أيها الصائمون والصائمات:
الدعاء أمر عظيم به يقترب العبد من ربه ويرتقي في الدرجات العلى,وهناك من الأدلة الكثير والكثير ونذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : << إن الله يقول : أنا عند ظن عبد ي بي أنا معه إذا دعاني >> وتعالوا بنا الآن لنقرأ هذا الحديث الجميل الذي يوضح لنا مدى عظمة الدعاء وحلاوته وكيف أن المتمسك بالذكر والدعاء فائز , بل والساعي وراء الذكر والدعاء فائز بل والحاضر لمواطن الذكر والدعاء فائز 0 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : << إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة - فضلا - يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء 0 قال : فيسألهم الله - عز وجل - وهو أعلم بهم : من أين جئتم ؟ فيقولون : جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك , و يحمدونك ويسألونك 0 قال : وماذا يسألوني ؟ قالوا : يسألونك جنتك 0 قال : وهل رأوا جنتي ؟ قالوا : أى رب 0 قال : فكيف لو رأوا جنتي ؟ قالوا : ويستجيرونك ؟ قال : مم يستجيرونني ؟ قالوا : من نارك يا رب ! قال:وهل رأوا ناري؟ قالوا لا 0 قال : فكيف لو رأوا ناري ؟ قالوا : ويستغفرونك 0 قال : فيقول : قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا 0 قال : فيقولون : رب ! فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال : فيقول : وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم وبعد هذا الحديث الطيب المبارك عظيم النفع نستطيع أن نقول : إن الدعاء والدعاء أمر جميل عظيم يرفع صاحبه ويكتبه من أهل الفوز والنجاة ولكن لنعلم جميعا أن للدعاء شروطا وله أوقات وله آداب خاصة تعالوا بنا لنراها سويا في دعاء الملائكة الأبرار0
*الدعاء المستجاب*
قال أحد العلماء ردا على السؤال الأول: أوقات الإجابة هي : ليلة القدر , يوم عرفة , شهر رمضان , وليلة الجمعة , ويوم الجمعة , وساعة الجمعة - وجوف الليل ونصف الثاني 0 وثلثه الأول وثلثه الأخير , وقت السحر وعند النداء بالصلاة وبين الأذان والإقامة والمجيب المكروب , وعند الإقامة , وعند الصف في سبيل الله , وعند التحام الحرب , ودبر الصلوات المكتوبات , وعند تلاوة القرآن لا سيما الختم , وعند شرب ماء زمزم , وصياح الديكة, واجتماع المسلمين , وفي مجالس الذكر , وعند تغميض الميت , وعند نزول الغيث , وعند الزوال في يوم الأربعاء0
ويقول ردا على السؤال الثاني : الذين يستجاب دعاؤهم : المضطر والمظلوم , والوالد على ولده , والإمام العادل , والرجل الصالح, والولد البار بوالديه , والمسافر , والصائم حين يفطر, والمسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب , والمسلم ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول دعوت فلم أجب , والتائب , ونختم هذه المسألة بقصة جميلة جدا, هذه القصة كانت مع العلامة إبراهيم ابن أدهم وإليكم نصها : مر إبراهيم ابن أدهم بسوق البصرة فاجتمع الناس إليه وقالوا : يا أبا إسحاق ما لنا ندعوا فلا يستجاب لنا 0 قال : لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء 0
*الأول : أنكم عرفتم الله فلم تؤدوا حقه 0
* الثاني : زعمتم أنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تركتم سنته 0
*الثالث : قرأتم القرآن ولم تعملوا به 0
*الرابع : أكلتم نعمة الله ولم تؤدوا شكرها.
* الخامس : قلتم : إن الجنة الحق فلم تعملوا لها 0
*السادس : قلتم : إن الشيطان عدوكم ووافقتموه
*الثامن : قلتم إن الموت حق فلم تستعدوا له 0
* التاسع : انتبهتم من النوم واشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم
هذه القصة لها أثر كبير في النفس وأرجو من الله أن نعتبر بها سويا ونعمل على التخلص من هذه الأسباب العشر فنتلاشاها من حياتنا ونسارع على تحقيق ما يخالفها حتى يستجاب لدعائنا ,اختم تلك المسألة بقول يحيى بن معاذ: من أقر لله بإساءته جاد الله عليه بمغفرته, ومن لم يمن على الله بطاعته أوصله إلى جنته,ومن أخلص لله في دعوته من الله عليه بإجابته 0
وبعد هذا الكلام الطيب تعالوا بنا لنقرأ سويا دعاء الملائكة والذي جاء في قول الحق تبارك وتعالى :{الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم* ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم*وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم *}.
فتدبروا وتمعنوا في كل كلمة من هذا الدعاء الذي هو يعتبر دعاء الملائكة ففيه نرى ثلاثة أمور هامة جدا وهي:
وسنذكرها بالتفصيل في الحلقات القادمة بمشيئة الله تعالى. 1- متى أوقات استجابة الدعاء؟ 2- من الذين يستجاب دعاؤهم؟ 0* السابع : قلتم : إن النار حق ولم تهربوا منها 0 0* العاشر : دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم 0 2- الأدب الباطن. 3- كرامة المؤمن والفوز في الآخرة . 1- حال الداعي وأدبه مع الله.
إعداد/علي الشيباني