ﺩﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ( 1 )
----------------------------------------
ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﻘﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺠﻤﻴﻞ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ، ﻭﻧﺸﺮ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻓﺎﺭﺱ، ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻟﻔًﺎ ﻭﺳﺘًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ . ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻭﻳﻞَ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ " : ﺑَﻴْﻨَﻤَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺑِﺌْﺮٍ ﺃَﻧْﺰِﻉُ ﻣِﻨْﻬَﺎ، ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮٍ ﻭَﻋُﻤَﺮُ، ﻓَﺄَﺧَﺬَ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮٍ ﺍﻟﺪَّﻟْﻮَ، ﻓَﻨَﺰَﻉَ ﺫَﻧُﻮﺑًﺎ ﺃَﻭْ ﺫَﻧُﻮﺑَﻴْﻦِ ( ﺍﻟﺪﻟﻮ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﻣﺎﺀ ) ، ﻭَﻓِﻰ ﻧَﺰْﻋِﻪِ ﺿَﻌْﻒٌ، ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻐْﻔِﺮُ ﻟَﻪُ . ﺛُﻢَّ ﺃَﺧَﺬَﻫَﺎ ﺍﺑْﻦُ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻣِﻦْ ﻳَﺪِ ﺃَﺑِﻰ ﺑَﻜْﺮٍ، ﻓَﺎﺳْﺘَﺤَﺎﻟَﺖْ ﻓِﻲ ﻳَﺪِﻩِ ﻏَﺮْﺑًﺎ ( ﺩﻟﻮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺔ ) ، ﻓَﻠَﻢْ ﺃَﺭَ ﻋَﺒْﻘَﺮِﻳًّﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻳَﻔْﺮِﻱ ﻓَﺮْﻳَﻪُ ( ﻳﻘﻮَﻯ ﻗﻮﺗﻪ ) ، ﻓَﻨَﺰَﻉَ ﺣَﺘَّﻰ ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﻌَﻄَﻦٍ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻤﺮ، ﻟﻴﻌﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺑﻪ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ " : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ " ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﻭﻕ .
ﻓﺈﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻳﻨﺎ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺗﺪﻳﻨﺎ، ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .- ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﺑَﻴْﻨَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻧَﺎﺋِﻢٌ، ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻗُﻤُﺺٌ، ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﺎ ﻳَﺒْﻠُﻎُ ﺍﻟﺜُّﺪِﻱَّ، ﻭَﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﺎ ﻳَﺒْﻠُﻎُ ﺩُﻭﻥَ ﺫَﻟِﻚَ . ﻭَﻣَﺮَّ ﻋُﻤَﺮُ ﺑْﻦُ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗَﻤِﻴﺺٌ ﻳَﺠُﺮُّﻩُ ."
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ : ﻣَﺎﺫَﺍ ﺃَﻭَّﻟْﺖَ ﺫَﻟِﻚَ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ؟ . ﻗَﺎﻝَ : ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺸﺪﺓ ﺗﺪﻳﻨﻪ . ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻣﺎ ﻟﻘﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﻂ ﺳﺎﻟﻜﺎ ﻓﺠﺎ ﺇﻻ ﺳﻠﻚ ﻓﺠﺎ ﻏﻴﺮ ﻓﺠﻚ " ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﺃﺭﺣﻢ ﺃﻣﺘﻲ ﺑﺄﻣﺘﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﺷﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ "
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺧﻄﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ " : ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﻭِﺭﺩﻩ ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﺎﻣﺎ
."
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ " : ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮ ﺃﺧﺬ ﺗِﺒْﻨَﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻨﺔ ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻙ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻟﻴﺖ ﺃﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﺪﻧﻲ ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴﺎً ﻣﻨﺴﻴﺎً ."
ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﻠﻤﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ . ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺫﻫﺐ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ " : ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﻋﻤﺮ، ﻓﺨﺬﻭﺍ ﺑﻪ ." ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻓﺤﻴَّﻬَﻼَ ﺑﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻓﻘﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻠﻬﻤﺎ ﺫﺍ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﺮﺍﺳﺔ ، ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﺂﻻﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻴﻤَﺎ ﻗَﺒْﻠَﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻷُﻣَﻢِ ﻣُﺤَﺪَّﺛُﻮﻥَ ( ﻣﻠﻬﻤﻮﻥ ) ﻓَﺈِﻥْ ﻳَﻚُ ﻓِﻲ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺃَﺣَﺪٌ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻋُﻤَﺮُ . "
ﺑﻞ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺭﻓﻌﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻼﻣﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﻧﺒﻲ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻤﺮَ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ "
ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ " : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﻠﺒﻪ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - - ﺃﻳﻀﺎ " :- ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﻗﻂ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮ، ﺇﻻ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ "
ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺍﺿﻊ .
ﻗَﺎﻝَ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋُﻤَﺮُ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻭَﺍﻓَﻘْﺖُ ﺭَﺑِّﻲ ﻓِﻲ ﺛَﻼَﺙٍ
ﻓَﻘُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ، ﻟَﻮِ ﺍﺗَّﺨَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻦْ ﻣَﻘَﺎﻡِ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻣُﺼَﻠًّﻰ، ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ : ﴿ ﻭَﺍﺗَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﻣَﻘَﺎﻡِ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻣُﺼَﻠًّﻰ ﴾
ﻭَﺁﻳَﺔُ ﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺏِ، ﻗُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﻟَﻮْ ﺃَﻣَﺮْﺕَ ﻧِﺴَﺎﺀَﻙَ ﺃَﻥْ ﻳَﺤْﺘَﺠِﺒْﻦَ، ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻳُﻜَﻠِّﻤُﻬُﻦَّ ﺍﻟْﺒَﺮُّ ﻭَﺍﻟْﻔَﺎﺟِﺮُ . ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ ﺁﻳَﺔُ ﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺏِ .
ﻭَﺍﺟْﺘَﻤَﻊَ ﻧِﺴَﺎﺀُ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓِﻲ ﺍﻟْﻐَﻴْﺮَﺓِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ، ﻓَﻘُﻠْﺖُ ﻟَﻬُﻦَّ :
ﻋَﺴَﻰ ﺭَﺑُّﻪُ ﺇِﻥْ ﻃَﻠَّﻘَﻜُﻦَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺒَﺪِّﻟَﻪُ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟًﺎ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻣِﻨْﻜُﻦَّ، ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻵﻳَﺔُ "
ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﺪﻻ ، ﻓﻘﺪ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ، ﻭﻣﺎ ﺍﺣﺘﻜﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺑﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ " .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﺮﻙ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﺮﻙ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺗَﻘَﺮْﻗَﺮَ ﺑﻄﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ( ﻋﺎﻡ ﻣﺠﺎﻋﺔ ) ، ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣَﺮَﻡَ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﻤﻦ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻨﻘﺮ ﺑﻄﻨﻪ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ."
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﺘﺤًﺎ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻧﺼﺮًﺍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺭﺣﻤﺔ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﺒﻼﺀ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﺭﺑﻊ ﻧﻌﻢ : ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ ، ﻭﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻋﻈﻢُ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺇﺫ ﻟﻢ ﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻪ ، ﻭﺇﺫ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ " .
ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺗﻤﺔُ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺠﻮﺳﻲ ﻏﺎﺩﺭ، ﻳﺪﻋﻰ ﺃﺑﺎ ﻟﺆﻟﺆﺓ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻜﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ . ﴿ ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﺳَﻮَﺍﺀً ﴾
ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﺃﻋﺪﺍﺀُ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﻗﺒﺮﺍ ﻭﻫﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ، ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﻬﺪﺍ ﺗﺬﻛﺎﺭﻳﺎ ، ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ، ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ
----------------------------------------
ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﺮﻋﻮﺍ ﻟﻪ ﺣﻘﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺠﻤﻴﻞ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ، ﻭﻧﺸﺮ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﻓﺎﻕ ، ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﺃﺭﻣﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻓﺎﺭﺱ، ﺣﺘﻰ ﻗﻴﻞ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﺑﻠﻐﺖ ﺃﻟﻔًﺎ ﻭﺳﺘًﺎ ﻭﺛﻼﺛﻴﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﺩﻭﻟﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ . ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﺄﻭﻳﻞَ ﺭﺅﻳﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ " : ﺑَﻴْﻨَﻤَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺑِﺌْﺮٍ ﺃَﻧْﺰِﻉُ ﻣِﻨْﻬَﺎ، ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮٍ ﻭَﻋُﻤَﺮُ، ﻓَﺄَﺧَﺬَ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮٍ ﺍﻟﺪَّﻟْﻮَ، ﻓَﻨَﺰَﻉَ ﺫَﻧُﻮﺑًﺎ ﺃَﻭْ ﺫَﻧُﻮﺑَﻴْﻦِ ( ﺍﻟﺪﻟﻮ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﺔ ﻣﺎﺀ ) ، ﻭَﻓِﻰ ﻧَﺰْﻋِﻪِ ﺿَﻌْﻒٌ، ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻐْﻔِﺮُ ﻟَﻪُ . ﺛُﻢَّ ﺃَﺧَﺬَﻫَﺎ ﺍﺑْﻦُ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻣِﻦْ ﻳَﺪِ ﺃَﺑِﻰ ﺑَﻜْﺮٍ، ﻓَﺎﺳْﺘَﺤَﺎﻟَﺖْ ﻓِﻲ ﻳَﺪِﻩِ ﻏَﺮْﺑًﺎ ( ﺩﻟﻮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺔ ) ، ﻓَﻠَﻢْ ﺃَﺭَ ﻋَﺒْﻘَﺮِﻳًّﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻳَﻔْﺮِﻱ ﻓَﺮْﻳَﻪُ ( ﻳﻘﻮَﻯ ﻗﻮﺗﻪ ) ، ﻓَﻨَﺰَﻉَ ﺣَﺘَّﻰ ﺿَﺮَﺏَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺑِﻌَﻄَﻦٍ " ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻤﺮ، ﻟﻴﻌﺰ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻘﻮﻱ ﺑﻪ ﺷﻮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ " : ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻋﺰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ " ﻭﻓﺮﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﻔﺎﺭﻭﻕ .
ﻓﺈﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻳﻨﺎ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺗﺪﻳﻨﺎ، ﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .- ﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﺑَﻴْﻨَﺎ ﺃَﻧَﺎ ﻧَﺎﺋِﻢٌ، ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻗُﻤُﺺٌ، ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﺎ ﻳَﺒْﻠُﻎُ ﺍﻟﺜُّﺪِﻱَّ، ﻭَﻣِﻨْﻬَﺎ ﻣَﺎ ﻳَﺒْﻠُﻎُ ﺩُﻭﻥَ ﺫَﻟِﻚَ . ﻭَﻣَﺮَّ ﻋُﻤَﺮُ ﺑْﻦُ ﺍﻟْﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻭَﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻗَﻤِﻴﺺٌ ﻳَﺠُﺮُّﻩُ ."
ﻗَﺎﻟُﻮﺍ : ﻣَﺎﺫَﺍ ﺃَﻭَّﻟْﺖَ ﺫَﻟِﻚَ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ؟ . ﻗَﺎﻝَ : ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻄﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﺸﺪﺓ ﺗﺪﻳﻨﻪ . ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻣﺎ ﻟﻘﻴﻚ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻗﻂ ﺳﺎﻟﻜﺎ ﻓﺠﺎ ﺇﻻ ﺳﻠﻚ ﻓﺠﺎ ﻏﻴﺮ ﻓﺠﻚ " ﻭﻗﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﺃﺭﺣﻢ ﺃﻣﺘﻲ ﺑﺄﻣﺘﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺃﺷﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺮ "
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺧﻄﺎﻥ ﺃﺳﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ " : ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﻤﺮ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﻭِﺭﺩﻩ ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺎﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﺎﻣﺎ
."
ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺭﺑﻴﻌﺔ " : ﺭﺃﻳﺖ ﻋﻤﺮ ﺃﺧﺬ ﺗِﺒْﻨَﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻘﺎﻝ :
" ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺒﻨﺔ ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻙ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻟﻴﺖ ﺃﻣﻲ ﻟﻢ ﺗﻠﺪﻧﻲ ، ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻧﺴﻴﺎً ﻣﻨﺴﻴﺎً ."
ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﻠﻤﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻫﻞ ﺯﻣﺎﻧﻪ . ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺇﻧﻲ ﻷﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺫﻫﺐ ﺑﺘﺴﻌﺔ ﺃﻋﺸﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ " : ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﻓﺎﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻊ ﻋﻤﺮ، ﻓﺨﺬﻭﺍ ﺑﻪ ." ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ ﻓﺤﻴَّﻬَﻼَ ﺑﻌﻤﺮ ﺇﻥ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻓﻘﻬﻨﺎ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﻠﻬﻤﺎ ﺫﺍ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻓﺮﺍﺳﺔ ، ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻣﺂﻻﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻗﺒﻞ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻴﻤَﺎ ﻗَﺒْﻠَﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻷُﻣَﻢِ ﻣُﺤَﺪَّﺛُﻮﻥَ ( ﻣﻠﻬﻤﻮﻥ ) ﻓَﺈِﻥْ ﻳَﻚُ ﻓِﻲ ﺃُﻣَّﺘِﻲ ﺃَﺣَﺪٌ ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻋُﻤَﺮُ . "
ﺑﻞ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺭﻓﻌﻪ ﻣﻘﺎﻣﺎ ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻼﻣﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ، ﻓﻘﺎﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " :- ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪﻱ ﻧﺒﻲ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻤﺮَ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ "
ﻋﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ " : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻭﻗﻠﺒﻪ "
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - - ﺃﻳﻀﺎ " :- ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺮ ﻗﻂ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﺮ، ﺇﻻ ﻧﺰﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ "
ﻓﻼ ﻋﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﻮﺍﺿﻊ .
ﻗَﺎﻝَ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋُﻤَﺮُ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻭَﺍﻓَﻘْﺖُ ﺭَﺑِّﻲ ﻓِﻲ ﺛَﻼَﺙٍ
ﻓَﻘُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ، ﻟَﻮِ ﺍﺗَّﺨَﺬْﻧَﺎ ﻣِﻦْ ﻣَﻘَﺎﻡِ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻣُﺼَﻠًّﻰ، ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ : ﴿ ﻭَﺍﺗَّﺨِﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﻣَﻘَﺎﻡِ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻣُﺼَﻠًّﻰ ﴾
ﻭَﺁﻳَﺔُ ﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺏِ، ﻗُﻠْﺖُ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﻟَﻮْ ﺃَﻣَﺮْﺕَ ﻧِﺴَﺎﺀَﻙَ ﺃَﻥْ ﻳَﺤْﺘَﺠِﺒْﻦَ، ﻓَﺈِﻧَّﻪُ ﻳُﻜَﻠِّﻤُﻬُﻦَّ ﺍﻟْﺒَﺮُّ ﻭَﺍﻟْﻔَﺎﺟِﺮُ . ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ ﺁﻳَﺔُ ﺍﻟْﺤِﺠَﺎﺏِ .
ﻭَﺍﺟْﺘَﻤَﻊَ ﻧِﺴَﺎﺀُ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓِﻲ ﺍﻟْﻐَﻴْﺮَﺓِ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ، ﻓَﻘُﻠْﺖُ ﻟَﻬُﻦَّ :
ﻋَﺴَﻰ ﺭَﺑُّﻪُ ﺇِﻥْ ﻃَﻠَّﻘَﻜُﻦَّ ﺃَﻥْ ﻳُﺒَﺪِّﻟَﻪُ ﺃَﺯْﻭَﺍﺟًﺎ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻣِﻨْﻜُﻦَّ، ﻓَﻨَﺰَﻟَﺖْ ﻫَﺬِﻩِ ﺍﻵﻳَﺔُ "
ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻋﺪﻻ ، ﻓﻘﺪ ﺳﺎﺭﺕ ﺑﻌﺪﻟﻪ ﺍﻟﺮﻛﺒﺎﻥ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻗﺎﺽ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ، ﻭﻣﺎ ﺍﺣﺘﻜﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣﻦ ﺳﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ، ﻓﻠﻴﺄﺧﺬ ﺑﻘﻮﻝ ﻋﻤﺮ " .
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻜﻤﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻀﺮﻙ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻭﺇﻳﺎﻙ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ، ﻭﺇﻥ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻔﻌﻚ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻀﺮﻙ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺃﻧﺲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﺗَﻘَﺮْﻗَﺮَ ﺑﻄﻦ ﻋﻤﺮ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﺓ ( ﻋﺎﻡ ﻣﺠﺎﻋﺔ ) ، ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺣَﺮَﻡَ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺴﻤﻦ . ﻗﺎﻝ : ﻓﻨﻘﺮ ﺑﻄﻨﻪ ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﻴﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ."
ﻗﺎﻝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻡ ﻋﻤﺮ ﻓﺘﺤًﺎ
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﺠﺮﺗﻪ ﻧﺼﺮًﺍ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺭﺣﻤﺔ ."
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ " :- ﻣﺎ ﺍﺑﺘﻠﻴﺖ ﺑﺒﻼﺀ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻪ ﺃﺭﺑﻊ ﻧﻌﻢ : ﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻲ ، ﻭﺇﺫ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻋﻈﻢُ ﻣﻨﻪ ، ﻭﺇﺫ ﻟﻢ ﺃﺣﺮﻡ ﺍﻟﺮﺿﺎ ﺑﻪ ، ﻭﺇﺫ ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻋﻠﻴﻪ " .
ﻭﻣﻦ ﺍﻻﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻤﺮ، ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺗﻤﺔُ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺷﻬﻴﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺠﻮﺳﻲ ﻏﺎﺩﺭ، ﻳﺪﻋﻰ ﺃﺑﺎ ﻟﺆﻟﺆﺓ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺜﻞ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻀﻤﺮ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﺍﻟﺒﻐﻀﺎﺀ، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻜﻦ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ . ﴿ ﻭَﺩُّﻭﺍ ﻟَﻮْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ ﻛَﻤَﺎ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﺘَﻜُﻮﻧُﻮﻥَ ﺳَﻮَﺍﺀً ﴾
ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﻭﺍﻓﺾ ﺃﻋﺪﺍﺀُ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﻮﺳﻲ ﻗﺒﺮﺍ ﻭﻫﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ، ﺑﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺸﻬﺪﺍ ﺗﺬﻛﺎﺭﻳﺎ ، ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻪ ﻭﻳﻌﻈﻤﻮﻧﻪ ، ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻥ