أسباب انحراف الناس عن العقيدة الصحيحة
قال معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
ﻭاﻻﻧﺤﺮاﻑ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ، ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
- اﻟﺠﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ؛ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻋﺮاﺽ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ، ﺃﻭ ﻗﻠﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭاﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺸﺄ ﺟﻴﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭﻳﻀﺎﺩﻫﺎ؛ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻃﻼ، ﻭاﻟﺒﺎﻃﻞ ﺣﻘﺎ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: " ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﻘﺾ ﻋﺮﻯ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﺮﻭﺓ ﺇﺫا ﻧﺸﺄ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ".
- اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﺑﺎء ﻭاﻷﺟﺪاﺩ، ﻭاﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼ، ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ؛ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺇﺫا ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ اﺗﺒﻌﻮا ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎءﻧﺎ ﺃﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ}
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 170]
- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ﺑﺄﺧﺬ ﺃﻗﻮاﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﺻﺤﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻕ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﺃﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﺣﻴﺚ ﻗﻠﺪﻭا ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﻀﻼﻝ؛ ﻓﻀﻠﻮا ﻭاﻧﺤﺮﻓﻮا ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﺼﺤﻴﺢ.
- اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻷﻭﻟﻴﺎء ﻭاﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ اﻟﻨﻔﻊ، ﻭﺩﻓﻊ اﻟﻀﺮ، ﻭاﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﻮاﺋﺞ ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﻭﻝ اﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺿﺮﺣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭاﻟﻨﺬﻭﺭ، ﻭاﻟﺪﻋﺎء ﻭاﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﻃﻠﺐ اﻟﻤﺪﺩ،
ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮا:
{ﻻ ﺗﺬﺭﻥ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺬﺭﻥ ﻭﺩا ﻭﻻ ﺳﻮاﻋﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﻮﺙ ﻭﻳﻌﻮﻕ ﻭﻧﺴﺮا} [ ﻧﻮﺡ: 23]
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻘﺒﻮﺭ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺼﺎﺭ.
- اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﻭﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭاﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ اﻟﺤﻀﺎﺭﺓ اﻟﻤﺎﺩﻳﺔ؛ ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻮا ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻭﺭ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﺣﺪﻩ؛ ﻓﺼﺎﺭﻭا ﻳﻌﻈﻤﻮﻥ اﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻳﻀﻴﻔﻮﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻬﻮﺩﻩ ﻭاﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻭﺣﺪﻩ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ:
{ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻋﻨﺪﻱ} [ اﻟﻘﺼﺺ: 78]
ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ اﻹﻧﺴﺎﻥ
{ﻫﺬا ﻟﻲ} [ ﻓﺼﻠﺖ: 50]
{ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ} [ اﻟﺰﻣﺮ: 49]
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭا ﻭﻳﻨﻈﺮﻭا ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺃﻭﺟﺪ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ اﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺮاﺝ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ، ﻭاﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ:
{ﻭاﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ}
[ اﻟﺼﺎﻓﺎﺕ: 96]
{ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭا ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲء} [ اﻷﻋﺮاﻑ: 185]
.
{اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎء ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﺭﺯﻗﺎ ﻟﻜﻢ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﻟﺘﺠﺮﻱ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﺩاﺋﺒﻴﻦ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺁﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻤﻮﻩ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺪﻭا ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺤﺼﻮﻫﺎ ﺇﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻈﻠﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ} [ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: 32- 34]
- ﺃﺻﺒﺢ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻴﻢ؛
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﺄﺑﻮاﻩ ﻳﻬﻮﺩاﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﺼﺮاﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﺠﺴﺎﻧﻪ» [ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺸﻴﺨﺎﻥ]
، ﻓﺎﻷﺑﻮاﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻄﻔﻞ.
- ﺇﺣﺠﺎﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭاﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﺃﺩاء ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻ ﺗﻮﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮا، ﺃﻭ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺃﺻﻼ،
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻡ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭاﻟﻤﻘﺮﻭءﺓ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﺩاﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭاﻧﺤﺮاﻑ، ﺃﻭ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ اﻷﺧﻼﻕ، ﻭﻳﺰﺭﻉ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ،ﻭﻳﻘﺎﻭﻡ اﻟﺘﻴﺎﺭاﺕ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺸﺄ ﺟﻴﻞ ﺃﻋﺰﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻴﻮﺵ اﻹﻟﺤﺎﺩ ﻻ ﻳﺪاﻥ ﻟﻪ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ.
قال معالي الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
ﻭاﻻﻧﺤﺮاﻑ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻟﻪ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ، ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ:
- اﻟﺠﻬﻞ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ؛ ﺑﺴﺒﺐ اﻹﻋﺮاﺽ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ، ﺃﻭ ﻗﻠﺔ اﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭاﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺸﺄ ﺟﻴﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻔﻬﺎ ﻭﻳﻀﺎﺩﻫﺎ؛ ﻓﻴﻌﺘﻘﺪ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻃﻼ، ﻭاﻟﺒﺎﻃﻞ ﺣﻘﺎ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -: " ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﻘﺾ ﻋﺮﻯ اﻹﺳﻼﻡ ﻋﺮﻭﺓ ﻋﺮﻭﺓ ﺇﺫا ﻧﺸﺄ ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ".
- اﻟﺘﻌﺼﺐ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﺑﺎء ﻭاﻷﺟﺪاﺩ، ﻭاﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﻃﻼ، ﻭﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﻘﺎ؛ ﻛﻤﺎ
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺇﺫا ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ اﺗﺒﻌﻮا ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻟﻮا ﺑﻞ ﻧﺘﺒﻊ ﻣﺎ ﺃﻟﻔﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﺑﺎءﻧﺎ ﺃﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻭﻻ ﻳﻬﺘﺪﻭﻥ}
[ اﻟﺒﻘﺮﺓ: 170]
- اﻟﺘﻘﻠﻴﺪ اﻷﻋﻤﻰ ﺑﺄﺧﺬ ﺃﻗﻮاﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺩﻟﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺪﻯ ﺻﺤﺘﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﻮاﻗﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻕ اﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﺘﺰﻟﺔ، ﻭﺃﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﺻﻮﻓﻴﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ، ﺣﻴﺚ ﻗﻠﺪﻭا ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﻀﻼﻝ؛ ﻓﻀﻠﻮا ﻭاﻧﺤﺮﻓﻮا ﻋﻦ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ اﻟﺼﺤﻴﺢ.
- اﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ اﻷﻭﻟﻴﺎء ﻭاﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻭﺭﻓﻌﻬﻢ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺰﻟﺘﻬﻢ؛ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺟﻠﺐ اﻟﻨﻔﻊ، ﻭﺩﻓﻊ اﻟﻀﺮ، ﻭاﺗﺨﺎﺫﻫﻢ ﻭﺳﺎﺋﻂ ﺑﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء اﻟﺤﻮاﺋﺞ ﻭﺇﺟﺎﺑﺔ اﻟﺪﻋﺎء؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺆﻭﻝ اﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﺿﺮﺣﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺬﺑﺎﺋﺢ ﻭاﻟﻨﺬﻭﺭ، ﻭاﻟﺪﻋﺎء ﻭاﻻﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻭﻃﻠﺐ اﻟﻤﺪﺩ،
ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻧﻮﺡ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﻮا:
{ﻻ ﺗﺬﺭﻥ ﺁﻟﻬﺘﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﺬﺭﻥ ﻭﺩا ﻭﻻ ﺳﻮاﻋﺎ ﻭﻻ ﻳﻐﻮﺙ ﻭﻳﻌﻮﻕ ﻭﻧﺴﺮا} [ ﻧﻮﺡ: 23]
ﻭﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻘﺒﻮﺭ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺼﺎﺭ.
- اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﻭﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ، ﻭاﻻﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﻤﻌﻄﻴﺎﺕ اﻟﺤﻀﺎﺭﺓ اﻟﻤﺎﺩﻳﺔ؛ ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻮا ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺪﻭﺭ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﺣﺪﻩ؛ ﻓﺼﺎﺭﻭا ﻳﻌﻈﻤﻮﻥ اﻟﺒﺸﺮ، ﻭﻳﻀﻴﻔﻮﻥ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻬﻮﺩﻩ ﻭاﺧﺘﺮاﻋﻪ ﻭﺣﺪﻩ،
ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻗﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ:
{ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﻋﻨﺪﻱ} [ اﻟﻘﺼﺺ: 78]
ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ اﻹﻧﺴﺎﻥ
{ﻫﺬا ﻟﻲ} [ ﻓﺼﻠﺖ: 50]
{ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﺗﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ} [ اﻟﺰﻣﺮ: 49]
ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭا ﻭﻳﻨﻈﺮﻭا ﻓﻲ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ، ﻭﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﻟﺒﺎﻫﺮﺓ، ﻭﺃﻭﺟﺪ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ اﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺮاﺝ ﻫﺬﻩ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ، ﻭاﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻬﺎ:
{ﻭاﻟﻠﻪ ﺧﻠﻘﻜﻢ ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ}
[ اﻟﺼﺎﻓﺎﺕ: 96]
{ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭا ﻓﻲ ﻣﻠﻜﻮﺕ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﻲء} [ اﻷﻋﺮاﻑ: 185]
.
{اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﻣﺎء ﻓﺄﺧﺮﺝ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮاﺕ ﺭﺯﻗﺎ ﻟﻜﻢ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻔﻠﻚ ﻟﺘﺠﺮﻱ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﺸﻤﺲ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﺩاﺋﺒﻴﻦ ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺁﺗﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﺄﻟﺘﻤﻮﻩ ﻭﺇﻥ ﺗﻌﺪﻭا ﻧﻌﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻻ ﺗﺤﺼﻮﻫﺎ ﺇﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻈﻠﻮﻡ ﻛﻔﺎﺭ} [ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: 32- 34]
- ﺃﺻﺒﺢ اﻟﺒﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺧﺎﻟﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺴﻠﻴﻢ؛
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮﺓ ﻓﺄﺑﻮاﻩ ﻳﻬﻮﺩاﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻨﺼﺮاﻧﻪ ﺃﻭ ﻳﻤﺠﺴﺎﻧﻪ» [ ﺃﺧﺮﺟﻪ اﻟﺸﻴﺨﺎﻥ]
، ﻓﺎﻷﺑﻮاﻥ ﻟﻬﻤﺎ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﺗﺠﺎﻩ اﻟﻄﻔﻞ.
- ﺇﺣﺠﺎﻡ ﻭﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭاﻹﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﺃﺩاء ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻻ ﺗﻮﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺪﻳﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮا، ﺃﻭ ﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺃﺻﻼ،
ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻡ اﻟﻤﺮﺋﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺔ ﻭاﻟﻤﻘﺮﻭءﺓ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺃﺩاﺓ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﻭاﻧﺤﺮاﻑ، ﺃﻭ ﺗﻌﻨﻰ ﺑﺄﺷﻴﺎء ﻣﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺮﻓﻴﻬﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ اﻷﺧﻼﻕ، ﻭﻳﺰﺭﻉ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ،ﻭﻳﻘﺎﻭﻡ اﻟﺘﻴﺎﺭاﺕ اﻟﻤﻨﺤﺮﻓﺔ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺸﺄ ﺟﻴﻞ ﺃﻋﺰﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻴﻮﺵ اﻹﻟﺤﺎﺩ ﻻ ﻳﺪاﻥ ﻟﻪ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ.