دينية ترافق انتشار "كورونا" بالعالم
هسبريس – نور الدين إكجان
10-أبريل-2020 22:50
كثيرة هي العوارض التي جاء بها فيروس كورونا على مستوى العالم؛ فموازاة مع حالة الهلع المنتشرة في صفوف الناس، تتصدر مقاطع أشخاص مضطربين مواقع التواصل الاجتماعي، يظهرون فيها مقتنعين بظهور المهدي أو قيام المسيح، وغيرها من الروايات الدينية.
ولم يقتصر الأمر على منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذه المرة، بل امتد إلى ساحة تايم سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، حيث ظهر شخص بملابس رثة يحذر السكان من المعاصي، ويتبنى ظهور المسيح قريبا، مطالبا بتوبة جماعية لرفع جائحة كورونا.
وفي المغرب أيضا، استثمرت بعض المواقع الإلكترونية اضطرابات نفسية لدى شخص من مدينة الصويرة يدعي أنه ابراهيم الخليل جاء من أجل تخليص المغرب من الشرور المحدقة به، التي تتمثل في انتشار فيروس كورونا، حسب أقواله.
وفي مصر، انتشر مقطع فيديو بشكل لافت، يبث أقوال شخص يدعي أنه المهدي المنتظر، كما يدعو الناس إلى العودة إلى جادة الصواب. وهي مقاطع غالبا ما تتفرق التعاليق عليها بين السخرية ومطالبة السلطات بمعاينة الحالة الصحية لهؤلاء وإبعادهم عن الناس إلى حين.
وبالنسبة لمولود أمغار، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاضي عياض، فهذه الحالات والوقائع معزولة، إلا أنها تلقى متابعة واسعة من طرف فئات عريضة من مختلف بقاع العالم، لكن ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار هو أن المتابعة الواسعة لا تعكس حقيقة تصديق الأفراد لها.
وقال أمغار في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "في كثير من الأحيان، هذه الادعاءات ذات الطابع الديني التي تخترق على الأقل الديانات التوحيدية، تتحول إلى مواد للسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي".
وأضاف الأستاذ الجامعي أن "فترات الأزمة، خصوصا التي ترتبط بالأوبئة، هي فترات لاختبار درجة إيمان الأفراد بشكل متمايز بالعلم والدين، وما يرتبط بهما من معتقدات وتصورات، ومن العادي جدا أن ينقسم أفراد المجتمع إلى ثلاثة فئات".
هذه الفئات الثلاث، حسب المتحدث لهسبريس، هي فئة تعتقد بأن العلم هو المخرج الوحيد من الأزمة، وفئة ثانية تعتقد أن الوباء عقاب إلهي وأن المخرج هو العودة إلى الدين، وفئة ثالثة تنتعش على هذين الاعتقادين معا.
وسجل أمغار أن تجارب تاريخية عديدة تنتمي للتاريخ المعاصر كشفت أن الناس يراهنون في علاجهم على العلم، "غير أن هذا الرهان لا يمنع فئات عريضة في حضور الموت والمرض والحزن واللايقين والخوف من التمسك بالدين لتقتنع بأن كل ما يجري هو خير رغم كل الأذى".
كما يستخدم الدين، بحسب أمغار، أداة للتخفيف من المعاناة والألم، وأيضا لإعطاء معنى للحياة والموت، لأن الدين في معناه العام يستجيب لهذه الحاجة بتوفير خطابات أخلاقية ومعيارية.
واستنتج أستاذ علم الاجتماع أنه من العادي في هذه الفترة التي تتسم بالقلق والخوف نتيجة اللايقين والمجهولية التي يسببها "كوفيد-19"، أن تنتعش الخطابات الدينية بازدياد عدد المقاولين الدينين الذين يستثمرون بشكل انتهازي في هذه الأزمات للترويج لبعض المتعقدات ومحاولة تأكيدها.
وأردف أمغار أن "هناك من يعيد إحياء أساطير المخلصين بازدياد عدد المدعين الذين يزعمون أن لهم القدرة على تخليص الإنسان من تجربة الألم التي يعيشها، وإنقاد البشرية بشكل سحري أو ميتافزيقي من حالتي القلق والخوف اللتين تؤرقانها".
وختم المتحدث بالقول: "إننا اليوم أمام مفارقة غريبة نأمل أن تنتهي، هي أننا أمام علماء بأياد بطيئة، لأن العلماء المتخصصين في مكافحة الفيروسات لم يستطيعوا إلى حدود الساعة إيجاد لقاح أو دواء يقضي على جائحة كورونا، وهذا يرجع إلى طبيعة العلوم الدقيقة التي تتسم بالبطء نتيجة الخطوات المختبرية الطويلة التي تبتدئ بالتشخيص وتمر بتجارب اكلي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ية على الحيوانات ثم على الإنسان ثم تنتهي بالإعلان عن دواء أو لقاح فعال. وفي المقابل، في الجهة الأخرى يتواجد مقاولون دينيون بأفواه مفتوحة وأياد ميتة ينتجون خطابات سريعة، وهذا يرجع إلى طبيعة الدين الذي يتأسس على يقينيات مطلقة".
هسبريس – نور الدين إكجان
10-أبريل-2020 22:50
كثيرة هي العوارض التي جاء بها فيروس كورونا على مستوى العالم؛ فموازاة مع حالة الهلع المنتشرة في صفوف الناس، تتصدر مقاطع أشخاص مضطربين مواقع التواصل الاجتماعي، يظهرون فيها مقتنعين بظهور المهدي أو قيام المسيح، وغيرها من الروايات الدينية.
ولم يقتصر الأمر على منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هذه المرة، بل امتد إلى ساحة تايم سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، حيث ظهر شخص بملابس رثة يحذر السكان من المعاصي، ويتبنى ظهور المسيح قريبا، مطالبا بتوبة جماعية لرفع جائحة كورونا.
وفي المغرب أيضا، استثمرت بعض المواقع الإلكترونية اضطرابات نفسية لدى شخص من مدينة الصويرة يدعي أنه ابراهيم الخليل جاء من أجل تخليص المغرب من الشرور المحدقة به، التي تتمثل في انتشار فيروس كورونا، حسب أقواله.
وفي مصر، انتشر مقطع فيديو بشكل لافت، يبث أقوال شخص يدعي أنه المهدي المنتظر، كما يدعو الناس إلى العودة إلى جادة الصواب. وهي مقاطع غالبا ما تتفرق التعاليق عليها بين السخرية ومطالبة السلطات بمعاينة الحالة الصحية لهؤلاء وإبعادهم عن الناس إلى حين.
وبالنسبة لمولود أمغار، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاضي عياض، فهذه الحالات والوقائع معزولة، إلا أنها تلقى متابعة واسعة من طرف فئات عريضة من مختلف بقاع العالم، لكن ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار هو أن المتابعة الواسعة لا تعكس حقيقة تصديق الأفراد لها.
وقال أمغار في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "في كثير من الأحيان، هذه الادعاءات ذات الطابع الديني التي تخترق على الأقل الديانات التوحيدية، تتحول إلى مواد للسخرية على شبكات التواصل الاجتماعي".
وأضاف الأستاذ الجامعي أن "فترات الأزمة، خصوصا التي ترتبط بالأوبئة، هي فترات لاختبار درجة إيمان الأفراد بشكل متمايز بالعلم والدين، وما يرتبط بهما من معتقدات وتصورات، ومن العادي جدا أن ينقسم أفراد المجتمع إلى ثلاثة فئات".
هذه الفئات الثلاث، حسب المتحدث لهسبريس، هي فئة تعتقد بأن العلم هو المخرج الوحيد من الأزمة، وفئة ثانية تعتقد أن الوباء عقاب إلهي وأن المخرج هو العودة إلى الدين، وفئة ثالثة تنتعش على هذين الاعتقادين معا.
وسجل أمغار أن تجارب تاريخية عديدة تنتمي للتاريخ المعاصر كشفت أن الناس يراهنون في علاجهم على العلم، "غير أن هذا الرهان لا يمنع فئات عريضة في حضور الموت والمرض والحزن واللايقين والخوف من التمسك بالدين لتقتنع بأن كل ما يجري هو خير رغم كل الأذى".
كما يستخدم الدين، بحسب أمغار، أداة للتخفيف من المعاناة والألم، وأيضا لإعطاء معنى للحياة والموت، لأن الدين في معناه العام يستجيب لهذه الحاجة بتوفير خطابات أخلاقية ومعيارية.
واستنتج أستاذ علم الاجتماع أنه من العادي في هذه الفترة التي تتسم بالقلق والخوف نتيجة اللايقين والمجهولية التي يسببها "كوفيد-19"، أن تنتعش الخطابات الدينية بازدياد عدد المقاولين الدينين الذين يستثمرون بشكل انتهازي في هذه الأزمات للترويج لبعض المتعقدات ومحاولة تأكيدها.
وأردف أمغار أن "هناك من يعيد إحياء أساطير المخلصين بازدياد عدد المدعين الذين يزعمون أن لهم القدرة على تخليص الإنسان من تجربة الألم التي يعيشها، وإنقاد البشرية بشكل سحري أو ميتافزيقي من حالتي القلق والخوف اللتين تؤرقانها".
وختم المتحدث بالقول: "إننا اليوم أمام مفارقة غريبة نأمل أن تنتهي، هي أننا أمام علماء بأياد بطيئة، لأن العلماء المتخصصين في مكافحة الفيروسات لم يستطيعوا إلى حدود الساعة إيجاد لقاح أو دواء يقضي على جائحة كورونا، وهذا يرجع إلى طبيعة العلوم الدقيقة التي تتسم بالبطء نتيجة الخطوات المختبرية الطويلة التي تبتدئ بالتشخيص وتمر بتجارب اكلي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*ية على الحيوانات ثم على الإنسان ثم تنتهي بالإعلان عن دواء أو لقاح فعال. وفي المقابل، في الجهة الأخرى يتواجد مقاولون دينيون بأفواه مفتوحة وأياد ميتة ينتجون خطابات سريعة، وهذا يرجع إلى طبيعة الدين الذي يتأسس على يقينيات مطلقة".