بسم الله الرحمن الرحيم
مقتطفات من خطبة الجمعة 22 ربيع الأول 1432
عباد الله، إن أعداءكم من الكفار والمنافقين لا يروق لهم ولا يستريحون
أن تعيشوا على هذه الحالة فيريدون أن يفرقوا كلمتكم يريدون أن يفسدوا أمركم
وأن يشتتوا جماعتكم وأن يسقطوا حكامكم ويفرقوا دولكم إن هذا مشاهد في هذه
الأيام لأن الكفار عجزوا عن صد الإسلام وانتشاره في المعمورة لأن الإسلام
ينتشر ويزيد ويكثر أتباعه في هذه الأيام بالذات بعد انتشار وسائل الإعلام
المسموعة والمقروءة التي تبين هذا الدين وأحكام هذا الدين وبعد انتشار
القرآن الكريم تلاوة ومصحفًا تقبله النفوس ويلائم الفطر‘‘
’’
إنما العجب أن ينخدع بهذا بعض المسلمين خصوصًا أصحاب الفكر الذين لا
يدركون عواقب الأمور فأصبحوا يؤيدون هذا الشيء ويقولون الحكام الظلمة
والجائرون ويقولون الحرية حرية الكلمة الديمقراطية نيل الحقوق المهضومة إلى
غير ذلك ولا يدرون أن العلاج ليس بهذه الطريقة وأن هذه طريقة ماكرة من
أعدائهم والكفار وصاحبهم الغوغاء والجهال الذين لا يعرفون عواقب الأمور ولا
يدرون عن الدعايات الباطلة والمزورة فهم ينظرون إلى بريقها وتزويرها ولا
ينظرون إلى عواقبها فأصبحوا يخربون بلادهم كما قال الله جل وعلا في اليهود:
(يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ)،
هذا في اليهود أما قضية المسلمين اليوم فهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي
الكفار نسأل الله العافية فيجب التنبه لهذا وعدم الاغترار به الله جل وعلا
قال: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ
عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ
يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ
نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ* وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ
وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ* لِكُلِّ نَبَإٍ
مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ‘‘
’’هكذا
شأن أصحاب الأفكار السطحية من الغوغاء والعامة وأصحاب الأفكار الملوثة
والمثقفين الذين ليس عندهم بصيرة ليس عندهم علم من كتاب الله وسنة رسوله هو
القادر سبحانه وتعالى (عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ) من السماء بالصواعق المهلكة والأمطار المدمرة وغير ذلك من الآفات السماوية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) بالخسوف بالخسوفات والزلازل التي تدمر البلاد وتتقطع بها الأرض كما تعلمون مما يحصل من الزلازل والبراكين الآن (أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) هذا كله بقدرة الله سبحانه وتعالى (أَأَمِنتُمْ
مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ*
أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً
فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ)‘‘
’’
إنه يجب على المسلمين أن يتبصروا في هذا الأمر وأن يتثبتوا وأن يكلوا هذا
الأمر إلى أهل العلم وأهل الرأي والبصيرة ليحلوا هذه المشاكل قال الله جل
وعلا: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ
أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى
أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ)‘‘
’’ فالخطر شديد يا عباد الله وعلينا أن نعرف مكائد عدونا وألا ننخدع بها من هذه المواعيد الكاذبة (يَعِدُهُمْ) هذه مواعيد الشيطان (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)، قال في أهل بدر من المشركين: (وَإِذْ
زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ
الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ
الْفِئَتَانِ) جيش المسلمين وجيش الكفار (فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ) وقال للكفار: (إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ)، يرى الملائكة مع الصحابة وهو لا يقابل الملائكة (إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
’’فأنتم
يا غوغاء يا أصحاب الأفكار الدنيئة توبوا إلى الله سبحانه وتعالى ... لعل
الله أن يغفر لنا ولكم وعودوا إلى رشدكم ولا تنخدعوا بهذه الدعايات التي
تروج بطرق خفية تروج كما تعلمون في الانترنت وفي المواقع الفضائية وفي
القنوات الفضائية يحرضون على الفتنة فإذا سمعها أو رآها الغر أو صاحب الهوى
أو صاحب الفكر الملوث اغتر بها وصار يمدحها ويقول هذا هو الحق نسأل الله
العافية وهو لا يدري كالذي يحفر لحتفه بظلفه أو كالذي يحفر قبره بيده وهو
لا يشعر فلا ننخدع بالكفار (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى
أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ* بَلْ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ
خَيْرُ النَّاصِرِينَ)‘‘
’’
نحن لا نقول إن الولاة معصومون ولا يحصل منهم أخطاء ولا يحصل منهم ظلم لا
نقول إن الشعوب ليس لها حقوق لا نقول هذا بل نقول الشعوب لها حقوق والولاة
ليسوا معصومين ويحصل منهم ما يحصل ولكن ليس العلاج بالفوضى والمظاهرات
والتخريب وإحراق المرافق العامة ليس حل المشكلة في هذا المشكلة تحل بما ذكر
الله جل وعلا في قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ
أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، فإذا
جاءهم أمر من الخوف مثل ما يحصل الآن أو من الأمن فلا يستعجل العوام
والغوغاء والدهماء وأصحاب الفكر المحدود لا يستعجلون بالبحث فيه ونشره
وإبداء الآراء فيه هذا ليس من شأنهم هذا يرد إلى الرسول إليه صلى الله عليه
وسلم في حياته وإلى سنته بعد وفاته (وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ)
وهم أهل العلم وأهل السياسة والعقل ولاة الأمور فيحلون هذه المشاكل ويضعون
لها الحلول الناجحة بإذن الله عز وجل هذا هو طريق الحل في هذه المسألة
ويتولى ذلك أهل العلم وأهل الرأي من الرعية أهل الرأي والبصيرة والعقول ما
هو بالفوضى والدهماء والفوضى والمظاهرات هذا ما تزيد الأمر إلا شدة والعياذ
بالله وما العواقب بعدها إنفلات يحصل انفلات في الأمر وإذا انفلت الأمر
ضاعت الحقوق هم يطالبون بحقوق قد تكون يسيرة أو يصبر عنها لكن تضيع الحقوق
عامة ولا يبقى حق نسأل الله العافية فالواجب أن نتبصر في هذا الأمر وأن
نرده في هذا الشأن ليقوموا بحله وإبداء الآراء الناجحة فيه لا نتعجل في هذا
الأمر كل يبدي رأيه حديث المجالس لا هذا لا يجوز هذه فوضى فوضى فكرية تؤول
إلى فوضى بدنية نسأل الله العافية فلنتق الله بأنفسنا وفي بلادنا وفي
إخواننا وننصح من يغتر بهذه الأمور ونبين له الطريق الصحيح قال صلى الله
عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاث أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم"،
وليس من النصيحة الخروج عليه وإعلان العصيان له ليس هذا من النصيحة،
النصيحة أن يأتي إليه أهل الحل والعقد وأهل العلم فيكلمونه في هذه الأمور
ويبينون لهم هذا هو الحل الصحيح..‘‘
مصدر الخطبة موقع الشيخ
هنا