ورد معنى لفظ الحُطمة في قاموس المعاني إنّها لفظٌ يُطلق على النار؛ لأنّها تُحطّم كلَّ ما يُلقى فيها، وهي من الفعل حطَم، يحطِمُ، والفاعل حاطم، والمفعول منه محطوم، ولفظ الحُطمة ورد في القرآن الكريم في سورة الهُمزة، قال الله -تعالى-: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ*نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ)،[١] وأراد الله -تعالى- في ذكرها ذكر النار التي سعّرها للكافرين في الآخرة.[٢][٣] وصف الحُطمة قال العلماء إنّ الحطمة هي إحدى دركات جهنّم السبع، فقيل هي الدركة السادسة، وقيل إنّها الثانية، وقيل الرابعة، وقال أحد العلماء إنّها اسمٌ من أسماء جهنّم، وفصّل الله -تعالى- لفظ الحُطمة في نفس السورةـ فقال في تتمّتها: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ*نَارُ اللَّـهِ الْمُوقَدَةُ)،[٤] وقال المفسّرون في ذلك: إنّ النار موقدةٌ ألف عامٍ، ثمّ ألف عامٍ، ثمّ ألف عامٍ، فهي لا تخمد أبداً، تأكل العُصاة حين يُلقوا فيها، حتى إذا أكلت جسد الكافر ووصلت فؤاده عاد خلقه من جديدٍ؛ ليُعاود تذوّق العذاب مرةً بعد مرّةٍ، والله -تعالى- يُعاود الخلق إذا بلغت النار الفؤاد؛ لأنّ الفؤاد إذا وصله الألم مات صاحبه، فحينئذٍ يُعيد الله الحياة والخلق للمرء من جديدٍ حتى يبقى في العذاب أبداً.[٣] جانبٌ من تفسير سورة الهمزة فيما يأتي ذكر بعض الأمور التي أوردتها سورة الهمزة عن حال الكافرين وعذابهم في الآخرة كما ذكر المفسّرون:[٥] تتحدّث السورة بشكل عامٍ عن بعض صفات أهل النار التي أوردتهم الموارد في الآخرة، فمنها الهمّاز اللمّاز الذي يُكثر من السخرية والاستهزاء بالناس، ويطعن فيهم، وينتقص حقوقهم، ويتكبّر عليهم، فذلك مورده الويل وهو وادٍ في جهنّم. تذكر السورة أنّ حبّ جمع المال وخزنه للتكبّر فيه على الناس من بعض صفات الهمّاز اللمّاز، وهو بذلك يظنّ أنّ ماله مخلّدٌ له في الحياة الدنيا، فينفي الله -تعالى- هذا الظنّ، ويتوعّده مصيراً في الحطمة؛ وهي النار التي ستأكل كلّ ما أُدخل إليها، وقد استحقّ هذا المآل؛ لسوء خلقه وتكّبره على الخلق.