هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

descriptionالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة Emptyالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

more_horiz
الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَاللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍمِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[1].




توصيف المشكلة

يمكننا توصيف المشكلة برصد بعض مظاهرها في النقاط التالية كما يلي:

1- تدني الأقلّيات المسلمة في صراعات حزبية أو فكرية أو مذهبية، وبروز النعرات القومية والشعوبية بينهم، والذي انعكس سلبًا على وضع هذه الأقلّيات وغطى على صورة الإسلام الحقيقية، هذه الصراعات والخلافات أفقدت الأقلّيات المسلمة القدرة على تأكيد الذات والبناء والإبداع والتفاعل، وهذا التفرق والتشتت ترتب عليه الحد من فاعليتهم، وعدم تمكنهم من الإنتظام في هيئات وجمعيات إسلامية للدفاع عن حقوقهم.

2- الهيئات والمنظمات الإسلامية الموجودة متنوعة تنوع التضارب والإختلاف لا تنوع التقارب والائتلاف، مما حد من فعاليتهم السياسية والإجتماعية داخل هذه المجتمعات، ومن ثم ضاعت هيبتهم وتفرقت كلمتهم وعطبت ثمرة جهودهم ولم تحترم حرياتهم، ففي دول أوروبا تتعدد الهيئات الإسلامية في البلد الواحد وبخاصة في غرب أوروبا، وتنتمي كل جماعة أو هيئة إلى بلد إسلامي مما يظهرها بمظهرالأقلية، وينتج عنه تفتت وحدة الأقليات المسلمة حيث لا يوجد تنظيم يجمعها أو يشرف عليها مما يضعف صفوفهم ويقلل من قوتهم.

3- إنتقال أمراض العالم الإسلامي من فرقة وإنقسام وتفتت وحزبية إلى إلى أبناء وأعضاء الأقلّيات المسلمة، حيث تم تصدير معظم مشاكل ونفس أمراض البلد الأم إلى أعضاء الأقلّيات في المجتمعات الغربية، وأصبحت هذه الأقليات صدى لبلادهم التي جاءوا منها.

4- معظم المحاولات لتوحيد هذه المنظمات مُنيت بفشل أو على أدني تقدير بنجاح ضعيف نظرًا لتقديم المصالح الذاتية والمذهبية والقومية على المصلحة العليا للإسلام بتجميع كلمة وصف المسلمين [2]

5- الدول الأم لهذه الأقلّيات تعمل على إستغلال هذه الأقلّيات لتحقيق مصالح قومية ضيقة، حيث تصبح الفكرة القومية الضيقة هي المطروحة، لا الفكرة الإسلامية الواسعة الفضفاضة.

6-" القائمون على الدعوة وهم المؤمل فيهم الإسهام في إصلاح هذه الأوضاع أصناف شتى؛ وهم أقرب إلى التقليد والأمية والتطفل على مجال الدعوة والإهتمام بشؤون الإسلاموالمسلمين، والنتيجة الحتمية المتولدة من هذه الأوضاع هي التناحر والفشل، وكثيراً ماتُرفع نزاعات المساجد إلى السلطات الحكومية الغربية للفصل فيها.. ونتيجة لذلك ضاعت وظيفة المساجد التربوية والتعليمية والدعوية، وضاعت معها هيبةالمؤسسات الإسلامية."[3]

7- وحول تفكك الجاليات الإسلامية في بريطانيا يحدثنا (طارق طه) أحد المراسلين حيث يقول أن إحدى مشكلات المسلمين هي" تفكك الجاليات العربية والإسلامية هناك، حيث كل جالية تتبع بلادها الأصلية، ولذا فهم غالبًا لا يتفقون على بداية شهر رمضان."[4]

8- من المؤكد أن الهجرات من الدول العربية والإسلامية التي شهدتها دول أوروبا الغربية بصفة خاصة خلال العقود الثلاثة الماضية قد أسهم بدرجةفعالة في ازدهار الإسلام، وانتشار المساجد، حيث أن كثيرًا من أبناء الدول العربية والإسلامية الذين استقروا في دول أوروبا تميزوا بتمسكهمبعقيدتهم الإسلامية، ومحافظتهم على الالتزام بدينهم، ولكن مع ذلك نجد أن قضية الانتماء لدى هذه الفئة غير واضحة مما تسبب في ضعف وحدتهم، فمنالمؤلم أن بعضًا من هؤلاء جاء إلى أوروبا يحمل مع مشكلاته العرقية وخلافات دولته مع الدول الإسلامية والعربية الأخرى، فانطبع ذلك على علاقاتالمسلمين ببعضهم حتى أصبحت بعض المجتمعات الإسلامية في أوروبا الغربية تمثل مجتمعًا مصغرًا للدول العربية والإسلامية بخلافاتها السياسيةوالعقائدية، ومما لا شك فيه فإن الشعوبية من الأمور الضارة بوحدة الأقليات المسلمة فهي عامل فعال في تفتت وحدتها ويعرقل توحدها.




الحلول والأفكار المقترحة

لاشك أننا بحاجة إلى خطة جادة لجمع شتات وتوحيد جهود الأقلّيات الإسلامية فيالغرب، بدلاً من التفرق والتشرذم الذي أصابها "لتتحول تلك الأقلّيات إلى جماعات قوية وضاغطة على الحكومات الغربية."[5]، وثمة عدد من المقترحات التي يمكنها أن تساهم في ذلك الشأن سنقوم بطرحها في السطور القادمة إن شاء الله.




الإقتراح الأول:

إنشاء "هيئة عليا" لكل أقلية مسلمة:

يطرح الباحث فكرة إنشاء "هيئة عليا " تنتظم داخلها وتنضوي تحت لوائها كيانات الهيئات والجمعيات والمنظمات الإسلامية الفرعية العاملة داخل الدولة وهذه الفكرة تهدف إلى تحقيق عدة أهداف ومطالب ومهام حيوية منها: -

أ- أن يكون للأقلية المسلمة هيئة كبرى معترف بها رسميًا كمنصة سياسية ناطقةبإسمهم. [6]

ب- توحيد المواقف وردود الأفعال السياسية والإعلامية للهيئات والجمعيات الإسلامية المتنوعة والمختلفة تجاه المشكلات والأزمات التي تمر بها الأقلّيات المسلمة هناك.

ج- ضمان توزيع الأدوار وتنظيم العمل الدعوي للإسلام و الجهود المبذولة لتحسين صورة الإسلام والأقلية المسلمة هناك.

د- إنشاء عدد من التحالفات مع أحزاب وكتل ولوبيات سياسية وحزبية والتي يعرف عنها تفهم ودعم قضايا المسلمين.

هـ إتخاذ عدد من الخطوات والإجراءات والمواقف التي من شأنها الحد والتقليل من شدة عمليات التغريب وسلب الهوية المتعرض لها الأقلّيات المسملة في الغرب سواء من السلطات الساسية أو الإعلامية أو الدينية.

و- إنشاء قناة فضائية تتحدث رسميًا وإعلاميًأ بإسم هذه الأقليات، تتوجه بالخطاب للعالم الغربي ولأفراد الأقلية المسلمة داخل البلدة متناولة أوضاع الأقلية المسلمة فضلاً عن التعريف بالإسلام وحضارته كمنوذج مغاير ومشارك للنموذج الغربي.

ز-مطالبة الدوائر الرسمية بإستيعاب الأقلّيات المسلمة وإعطاءها حقوقها السياسية والدينية.

ح- تحديد المصالح الدعوية المعتبرة المتعلقة بوجود هذه الأقلّيات هناك والتحديات التي تواجهها مع ترتيب هذه المصالح ترتيبا يتناسب مع الرؤية الإسلامية والواقع.

وأخيرًا ننوه أنه إذا تم رفض هذه الهيئة من الدوائر الرسمية[7]يمكن طرح فكرة بديلة بإختيار هيئة تمثيلية للمسلمين عبر إنتخابات يشارك فيها جميع مسلمي البلاد وعندئذٍ ستسقط حجج الدوائر الرسمية في رفض قبول هيئة تتحدث رسميا بإسم كافة المسلمين. [8]

نموذج تطبيقي من الواقع:

(المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا) حيث "يعتبر المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانياواحداً من أهم ثلاث منظمات ممثلة للمسلمين في هذا البلد، وتأسس المجلس عام 1988 بهدف تجميع الهيئات والمنظمات الإسلامية في كيان واحد يتم خلاله توحيد المواقف وتنسيق الجهود أمام السلطات الألمانية دون حاجة لتذويبالمنظمات الإسلامية أو دمج أجهزتها"[9]




الإقتراح الثاني:

التكافل بين أبناء الأقليات المسلمة

إنشاء لجنة خاصة بالتكافل الإجتماعي في كل قطر غربي، وذلك لإشاعة روح التكافل والتكامل والتضامن الاجتماعي، إلى المستوى الذي يضمن وحدة هذه الأقليات وتضامنها وتراحمها فيما بينها، كذلك يمكن إنشاء صناديق للمساعدات ولإعطاء القروض الحسنة، وجمعيات للبر والإحسان ولرعاية الأيتام والمسنين والعوائل الفقيرة.

الإقتراح الثالث: (توحيد التصورات حول الأصول الدينية والقضايا الإسلامية الكبرى)

"مما يساعد في توحيد المسلمين في الغرب وجود تصورات موحدة بينهم حول الأصول الدينية والقضايا الإسلامية الكبرى، وحول هذه الاشكالية يقول د·مراد هوفمان المفكر الألماني المسلم: عندما ننظر الى الجاليات الإسلامية في الغرب نجد أن فريقـًا من المسـلمين القادمين من بلدانهم الأصلية إلى الغرب، قد تبنى التصورات الغربية حتى النخاع·· وفريقًـا آخر اتخذ موقفًا متشددًا رافضًا لسائر ما حوله، ولكننا نتمسك بالطريق الوسط الذي يلتقي مع (دين الوسطية) ويتفق مع الانفتاح على المنجزات العلمية والتقنية·"[10]، لذا فنحن نرى أنه يجب بذل جهد كبير في ذلك الإتجاه من قبل العلماء والدعاة والقائمين على الشأن الإسلامي في الغرب وذلك بتوحيد التصورات قدر المستطاع بين كافة الطوائف الإسلامية، مع التركيز على الجيل الثاني والثالث من أبناء الأقلّيات والتعويل عليهم لأنهم الأكثر تعلماً وثقافة وإدراكا لطبيعة الواقع وفهما للإسلام من الجيل الأول.

descriptionالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة Emptyرد: الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

more_horiz
بوركت وجهودك اخي ودام عطائك
وجعلها الله لك في موازين حسناتك شكراا لك gg444g

descriptionالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة Emptyرد: الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

more_horiz
بارك الله فيك على المجهودات المميزة

وتحياتي لك لمشاركتك بقسم الإسلامي

descriptionالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة Emptyرد: الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

more_horiz
بارك الله فيكم ونفعنا بما قدمتم

descriptionالفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة Emptyرد: الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة

more_horiz
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الطرح المميز
جعله الله في موازين حسناتك وثبتك اجره
تقبل مروري وتقديري
الفرقة والإختلاف بين صفوف الأقليات المسلمة 886773 



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي