🔵صَلَاةُ الاسْتِخَارَةِ🔵
📝شَرَعَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِهِ أَنْ يَسْتَعْلِمُوا اللهَ مَا عِنْدَهُ فِي الأُمُورِ الَّتِي تَمُرُّ بِهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ، وَأَنْ يَطْلُبُوهُ تَعَالَى الخِيَرَةَ فِيهَا، وَذَلِكَ بِأَنْ عَلَّمَهُمْ صَلَاةَ الاسْتِخَارَةِ مَكَانَ مَا كَانَ يُفْعَلُ فِي الجَاهِلِيَّةِ مِنَ الطِّيَرَةِ وَالاسْتِقْسَامِ بِالأَزْلَامِ وَالقِدَاحِ.
🔻وَهَذِهِ الصَّلَاةُ هِيَ مَا وَرَدَ فِيمَا يَلِي:
🔶عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ب؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ج يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ؛ يَقُولُ: $إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ؛ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيرِ الفَرِيضَةِ؛ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدِرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ-؛ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدِرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي بِهِ#. قَالَ: $وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ#. أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ([1]).
👈* قُلْتُ: وَفِي الحَدِيثِ فَوَائِدٌ:
▪الأُولَى: فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ صَلَاةِ الاسْتِخَارَةِ، وَفِيهِ مَا يُشْعِرُ بِوُجُوبِهَا([2]).
▪الثَّانِيَةُ: فِيهِ أَنَّ الاسْتِخَارَةَ تَشْرُعُ فِي أَيِّ أَمْرٍ؛ سَوَاءٌ كَانَ عَظِيمًا مُهِمًّا أَمْ حَقِيرًا.
📝قَالَ النَّوَوِيُّ: $الاسْتِخَارَةُ مُسْتَحَبَّةٌ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ؛ كَمَا صَرَّحَ بِهِ نَصُّ هَذَا الحَدِيثِ الصَّحِيحِ#([3]). اهـ.
👈* قُلْتُ: وَظَاهِرُ أَنَّ فِعْلَ الوَاجِبَاتِ وَتَرْكَ المُحَرَّمَاتِ وَفِعْلَ المُسْتَحَبَّاتِ وَتَرْكَ المَكْرُوهَاتِ لَا اسْتِخَارَةَ فِيهَا مِنْ جِهَتِهَا.
▪نَعَمْ؛ تَدْخُلُ الاسْتِخَارَةَ فِي الوَاجِبِ وَالمُسْتَحَبِّ المُخَيَّرِ، وَفِيمَا كَانَ زَمَنُهُ مُوسِعًا([4]).
📝قَالِ ابْنُ حَجَرٍ: $وَيَتَنَاوَلُ العُمُومَ العَظِيمَ مِنَ الأُمُورِ وَالحَقِيرِ، فَرُبَّ حَقِيرٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الأَمْرُ العَظِيمُ#([5]). اهـ.
▪الثَّالِثَةُ: وَفِيهِ أَنَّ صَلَاةَ الاسْتِخَارَةِ رَكْعَتَانِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ.
📝قَالَ النَّوَوِيُّ: $وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا تَحْصُلُ بِرَكْعَتَيْنِ مِنَ السُّنَنِ الرَّوَاتِبِ، وَبِتَحِيَّةِ المَسْجِدِ، وَغَيْرَهَا مِنَ النَّوَافِلِ#([6]).اهـ.
* 👈#قُلْتُ: مُرَادُهُ -وَاللهُ أَعْلَمُ- إِذَا تَقَدَّمَ الهَمُّ بِالأَمْرِ عَلَى الشُّرُوعِ فِي فِعْلِ الصَّلَاةِ([7])، وَظَاهِرُ كَلَامِ النَّوَوِيِّ أَنَّهُ سَوَاءٌ نَوَى صَلَاةَ الاسْتِخَارَةِ وَتِلْكَ الصَّلَاةِ بِعَيْنِهَا أَمْ لَمْ يَنْوِ، وَهُوَ ظَاهِرُ الحَدِيثِ.
📝قَالَ العِرَاقِيُّ: $إِذَا كَانَ هَمُّهُ بِالأَمْرِ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي الرَّاتِبَةِ وَنَحْوِهَا، ثُمَّ صَلَّى مِنْ غَيْرِ نِيَّةِ الاسْتِخَارَةِ، وَبَدَا لَهُ بَعْدَ الصَّلَاةِ الإِتْيَانُ بِدُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ؛ فَالظَّاهِرُ حُصُولُ ذَاكَ#([8]).اهـ.
▪الرَّابِعَةُ: وَفِيهِ: أَنَّ الاسْتِخَارَةَ لَا تَكُونُ فِي حَالِ التَّرَدُّدِ؛ لِأَنَّهُ ج قَالَ: $إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ#. وَلِأَنَّ الدُّعَاءَ جَمِيعَهُ يَدُلُّ عَلَى هَذَا.
👈فَإِذَا كَانَ المُسْلِمُ مُتَرَدِّدًا فِي أَمْرٍ، وَأَرَادَ الاسْتِخَارَةَ، عَلَيْهِ أَنْ يَخْتَارَ مِنْهُمَا أَمْرًا، وَيَسْتَخِيرُ عَلَيْهِ، ثُمَّ بَعْدَ الاسْتِخَارَةِ يَمْضِي فِيهِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا؛ يَسَّرَهُ اللهُ لَهُ، وَبَارَكَ لَهُ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ؛ صَرَفَهُ عَنْهُ، وَيَسَّرَ لَهُ مَا فِيهِ الخَيْرُ بِإِذْنِهِ I.
▪الخَامِسَةُ: وَفِيهِ: أَنَّهُ لَا يَتَعَيَّنُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قِرَاءَةُ سُورَةٍ أَوْ آيَاتٍ مُعَيَّنَةٍ بَعْدَ الفَاتِحَةِ([9]).
▪السَّادِسَةُ: فِيهِ أَنَّ الخَيْرَةَ تَظْهَرُ بِتَيْسِيرِ الأَمْرِ وَالبَرَكَةِ فِيهِ، وَإِلَّا؛ صُرِفَ المُسْتَخِيرُ عَنْهُ، وَيُسِّرَ لَهُ الخَيْرُ حَيْثُ كَانَ.
▪السَّابِعَةُ: فِيهِ أَنَّ المُسْلِمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةَ الاسْتِخَارَةِ؛ مَضَى لِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ، سَوَاءٌ انْشَرَحَ صَدْرُهُ أَمْ لَا([10]