وقت صلاة الاستخارة ورد عن الصحابة أنّ النبي كان يُعلمهم الاستخارة كما يُعلمهم القرآن، وتشرع إن طرأ على العبد أمرٌ من أمور الدنيا المُباح فعلها؛ فلا تجوز الاستخارة في الأمور الواجبة أو المندوبة؛ لأنّ العبد مأمورٌ بفعلها دون استخارةٍ، وكذلك الأمور المُحرمة والمكروهة؛ فلا استخارة فيها؛ لأنّ تركها واجبٌ، ولا تُصلى في أوقات الكراهة التي بيّن النبي كراهة التنفُل فيها، وهي ثلاث أوقات؛ الأول: بعد صلاة الفجر إلى طُلوع الشمس، والثاني: قُبيل الظهر بِمقدار رُبع ساعةٍ، وهو وقت زوال الشمس، والثالث: بعد صلاة العصر إلى المغرب، وإن طرأ على العبد أمرٌ لا يُمكن تأخيره؛ فيجوز له أن يُصلي الاستخارة في أوقات الكراهة، وفي حالة الاقتصار على الدعاء؛ فيجوز له في أيّ وقتٍ شاء.[١] حُكم الاختيار قبل صلاة الاستخارة خلق الله الإنسان ضعيفاً، غير عالمٍ بمصلحته، والله وحده القادر على الإعطاء والمنع، فشرع الإسلام الاستخارة التي تقوم على توكيل الأمر لله، وتفويضه قبل وقوع القدر، فيُصُلّي العبد الاستخارة، ثمّ يقوم بما ينشرح صدره له، من غير اتباعٍ للهوى، فلا يجوز للعبد اختيار أمرٍ قبل الاستخارة؛ لأنّ ذلك من باب العبث وعدم الفائدة، ويبتعد عن المعنى الحقيقي الذي من أجله شُرعت الاستخارة.[٢] كيفية صلاة الاستخارة كان العرب قبل الإسلام إذا أرادوا أمراً؛ كسفرٍ أو تجارةٍ أو غير ذلك؛ يستقسمون بالأزلام، وذلك بوضع ثلاثةٍ من الأكواب، مكتوبٌ على إحداها كلمة افعل، والثاني كلمة لا تفعل، والأخير تركوه من غير كتابةٍ؛ فإن خرج الأول مضوا لما أرادوا فعله، وإن خرج الثاني تركوا ما أرادوا فعله، وإن خرج الثالث أعادوا القُرعة مرةً أخرى، فجاء الإسلام ليُعلمهم الاستخارة، وكيفيتها كما أخبر النبي؛ وهي ركعتين يُصليهما العبد بنيّة الاستخارة، ويجوز أن يُصلي نافلةً وينوي معها صلاة الاستخارة، كمن صلى ركعتين بنية تحية المسجد والاستخارة، وبعد السلام يقرأ دعاء الاستخارة الوارد عن النبي، ويجوز أن يقرأه بعد التشهّد وقبل السلام.[٣]