احتواه سجن التقاليد ، و ضمته اسوار المجتمع ............. المجتمع القاسى الذى لا يقدر معنى الحب و الوفاء ...........
كان سجينا هناك ............ بعيدا فى الصحراء الجرداء المليئة بالاشواك و الاشجار العقيمة ، كان مقيدا بالاغلال و السلاسل فى احدى الشجيرات .
و هو فى ظلمة اليأس و موت الأمل و ضيعة الحياة و بعدما نالت منه الصحراء و حرارتها ..
جاءه صوتها العذب صوتا كالسحر كأعذب الالحان و ارق الاصوات ، كصوت البلابل فى ارض لا تنبت إلا الشوك و الحنطل ...
( أنت يا هذا المحب المعذ ................................ إنى هنا)
أثار الصوت فيه النشوة ................... و تسرب إلى أعمق اعماق نفسه ، أفاق من ذهوله و تلفت حواليه مندهشاً و على بعد مسافة راها تقف كالهة الاغريق ، وجهها يشع نورا ... و عيناها تتلالأ .. جدال شعرها تنساب على كتفها و خصرها .
و فى ظل دهشته و ذهوله رمقته بنظره فاتنه و قالت :
( اقترب ......................... لترى أكثر)
و فى مثل خفقة قلب أو غمضة عين ........ مات اليأس وولد الأمل ... انتهت حياه ... لتبدأ حياه أخرى .
فى مثل الطوفان ... اندفع الشاب إلى الاغلال و السلاسل فحطمها ... ثم انطلق يعدو و عيناه مشدودتان إلى عينى فاتنته و قطع من الطريق ما استطاع ان يقطع و هو فى غايه التعب و قبل أن تخور قواه و تخونه قدماه ... الفاتنه ما زالت تقف فى مكانها لا تتحرك
و هو بدا يتراقص يمنا و يسارا من شده التعب حمل اليه النسيم صوتها العذب الجميل اكثر وضوحا كلما يقترب منها و هى تقول ( ما زلت بعيدا اقترب أكثر منى (
أعادت كلماتها الرقيقة النشاط اليه فانطلق يعدو نحوها من جديد فى طريق ليس به الا الرمال و الاشواك .. كان يسمع صوت ضحكات عاليه و لم يستطع ان يحدد مصدرها و لم تكن ضحكات الفاتنة
عندما اقترب اكثر منها نظر نحوها فراى شىء يقف بجوارها لم يحدد هويته ، فراح يقتلع قدميه من الرمال و نظر ثانيه و كانت الشمس كشفت له بوضوح كل شىء .
راى فتاة ما اجملها و اروعها كما راى معها فتى من نفس معدنها يحمل انيه و معه قوس و سهام كانه كيوبيد اله الحب . وقف الفتى مكانه و ظهر عليه التردد و الاضطراب و استدار و نظر خلفه لكنه لم يرى سوى انهر العرق التى نزفها جسده على ارض الطريق و سرب الدماء التى تركتها قدماه من اثر الاشواك
و عند النهاية راى الاغلال و السلاسل التى كان مقيد بها ارتسمت على شفتيه ابتسامة مريرة ورسم على وجهه الرضا ...
و نظر للفتاة فراى فمها العنقودى ارتسمت عليه ابتسامه جميلة ..
ابتسامه تحمل معنى الحب و سمع صوتها العذب و همست اليه همسا رقيقا حانيا و هى تبسط يديها له
( تعالى ... تعال ايها الشاب المحب ، ايها الحبيب السجين)
تجدد الأمل و تبددت الظلمه ...
نسى الامه و نسى عرقة و دمائه التى تنزفها قدماه و مد اليها يده فأخدت الانية من كيوبيد و اعطته له و قالت .. هيا يا حبيبى أروى ظماك ، هيا اشرب من كاس الحب و ارتوى
أمسك الشاب بالانية بيده كالذى وجد ضالته و فتحها و قبل ان يضعها على فمه خرج منها رائحة كريهه
و نظر بداخلها فلم يجد بها ألا دماء المحبين ... رفع راسه و نظر الى الفتاة و فى طرفه عين ليجد راسها راس حيه رقطاء كبيرة و ظلت تضحك عليه بسخرية و اخدت القوس و السهم من يد الفتى الذى يقف بجوارها و جذبت القوس لينفلت منه السهم و يشق طريق إلى قلب ذلك المسكين و قبل أن يصل إليه سهم الغدر .............
فجأة يستيقظ من نومه مضطربا ... ليحمد الله الذى كشف له حقيقة من كان يحبها ... كم يحمده على حبه الجديد.
نهايه حلم و بدايه امل
رياض العربى
منتدى وجنة
http://wagna.ahlamontada.net