عند كتابة بحث عن عيد الأم فإنّه سيتمّ التطرّق إلى إحدى أهمّ المناسبات السنويّة التي يتذكّر فيها الناس الأمهات في جميع أرجاء العالم، وتبدأ الكلمات الدافئة تنطلق من الأبناء إلى أمّهاتهم، ويلتقطون معهنَّ الصور التي تبقى خالدة في الأذهان إلى حين يجيء عيد الأم في العام الذي يليه، وتُمثِّلُ الأم ركيزةً أساسيّة في حياة كلّ إنسان، فهي شريان الحياة، ومنبع الدفء والأمان، والتي يلجأ إليها الإنسان حين يصيبه أيّ مكروه أو تهمُّ به أي مصيبة، وهي أول من يمسح الدموع، ومن يضحي باالنفيس لتكونَ حياة الأبناء بأفضلِ حالٍ ممكنة. ولا بدّ عند كتابة بحث عن عيد الأم الإتيانُ على ذكر اليوم السنويّ الذي تم تخصيصُه للاحتفاء بالأم والأمومة، وهو الحادي والعشرون من شهر مارس/آذار من كلّ عام، ويسمّى هذا اليوم في اللغة الإنجليزيّة Mother's Day، وقد تمّ استحداث هذا اليوم في بدايات القرن العشرين بعد تجاهل العديد من الأبناء لأمهاتهم، وإيداعهم في دور العجزة والمسنين، فخرجت فكرة استحداث يوم يتذكّر فيه الناس الأم والأمومة من قبل مجموعة من مفكِّري الغرب وأوروبّا، ومع مرور الأيام أصبح عيد الأم مناسبة يُحتفى بها في معظم دول العالم، وكان لها الأثر البارز في تقريب بعض الأبناء من أمهاتهم، وإعادة بعض قنوات الاتصال بين الأم وأبنائها بسبب تقربهم منها في هذا اليوم تحديدًا. وقد انفردت الأم في بعض الأحاديث النبوية الشريفة بمكانةٍ خاصّة جاوزت مكانة الأب، فهي أحقّ الناس بحسن الصُّحبة؛ فهي مَن رَعَت أبناءها صغارًا وصَحِبَتهم كبارًا، وسهرت الليالي الطّوال على راحتهم حتى يشتدّ عودُهم ويكونوا قادرين على الإنجاز والعطاء في هذه الحياة، كما ورد عن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- والسّلف الصالح من بعدهم العديد من القصص التي بيّنت أهمية برِّ الأم، وكيف كان هؤلاء يعاملون أمهاتهم حتى لو كانت أمهاتهم من غير المسلمين. وفي ختام كتابة بحث عن عيد الأم لا بدّ من التأكيد على ضرورة أن تكون طاعة الأمّ وبِرّها على مدار أيّام العام وألّا يقتصر هذا الأمر على عيد الأم فقط، فقد كان الدين الإسلاميّ الحنيف سبَّاقًا إلى الحثّ على البرّ بالوالدين والإحسان إليهما من خلال العديد من الآيات القرآنية الكريمة التي دعت إلى الاهتمام بالوالدين وطاعتهما والدعاء لهما، كما أتت بعض الآيات القرآنية الكريمة الأخرى على بيان المشقة التي تتكبدها الأم في الحمل والرضاعة والإنجاب للتشديد على مكانتها في حياة الإنسان وأهميّة توقيرها ورعايتها