النص: الْسَّلاَمُ الْمَفْقُودُ
لاَ سَعَادَةَ في الْحَيَاةِ إِلاَّ إِذَا نَشَرَ الْإسلامُ أَجْنِحَتَهُ الْبَيْضَاءَ على هَذَا المُجْتَمَعِ الْبَشَرِيّ،ولَنْ يَنْشرَ الْإسلاَمُ لواءه إِلاَّ إِذَا هَدَأَت أَطْمَاعُ الْنُّفُوسِ،واسْتَقَرَّت فِيهَا مَلَكَةُ الْعَدْلِ والإِنْصَافِ،فَعَرَفَ كُلُّ ذِي حَقِّ حَقَّهُ،وقَنَعَ كُلٌّ بِمَا في يَدِهِ عَمَّا في يَدِ غَيْرِهِ فَلاَ يَحْسُدُ فَقِيرٌ غَنِيًّا،ولاَ عَاجِزٌ قَادِرًا،ولاَ جَاهِلٌ عَالماً،وأُشْرِبَت الْقُلُوبُ الْرَّحْمَةَ والحَنَانَ على الْبَائِسِينَ والمَحرومين فَلاَ يَهلِكُ جَائِعٌ بين الْطَاعمينَ ولاَ عَارٍ بين الْكَاسِينَ،وامْتَلأَت الْنُّفُوسُ عِزَّةً وشَرَفًا،فَلاَ نُبْصر شَيئا مِنْ تِلْكَ الحَبَائِلِ الْمَنْصُوبَةِ ِلأكل أَمْوَالِ الْنَّاسِ بِاسْمِ الْدِينِ مَرَّةً والإِنْسَانِيَّةِ مَرَّةً أُخْرَى،ولاَ نرَى طَبِيبًا يَدَّعِي عِلْمَ مَا لم يَعْلَمْ رغبةً في جلب أكبرعدد ممكن من المرضى،ولاَ مُحَامِيًا يَخْدَعُ مُوَكِّليه في قَضِيَّة طمعا في ماله،ولا كَاتِبًا يَضْرِبُ الْنَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ رجاء الشهرة وترويج الأفكار المضلِّلة،ولاَ تَاجِرًا يَشْتَرِي بِعَشْرَةِ ويَبِيعُ بمائَةٍ،ثُمَ يُنْكِرُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ لِصٌّ خَبِيثٌ،حتى تَسِيلَ دِمَاؤهُم فَيَمْتَصَّهَا،كَمَا يَضْرِبُ الْقَادِحُ الْزِّنْدَ لِيَظْفرَ بِالْشَّرَرِ الْمُتَطَايَرِ مِنْهُمَا .
ومَا دَامَت هَذِهُ المطَالِبُ أَحْلاَمًا كَاذِبَةً وأَمَاني بَاطِلَةً،فَلاَ مَطْمَعَ في سَلاَمٍ ولاَ أَمَانٍ ...،ولاَ فَرْقَ بَيْنَ أَمْسِ الْدَّهْرِ ويَوْمِهِ ولاَ بَيْنَ يومه وغذه، ولاَ فَرْقَ بَيْنَ مُغْفِلاَتِ أَيَّامِهِ غَيْرَ مَا عَرَفْتَ ومَا ذَاقَ أَحَدٌ مِن نَغَمَاتِهِ غَيْرَ مَا ذُقْتَ،وليَفْرَحْ بِالْعَامِ الجَدِيدِ مَنْ حَمَدَ مَا مَضَى مِن أَيَّامِهِ وسَالِفِ أَعْوَامِهِ .
المنفلوطي (كتاب النظرات بتصرف)
الأسئلة:
البناء الفكري: 06ن
1-حدّد الفكرة العامة للنص. 01.5ن
2- قال الكاتب:"وأشربت القلوب الرّحمة والحنان على البائسين والمنكوبين"
ماذا يقصد الكاتب بهذا القول؟. 01.5ن
3- اشرح المفردات التالية: يسلب- المصائد- ترويج- سالف.02ن
البناء الفني: 02 ن
1 – حدّد نمط النص. 01ن
2 – استخرج من النص محسنا بديعيا وبين نوعه ! 01ن
البناء اللغوي:04ن
1-أعرب ما تحته خط: الرّحمة- بعشرة 02ن
2-استخرج من النصّ مصدرًا صناعيًا وبيّن طريقة صوغه،والّلفظ الّذي صيغ منه. 02ن
الوضعية الإدماجية: 08ن
من دلالات السلوك الحضاري التسامح واحترام الآخر.
حرّر فقرة من اثني عشر سطرا تبين فيها معنى التسامح،وأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات وطريقة غرسه في النشء موظفا فعلا من أفعال المقاربة ومصدرا سداسيّا.