البسملة على أنَّها مفتاح كتاب الله تعالى، وهي أول ما كُتب في اللوح المحفوظ، وهي أول ما أمر الله سبحانه وتعالى- به جبريل أن يُقرئَه لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث قال جبريل لرسول الله أول ما قال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[١]، وقد وردَت البسملة في كتاب الله تعالى في سورة النمل في قوله تعالى: {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[٢]، وقد اتفق العلماء على أنَّ البسملة لا تُقرأ في مطلع سورة التوبة، وقد اعتبر بعض العلماء أن البسملة هي الآية الأولى من سورة الفاتحة بينما قال آخرون إنَّها التمهيد المعروف للسور القرآنية لا أكثر، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في التاريخ.[٣] من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم كثيرة هي الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الناس، ولعلَّ من هذه الأسئلة هو السؤال التالي: من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في التاريخ، والإجابة عن هذا السؤال تأخذ منحيَيْنِ اثنين، أولهما هو ما جاء في كتاب الأوائل لأبي عاصم الشيباني وهو ما روى عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: "أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم سليمان -عليه السَّلام-"، حيث يشير ابن عباس إلى أنَّ نبيَّ الله سليمان -عليه السلام- هو أوَّل من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في التاريخ، ولعلَّ ابن عباس استند في هذا الحكم على قول الله تعالى في سورة النمل على لسان بلقيس في الكِتاب الذي بعثه سليمان إلى بلقيس: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[٤]، وجاء أيضًا في كتاب أخبار مكة للأزرقي إنَّ أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم من أهل مكة هو خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه-، حيث روى الأزرقي في كتابه عن إبراهيم بن عقبة ما يأتي: "سمعتُ أمَّ خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول: كان أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم"، ومما سبق يُستنتج أنَّ الإجابة عن السؤال: من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم هي نبي الله سليمان -عليه السَّلام- وأول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في مكة هو خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- والله أعلم.[٥] شرح بسم الله الرحمن الرحيم لا بدَّ بعد الإجابة عن سؤال: من أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم؟ من المرور على تفسير "بسم الله الرحمن الرحيم" وذلك تبيانًا لقيمة هذه الكلمات العظيمة التي جعل الله تعالى لها مكانة كبيرة في الإسلام ، فهي التمهيد الذي يُقال عند البدء بقراءة سور القرآن الكريم، وهي الذكر الذي ينبغي على المسلم أن يذكره إذا همَّ بفعل أي شيء في حياته، ومعنى "بسم الله الرحمن الرحيم" أي الافتتاح والبداية باسم الله من باب البركة والخير، والله هو اسم تفرَّد به رب العزة -تبارك وتعالى- وخصَّه لنفسه، والرحمن الرحيم هما اسمان يدلَّان على صفات الله -سبحانه وتعالى- فالله هو صاحب الرحمة والرحمة أساسه وصفته، والرحيم صيغة مبالغة فرحمة الله واسعة لا يحدها شيء، والله تعالى أعلم