مفهوم الأدب عند كلِّ الأمم والشعوب إلى أحد أهمّ شكلٍ من أشكال التعبير التي يستخدمُها البشر، حيثُ يستطيع الإنسان من خلاله أن يعبِّرَ عمَّا يجول داخله من أفكار وعواطف وخواطر وهواجس ومشاعر بأسلوبٍ راقٍ مميَّزٍ بديع يُسحر القارئ ويستطيع إيصال المقصود له، وينطوي مفهوم الأدب بشكلٍ عامّ على كثيرٍ من الألوانِ والأشكالِ والفنون الأدبيّة أهمُّها: الرواية والشّعر والنثر والقصة والمقالة والخاطرة، كما يرتبط الأدب بلغة كلّ أمَّة، حيثُ يشكِّل المخزن الذي يحوي إرثها التاريخيّ والثقافيّ وكلّ نِتاجها فهو يشملُ كلَّ ما أنتجه العقل البشريّ، وفي هذا المقال سيدور الحديث حول مفهوم الأسطورة في الأدب وخصائص الأسطورة. [١] مفهوم الأسطورة في الأدب يعبِّرُ مفهوم الأسطورة في الأدب عن الحكايات الخرافيّة القديمة التقليديّة التي يتمُّ تداولُها بين الناس بشكل كبير، وتأخذ شيئًا من التقديس فيما بينهم، حيث تنتشر بين معظم الشعوب والأمم حول العالم وغالبًا ما تكون غير حقيقيَّة، ولم يحدُث أن حصلت على أرضِ الواقع، كما تروي لهم أحداثًا خارقة ومخالِفة للعادات وخارجة عن المألوف، وتتناول الحديث عن إنجازات الآلهة وحلفائها وأتباعها والملوك والأبطال والقادة وغير ذلك من شخصيّات أسطوريّة وتاريخيّة. وقد مثَّلت الأسطورة في العهود القديمة الكثيرَ من معتقدات الشعوب وعبَّرت عنها بشكلٍ أو بآخر، مثل تفسير شعب من الشعوب لإحدى الظواهر الطبيعيّة، وقد تتحدَّث الأسطورة عن أماكن وشخصيَّات يمكن أن يدركَها الناس وقد تكون موجودة أصلًا، وقد تقوم على شخصيات حقيقيّة، إلا أنَّ معظم الأساطير يدور حول شخصيات خياليّة، ولكلِّ أمة من الأمم أساطير خاصّة بها، تعكسُ معتقدات أبنائها وتوجّهاتهم، وهي لا تمثّل تاريخًا يمكنُ أن يعتمدَ عليه الناس إنّما هي بمثابة قصص خرافيّة خياليّة لا أكثر، تنتقلُ بين الأجيال ويرويها الناس من خلال الشعر أو الرواية أو القصة إمَّا شفهيًّا أو عن طريق التدوين بعد أن بدأ البشر باستخدام التدوين، ومن أشهر الأساطير على الإطلاق الأوديسة والإلياذة لهوميروس وقصص الملك آرثر وغيرها.[٢] أنواع الأساطير بعد أن دارَ الحديث حول مفهوم الأسطورة في الأدب سيُشار إلى أنواع الأساطير، حيثُ تُقسم الأساطير إلى عدّة أنواع، وذلك حسب المغزى التي تحملُه إلى الناس، فقد كان يتمُّ التعامل معها قديمًا على أنّها نصوص مقدسة لا يمكن التشكيك فيها، إلا أنه بعدَ ظهور العلم وفرض سيادته أجاب البشر عن معظم الأسئلة التي حاولت تلك الأساطير تفسيرَها، وبقيت الأساطير قصصًا خرافيّة تحملُ جانبًا من جوانب تفكير القدماء، وفيما يأتي أهمّ أنواع الأساطير: [٣] أسطورة الخلق أو أسطورة التكوين: تتحدّث هذه الأسطورة عن أصل الحياة وأصل الكون كلّه، وتتناول قصة خلق البشر بشكلٍ عامّ، وتحاول أن تذكرَ مواضيع ظهور الآلهة عبر العصور. الأسطورة التعليلية: وهي الأسطورة التي تفسّر الظواهر الطبيعيّة حسب معتقدات تلك الشعوب وأفكارها، فقد كان الإسكندنافيّون قديمًا يؤمنون بأنّ أحد آلهتهم والذي يدعى "ثور" هو من يصنعُ البرق والرعد. الأسطورة الرمزيَّة: ارتبطَ ظهور هذه الأسطورة بابتعاد البشر عن السحر والتمائم وحفظِ الأدعية التي كان الكهّان يجعلون الشخص على اتصال مباشر بالطبيعة، ومعظم الأساطير التي ما زال الناس يتداولونها حتى هذه الأيام هي من الأساطير الرمزية. الأسطورة الطقوسية: ارتبطت هذه الأسطورة بأشكال العبادات وطرقها كافّة، واعتنت بالجانب التعبيريّ من طقوس الأفعال التي كانت تحاول أن تضمن للمجتمعات رخاءها، وذلك قبل أن تتحوّل إلى حكاية أسطوريّة.[/size]