تطور علاقة الأم بطفلها
يشمل نمو الطفل العديد من الجوانب المادية والإجتماعية والنفسية والعاطفية والمعرفية، ومن أجل تطور الأطفال في جميع الجوانب، فإنه يجب دعمهم وتشجيعهم في جميع المجالات، وغالبا ما تكون الأم هي المسؤولة عن هذا الأمر، تميل الأم إلى أن تكون مصدر الرعاية الأول في كل من الأسر التقليدية والأسر ذات المعيل الواحد، وبحكم قضائها وقتا طويلا مع طفلها أكثر من أي شخص آخر، فإنها تحتل موقعا فريدا يمكنها من التأثير على نمو طفلها في جميع المجالات وغالبا ما تبدأ هذه العلاقة الفريدة بتعلق الطفل الشديد بأمه وارتباطه بها.
¤ إرتباط الطفل بأمه:
من المعروف أن إرتباط الطفل بأمه يبدأ في الساعات القليلة الأولى بعد الولادة، هذا الإرتباط أو تطوير الثقة بين الأم وطفلها، يبدأ من اللحظة التي يجتمع فيها الإثنان معا، وخلال هذا الوقت فإن الأم تقوم عادة بإرضاع طفلها وضمه إلى صدرها، وهذا الأمر من شأنه أن يربط الإثنين بإتصال جسدي خلال الساعات والأيام الأولى الثمينة من حياة الرضيع.
هناك الكثير من الأسباب التي تمنع الأم وطفلها من الإتصال المباشر بعد الولادة، مثل: مضاعفات الولادة أو الولادة المبكرة، والتي تستدعي الرعاية الطبية للطفل، وجود مسافة فاصلة بين الأم وطفلها لا يعني أن إرتباط الأم بطفلها لن يحدث، بل على العكس من ذلك، قد يؤدي وجود إتصال جسدي بين الأم وطفلها دون تعلق إلى وقوع عواقب طويلة الأمد.
هناك الكثير من الوقت المتوفر لإرتباط الأم بطفلها خلال الأشهر الستة الأولى أو نحو ذلك، ولذا ينبغي على الأم أن لا تشعر بأي ضغط حول وجوب تعلقها بطفلها مباشرة بعد الولادة. بدلا من ذلك، تستطيع الأم أن تبني علاقة قوية مع طفلها من خلال تلبية إحتياجاته وإكتساب ثقته على مدى عدة أشهر.
¤ الصلة بين الطفل وأمه:
عندما يكون الطفل رضيعا فإنه يدرك أن أمه هي الشخص الرئيسي الذي يلبي إحتياجاته وبهذا فإن الحلقة الأولى من هذا الإرتباط تكون قد اكتملت، وفي هذا الوقت يدرك الرضيع أيضا أنه شخص مستقل، ويبدأ في إمتحان الحدود التي تضعها له أمه.
عندما يبدأ الطفل بالإستكشاف من خلال التجربة وإرتكاب الأخطاء فإنه يدرك أن الحدود التي تضعها أمه هي لإبقائه آمنا، وذلك الأمر من شأنه أن يجعله يثق في أمه مرة أخرى، ومع هذا الإدراك والثقة الناتجة فإن المرحلة الثانية من إرتباط الأم بطفلها تكون قد إكتملت، ولكن من خلال المودة التي يظهرها كلا من الطرفين للآخر فإن الصلة بينهما سوف تتحسن كثيرا. ووفقا لواضع النظريات جون بولبي فإن هذا الإرتباط العاطفي يصبح القالب لجميع العلاقات التي يشكلها الطفل طوال حياته.
ومن الواضح أن الجهود التي تبذلها الأم في السنوات الأولى من حياة الطفل لها أهمية كبيرة.
وعلى الرغم من أن مناقشة علاقة الأم بطفلها قد تتحول بسهولة إلى موضوع نفسي أو إجتماعي عميق، فإن الأمر لا يستلزم ذلك، بدلا من ذلك، يمكن لأي مناقشة أن تتمحور حول أمر أساسي: علاقة الأم بطفلها هي أقوى علاقة في سنين الطفل الأولى وهي القالب الذي ستستند عليه علاقاته في وقت لاحق من حياته.
قد يبدو الأمر نوعا ما تخويفا للأمهات الجدد اللاتي يخشين من إرتكاب الأخطاء أو تدمير حياة أطفالهن، ولكن في معظم الحالات يكون إرتباط الطفل بأمه، ومن ثم تطوير الصلة بينهما أمر طبيعي بحت، لذلك ينبغي على الأم أن لا تقلق إذا كانت تطور علاقتها بابنها بطريقة صحيحة، ليس هناك معيار خارجي محدد ينبغي على الأم إتباعه، بدلا من ذلك، ينبغي لجميع الأمهات أن يقمن بالأمور الصائبة والطبيعية، وطالما أن الأم سعيدة فإن فرص سعادة طفلها ستكون كبيرة.
الكاتب: منى العوبثاني.
المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.
يشمل نمو الطفل العديد من الجوانب المادية والإجتماعية والنفسية والعاطفية والمعرفية، ومن أجل تطور الأطفال في جميع الجوانب، فإنه يجب دعمهم وتشجيعهم في جميع المجالات، وغالبا ما تكون الأم هي المسؤولة عن هذا الأمر، تميل الأم إلى أن تكون مصدر الرعاية الأول في كل من الأسر التقليدية والأسر ذات المعيل الواحد، وبحكم قضائها وقتا طويلا مع طفلها أكثر من أي شخص آخر، فإنها تحتل موقعا فريدا يمكنها من التأثير على نمو طفلها في جميع المجالات وغالبا ما تبدأ هذه العلاقة الفريدة بتعلق الطفل الشديد بأمه وارتباطه بها.
¤ إرتباط الطفل بأمه:
من المعروف أن إرتباط الطفل بأمه يبدأ في الساعات القليلة الأولى بعد الولادة، هذا الإرتباط أو تطوير الثقة بين الأم وطفلها، يبدأ من اللحظة التي يجتمع فيها الإثنان معا، وخلال هذا الوقت فإن الأم تقوم عادة بإرضاع طفلها وضمه إلى صدرها، وهذا الأمر من شأنه أن يربط الإثنين بإتصال جسدي خلال الساعات والأيام الأولى الثمينة من حياة الرضيع.
هناك الكثير من الأسباب التي تمنع الأم وطفلها من الإتصال المباشر بعد الولادة، مثل: مضاعفات الولادة أو الولادة المبكرة، والتي تستدعي الرعاية الطبية للطفل، وجود مسافة فاصلة بين الأم وطفلها لا يعني أن إرتباط الأم بطفلها لن يحدث، بل على العكس من ذلك، قد يؤدي وجود إتصال جسدي بين الأم وطفلها دون تعلق إلى وقوع عواقب طويلة الأمد.
هناك الكثير من الوقت المتوفر لإرتباط الأم بطفلها خلال الأشهر الستة الأولى أو نحو ذلك، ولذا ينبغي على الأم أن لا تشعر بأي ضغط حول وجوب تعلقها بطفلها مباشرة بعد الولادة. بدلا من ذلك، تستطيع الأم أن تبني علاقة قوية مع طفلها من خلال تلبية إحتياجاته وإكتساب ثقته على مدى عدة أشهر.
¤ الصلة بين الطفل وأمه:
عندما يكون الطفل رضيعا فإنه يدرك أن أمه هي الشخص الرئيسي الذي يلبي إحتياجاته وبهذا فإن الحلقة الأولى من هذا الإرتباط تكون قد اكتملت، وفي هذا الوقت يدرك الرضيع أيضا أنه شخص مستقل، ويبدأ في إمتحان الحدود التي تضعها له أمه.
عندما يبدأ الطفل بالإستكشاف من خلال التجربة وإرتكاب الأخطاء فإنه يدرك أن الحدود التي تضعها أمه هي لإبقائه آمنا، وذلك الأمر من شأنه أن يجعله يثق في أمه مرة أخرى، ومع هذا الإدراك والثقة الناتجة فإن المرحلة الثانية من إرتباط الأم بطفلها تكون قد إكتملت، ولكن من خلال المودة التي يظهرها كلا من الطرفين للآخر فإن الصلة بينهما سوف تتحسن كثيرا. ووفقا لواضع النظريات جون بولبي فإن هذا الإرتباط العاطفي يصبح القالب لجميع العلاقات التي يشكلها الطفل طوال حياته.
ومن الواضح أن الجهود التي تبذلها الأم في السنوات الأولى من حياة الطفل لها أهمية كبيرة.
وعلى الرغم من أن مناقشة علاقة الأم بطفلها قد تتحول بسهولة إلى موضوع نفسي أو إجتماعي عميق، فإن الأمر لا يستلزم ذلك، بدلا من ذلك، يمكن لأي مناقشة أن تتمحور حول أمر أساسي: علاقة الأم بطفلها هي أقوى علاقة في سنين الطفل الأولى وهي القالب الذي ستستند عليه علاقاته في وقت لاحق من حياته.
قد يبدو الأمر نوعا ما تخويفا للأمهات الجدد اللاتي يخشين من إرتكاب الأخطاء أو تدمير حياة أطفالهن، ولكن في معظم الحالات يكون إرتباط الطفل بأمه، ومن ثم تطوير الصلة بينهما أمر طبيعي بحت، لذلك ينبغي على الأم أن لا تقلق إذا كانت تطور علاقتها بابنها بطريقة صحيحة، ليس هناك معيار خارجي محدد ينبغي على الأم إتباعه، بدلا من ذلك، ينبغي لجميع الأمهات أن يقمن بالأمور الصائبة والطبيعية، وطالما أن الأم سعيدة فإن فرص سعادة طفلها ستكون كبيرة.
الكاتب: منى العوبثاني.
المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.