من العادات التي يقوم بها بعض الأشخاص لتخفيف التوتر الذي قد يصيبهم خلال النهار، وقد يستمر الشخص في القيام بعادة ما دون دراية بالمخاطر التي قد تنجم عنها، من هذه العادات طق الرقبة أو فرقعة مفاصل أصابع اليدين أو القدمين، فعلى الرغم من عدم صحة الفكرة التي تقول بزيادة احتمالية تطوير التهاب المفاصل بسبب زيادة فرقعة الشخص لها، فإنّ هذه العادة يمكن أن تحمل بعض المخاطر، ويحدث صوت فرقعة المفاصل أو الرقبة بشكل عام عن طريق الخروج السريع لفقاعات الغاز المتشكلة في السائل المفصلي الموجود ضمن المحفظة المفصلية، أو عن طريق الشدّ الزائد للأربطة والأوتار المتصلة بالعظام. [١] مخاطر طق الرقبة يمكن لحركات طق الرقبة أن تكون خطيرة أو مؤذية عندما لا تتم بشكل صحيح، أو عندما يقوم بها الشخص بشكل متكرر، فعملية ثني الرقبة بشكل كبير للوصول إلى النقطة المطلوبة يمكن أن يؤدّي إلى ضغط الأعصاب الرقبية، وهذا يحمل معه الشعور بالألم الشديد الذي قد يؤدي إلى صعوبة أو استحالة تحريك الرقبة من وضعيتها الحاصلة، كما أنّ ثني الرقبة أو طقّها بشكل شديد جدًا يمكن أن يجهد عضلات العنق المحيطة بالمفاصل أو أن يجهد المفاصل نفسها، وعندما يحدث هذا الأمر، يمكن أن يشعر الشخص بأن تحريك الرقبة أمر صعب يستدعي جهدًا زائدًا عن العادة، وإنّ الشعور الدائم بالحاجة لطق الرقبة يمكن أن ينجم عن حالة تدعى فرط الحركية، حيث يملك المفصل مجالًا أوسع للحركة من الحد الطبيعي له، وهذا يحدث نتيجة لفرقعة أو طق الرقبة بشكل متكرر ولفترات طويلة، مما يؤدّي لتمطط الأربطة المفصلية، وهذا يزيد من مجال الحركة الطبيعي للمفصل، ممّا يؤدي بدوره إلى حالة تدعى بعدم الاستقرار الدائم، والتي ترفع بدورها من احتمالية حدوث أو تطوير الفصال العظمي، وهو من الأمراض المفصلية التي تؤدّي إلى الألم المفصلي واليبوسة المفصلية. وبما أنّ الرقبة تُعد من الأماكن الغنية بالأوعية الدموية الهامة، يمكن لطق الرقبة بشكل شديد جدًا أو متكرر بكثرة أن يؤدّي إلى ضغط أحد هذه الأوعية وأذيتها، أو إلى تشكيل الخثرات الدموية، والتي تُعد من الحالات الخطيرة عند وصولها إلى المناطق الحيوية في الجسم كالدماغ أو الرئتين. [٢] عوامل الخطر المرافقة لطق الرقبة على الرغم من أنّ عادة طق الرقبة منتشرة بين الشباب والكبار في السن على حدّ سواء، إلّا أنّها يمكن أن تكون أكثر أمانًا عند الشباب، فالأربطة والمفاصل والأوعية الدموية تكون أكثر قابلية للتمطّط والحركة عند الشباب من الكبار، وبسبب نقص تمعدن العظام ونقص الكثافة العظمية -فيما يُعرف بترقق العظام الشيخي- عند الكبار في السن، يمكن القول أن احتمالية حدوث الكسر من الحركات العنيفة أكبر عند الكبار من الشباب، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك اختصاص أو مهنة مستقلّة تقوم على تقويم المفاصل والعمود الفقري، ويمكن للشخص تنظيم زيارة إلى أحد هؤلاء المختصين عند الشعور بالحاجة لطق الرقبة مع الحفاظ على أمان هذا الإجراء