من صفات العمل الذي يحبّه الله -عزّ وجلّ- ما كان بشكلٍ دائمٍ ومستمرٍّ دون انقطاعٍ، وقد أرشد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أنّ العبد إذا استمرّ وداوم على عبادةٍ أحبّ إلى الله -تعالى- من أن يكلّف على نفسه ومن ثمّ ينقطع عن هذا العمل، وإنّ أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى- من حيث النوع؛ الفريضة التي شرعها الله وفرضها على عباده، فهي أحبّ إليه من الأمور المستحبّة والنوافل، كما أنّ الفرائض تتفاضل فيما بينها؛ فأعظمها توحيد الله سبحانه.[١] العمل الصالح من أفضل الأعمال عند الله -عزّ وجلّ- الصلاة على وقتها، ثمّ برّ الوالدين، ثمّ الجهاد في سبيل الله تعالى، وذكر الله -عزّ وجلّ- والاستمرار على ذلك، ثمّ العمل على نفع المسلمين، وإدخال السرور والفرح على قلوب الآخرين، والإكثار كذلك من الأعمال التي يحبّها الله -تعالى- في شهر ذي الحجّة، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي يحبّها الله تعالى، وكُلّ عبدٍ يقوم بها حسب قدرته، فالله -تعالى- لا يكلّف أحداً من عباده بعملٍ من الأعمال فوق طاقته وقدرته.[٢] فضل النوافل إنّ الإكثار من النوافل في العبادات له أثرٌ كبيرٌ في صفاء نفس العبد، والسمو والرقي بروحه، وسببٌ في نقاء سريرته، وتعدّ أيضاً سبباً في الفوز بمحبّة الله -عزّ وجلّ-، وبالمقام الرفيع عند الله، واصطفاء الله -عزّ وجلّ- لهم، ومن النوافل ما يكون سبباً في مغفرة الله -تعالى- لذنوب عبده؛ مثل: قيام شهر رمضان المبارك، وصلاة التراويح، وقد تسدّ النوافل بعض النقص في الفرائض؛ مثل الصلوات المفروضة، ومن فضائل النوافل أنّها قد تكون سبباً في مضاعفة الحسنات والأجور، ومحو السيّئات والخطايا التي ارتكبها العبد.[٣]