مناهج الوصول إلى استخراج الأحكام
من القرآن ومن صحيح سنة الرسول عليه السلام
مقدمات
دكتور كامل محمد محمد
الرسول عليه السلام يقول:"فليبلغ الشاهد الغائب"
جميع الأئمة يقولون: "إذا صحّ الحديث فهو مذهبى"
اتفق جميع العلماء على أنه: "إذا وجِدَ الأثر بطل النظر" و"لا اجتهاد مع النصِّ"
هذه حقائق!!!!
إن معظم الخلافات التى كانت بين الصحابة رضى الله عنهم وبين الفقهاء وعلماء الأصول رحمهم الله كانت بسبب عدم علمهم بحديث صحيح فى المسألة محل النزاع وهذه حقيقة أيضاً!
كأن الفيصل وجود النصِّ! فهلا بحثنا عن النصوص التى وعد ربنا جلَّ وعلا بحفظها؟
هل يمكن أن نضع قاعدة من عند أنفسنا ثم نحكمها على أحاديث الرسول عليه السلام؟
قالوا: الأحداث كثيرة والنصوص محدودة فكيف نحكم بالمحدود على الغير محدود؟
فهل الأحاديث لم تكفى ما بيننا من أحداث؟
إن أى باحث فى علم الحديث لن يجد واقعة إلا وفيها نصُّ علمه من علمه وغاب عمن غاب عنه.
إن السلوك الإنسانى لن يختلف فى أصوله وإن اختلف فى أشكاله بتغير الزمان أو المكان؛ فمهما تغير الزمان أو تغير المكان:
فهل نجد إلا نواهىٍ نهانا الله سبحانه وتعالى عنها وقد فصّلها لنا برحمته {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ } [الأنعام: 119] ولن يستطيعَ بشرٌ أن يزيد فيها شيئ ؟
وهل نجد إلا أوامر فرضها الله علينا ولن يستطيع بشر أن يزيد فيها شيئ أو ينقص منها شيئ؟
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" [البخاري: كِتَاب الِاعْتِصَامِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ بَاب الِاقْتِدَاءِ بِسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
هل ينكر إنسان أن جميع ما فى الكون مباح لنا وقد سخره ربى سبحانه لنا؟ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } [البقرة: 29]
إن المتعارف عليه فى الأوساط العلمية أن الطالب يقدم بروتوكولاً أو منهاجاً قبل البدء فى أى بحث أو رسالة علمية؛ إن هذا المنهاج يُناقَش فيه الطالب قبل البدء فى رسالته؛ فهل يمكن أن يتفضل العلماء الأفاضل بتقديم مثل هذا المنهاج ويناقش مناقشة علمية فما وافق القرآن والسنة أخذنا به؟
إن القضية الآن ـــ بعد أن تحقق وعد ربى سبحانه ووصلت إلينا جميع الأحاديث ــــ أصبحت تكمن فى وجود هذا المنهاج الذى يمكن عن طريقه استخراج الأحكام من نصوص القرآن والسنة.
هذا وبالله التوفيق.