حلـم الله ولطفــه
=================
قال الله تعالى :
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖفَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
سورة يونس:11
يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده : أنه لا يستجيب لهم إذا دعوا على أنفسهم أو أموالهم أو أولادهم
في حال ضجرهم وغضبهم ، وأنه يعلم منهم عدم القصد إلى إرادة ذلك ،فلهذا لا يستجيب لهم
- والحالة هذه - لطفا ورحمة ، كما يستجيب لهم إذا دعوا لأنفسهم أو لأموالهم وأولادهم بالخير والبركة والنماء ؛
ولهذا قال : (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم )
أي : لو استجاب لهم كل ما دعوه به في ذلك ، لأهلكهم ، ولكن لا ينبغي الإكثار من ذلك ،
كما جاء في الحديث الذي حدثنا جابر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ ، ولا تدعُوا على أولادِكم ، ولا تدعوا على خدمِكم ، ولا تدعوا على أموالِكم ،
لا تُوَافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم" .صححه الألباني
وقال مجاهد في تفسير هذه الآية : (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير)
هو قول الإنسان لولده وماله إذا غضب عليه :
" اللهم لا تبارك فيه والعنه" .
فلو يعجل لهم الاستجابة في ذلك ، كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم.
بتصرف من تفسير ابن كثير