أعلم والله..
وصلني أنّك حائر، وتُحاول، وذاكَ عهدنا..
أشعر بك، وهل يُقسَمُ القلبُ بيننا بلا شعور؟ بل نحن أهله
يخبّئ كلّ واحدّ منا حكايةً فيها ألف تفصيل، سيرويها لله في أيامٍ قادمة، يخبّئ كلّ واحدٍ منّا أعدادًا فلكيّةً من المشاعر والأفكار والأمنيات والقصص، من الآلام والأمال والمسارات، هذه المرّة تكتم النّفس ما لَم يسبق لها ذلك، وتخفي في مكامنها كونًا بأكمله.
يرسم كل قلبٍ حكاية.. وتعيشُ كلّ روحٍ معركة.. ويحمل كلّ جسدٍ جِراحه.
تهمس الأنفاس (حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ) = حسبنا + سيؤتينا + إليه راغبون | وذاك وعدُ الله ودربُه
حاولت أن أكتب لك كما عهدتني، لكني وقفت، حاولتُ ألفًا ووقفت!
لكنها وصيةُ مُحبّ، يعلم حجم الجلال في قلبك.. رمضانُك هذا، هو صورتك التي تمنّيت، وطريقك الذي بدأت، وفكرك الذي رسمت، و حُلمُك الذي رأيت.. وألف دعوةٍ كتمت
فلا تظلمنَّ نفسك ساعة، خُذ الكتاب بقوّة، وضع في ذهنك أنه الأول، عش فيه طفلًا لم يرَ النّور بعد، لا تكتم دهشتك، لعلّ أيامه صعبة، لكنّها مرحلة انتقال مما اعتدت لما افتقدت، مرحلة تَبصير، حانَ فيها دورُ صدقك، شغفك، اشتياقك، دون ملهيات، دون مشتتات، ها هي الفرصة.. قلبُك وربّك.
"إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ"
هنا بداية خطوتك.