ﺩﺭﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ
( ﺑﻨﺖ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )
ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﺃﺧﻮﻳﻬﺎ ﻋﺘﺒﺔ ﻭﻋﺘﻴﺒﺔ
ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻧﺤﺒﻬﺎ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ 1421 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭ ﻳﻄﺒﻘﻪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ﺩﺭَّﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ،
ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺃﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻨﺖ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺑﺸﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ .... ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﻭﻓﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺜﺎﺭﺍً ﻟﻺﻋﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ،
ﺗﺤﺪﺕ ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،
ﻭﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺖ ﻟﻪ ﻋﻘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﺃﺑﺎ ﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﻗﺘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻣﺸﺮﻛﺎً ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺫﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ .
ﺃﺑﺪﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺩﺣﻴﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻠﻌﺔ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺼﻮﺭﺗﻪ ، ﻓﺄﻱ ﺷﺮﻑ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺩﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻤﺖ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻧﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺭﺯﻳﻖ ﻟﺪﺭﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ :
- ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ } ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ ﻭﺗﺐ { ﻓﻤﺎ ﺗﻐﻨﻰ ﻋﻨﻚ ﻫﺠﺮﺗﻚ؟
ﻓﺄﺗﺖ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
- ﺍﺟﻠﺴﻰ .
ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﺆﺫﻭﻧﻨﻰ ﻓﻰ ﻧﺴﺒﻰ ﻭﻓﻰ ﺫﻭﻯ ﺭﺣﻤﻰ .. ؟
ﺃﻻ ﻭﻣﻦ ﺁﺫﻯ ﻧﺴﺒﻰ ﻭﺫﻭﻯ ﺭﺣﻤﻰ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﺍﻧﻰ ﻭﻣﻦ ﺁﺫﺍﻧﻰ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻯ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
- ﻻ ﻳﺆﺫﻯ ﺣﻰ ﺑﻤﻴﺖ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
- ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﺮﺃﻫﻢ ﻭﺃﺗﻘﺎﻫﻢ ﻭﺁﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺃﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﻢ .
ﻭﻗﻮﻳﺖ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﺎ .
ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﺣﻴﺎً ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻩ
ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﻭ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ
ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻭﺃﻣﻪ ﺃﻭﺃﺧﻮﺗﻪ
ﻓﻼ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺳﻌﻴﻪ
ﻭﻋﻤﻠﻪ
( ﻭﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻰ
( ﺑﻨﺖ ﻋﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )
ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﺃﺑﻮ ﻟﻬﺐ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﻄﺐ ﻭﺃﺧﻮﻳﻬﺎ ﻋﺘﺒﺔ ﻭﻋﺘﻴﺒﺔ
ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻧﺤﺒﻬﺎ ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺑﻌﺪ 1421 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻬﺎ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺩﻳﻦ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭ ﻳﻄﺒﻘﻪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻴﺔ ﺩﺭَّﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ،
ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺃﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﻨﺖ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺑﺸﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ .... ﻛﺎﻥ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﻭﻓﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭﺃﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺜﺎﺭﺍً ﻟﻺﻋﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﺠﺐ ،
ﺗﺤﺪﺕ ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﻭﺑﻴﺌﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ، ﻭﺃﻋﻠﻨﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ،
ﻭﺃﺳﻠﻤﺖ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺩﺭﺓ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺣﺎﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺩﺣﻴﺔ ﺍﻟﻜﻠﺒﻲ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺓ ﻗﺪ ﺗﺰﻭﺟﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻧﻮﻓﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻭﻗﺪ ﺃﻧﺠﺖ ﻟﻪ ﻋﻘﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﺃﺑﺎ ﻣﺴﻠﻢ ، ﻭﻗﺘﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻣﺸﺮﻛﺎً ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺑﺪﺭ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺫﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺮ .
ﺃﺑﺪﻟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺩﺣﻴﺔ ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻃﻠﻌﺔ ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺼﻮﺭﺗﻪ ، ﻓﺄﻱ ﺷﺮﻑ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺩﺭﺓ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺳﻠﻤﺖ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻧﺴﻮﺓ ﻣﻦ ﺑﻨﻰ ﺭﺯﻳﻖ ﻟﺪﺭﺓ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ :
- ﺃﻧﺖ ﺍﺑﻨﺔ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ ﻓﻴﻪ } ﺗﺒﺖ ﻳﺪﺍ ﺃﺑﻰ ﻟﻬﺐ ﻭﺗﺐ { ﻓﻤﺎ ﺗﻐﻨﻰ ﻋﻨﻚ ﻫﺠﺮﺗﻚ؟
ﻓﺄﺗﺖ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﻟﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
- ﺍﺟﻠﺴﻰ .
ﺛﻢ ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ ﺳﺎﻋﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﺎﻝ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻳﺆﺫﻭﻧﻨﻰ ﻓﻰ ﻧﺴﺒﻰ ﻭﻓﻰ ﺫﻭﻯ ﺭﺣﻤﻰ .. ؟
ﺃﻻ ﻭﻣﻦ ﺁﺫﻯ ﻧﺴﺒﻰ ﻭﺫﻭﻯ ﺭﺣﻤﻰ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﺍﻧﻰ ﻭﻣﻦ ﺁﺫﺍﻧﻰ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻯ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ :
- ﻻ ﻳﺆﺫﻯ ﺣﻰ ﺑﻤﻴﺖ .
ﻓﻘﺎﻡ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﻴﺮ؟
ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
- ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻗﺮﺃﻫﻢ ﻭﺃﺗﻘﺎﻫﻢ ﻭﺁﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺃﻧﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻭﺃﻭﺻﻠﻬﻢ ﺍﻟﺮﺣﻢ .
ﻭﻗﻮﻳﺖ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺄﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﺎ ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻬﺎ .
ﺗﻮﻓﻴﺖ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .
ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﺣﻴﺎً ﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭﻩ
ﻭﻋﺪﻡ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﺑﺎﺀ ﻭ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻝ ﺍﻻﺳﻼﻡ
ﻭﺇﻗﺮﺍﺭﻩ ﻣﺒﺪﺃ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻻ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻭﺃﻣﻪ ﺃﻭﺃﺧﻮﺗﻪ
ﻓﻼ ﺗﺰﺭ ﻭﺍﺯﺭﺓ ﻭﺯﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺳﻌﻴﻪ
ﻭﻋﻤﻠﻪ
( ﻭﺍﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺳﻌﻰ