فرط بوتاسيوم الدم أو Hyperkalemia هو الحالة الطبية التي يحصل فيها ارتفاع في تركيز شاردة البوتاسيوم في الدم، ممّا قد يؤدّي إلى العديد من الأعراض والاختلاطات التي تصل في كثير من الأحيان إلى مرحلة خطيرة قد تودي بحياة المريض، وتُعد هذه الحالة من الحالات التي يجب أن تعالج في المستشفى، خصوصًا عندما يكون فرط البوتاسيوم شديدًا، وعند ترافق الحالة مع الأعراض المهدّدة للحياة، وبما أن الكلية هي العضو الرئيس في السيطرة على مستويات البوتاسيوم في الجسم، فإنّ الأمراض التي تؤثر على عمل الكليتين هي التي تؤثر بشكل أساسي على مستويات البوتاسيوم، مثل حالات القصور الكلوي الحاد أو المزمن أو حالات التهاب الكبد والكلية. [١] أسباب فرط بوتاسيوم الدم هناك العديد من الحالات الطبية التي قد تقود بالمحصلة إلى ارتفاع بوتاسيوم الدم، من ضمنها الأمراض المشخصة مسبقًا أو الحالات الحادّة التي قد تحصل على المريض بشكل فجائي أو تناول لبعض الأدوية أو المواد، ويُعد القصور الكلوي أشيع مسبّبات ارتفاع بوتاسيوم الدم، حيث تفشل الكليتان في هذه الحالة في طرح الفائض من البوتاسيوم في الجسم، ممّا يؤدّي إلى تراكمه في الدم مع ما يرافق هذا الأمر من أعراض واختلاطات، ومن الأسباب الأخرى لهذه الحالة ما يأتي: [٢] التجفاف، أي نقص سوائل الجسم نتيجة للإسهالات أو التقيّؤات الشديدة أو غير ذلك. داء السكّري نمط 1. داء أديسون، أو نقص نشاط قشر الكظر. النزوف الداخلية. ومن الأدوية التي يمكن أن ترفع من نسبة البوتاسيوم في الدم ما يأتي: بعض الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي للسرطانات. مثبّطات الأنزيم القالب للأنجيوتنسين ACE، وهي من الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع التوتّر الشرياني. حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين، وهي كذلك من الأدوية المستخدمة في خفض ضغط الدم. وبالإضافة لما سبق، يمكن لتناول المتمّمات الغذائية الحاوية على كميات كبيرة من البوتاسيوم وبشكل كبير أن يرفع من البوتاسيوم في الدم، خصوصًا عند الذين يعانون من مشاكل كلوية سابقة. كما قد يؤدّي الاستخدام المفرط للكحول إلى أذية الخلايا العضلية، والذي قد يرفع من تحرّر البوتاسيوم من هذه الخلايا وزيادة نسبته في الدم، وبنفس الآلية قد تتسبّب الأذيات الرضّية المباشرة في رفع نسبة بوتاسيوم الدم عن طريق تحرّره من الخلايا المتأذّية. أعراض فرط بوتاسيوم الدم يمكن لفرط بوتاسيوم الدم أن يكون لا عرضيًا في كثير من الأحيان، كما أنّه عندما يكون عرضيًا يمكن أن يتظاهر بأعراض مبهمة وغير موجهة، ومن الأعراض التي غالبًا ما ترافق فرط بوتاسيوم الدم ما يأتي: [٣] الغثيان. الإرهاق. الضعف العضلي المعمّم. الإحساس بالتنميل. كما أنّ فرط بوتاسيوم الدم يمكن أن يعطي أعراضًا أكثر شدّة أو خطورة، مثل انخفاض معدّل ضربات القلب، أو كون ضربات القلب أضعف من الطبيعي، فزيادة البوتاسيوم بشكل كبير يمكن أن تقود لحالة من توقف القلب، وبشكل عام، يمكن القول أن ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم بشكل تدريجي -كما يحدث في حالات القصور الكلوي- يُعد أفضل تدبيرًا وإنذارًا من الارتفاع السريع المفاجئ، وبالإضافة إلى أعراض ارتفاع البوتاسيوم سابقة الذّكر، يمكن للمرض الأساسي الذي أدّى لهذا الارتفاع أن يتظاهر بأعراضه المستقلّة، ولكنّ تدبير ارتفاع البوتاسيوم يُعدّ من الأمور شديدة الأهمّية والتي يجب القيام بها حال تشخيصها لتجنيب المريض من المرور بالاختلاطات التي قد تكون مميتة. تشخيص فرط بوتاسيوم الدم يمكن أن تتفاوت النسبة التي يمكن أن يُشخّص فيها فرط بوتاسيوم الدم بين المراجع الطبية والمخابر والمستشفيات، فقيمة البوتاسيوم الطبيعية تتراوح بين 3.6 و5.2 ميلي مول في اللّتر mmol/L، وأيّ قيمة أعلى من 5.2 mmol/L يمكن أن تُعد ارتفاعًا في قيم بوتاسيوم الدم، كما أنّ القيمة التي تفوق 5.5 mmol/L تُعد ارتفاعًا كبيرًا يجب تدبيره مباشرة، والقيمة التي تفوق 6 mmol/L تُعد من القيم التي قد تُدخل المريض في الاختلاطات المهدّدة للحياة. ولتشخيص ارتفاع البوتاسيوم في الدم، يتم إجراء اختبار دموي بسيط بعد سحب عينة دم وريدية من المريض، وعادة ما يتم هذا الفحص بشكل روتيني عند المرضى الذين وصفت لهم حديثًا الأدوية التي قد تؤثر في نسب البوتاسيوم، مثل المدرّات البولية، وأيّ تغير في قيم البوتاسيوم -سواء بارتفاعه أو انخفاضه- يمكن أن يظهر في التحليل، ويتم إجراء التدبير المناسب بحسب شدّة التغير. ويجب التنويه إلى ضرورة فحص قيم البوتاسيوم بشكل دوري عند المرضى المؤهلين لتغيّر قيم البوتاسيوم، مثل مرضى القصور الكلوي أو الذين يخضعون بشكل دوري لجلسات التحال الدموي، أو مرضى الذئبة الحمامية الجهازية أو مرضى زرع الكلية، فقد يتم اكتشاف قيمة بوتاسيوم غير سويّة بالصدفة -باعتبار أن ارتفاعه لا عرضي- ويتم تدبيره وتجنّب مشاكله. [٢] علاج فرط بوتاسيوم الدم تعتمد الخطة العلاجية في علاج فرط بوتاسيوم الدم بشكل رئيس على قيمة البوتاسيوم وشدّة ارتفاعه، حيث يمكن أن يتفاوت العلاج بين الحمية فقيرة البوتاسيوم إلى الطرق الهجومية في علاج فرط البوتاسيوم والتي تتّبع في المشافي لعلاج الحالات الشديدة، ويهدف علاج فرط البوتاسيوم إلى التخلص من القيمة الزائدة من هذه الشاردة دون إنزالها إلى ما دون القيمة الدنيا. ففي حالات القصور الكلوي، يمكن الاعتماد على التحال بشكل رئيس وكاف في التخلص من قيم البوتاسيوم المرتفعة، والتحال هو تصفية الدم من الفضلات وتنظيم العديد من الشوارد عبر طرحها نظرًا لعدم قدرة الكليتين على العمل بشكل سليم. ومن الأدوية المتّبعة في علاج فرط البوتاسيوم -والتي يمكن أن تُعطى في المستشفى أو أن يصفها الطبيب ليتم تناولها من قبل المريض في منزله- ما يأتي: [٢] غلوكونات الكالسيوم، والتي تعاكس تأثير البوتاسيوم على العضلة القلبية ريثما تعود قيم البوتاسيوم إلى حدّها الطبيعي. المدرّات البولية الطارحة للبوتاسيوم. الراتنج، وهو من المواد التي ترتبط مع البوتاسيوم في الأمعاء ممّا يقلل من امتصاصه