هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionالمقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى 	 Emptyالمقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى

more_horiz

المقدم المؤخر

كان من آخر ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم بين التشهد والتسليم ( اللهم أغفر لي ما قدمت ، وما أخرت ، وما أسررت ، وما أعلنت ، وما أسرفت ، وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت) .المقدم والمؤخر هما كما تقدم من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً بالآخر ، فإن الكمال من أجتماعهما ، فهو تعالى المقدم لمن شاء والمؤخر لمن شاء بحكمته .وهذا التقديم يكون كونياً كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها على بعض ، وكتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها ، وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحر لاساحل له . ويكون شرعياً كما فضل الأنبياء على الخلق وفضل بعضهم على بعض ، وفضل بعض عباده على بعض ، وقدمهم في العلم ، والإيمان ، والعمل ، والأخلاق ، وسائر الأوصاف ، وآخر من آخر منهم بشئ من ذلك وكل هذا تبع لحكمته ، وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما ، ومن صفات الأفعال لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها ، وأفعالها ، ومعانيها ، وأوصافها ، وهي ناشئة عن إرادة الله وقدرته ، فهذا هو التقسيم الصحيح لصفات البارئ ، وإن صفات الذات متعلقة بالذات ، وصفات أفعاله متصفة بها الذات ومتعلقة بما ينشا عنها من الأقوال والأفعال .قال الله عز وجل ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير ) .وقال الله تعالى ( قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً بل كان الله بما تعملون خبيراً) .وصفة الضر والنفع هما كما تقدم من الأسماء المزدوجة المتقابلة ، فالله تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية ، الضار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك ، وكل هذا تبع لحكمته وسننه الكونية وللأسباب التي جعلها موصلة إلى مسبباتها ، فإن الله تعالى جعل مقاصد للخلق وأموراً محبوبة في الدين والدنيا ، وجعل لها أسباباً وطرقاً وأمر بسلوكها ويسرها لعباده غاية التيسير ، فمن سلكها أوصلته إلى المقصود النافع ، ومن تركها أو ترك بعضها أو فوت كمالها أو أتاها على وجه ناقص ففاته الكمال المطلوب فلا يلومن إلا نفسه ، وليس له حجة على الله ، فإن الله أعطاه السمع ، والبصر ، والفؤاد ، والقوة ، والقدرة ، هداه النجدين ، وبين له الأسباب والمسببات ولم يمنعه طريقاً يوصل إلى خير ديني ولا دنيوي ، فتخلفه عن هذه الأمور بموجب أن يكون هو الملوم عليها المذموم على تركها .وأعلم أن صفات الأفعال كلها متعلقة وصادرة عن هذه الصفات الثلاث : القدرة الكاملة ، والمشيئة النافذة ، والحكمة الشاملة التامة ، وهي كلها قائمة بالله ، والله متصف بها ، وآثارها ومقتضياتها جميع ما يصدر عنها في الكون كله من التقديم والتأخير ، والنفع والضر ، والعطاء والحرمان ، والخفض والرفع ، لا فرق بين محسوسها ومعقولها ، ولا بين دينيها ودنيويها ، فهذا معنى كونها أوصاف أفعال لا كما ظنه أهل الكلام الباطل 

descriptionالمقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى 	 Emptyرد: المقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى

more_horiz
شكرا على الموضوع 
بارك الله فيك

descriptionالمقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى 	 Emptyرد: المقدم المؤخر من أسماء الله الحسنى

more_horiz
أشكرك على مشاركتك بقسم الاسلامي
شكرا لك



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي