أول من أسلم من سلالة "جنكيزخان" هو حفيده (بركة خان بن جوجي بن جنكيزخان) وهو بالمناسبة ابن عم (هولاكو)
(ناصر الدين) و (أبو المعالي) جميعها ألقاب لـ"بركة خان" الذي كان زعيم مغول الشمال أو القبائل الذهبية ، وبإسلامه أسلم الكثير من المغول
ناصر السلطان "بركة خان" المماليك في حربهم ضد إبن عمه (هولاكو) ، أرسل الكثير من الرسل للظاهر (بيبرس) وبايع (المستعصم) قبل سقوط بغداد!
ومن شدة حبه له ولموقفه (المناصر للدين على حساب أبناء عمومته الوثنيين) أطلق الظاهر "بيبرس" إسمه على أكبر أولاده (بركه)
من هو بركة خان؟
هو السلطان بركة خان بن جوجي بن جنكيز خان، وهو ابن عم هولاكو.
نشأ بركة خان كنشأة أي تتري، حيث كان على دين أهله مجوسيًّا، وفي سنة ستمائة واثنتين وخمسين أسلم وحسن إسلامه، وأقام منار الدين، وأظهر شعائر المسلمين، وأكرم الفقهاء والعلماء، وأدناهم، وأبرَّهم، ووصلهم، واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته، وأخذ بالإسلام جُلَّ عشيرته، ونفذ أمرُه، وامتدَّت أيامهُ، وأسلمت زوجته حجك خاتون.
بركة خان ونور الإسلام
برغم الحقد الذي حمله التتار في حربهم مع المسلمين إلا أن ذلك لم يمنع المسلمين من إرسال مَن يعلمهم دينهم؛ لقد وصل نور الإسلام إلى قلب بركة خان ابن عم هولاكو الذي قضى على الخلافة العباسية، وقتل خليفة المسلمين، وأجرى من دماء المسلمين أنهارًا، غير أن ذلك لم يمنع بركة خان من الإسلام رغم خلافه للأسرة، وما يمكن أن يتلقاه من أسرته.
جهاد بركة خان وأهم معاركه
أسلم بركة خان في وقت عصيب بالنسبة للأمة الإسلامية؛ فبني جنسه يقاتلون بني دينه؛ لذا كان عليه واجب كبير في العمل على إنقاذ المسلمين من المذابح التي يجريها التتار، خاصةً أنه ملك بلاد القبجاق، لكن كانت تواجهه عدة أمور؛ من أهمها أنه يقع تحت سيطرة الخان الأعظم وهو المحارب للمسلمين.
والأمر الثاني أن من معه من الجنود قريبي عهد بالوثنية، وما زالت صورة جنكيز خان أمامهم، ولن يستطيع السيطرة عليهم إذا تم إعلان قتال هولاكو، فكان عليه أن يتخذ خطة تجعل له مخرجًا في محاولة تعطيل هولاكو من التقدم نحو الخلافة الإسلامية، فبعث جنده يتحرش بهولاكو حتى يبدأ بالقتال ولا يقع تحت غضب الخان الأعظم، وكان وقت تنفيذ خطته مناسبًا لما بدأ الخلاف يدب بين بركة خان وبين هولاكو؛ وسببه أن بركة أرسل إليه يطلب منه نصيبًا مما فتحه من البلاد، وأخذه من الأموال والأسرار على ما جرت به عادة ملوكهم، فقتل رسله؛ فاشتد غضب بركة، وكاتب الظاهر ليتفقا على هولاكو، وقد بعث إليه برسالة يقول له فيها: "قد علمت محبتي للإسلام، وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين، فاركب أنت من ناحية حتى آتيه وأنا من ناحية حتى نصطلمه، أو نخرجه من البلاد وأعطيك جميع ما كان بيده من البلاد".
بعد أن دبَّ الخلاف بين الملكين قامت بينهما حرب ضروس، واختلفت أهداف كل منهما؛ فهدف بركة خان هو العمل على وقف العمليات العسكرية للتتار في الأراضي الإسلامية، وكان هدف هولاكو هو الاستيلاء على مملكة بركة، وزاد ذلك من عزيمته بعد إسلام بركة خان.
ومن أهم المعارك التي قام بها بركة خان، والتي كانت بينه وبين هولاكو واستطاع أن يكسره فيها؛ فقد التقى بركة خان وهولاكو ومع كل واحد منهما جيوش كثيرة، فاقتتلوا فهزم الله هولاكو هزيمة فظيعة، وقتل أكثر أصحابه، وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك، وقد جمد ماؤه لشدة البرد، فلما كسر هولاكو وعسكره، ولوا على أدبارهم، وتكردسوا على النهر الجامد، فانفقأ الجمد من تحتهم، فغرق منهم جماعة كثيرة، وهرب هو في شرذمة يسيرة.
وأغار بركة خان على بلاد القسطنطينية فصانعه صاحبها، وأرسل الظاهر هدايا عظيمة إلى بركة خان.
وبعد أن مات هولاكو وجلس أبغا على مملكة أبيه، أراد أن يثأر لتلك الهزيمة التي لحقت لأبيه من قبل بركة خان، فعزم على قتال بركة خان، فجهز إليه الجيوش عظيمة، فقصده بركة خان فكسره، وفرّق جموعه، ففرح الملك الظاهر بذلك، وعزم على جمع العساكر ليأخذ بلاد العراق؛ فلم يتمكن من ذلك لتفرق العساكر في الإقطاعات.
لقد غيَّر الإسلام من بركة خان تمامًا، وقد حارب بني جنسه لأجل بني دينه، فغلبت عاطفته الدينية على عاطفة العصبية والقبلية، وكان بركة هذا يميل إلى المسلمين ميلاً زائدًا، ويعظم أهل العلم، ويقصد الصلحاء، واستطاع أن يكسر هولاكو الذي فعل بالمسلمين الأفاعيل، فقد قاتله بسبب قتله للخليفة المستعصم بالله وغيره من المسلمين، وكذلك كسر ابن هولاكو من بعده.
وفاة بركة خان
في سنة ستمائة وخمس وستين لقي بركة خان ربه بعد أن قام بأعمال جليلة في خدمة الإسلام؛ فبعد إسلامه أظهر شعائر الإسلام في مملكته، وأكرم الفقهاء، واستدعى العلماء من الأطراف، والمشايخ من الآفاق والأكناف؛ ليوقفوا الناس على معالم دينهم، ويبصروهم طرائق توحيدهم ويقينهم، وبذل في ذلك الرغبات، وأفاض على الوافدين منهم بحار الهبات، وأقام حرمة العلم والعلماء، وعظّم شعائر الله تعالى وشرائع الأنبياء.
قالوا عن بركة خان
لقد مدحه الكُتَّاب والمؤرخون، فقالوا عنه: إنه كان يحبُّ العلماء والصالحين، وكان ملكًا جوادًا، عادلاً شجاعًا[1].
___________________________
[1]المراجع: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان - البداية والنهاية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - السلوك لمعرفة دول الملوك - عجائب المقدور في أخبار تيمور.
(ناصر الدين) و (أبو المعالي) جميعها ألقاب لـ"بركة خان" الذي كان زعيم مغول الشمال أو القبائل الذهبية ، وبإسلامه أسلم الكثير من المغول
ناصر السلطان "بركة خان" المماليك في حربهم ضد إبن عمه (هولاكو) ، أرسل الكثير من الرسل للظاهر (بيبرس) وبايع (المستعصم) قبل سقوط بغداد!
ومن شدة حبه له ولموقفه (المناصر للدين على حساب أبناء عمومته الوثنيين) أطلق الظاهر "بيبرس" إسمه على أكبر أولاده (بركه)
من هو بركة خان؟
هو السلطان بركة خان بن جوجي بن جنكيز خان، وهو ابن عم هولاكو.
نشأ بركة خان كنشأة أي تتري، حيث كان على دين أهله مجوسيًّا، وفي سنة ستمائة واثنتين وخمسين أسلم وحسن إسلامه، وأقام منار الدين، وأظهر شعائر المسلمين، وأكرم الفقهاء والعلماء، وأدناهم، وأبرَّهم، ووصلهم، واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته، وأخذ بالإسلام جُلَّ عشيرته، ونفذ أمرُه، وامتدَّت أيامهُ، وأسلمت زوجته حجك خاتون.
بركة خان ونور الإسلام
برغم الحقد الذي حمله التتار في حربهم مع المسلمين إلا أن ذلك لم يمنع المسلمين من إرسال مَن يعلمهم دينهم؛ لقد وصل نور الإسلام إلى قلب بركة خان ابن عم هولاكو الذي قضى على الخلافة العباسية، وقتل خليفة المسلمين، وأجرى من دماء المسلمين أنهارًا، غير أن ذلك لم يمنع بركة خان من الإسلام رغم خلافه للأسرة، وما يمكن أن يتلقاه من أسرته.
جهاد بركة خان وأهم معاركه
أسلم بركة خان في وقت عصيب بالنسبة للأمة الإسلامية؛ فبني جنسه يقاتلون بني دينه؛ لذا كان عليه واجب كبير في العمل على إنقاذ المسلمين من المذابح التي يجريها التتار، خاصةً أنه ملك بلاد القبجاق، لكن كانت تواجهه عدة أمور؛ من أهمها أنه يقع تحت سيطرة الخان الأعظم وهو المحارب للمسلمين.
والأمر الثاني أن من معه من الجنود قريبي عهد بالوثنية، وما زالت صورة جنكيز خان أمامهم، ولن يستطيع السيطرة عليهم إذا تم إعلان قتال هولاكو، فكان عليه أن يتخذ خطة تجعل له مخرجًا في محاولة تعطيل هولاكو من التقدم نحو الخلافة الإسلامية، فبعث جنده يتحرش بهولاكو حتى يبدأ بالقتال ولا يقع تحت غضب الخان الأعظم، وكان وقت تنفيذ خطته مناسبًا لما بدأ الخلاف يدب بين بركة خان وبين هولاكو؛ وسببه أن بركة أرسل إليه يطلب منه نصيبًا مما فتحه من البلاد، وأخذه من الأموال والأسرار على ما جرت به عادة ملوكهم، فقتل رسله؛ فاشتد غضب بركة، وكاتب الظاهر ليتفقا على هولاكو، وقد بعث إليه برسالة يقول له فيها: "قد علمت محبتي للإسلام، وعلمت ما فعل هولاكو بالمسلمين، فاركب أنت من ناحية حتى آتيه وأنا من ناحية حتى نصطلمه، أو نخرجه من البلاد وأعطيك جميع ما كان بيده من البلاد".
بعد أن دبَّ الخلاف بين الملكين قامت بينهما حرب ضروس، واختلفت أهداف كل منهما؛ فهدف بركة خان هو العمل على وقف العمليات العسكرية للتتار في الأراضي الإسلامية، وكان هدف هولاكو هو الاستيلاء على مملكة بركة، وزاد ذلك من عزيمته بعد إسلام بركة خان.
ومن أهم المعارك التي قام بها بركة خان، والتي كانت بينه وبين هولاكو واستطاع أن يكسره فيها؛ فقد التقى بركة خان وهولاكو ومع كل واحد منهما جيوش كثيرة، فاقتتلوا فهزم الله هولاكو هزيمة فظيعة، وقتل أكثر أصحابه، وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك، وقد جمد ماؤه لشدة البرد، فلما كسر هولاكو وعسكره، ولوا على أدبارهم، وتكردسوا على النهر الجامد، فانفقأ الجمد من تحتهم، فغرق منهم جماعة كثيرة، وهرب هو في شرذمة يسيرة.
وأغار بركة خان على بلاد القسطنطينية فصانعه صاحبها، وأرسل الظاهر هدايا عظيمة إلى بركة خان.
وبعد أن مات هولاكو وجلس أبغا على مملكة أبيه، أراد أن يثأر لتلك الهزيمة التي لحقت لأبيه من قبل بركة خان، فعزم على قتال بركة خان، فجهز إليه الجيوش عظيمة، فقصده بركة خان فكسره، وفرّق جموعه، ففرح الملك الظاهر بذلك، وعزم على جمع العساكر ليأخذ بلاد العراق؛ فلم يتمكن من ذلك لتفرق العساكر في الإقطاعات.
لقد غيَّر الإسلام من بركة خان تمامًا، وقد حارب بني جنسه لأجل بني دينه، فغلبت عاطفته الدينية على عاطفة العصبية والقبلية، وكان بركة هذا يميل إلى المسلمين ميلاً زائدًا، ويعظم أهل العلم، ويقصد الصلحاء، واستطاع أن يكسر هولاكو الذي فعل بالمسلمين الأفاعيل، فقد قاتله بسبب قتله للخليفة المستعصم بالله وغيره من المسلمين، وكذلك كسر ابن هولاكو من بعده.
وفاة بركة خان
في سنة ستمائة وخمس وستين لقي بركة خان ربه بعد أن قام بأعمال جليلة في خدمة الإسلام؛ فبعد إسلامه أظهر شعائر الإسلام في مملكته، وأكرم الفقهاء، واستدعى العلماء من الأطراف، والمشايخ من الآفاق والأكناف؛ ليوقفوا الناس على معالم دينهم، ويبصروهم طرائق توحيدهم ويقينهم، وبذل في ذلك الرغبات، وأفاض على الوافدين منهم بحار الهبات، وأقام حرمة العلم والعلماء، وعظّم شعائر الله تعالى وشرائع الأنبياء.
قالوا عن بركة خان
لقد مدحه الكُتَّاب والمؤرخون، فقالوا عنه: إنه كان يحبُّ العلماء والصالحين، وكان ملكًا جوادًا، عادلاً شجاعًا[1].
___________________________
[1]المراجع: عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان - البداية والنهاية - النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - السلوك لمعرفة دول الملوك - عجائب المقدور في أخبار تيمور.