيف وبين ما هو لعوب، عندها بادر الطفل إلى مد يده للفأر لاكتشافه واللعب معه… في فترة لاحقة قُدم نفس الفأر للطفل، لكن ما إن هم بمد يده إلى الحيوان حتى بادر المقيم على التجربة بإصدار صوت مزعج وقوي مما أخاف الطفل ودفعه إلى محاولة تجنب الأمر برمته.
فسر العالم النفسي Watson (رائد المدرسة السلوكية) هذه التجربة بالمعادلة البسيطة التالية: الصوت المزعج مثير طبيعي للخوف. الفأر حيوان محايد بالنسبة للطفل. لكن مع تزامن الصوت المزعج والفأر أصبحت لهذا الأخير نفس استجابة الصوت. بمعنى أن اقتران مثيرن مختلفي التأثير يؤدي إلى هيمنة استجابة القوي منهما. ببساطة، لقد تم تعليم الطفل الخوف من الفأر، وبقلب التجربة، نستطيع تعليمه كيف لا يخاف منه وأي سلوك آخر حتى.
ما يحدث للفوبيين إذن، هو أنهم في فترات من حياتهم تعرضوا لخبرات صادمة جدا تزامنت وموضوع خوفهم؛ ففي حالة صاحبة الدجاج مثلا، ربما تعرضت لحادثة مروعة أو اعتداء أو صدمة قوية.. حيث تصادف هذا ووجودها قرب دجاجة مثلا مما أكسب هذه الأخيرة نفس المشاعر والأحاسيس التي أثارتها الخبرة الصادمة من قبل. حتى مع نسيان التجارب المؤلمة القديمة ومرور سنين عليها، يبقى للدجاج نفس التأثير الذي قد يثار فينا إذا ما وجدنا أنفسنا أمام حيوان مفترس!
العلاج
الطريقة السلوكية في العلاج لا تبذل جهدا في تحليل المريض وسبر أغوار ماضيه، ما يهم هو ماذا نريد من المريض. وفي حالة الفوبيا يتم ما يسمى بإعادة التعلم الإشراطي حيث يتم عكس النتائج.
أسهل طريقة، يمكن أن يستخدمها المعالج، أو حتى المريض في بيته، هو تناول شيء يؤدي به إلى الاسترخاء بشكل تام ومريح جدا؛ هذا لأن تمة قاعدة سيكولوجية مفادها أن الاسترخاء والقلق استجابتان لا تجتمعان؛ أن تكون مسترخيا فلا يمكن أن تخبر مشاعر غير مرغوب فيها وإلا أنت لم تسترخ جيدا! ما إن يسترخي الفوبي بشكل تام حتى يعمد المعالج إلى التحدث له عن موضوع خوفه، ثم يعرض عليه صوره ويسمعه أصواته، وفي جلسات أخرى يتخيل اقترابه منه… وهكذا لينتهي الأمر بالمريض بالإمساك به والتربيت عليه. كما قد يمتد الأمر مع الأطفال بالتقديم لهم ما يحبونه من ألعاب وحلويات في الوقت الذي يصل فيه إلى حد الإمساك بموضوع خوفه.
عزيز عبو
منقول من http://www.ilayka.com/?p=293
لتقريب الصورة أكثر، نسوق المثال التالي؛ كانت سيدة تخاف خوفا شديدا من الدجاج بحث كانت تضطرب لرؤيته أو لسماع صوته، وأثناء تسَوقها كانت تتحاشى كل المسالك التي تؤدي إلى محلات الدجاج…زميلاتها كن يحاولن إقناعها بأن ما تخاف منه ليس إلا طيرا وديعا يخاف من ظله ولا يقوى على إيذاء أحد… طبعا لم يكن هذا ليغير من شيء في سلوكها، حتى إن إجابتها كانت على شكل (( نعم، أعلم كل هذا وأكثر، لكن ما باليد حيلة فأنا لا أستطيع منع نفسي من الهرب من الدجاج رغم درايتي التامة بلامعقولية هذا))
الفهم السيكولوجي للفوبيا
تمة تجربة بسيطة (تجربة الطفل ألبرت) عرف من خلالها علم النفس نقلة نوعية في تعاطيه مع مختلف الاضطرابات؛ فقد تم تقديم فأر لطفل صغير لا يفرق بعد بين ما هو مخيف وبين ما هو لعوب، عندها بادر الطفل إلى مد يده للفأر لاكتشافه واللعب معه… في فترة لاحقة قُدم نفس الفأر للطفل، لكن ما إن هم بمد يده إلى الحيوان حتى بادر المقيم على التجربة بإصدار صوت مزعج وقوي مما أخاف الطفل ودفعه إلى محاولة تجنب الأمر برمته.
فسر العالم النفسي Watson (رائد المدرسة السلوكية) هذه التجربة بالمعادلة البسيطة التالية: الصوت المزعج مثير طبيعي للخوف. الفأر حيوان محايد بالنسبة للطفل. لكن مع تزامن الصوت المزعج والفأر أصبحت لهذا الأخير نفس استجابة الصوت. بمعنى أن اقتران مثيرن مختلفي التأثير يؤدي إلى هيمنة استجابة القوي منهما. ببساطة، لقد تم تعليم الطفل الخوف من الفأر، وبقلب التجربة، نستطيع تعليمه كيف لا يخاف منه وأي سلوك آخر حتى.
ما يحدث للفوبيين إذن، هو أنهم في فترات من حياتهم تعرضوا لخبرات صادمة جدا تزامنت وموضوع خوفهم؛ ففي حالة صاحبة الدجاج مثلا، ربما تعرضت لحادثة مروعة أو اعتداء أو صدمة قوية.. حيث تصادف هذا ووجودها قرب دجاجة مثلا مما أكسب هذه الأخيرة نفس المشاعر والأحاسيس التي أثارتها الخبرة الصادمة من قبل. حتى مع نسيان التجارب المؤلمة القديمة ومرور سنين عليها، يبقى للدجاج نفس التأثير الذي قد يثار فينا إذا ما وجدنا أنفسنا أمام حيوان مفترس!
العلاج
الطريقة السلوكية في العلاج لا تبذل جهدا في تحليل المريض وسبر أغوار ماضيه، ما يهم هو ماذا نريد من المريض. وفي حالة الفوبيا يتم ما يسمى بإعادة التعلم الإشراطي حيث يتم عكس النتائج.
أسهل طريقة، يمكن أن يستخدمها المعالج، أو حتى المريض في بيته، هو تناول شيء يؤدي به إلى الاسترخاء بشكل تام ومريح جدا؛ هذا لأن تمة قاعدة سيكولوجية مفادها أن الاسترخاء والقلق استجابتان لا تجتمعان؛ أن تكون مسترخيا فلا يمكن أن تخبر مشاعر غير مرغوب فيها وإلا أنت لم تسترخ جيدا! ما إن يسترخي الفوبي بشكل تام حتى يعمد المعالج إلى التحدث له عن موضوع خوفه، ثم يعرض عليه صوره ويسمعه أصواته، وفي جلسات أخرى يتخيل اقترابه منه… وهكذا لينتهي الأمر بالمريض بالإمساك به والتربيت عليه. كما قد يمتد الأمر مع الأطفال بالتقديم لهم ما يحبونه من ألعاب وحلويات في الوقت الذي يصل فيه إلى حد الإمساك بموضوع خوفه.
عزيز عبو
منقول من http://www.ilayka.com/?p=293
