هو أول من أسلم من ملوك التتار وسلاطينهم، أبو المعالي ناصر_الدين_بركة_خان بن جوجي بن جنكيز خان التتاري الشهير، وهو أول من أسلم من أبناء جنكيزخان، وكان إسلامه عند عودته من عاصمة التتار «قره قورم» ـ في منغوليا الآن ،
أصبح السلطان بركة خان زعيم مغول الشمال أو القبيلة الذهبية ابتداءً من سنة 653هـ، وبإسلامه دخل الكثير من مغول الشمال في الإسلام، وكان بركة خان شديد الحب والحماسة للدين، تجلت فيه معاني عقيدة الولاء والبراء بصورة لا نكاد نرى مثلها في كثير من المسلمين الآن، وكان له دور عظيم في خدمة الإسلام والتصدي للطاغية هولاكو، فلقد اجتهد في تأخير الهجوم على بغداد عدة سنين ظل يناصب هولاكو العداء ويتقاتل معه حتى أضعف شوكة هولاكو وتسببت انتصاراته على هولاكو في إصابته بمرض الصرع، واستطاع بركة خان أن يزعزع وحدة المغول الوثنيين وفتت كلمتهم بسبب النزاع على منصب الخانية العظمى، وتعاون مع المماليك ضد المغول، ومن شدة حب بيبرس له أطلق اسمه على أكبر أولاده، وظل بركة خان ناصحًا للإسلام وأهله، مدافعًا عن حرمات المسلمين وكان قلبًا وقالبًا مع الإسلام، وبنى مدينته «سراي» على الطراز الإسلامي واستقدم إليها العلماء والفقهاء حتى صارت واحدة من أكبر مدن الدنيا وقتها.
وقد توفي رحمه الله في 15 ربيع الآخر سنة 665هـ وهو في الطريق لمحاربة أباقا بن هولاكو، فمات على نية الجهاد في سبيل الله، ونسأل الله له منازل الشهداء.
المصدر/ الكامل في التاريخ لابن الأثير