استمرارا في موضوع الحلقة السابقة، وسعيا إلى جرد كل العبارات التي ورد فيها اسم عسو أوباسلام في التقارير الفرنسية المتعلقة ببوڭافر، نخصص هذا المقال لشهر مارس 1933.
ذكر تقرير 8 مارس: "كل رجل يتوفر على ما بين 100 إلى 150 خرطوشة.. عسو أُوباسلام يتوفر على احتياطي قُدّر بحمولة بغلة، لكن قبيلته لم تعد تتوفر على عيارات من نوع 74".
التقرير نفسه يؤكد في فقرة أخرى بناء على معلومات استقاها من مستسلمين: "أصيب عسو أُوباسلام بشظية قذيفة في ذراعه وفي كتفه؛ وإن كان الآن ممددا لكنه بخير".
وفي حديث هذه الوثيقة عن زعماء بوكافر بعد ذكر زعيم كل قبيلة، سطرت معلومة مفادها أن "الزعماء الحقيقيين لدى منشقي بوڭافر هم: عسو وباسلام من إلمشان وأُوخجيدج من أيت عيسى وْبراهيم"، وأن هذين الزعيمين "يمارسان تأثيرا على مجموع متمردي بوڭافر".
ويكتب عسكري فرنسي في تقرير يعود لـ10 مارس: "أصيب عسو أُوباسلام بجروح خفيفة لكنه يحافظ على عداوتنا".
تحرص الاستعلامات الفرنسية على كتابة تقارير يومية من جبل صاغرو، لإخبار الرؤساء في ورززات والرباط بمستجدات في ساحة الوغى، لكن لم نعثر على جميع الوثائق. هناك أيام لا وجود لتقارير عنها، ونعرض هنا ما تم العثور عليه فقط.
شجار بين الزعماء
يقول تقرير 11 مارس: "وقع شجار بين عسو أُوباسلام وموحى نايت إشو، وهو من الزعماء المؤثرين في منشقي إلمشان. وحسب المخبر فإن انقساما في صفوف إلمشان سيحدث بعد هذا الشجار، وأن جزءًا منهم سيقوده موحى نايت إشو"، ثم يؤكد صاحبه أسفل الفقرة مباشرة: "أتحفظ على المعلومة فهي غير مؤكدة".
يعكس هذا التقرير ذلك العمل السياسي والاستخباراتي الذي كانت الآلة العسكرية تقوم به لشق وحدة المقاومين؛ وذلك بتسخير أشخاص لتوسيع الهوة بين المختلفين حول رأي ما.
ثم في مجال التسلح يقول التقرير نفسه: "الزعيم عسو وباسلام يتوفر على ما بين 500 إلى 600 خرطوشة. لكن لا وجود لأي احتياطي".
ورغم أن التقرير نفسه تضمن أن "إلمشان زعيمهم الأوحد عسو أوباسلام، ويبقى عدوا لدودا وقد نجح في زيادة تأثيره"، ما يعكس أن ذلك الانشقاق المفترض الذي يتحدث عنه التقرير السابق لم يحدث؛ فقد كتب العسكري نفسه الفرنسي ما يلي: "يؤكد المخبر أن عسو وباسلام سيحاول الهرب ليلا بسبب الانشقاقات التي تعرفها قبيلته"؛ ثم يدون ملاحظة أخرى ويحيطها بقوسين: "تبدو هذه المعلومة مطابقة لنظيرتها التي أوردها القبطان قائد حركة درعة".
لكن عسو وباسلام لم يهرب من المعركة، بقي يقاتل ويبحث عن مصادر للأسلحة، فقد كتب عنه تقرير 16 مارس: "كما أن درجة تسلح عسو وباسلام مهمة، ويتوفر على احتياطي مهم من الذخيرة ويقوم بتزويد المقاتلين الذين لا يملكون الأعيرة".
حزب الاستسلام
وفي اجتماع 19 مارس كتبت الاستعلامات الفرنسية في وثيقة تحمل توقيعي كاترو وبويي أن هذا الاجتماع الذي تم عقده في مكان إقامة موحى ولحسن أبوعلي بجبل بوڭافر حضره حسبها كل من "عسو وباسلام (إلمشان)، موحى ولحسن أبوعلي (أيت بوداود)، عدي ويدير (أيت عيسى وبراهيم) وأوخجادج (أيت عيسى وبراهيم)".
وعن قرارات هذا الاجتماع والأجواء التي مر بها تزيد الوثيقة نفسها: "كان الاجتماع صاخبا، والمخبرون يؤكدون أن "جبهة" إلمشان قد تضعف، ويتقوّى حزب الاستسلام ويزداد وزنه. لكن أوخجادج فرض تدابير الإلزام من بينها:
ـ الموت و100 دورو حسني كغرامة لكل من ربط علاقات مع النصارى.
ـ غرامة مقدارها 25 كبشا لكل من يتهاون في موقع الحراسة المنوط به.
وقبل توقيع الهدنة بأيام قليلة قرب ضريح خويا ابراهيم كتب تقرير يحمل توقيع كاترو، وتاريخ 22 مارس: "لقد تم عقد اجتماع بين زعماء القبائل يوم أمس في مقر إقامة أُوبُوعلي. بدأت ترتفع أصوات حزب المتذمرين لدى إلمشان ضد حزب عسو أُوباسلام.. يبدو أن بعضهم اقتنع مبكرا بأن الصراع شخصي بين مُحداش وعسو أُوباسلام ".
ولم تمض سوى ثلاثة أيام حتى قرر المقاومون قبول التفاوض مع المستعمر والاتفاق حول شروط هدنة نهائية تحفظ لهم كرامتهم في مناطق نفوذهم في صاغرو، وتصون الهدف الذي أريقت بسببه دماء مئات الرجال والنساء في شعاب بوڭافر.
يتبع..
ذكر تقرير 8 مارس: "كل رجل يتوفر على ما بين 100 إلى 150 خرطوشة.. عسو أُوباسلام يتوفر على احتياطي قُدّر بحمولة بغلة، لكن قبيلته لم تعد تتوفر على عيارات من نوع 74".
التقرير نفسه يؤكد في فقرة أخرى بناء على معلومات استقاها من مستسلمين: "أصيب عسو أُوباسلام بشظية قذيفة في ذراعه وفي كتفه؛ وإن كان الآن ممددا لكنه بخير".
وفي حديث هذه الوثيقة عن زعماء بوكافر بعد ذكر زعيم كل قبيلة، سطرت معلومة مفادها أن "الزعماء الحقيقيين لدى منشقي بوڭافر هم: عسو وباسلام من إلمشان وأُوخجيدج من أيت عيسى وْبراهيم"، وأن هذين الزعيمين "يمارسان تأثيرا على مجموع متمردي بوڭافر".
ويكتب عسكري فرنسي في تقرير يعود لـ10 مارس: "أصيب عسو أُوباسلام بجروح خفيفة لكنه يحافظ على عداوتنا".
تحرص الاستعلامات الفرنسية على كتابة تقارير يومية من جبل صاغرو، لإخبار الرؤساء في ورززات والرباط بمستجدات في ساحة الوغى، لكن لم نعثر على جميع الوثائق. هناك أيام لا وجود لتقارير عنها، ونعرض هنا ما تم العثور عليه فقط.
شجار بين الزعماء
يقول تقرير 11 مارس: "وقع شجار بين عسو أُوباسلام وموحى نايت إشو، وهو من الزعماء المؤثرين في منشقي إلمشان. وحسب المخبر فإن انقساما في صفوف إلمشان سيحدث بعد هذا الشجار، وأن جزءًا منهم سيقوده موحى نايت إشو"، ثم يؤكد صاحبه أسفل الفقرة مباشرة: "أتحفظ على المعلومة فهي غير مؤكدة".
يعكس هذا التقرير ذلك العمل السياسي والاستخباراتي الذي كانت الآلة العسكرية تقوم به لشق وحدة المقاومين؛ وذلك بتسخير أشخاص لتوسيع الهوة بين المختلفين حول رأي ما.
ثم في مجال التسلح يقول التقرير نفسه: "الزعيم عسو وباسلام يتوفر على ما بين 500 إلى 600 خرطوشة. لكن لا وجود لأي احتياطي".
ورغم أن التقرير نفسه تضمن أن "إلمشان زعيمهم الأوحد عسو أوباسلام، ويبقى عدوا لدودا وقد نجح في زيادة تأثيره"، ما يعكس أن ذلك الانشقاق المفترض الذي يتحدث عنه التقرير السابق لم يحدث؛ فقد كتب العسكري نفسه الفرنسي ما يلي: "يؤكد المخبر أن عسو وباسلام سيحاول الهرب ليلا بسبب الانشقاقات التي تعرفها قبيلته"؛ ثم يدون ملاحظة أخرى ويحيطها بقوسين: "تبدو هذه المعلومة مطابقة لنظيرتها التي أوردها القبطان قائد حركة درعة".
لكن عسو وباسلام لم يهرب من المعركة، بقي يقاتل ويبحث عن مصادر للأسلحة، فقد كتب عنه تقرير 16 مارس: "كما أن درجة تسلح عسو وباسلام مهمة، ويتوفر على احتياطي مهم من الذخيرة ويقوم بتزويد المقاتلين الذين لا يملكون الأعيرة".
حزب الاستسلام
وفي اجتماع 19 مارس كتبت الاستعلامات الفرنسية في وثيقة تحمل توقيعي كاترو وبويي أن هذا الاجتماع الذي تم عقده في مكان إقامة موحى ولحسن أبوعلي بجبل بوڭافر حضره حسبها كل من "عسو وباسلام (إلمشان)، موحى ولحسن أبوعلي (أيت بوداود)، عدي ويدير (أيت عيسى وبراهيم) وأوخجادج (أيت عيسى وبراهيم)".
وعن قرارات هذا الاجتماع والأجواء التي مر بها تزيد الوثيقة نفسها: "كان الاجتماع صاخبا، والمخبرون يؤكدون أن "جبهة" إلمشان قد تضعف، ويتقوّى حزب الاستسلام ويزداد وزنه. لكن أوخجادج فرض تدابير الإلزام من بينها:
ـ الموت و100 دورو حسني كغرامة لكل من ربط علاقات مع النصارى.
ـ غرامة مقدارها 25 كبشا لكل من يتهاون في موقع الحراسة المنوط به.
وقبل توقيع الهدنة بأيام قليلة قرب ضريح خويا ابراهيم كتب تقرير يحمل توقيع كاترو، وتاريخ 22 مارس: "لقد تم عقد اجتماع بين زعماء القبائل يوم أمس في مقر إقامة أُوبُوعلي. بدأت ترتفع أصوات حزب المتذمرين لدى إلمشان ضد حزب عسو أُوباسلام.. يبدو أن بعضهم اقتنع مبكرا بأن الصراع شخصي بين مُحداش وعسو أُوباسلام ".
ولم تمض سوى ثلاثة أيام حتى قرر المقاومون قبول التفاوض مع المستعمر والاتفاق حول شروط هدنة نهائية تحفظ لهم كرامتهم في مناطق نفوذهم في صاغرو، وتصون الهدف الذي أريقت بسببه دماء مئات الرجال والنساء في شعاب بوڭافر.
يتبع..