إمهال العذاب وتأخيره
************************************************** ************************************************** **********
.................................................. .................................................. .................................
يقول عز وجل : { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } . { أَفَحَسِبْتمْ أَنمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } .
لا يحسبنّ أى إنسان فى أى زمان أو مكان أن الله خلقه عبثاً فى هذه الحياة لا يُؤمر ولاينهى يبْلغه القرآن ويبلغه دين الإسلام
وذكر نبى الله عليه الصلاة والسلام ثم يكفر أو يشرك بدين الله ويظن أنه ناج من عذاب الله .
وليعلمن من آمنوا بدين الله بأن شريعة الله لم يشرعها الله لعباده لكى يذروا تعاليمها أو يعطلوا أحكامها بل شرعها الله لكى نأتمر بها وبما أنزله الله فيها .
*****
لقد بعث الله جميع الأنبياء والمرسلين إلى أقوامهم مبشرين ومنذرين يدعونهم إلى الإيمان بوحدانية الله ويحذرونهم من الكفر والشرك بالله .
يقول عز وجل لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } .
من الأقوام : من كانت لهم عقول يعقلون بها وقلوب بها يفقهون آمنوا بالله وصدّقوا بأنبيائهم ورسلهم التى بعثها الله لهم مثل
قوم سيدنا سليمان وقوم سيدنا يونس عليهما السلام .
ومن الأقوام : من كانوا أشد منا بنياناً وأكثر أموالاً وأقوى آثاراً وأطول أعماراً آثروا الكفر والشرك على التوحيد والإيمان فأهلكهم الله بعذابه ونقمته
وصبّ عليهم غضبه ولعنته ولهم فى الآخرة عذاب عظيم مثل : قوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود وقوم لوط وقوم شعيب وأصحاب السبت وأصحاب الفيل
وغيرهم من الأمم والأقوام .
يقول عز وجل : { أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً } .
ويقول جل شأنه : { فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } .
.......
ختم الله أنبياءه ورسله بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
قضى الله بإمهال قومه وأمته من عذابه وعقابه إلى يوم الدين .. يقول رب العالمين :
{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ .. وَلَوْلَا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَجَاءهُمُ الْعَذَابُ } .
لولا كلمة من الله سبقت بإمهالهم وتأخير عذابهم لعاجلهم الله بعذابه وعقابه ولأخذهم أخْذَ عزيز مقتدر .
...
لقد أمهل الله عذاب كل من حادوا ومالوا عن رسالة الهدى ودين الحق .. علّهم يفقهوا بعقولهم فيؤمنوا ويصدقوا بالدين الذى ارتضاه الله لهم .
وأمهل الله عقاب العصاة من المؤمنين .. علّهم يتقوا الله ويطيعوا ما أمرهم الله به ورسوله ويتوبوا ويستغفروا ربهم .
...
ولقد أرسل الله نبيه ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لكل العالمين " فى محياه أو مثواه " .
{ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ .. وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } .
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }
وأمد الله لهم العمر وأفسح لهم مُهله للإيمان واتباع دين الإسلام .. وللطاعة والتوبة والإستغفار ..
فما الذى يحجب الكافر أو المشرك عن الإيمان أو يمنعه .. وما الذى يمنع العاصى أن يتوب إلى الله ويستغفره ..
يقول جل شأنه : { وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى .. وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ } .
.................................................. .................................................. ...............................