]ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ , ﻻ ﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻋﻠﻤﻪ .
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺠﻠﺐ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ :
ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﺐ , ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﺝ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ , ﻻ ﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻋﻠﻤﻪ .
ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺛﻤﺮﺓ ﻋﻠﻤﻪ : ﻫﺪﻳﻪ ﻭﺳﻤﺘﻪ , ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻣﺰﺝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺮﻗﺔ ﻗﻠﺒﻚ .
ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺟﺰﺍﺀ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻩ :
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﺃﺟﺎﺑﻪ , ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﻠﻬﺎ , ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺮﻫﺎ , ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺟﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ , ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﺛﻮﺍﺑﻪ , ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺘﻚ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻟﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻗﻂ .
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ :
ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﺃﻥ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ , ﻷﻧﻲ ﺃﺷﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻱ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ , ﻭﺃﺷﺎﻓﻪ ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻲ ﺧﻠﻘﺎً ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺑﻌﺪ , ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺨﻬﻢ ,
ﻓﺘﺼﻨﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ .., ﺑﺬﺭ ﻳﻜﺜﺮ ﺭﻳﻌﻪ , ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻧﻔﻌﻪ .
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ , ﺇﻥ ﻭﻓﻖ ﻟﻠﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ , ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺟﻤﻊ ﺷﻲﺀ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻜﺸﻔﻬﺎ , ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻓﺮﻕ , ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺐ ﻣﺎ ﺷﺘﺖ , ﺃﻭ ﻳﺸﺮﺡ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻞ , ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ .
ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻨﺘﻔﻊُ ﺑﻬﺎ :
ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﻌﺎً ﻛﺎﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺰﺍﻫﺪ .
ﻓﻴﺎ ﻟﻠﻌﺰﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﻟﺬﻫﺎ , ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻛﺪﺭ ﻏﻴﺒﺔ , ﻭﺁﻓﺎﺕ ﺗﺼﻨﻊ .... ﻭﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﺧﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ , ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻐﻮﻻً ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ , ﻓﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻭﺁﺧﺮﺗﻪ
ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ , ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﻛﻔﻰ .
ﺛﻢ ﻻ ﻋﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺰﺍﻫﺪ , ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﻳﺤﺴﻨﺎﻥ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻌﻠﻤﻪ ﻣﺆﻧﺴﻪ , ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻣﺤﺪﺛﻪ , ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻘﻮﻣﻪ , ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﺮﺟﺘﻪ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﺃﻧﻴﺴﻪ .
ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺭﺟﻼﻥ ﻗﺪ ﺳﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻤﺎ .
ﺑﻞ ﻫﻤﺎ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻠﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ , ﻭﻋﻠﻢ ﻟﻠﺴﺎﻟﻜﻴﻦ , ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻜﻼﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ , ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻣﻮﻋﻈﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﻣﻊ , ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﻫﻴﺒﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻊ .
ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻔﻒ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ :
ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ , ﻭﻻ ﺃﺗﺨﺎﻳﻞ ﺇﻻ ﺑﻠﻰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ , ﻓﺄﺣﺰﻥ ﻟﺬﻟﻚ , ﻓﻤﺮﺕ ﺑﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻲ ﻭﻻ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ . ﻣﻨﻬﺎ : ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺜﻪ »
ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ , ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ , ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﻔﻜﻚ ﻭﻓﺴﺪ , ﻭﺳﻴﺒﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﻩ .
ﻭﻟﺘﺴﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺰﻥ , ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻟﻸﺣﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ .
ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ :
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ..., ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ : ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻻ ﻳﺘﻌﻨﻰ .
ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻳﻔﻮﺗﻪ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ ﺣﺮﻡ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ , ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ , ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﺤﺒﻮﺏ , ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﺋﻴﻬﻢ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻞ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺧﻼﺻﺎً ﻳﺨﻠﺼﻨﺎ , ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﻳﺒﻄﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ .
ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎﺭ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻟﻴﻌﺘﺒﺮ ﺑﻬﺎ , ﻓﻤﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ : ﺍﻟﻘﻤﺮ , ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺛﻢ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﺪﺭﺍً , ﺛﻢ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﺎﻧﻤﺤﺎﻕ , ﻭﻗﺪ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪﻩ ﻛﺎﻟﻜﺴﻮﻑ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺃﻭﻟﻪ ﻧﻄﻔﺔ , ﺛﻢ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ , ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻢَّ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ , ﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ , ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ , ﻛﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ .
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ :
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺇﻥ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻣﺮﻭﺀﺗﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ , ﻭﺣﻔﻆ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼﻝ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ , ﻭﺗﺼﻮﺭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺰﻡ
* ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻮ ﺍﻟﻬﻤﺔ , ﻭﺍﻟﺮﺍﺿﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﻥ ﺩﻧﻲﺀ .
* ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌُﺪﺓ ﻟﺮﺣﻴﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﻳﻔﺠﺆﻩ ﺃﻣﺮُ ﺭﺑﻪ .
* ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺻﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .. ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺪﺓ .. ﻓﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻻ ﻳﺤﺎﺑﻲ .
* ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻓﺈﻥ ﻧﺎﺭﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ .
* ﻟﻮ ﻣﻴﺰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻃﺮﻩ ﻟﺤﻈﻪ ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺴﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ... ﻳﺴﺘﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﻮﺩ , ﻭﻳﺪﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﻜﻨﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺑﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻓﻜﻢ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﺑﺈﻣﻬﺎﻝ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻞ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﻴﺊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ .
* ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﻪ ... ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﺷﺮ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻟﻠﻌﻮﺍﻗﺐ , ﻣﺤﺘﺮﺯﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻗﻮﻋﻪ , ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻁ .
* ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺳﺪﻩ .. ﺇﺫ . ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻤﺘﻪ ﺍﻵﺧﺮﺓ
* ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻻ ﻳﺘﺄﺫﻯ ﺑﻈﻬﻮﺭﻩ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺪﺑﺮ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻋﻴﺸﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﺎﻝ , ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ .
ﻛﺘﺒﻪ / ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻳﺮﺥا
ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﺠﻠﺐ ﺭﻗﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ :
ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻘﻠﺐ , ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻤﺰﺝ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺘﻪ ﻭﻫﺪﻳﻪ , ﻻ ﻻﻗﺘﺒﺎﺱ ﻋﻠﻤﻪ .
ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺛﻤﺮﺓ ﻋﻠﻤﻪ : ﻫﺪﻳﻪ ﻭﺳﻤﺘﻪ , ﻓﺎﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻣﺰﺝ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻟﺰﻫﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﺮﻗﺔ ﻗﻠﺒﻚ .
ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺟﺰﺍﺀ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻟﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﻓﻲ ﺩﻧﻴﺎﻩ :
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ : ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﺃﺟﺎﺑﻪ , ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﻠﻬﺎ , ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺆﺧﺮﻫﺎ , ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﺮﻫﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ , ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺟﻴﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺫﻫﺐ , ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻓﻴﻪ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﺛﻮﺍﺑﻪ , ﻗﺎﻝ : ﻟﻴﺘﻚ ﻟﻢ ﺗﺠﺐ ﻟﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﻗﻂ .
ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ :
ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﺃﻥ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎﻓﻬﺔ , ﻷﻧﻲ ﺃﺷﺎﻓﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻱ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ , ﻭﺃﺷﺎﻓﻪ ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻲ ﺧﻠﻘﺎً ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﺑﻌﺪ , ﻭﺩﻟﻴﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻧﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﺼﺎﻧﻴﻒ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻳﺨﻬﻢ ,
ﻓﺘﺼﻨﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ .., ﺑﺬﺭ ﻳﻜﺜﺮ ﺭﻳﻌﻪ , ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺯﻣﺎﻥ ﻧﻔﻌﻪ .
ﻓﻴﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ , ﺇﻥ ﻭﻓﻖ ﻟﻠﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﻨﻒ ﺻﻨﻒ , ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺟﻤﻊ ﺷﻲﺀ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ , ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺃﺳﺮﺍﺭ ﻳﻄﻠﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻜﺸﻔﻬﺎ , ﻓﻴﺠﻤﻊ ﻣﺎ ﻓﺮﻕ , ﺃﻭ ﻳﺮﺗﺐ ﻣﺎ ﺷﺘﺖ , ﺃﻭ ﻳﺸﺮﺡ ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻞ , ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ .
ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻨﺘﻔﻊُ ﺑﻬﺎ :
ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻧﻔﻌﺎً ﻛﺎﻟﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ , ﺧﺼﻮﺻﺎً ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺰﺍﻫﺪ .
ﻓﻴﺎ ﻟﻠﻌﺰﻟﺔ ﻣﺎ ﺃﻟﺬﻫﺎ , ﺳﻠﻤﺖ ﻣﻦ ﻛﺪﺭ ﻏﻴﺒﺔ , ﻭﺁﻓﺎﺕ ﺗﺼﻨﻊ .... ﻭﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ .
ﺧﻼ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ , ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﻐﻮﻻً ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ , ﻓﺪﺑﺮ ﺃﻣﺮ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻭﺁﺧﺮﺗﻪ
ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ , ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻄﺔ ﻛﻔﻰ .
ﺛﻢ ﻻ ﻋﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺇﻻ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﺰﺍﻫﺪ , ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﺎﻥ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﻳﺤﺴﻨﺎﻥ ﺍﻹﻓﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻌﻠﻤﻪ ﻣﺆﻧﺴﻪ , ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻣﺤﺪﺛﻪ , ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻘﻮﻣﻪ , ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﺮﺟﺘﻪ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺰﺍﻫﺪ ﺗﻌﺒﺪﻩ ﺃﻧﻴﺴﻪ .
ﻓﻬﺬﺍﻥ ﺭﺟﻼﻥ ﻗﺪ ﺳﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭﻫﻤﺎ .
ﺑﻞ ﻫﻤﺎ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻠﻤﺘﻌﺒﺪﻳﻦ , ﻭﻋﻠﻢ ﻟﻠﺴﺎﻟﻜﻴﻦ , ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻜﻼﻣﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ , ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻣﻮﻋﻈﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﻣﻊ , ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﻫﻴﺒﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻣﻊ .
ﻣﻤﺎ ﻳﺨﻔﻒ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ :
ﻣﺎ ﺯﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ , ﻭﻻ ﺃﺗﺨﺎﻳﻞ ﺇﻻ ﺑﻠﻰ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ , ﻓﺄﺣﺰﻥ ﻟﺬﻟﻚ , ﻓﻤﺮﺕ ﺑﻲ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺮ ﺑﻲ ﻭﻻ ﺃﺗﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ . ﻣﻨﻬﺎ : ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : « ﺇﻧﻤﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻃﺎﺋﺮ ﺗﻌﻠﻖ ﻓﻲ ﺷﺠﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ , ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻮﻡ ﻳﺒﻌﺜﻪ »
ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ , ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺪﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻲﺀ , ﻷﻧﻪ ﻣﺮﻛﺐ ﺗﻔﻜﻚ ﻭﻓﺴﺪ , ﻭﺳﻴﺒﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺑﻼﻩ .
ﻭﻟﺘﺴﻜﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺍﺣﺔ ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﻛﺒﻴﺮ ﺣﺰﻥ , ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻟﻸﺣﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ .
ﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ :
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻨﻴﺎﺕ ..., ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ : ﻗﻮﻟﻮﺍ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﺎﺩﻗﺎً ﻻ ﻳﺘﻌﻨﻰ .
ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺼﺪﻩ ﻳﻔﻮﺗﻪ , ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺺ ﺣﺮﻡ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ , ﻭﻟﻢ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺣﺪ , ﻭﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻣﺤﺒﻮﺏ , ﻓﻠﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﺃﻥ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺍﺋﻴﻬﻢ ﺑﻴﺪ ﻣﻦ ﻳﻌﺼﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﻌﻞ .
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﺧﻼﺻﺎً ﻳﺨﻠﺼﻨﺎ , ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺭﻳﺎﺀ ﻳﺒﻄﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﺇﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭ .
ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻟﻼﻋﺘﺒﺎﺭ :
ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺟﻌﻞ ﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻟﻴﻌﺘﺒﺮ ﺑﻬﺎ , ﻓﻤﻦ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ : ﺍﻟﻘﻤﺮ , ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺘﺪﺉ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺛﻢ ﻳﺘﻜﺎﻣﻞ ﺑﺪﺭﺍً , ﺛﻢ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﺎﻧﻤﺤﺎﻕ , ﻭﻗﺪ ﻳﻄﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺪﻩ ﻛﺎﻟﻜﺴﻮﻑ , ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻵﺩﻣﻲ ﺃﻭﻟﻪ ﻧﻄﻔﺔ , ﺛﻢ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺡ , ﻓﺈﺫﺍ ﺗﻢَّ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ , ﺛﻢ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺃﺣﻮﺍﻟﻪ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ , ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻫﺠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ , ﻛﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺴﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ .
ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ :
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﻔﻆ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺇﻥ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﺨﻠﻖ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺣﻔﻆ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻣﺮﻭﺀﺗﻪ ﺑﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ , ﻭﺣﻔﻆ ﻗﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼﻝ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ , ﻭﺗﺼﻮﺭ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻌﻤﻞ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﺍﻟﺤﺰﻡ
* ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻮ ﺍﻟﻬﻤﺔ , ﻭﺍﻟﺮﺍﺿﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﻥ ﺩﻧﻲﺀ .
* ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌُﺪﺓ ﻟﺮﺣﻴﻠﻪ , ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺘﻰ ﻳﻔﺠﺆﻩ ﺃﻣﺮُ ﺭﺑﻪ .
* ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﺻﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ .. ﻭﺇﻥ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺪﺓ .. ﻓﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻻ ﻳﺤﺎﺑﻲ .
* ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ , ﻓﺈﻥ ﻧﺎﺭﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ .
* ﻟﻮ ﻣﻴﺰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻃﺮﻩ ﻟﺤﻈﻪ ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺣﺴﺮﺓ ﻟﻤﺎ ﻗﺮﺏ ﻣﻨﻪ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ... ﻳﺴﺘﺮ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺾ ﻭﺍﻟﻮﺩ , ﻭﻳﺪﺍﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﻜﻨﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭﺍﻟﺤﻘﺪ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺑﺎﺩﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ , ﻓﻜﻢ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﺑﺈﻣﻬﺎﻝ ﺍﻟﻌﺼﺎﺓ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻞ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﻴﺊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻪ .
* ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﻪ ... ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺬﺭﻩ ﻣﻦ ﺷﺮ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﻪ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﻟﻠﻌﻮﺍﻗﺐ , ﻣﺤﺘﺮﺯﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻗﻮﻋﻪ , ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻻﺣﺘﻴﺎﻁ .
* ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﺳﺪﻩ .. ﺇﺫ . ﺫﻟﻚ ﻳﺤﺴﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻤﺘﻪ ﺍﻵﺧﺮﺓ
* ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻌﺎﻗﻞ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﺮﺍً ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻇﻬﺮ ﻻ ﻳﺘﺄﺫﻯ ﺑﻈﻬﻮﺭﻩ .
* ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻳﺪﺑﺮ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻋﻴﺸﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ... ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻤﺎﻝ , ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ .
ﻛﺘﺒﻪ / ﻓﻬﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻮﻳﺮﺥا