{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ } النمل -17
{ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } النجم -32
{ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ } الأنعام -76
توجد علاقة لغوية بين مفردتي ( جن ) و ( جنين), فهما مستتران عن الأنظار, وهما مشتقان من مادة جنن.
أشار علماء اللغة إلى معنى ( جنَّ ) التي تعني الاستتار.
ذكر ابن دريد في الجمهرة :
" يقال: جنَّه الليل وأجنه وجنَّ عليه، إذا سَتَرَه وغطّاه، في معنى واحد. وكل شيء استتر عنك فقد جنّ عنك. ويقال: جَنان الرجل، وبه سُمّيت الجِن. وكان أهل الجاهلية يسمّون الملائكة: جِنَّةً لاستتارهم عن العيون. والجِنُ والجِنَّة واحد. " (1)
" الجِنُّ: جَمَاعَةُ وَلَدِ الجانِّ، وهم الجِنَّةُ والجِنّانُ. والجانُّ: أبو الجِنِّ، سُمِّيَتْ لاسْتِتارِهم. " (2)
" والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى." (3)
وفي اللسان :
" جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنًا سَتَره وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنًّا وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم جُنونًا وأَجَنَّه سَتَره.. وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره, وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه. وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه وقيل اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ. " (4)
" الزجاج في قوله عز وجل فلما جَنَّ عليه الليلُ رأَى كَوْكباً يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته ويقال لكل ما سَتر جنَّ وأَجنَّ. " (5)
كما سمي القلب بالجنان لاستتاره في الصدر, ففي اللسان :
" والجَنانُ بالفتح القَلْبُ لاستِتاره في الصدر وقيل لِوَعْيه الأَشْياء وجَمْعِه لها وقيل الجَنانُ رُوعُ القلب وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه وقال ابن دريد سمّيت الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها. " (6)
هوامش :
(1) الجمهرة في اللغة - مادة جنن.
(2) المحيط في اللغة - باب جن.
(3) الصحاح - مادة جنن.
(4) و (5) و (6 ) اللسان - مادة جنن.
من أقوال شيخنا محمد أبو موسى :
المحرك الأساس للمعرفة هو العقل الذي يحملها ؛ تنطفىء مع العقول المنطفئة وتتوهج مع العقول المتوهجة