دليل الإشهار العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

إذا كانت هذه أول زيارة لك في الإشهار العربي، نرجوا منك مراجعة قوانين المنتدى من خلال الضغط هنا وأيضاً يشرفنا انضمامك إلى أسرتنا الضخمة من خلال الضغط هنا.

descriptionمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ Emptyمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ

more_horiz
رمضان وقت خاص، وزمن معلوم، يجيء في العام كلِّه مرة واحدة، فهو كما قال الله ـ جل وجلاله ـ: ?أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ?، ويعنى هذا أن نحسن الترتيب له، ونتقن النظر إليه، وندرك معناه، ونفقه مرماه، ونفهم مغزاه، فهو مدرسة أمينة، تفتح أبوابها كل عام ثلاثين يومًا، ينضوي فيها أكثرُ من مليار ونصف من الدارسين المسلمين، يصدق منهم في التعليم مَنْ يصدق، ويتباطأ مَنْ يتباطأ، ويتخلف مَنْ يتخلف، ولكن الإنسان المسلم الواعي الحصيف هو الذي يؤهِّلُ نفسه لهذا الشهر الفضيل، ويحسن الاستعداد له، والعمل فيه، ومن مؤهلات الشهر الكريم جملة من الاستعدادات تجعل المرء أهلا لأن يكون من أتباعه، وواحدًا من أبنائه، ودارسا صادقًا من دارسيه ، منها:

* أن ينوي المرء أن يصوم رمضان كله، وذلك بعد سماع نبأ دخول الشهر وحلوله، ويكون بعد مغرب آخر يوم من شعبان، حيث يُعلن مفتي كل دولة رؤية الهلال ، فينوي المسلم أن يصوم الشهر كله، وعليه كذلك قبل أذان فجر كلِّ يوم أن يُبَيِّتَ النية لصيام ذلك اليوم، ويستحضر ذلك كل يوم ليعايش الشهر، ويشعر بمعنى: "إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى..." .

* أن ينظم وقته بين الصلوات المفروضة ، والمسنونة ، وإذا كان قد حدث تكاسلٌ في غير أيام رمضان ، فيمكنه أن يتدارك ذلك في رمضان، كصلاة الضحى ، ورَغِيبة الفجر، والصلوات المستحبة، ونحوها مما يزيد من ثواب الإنسان، ويرقُّ معه القلب، ويصفو من خلاله الفؤاد، وترتقي بفِعْله والحرص عليه النفس، والرجال يصلون في المساجد حيث الجماعات وثوابها، والنساء يصلِّينَ عقب سماع الأذان مباشرة ، وألا يؤخِّرْنَ الصلاة بحجة أعمال البيت وترتيب الأثاث، وإعداد الطعام، ونحوه مما يأكل الأوقات، ويضيِّع الساعات .

* أن يكون له قسط من التسبيح، والتحميد، والتهليل، والحوقلة، والاستغفار، وسائر أنواع الذِّكْر، والشكر؛ بأن أبقاه الله إلى هذا الشهر، ويتذكَّر أن كثيرًا من الناس يموتون في شهر شعبان ، وفي آخر لحظات منه، قبل أن يُعْلََن عن دخول الشهر، وأن الله امتنَّ عليه وأبقاه إلى أن أدركته أنوارُ الشهر، فدخل فيه، وكُتِبَ ممن عاشوا ولو لحظة من لحظاته، لينال من الله عطاءاته وفيوضاته ، فيصلي ويفرح ويتصدقُ ، ويعتكف فيه، ويقرأ القرآن، ويذكر الله كثيرًا، فتلك نعمة النعم وغاية الفضل.

* أن يجتهد في ختم القرآن عددا من المرات، ولا يكتفي بختم القرآن مرة واحدة ؛ لأن الأصل أن يقرأ المسلم القرآن مرة في الشهر في غير رمضان، فإذا دخل رمضان زاد المسلم في التلاوة، وختم القرآن ثلاث مرات على الأقل، بمعدل ثلاثة أجزاء يوميًا، ومن زاد زاد الله عليه،وأكرمه، وتقبل منه .

* أن يجتهد في حضور القيام عقب صلاة العشاء، ويصليَه كله إنْ قدر على ذلك، ويحرص عليه، وإذا علم أن مسجدَ حيِّه يفسح المجال للتهجد، دخل مع الناس، وتهجَّد، وأكثر من السجود لله ، وكل شيء مسجَّل عند الله، ولا يضيع، والملائكة تكتب كل شيء، ويجتهد في أن تدمع عيناه؛ لأن دمع العين دليل صدق القلب، ونقاء النفس، وصفاء الطوية، وحسن السريرة .

* أن يؤدي حق والديه وإخوانه في صلة الرحم، والزيارات، وتقديم الهدايا فرمضان شهر التواصل والحب ، وشهر التراحم والود، وشهر التعاون والبذل ، وإذا كان على خصام مع أحد أقاربه فيحرص على أن يصلح ذات البين، ويعيد العلاقات بحيث تكون أفضل مما كانت حتى يُمْسِيَ من أبناء رمضان، ومن أحباب الله ، ومن طلاب الآخرة الذين يدركون قيمة الإسلام، وسمو تعاليمه، وجمال ضوابطه،وتشريعه، وأنه دين الفطرة، ويجعل من رمضان وسيله للتقارب، وسبيلا للتواصل، وترك الخصام، ونبذ الفرقة، ونحوها من الأمور المخلِّة بالصيام .

* أن يسعى جهده في غض البصر، وترك هذه الصورة غير الطيبة التي يبيح بعض الناس فيها لنفسه إطلاق البصر في الرائحات والغاديات المترخصات حتى لا يضيع صومه ؛ لأن النظرة بريد الزنا ، وطريقة من طرق إغواء الشيطان ، فإن النفس يرتكز فيها صُوَرُ ما تراه فترة، ولماذا نغضب الله بإطلاق النظر في وجوه النساء وفي أجسادهن؟! ، والله ـ تعالى ـ يقول في الحديث القدسي:" النظرة سهم مسموم من سهام الشيطان إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه"، ويكفيه فخرًا أن يلتزم بقوله ـ سبحانه وتعالى ـ:?قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ? ذَ?لِكَ أَزْكَى? لَهُمْ ? إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ?، وغض البصر دليل يقظة القلب، وسلامة المعتقد؛ لأنه برهان على صدق الخوف من الله ، وعمق التقوى، وعلامة على رُقِيِّ الحس ، وشفافية الشعور.

* أن يتعلم آداب الصيام، ومكروهاته، ونواقضه ، ومستحباته، وكل ما يصح معه الصوم، ويكون سببا من أسباب القبول، وعلائم الرضا، وبراهين القبول بحيث يمر كل يوم وقد استشعر بنعمة قبول الله له، وعدم ردِّ صيامه، فكل ما يؤهل الصائم لقبول صومه وطاعته فلا بد أن يحرص عليه، ويسعى له، ويجتهد في تحصيله.

* كثرة الدعاء، فرمضان شهر الدعاء والقبول، ونلحظ أن آيات الدعاء وردت في آيات الصيام، قال ـ تعالى ـ : ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ? أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ? فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ? ، فلا بد من استغلال الفرصة، والاستكثار من شهر الدعاء والقبول، وقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستكثر من أربع كلمات هي:" أشهد أن لا إله إلا الله ، أستغفر الله ، اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار" ، وهي كلمات تحمل كل مطلوب الإنسان ومراده ؛ أن يشعر أنه عبد يستغفر ربًّا، ويطلب منه القبول، ويستعيذ به من النار، ويسأله الجنة، ونعيمها .

* ومن أهم مؤهلات المسلم لاستقبال رمضان أن يفاتح نفسه، ويكشف أوراقه بين يدي مولاه ، ويطلب إليه ـ جل في علاه ـ أن يرزقه القبول، وحسن العمل، وأن يقبله على تقصيره، ويمرِّغ الجبهة صادقا في محراب الخشوع، ويجرى منه على الخدود الدموع، طالبا فتح الباب، وسكب العبرات بين يدي الله الغفور الودود ،ويظل باكيا يعاود الدعاء أن يكتبه في الصائمين ، وفي المقبولين، وأن يرزقه التواضع، فلا يُقْبَلُ عمل - كما هو معلوم- لا يحوطه التواضع ولا يشتمل على الخشوع، وليتذكر الصائم معنى الحديث الشريف القائل: " إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطل على خلقي، وقطع النهار في ذكري، ولم يَبِتْ مُصِرًّا على معصيتي" ، وليعلم أن الله لا ينظر إلى صورنا، وأشكالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وأن التقوى هي جماع كل خير، وأن الصوم يهدف إلى تحصيل تلك التقوى، وتحقيق كل متطلباتها، ويسأل الله أن يجعله أحق بها وأهلها، فَعَمَلٌ واحدٌ على بصيرة واستحضار قلب، وخشوع فؤاد ودمع عين- أفضل عند الله من أعمال كثيرة، خرجت مخرج الكبر والصلف، "فرُبَّ معصية أورثت ذلا وانكسارا خيرٌ من طاعة أورثت عزا واستكبارا" .

* وليستغل تصفيد الشياطين، وسَلْسَلَةَ مَرَدَةَ الجانِّ ، وهذه النعمة في فتح سبل الطاعة، وتيسير أسباب القرب، فلا يضيع وقتًا من أيام أو ليالي رمضان، ويُرِي اللهَ من نفسه خيرًا.

نسأل الله - تعالى ـ أن يجعلنا أهلا لرمضان ، وأن يرزقنا فيه الإخلاص والقبول ، وأن يسلكنا في عداد الصائمين، الفائزين، المعتكفين، ومن أهل ليلة القدر، وممن ختم لهم بقبول الطاعات، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وصلى الله، وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى أله وصحبه أجمعين.

د جمال عبد العزيز أحمد

جامعة القاهرة ـ كلية دار العلوم

جمهورية مصر العربية

descriptionمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ Emptyرد: مِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ

more_horiz
معلومات قيمة جدا

بارك الله فيك

ننتظر جديدك

descriptionمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ Emptyرد: مِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ

more_horiz
شكرا علي الموضوع المميز 

[size=32]أتمني التواصل المستمر  [/size]

مِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ 886773

descriptionمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ Emptyرد: مِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ

more_horiz
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
واثابك الله جنة الفردوس
اللهم تقبل منا الصيام والقيام
اللهم آمين يا رب العالمين

descriptionمِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ Emptyرد: مِنْ مُؤَهِّلات المسلم لاستقبال رمضانَ

more_horiz
أشكرك على مشاركتك بقسم الخيمه الرمضانيه
شكرا لك



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي